أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصدق الحبيب - لاتضيّعوا الفنان محمود صبري














المزيد.....

لاتضيّعوا الفنان محمود صبري


مصدق الحبيب

الحوار المتمدن-العدد: 1926 - 2007 / 5 / 25 - 05:48
المحور: الادب والفن
    



‏-1-‏
لقد انجبت ارض العراق عبر الزمن الطويل كفاءات عملاقة غيرت وجه التأريخ واغدقت على ‏الانسانية افضالا جمة تعيش في كنفها الشعوب لحد اللحظة. ولاتزال تلك التربة السحرية وذلك ‏الماء المقدس ينتجان مئات الالوف من العباقرة والمبدعين رغم التسلط والظلم والجوع ‏والحرمان . واذا لم يكن هناك شك في قابلية هذا الرحم المبارك ان ينجب المزيد والمزيد من ‏الابناء البررة المتفوقين ، فانه ليس ثمة شك ايضا بان نفس تلك الارض المعطاء لم تكن الا ‏ضليعة في خذلان واذلال واهمال عمالقتها المبدعين! والامثلة على ذلك لاتعد ولاتحصى عبر ‏التاريخ المرير.. فذاك هو المتنبي العظيم الذي قاسى شظف العيش وعاش كريما نظيف اليد ‏لينتهي مقتولا بخنجر مأجورعقابا لكرامته وعزة نفسه.. وذاك عبقري الخط العربي ابن مقلة ‏الذي اعطى عصارة علمه وفنه الى وطنه ليستلم عقاب السلطان بقطع اصابعه وفقأ عينيه ‏لاخماد شعلة العبقرية المتفجرة في راسه كالبركان، حيث انتهى نهاية بشعة في سجن السلطان ‏الرهيب ..وذاك الجواهري الكبير الذي امضى عقودا من الاهمال في الغربة ليحرم من ان يدفن ‏في الارض التي انجبته . وذاك السياب العملاق الذي امضى حياته القصيرة الطافحة بالابداع في ‏فاقة مذلة بثت السل في عظامه فاغترب عليلا معوزا امضى ايامه ولياليه بالالام والتمني ‏بالعودة الى العراق لكنه لم يملك ثمن بطاقة الطائرة او السفينة وظل يحلم بكوخ في الحقول ‏وقبر كئيب..لقد روى ابناء مدينته انه حين عاد جثمان الشاعر الى المدينة كان محمولا على ‏سقف سيارة تاكسي ولم يرافقه اي احد وكان سائق التاكسي لايعلم بهوية المتوفي بل كان موكلا ‏بتسليم الجثمان الى حيث تسكن عائلة المتوفي لكن السائق عاد خائبا بعد ان علم ان مديرية ‏الموانئ العراقية كانت قد اصدرت امرا باخلاء الدار واسترجاعه وطرد العائلة منه لعدم تمكن ‏زوجة الشاعر واطفاله الصغار من دفع الايجار، فظل السائق يجوب الشوارع في يوم ممطر ‏ضبابي حزين لايدري اين يذهب بذلك الجثمان الذي غمرته مياه الامطار.. تلك هي الامطارالتي ‏لم تكن نبوءة السياب بها بؤسا وذلا، بل خيرا طافحا يغمر العراق!!‏

‏-2-‏
‏ كان الاخ الدكتور عدنان الظاهر والاخ الفنان ساطع هاشم قد كتبا قبل مدة عن الفنان صبري ‏وريادته الفنية ، وكنت قد شاركتهم الرأي شاكرا ومنوها الى ضرورة الالتفات الى ابداع الفنان ‏محمود صبري والتعريف بعطائه العلمي-الفني في نظرية الكم التشكيلية التي اثقل ورقاتها زمن ‏الاهمال وانهك الوانها غبار النسيان. اجدني الان عائدا لنفس الموضوع اثر قرائتي مقالة الاخ ‏ساطع التي اعاد بها الكرة واعلن عن الموقع الجديد الخاص بالفنان صبري. ان اطلاق موقعا ‏خاصا بابداعات الفنان صبري هو الخطوة الاساسية الاولى في الطريق الصحيح لرد اعتبار ‏الفنان وتهيئة الفرصة للتعريف بعطائه خدمة للاجيال التي فاتتها تلك الفرصة والاجيال القادمة. ‏ولاادري اذا جاءت هذه الخطوة الموفقة ببادرة خيرية عراقية ام انكليزية ولكن الاهم هو ‏تحقيقها والعمل على اتخاذ خطوات اوسع واكثر في هذا المجال. ففي الوقت الذي اعلن فيه ‏سروري المنقطع النظير واقدم فيه شكري الجزيل وامتناني الوافر لكل العاملين على تحقيق هذه ‏الخطوة، آمل ان تتسع صدورهم الى المقترحات التالية كمساهمة مخلصة في تقويم وتطوير هذه ‏البادرة الضرورية الجميلة:‏
‏-آمل ان يصار الى اصدار النسخة العربية للموقع الى جانب النسخة الانكليزية الحالية.كما آمل ‏ان تعهد ترجمتها الى مترجمين كفوئين يتقنون لغة العلم والفن لتجنب الوقوع في التراجم ‏الحرفية التي لاتجود بمعان معقولة ومفهومة خاصة في مثل هذه المواضيع المكتوبة بلغة ‏تكنيكية فنية.‏

‏-‏ آمل ان يكون الموقع شاملا فيضم معلومات اضافية عن الفنان صبري تضم سيرة حياته ‏ومعارضه وغربته وتحوي ارشيفا كاملا لاعماله الفنية عبر حياته المهنية الطويلة. ‏وصورا اخرى عن حياته الفنية وزمالته للفن والفنانين العراقيين والدوليين.‏

‏-‏ آمل ان يضم الموقع كل ماكتب عن الفنان ونظريته ويتسع ايضا لما قد يكتب الان وفي ‏المستقبل من مقالات ومداخلات مؤيدة او رافضة.‏


‏-‏ آمل ان يضم الموقع مساحة لتعليقات الزوار واسئلتهم وامكانية الاجابة عن ‏استفساراتهم. ان موضوعا كهذا من المتوقع ان يكون مثيرا للجدل والمناقشة. وان ‏افضل اثراء لعطاء الفنان وانصافا له هو اتاحة الفرصة للمساجلات والمناقشات واتساع ‏القلوب لاستيعاب الاختلافات عبر الحوار الهادف البناء.‏

‏-‏ اقترح ان يتقدم العاملون على هذا الموقع بطلب منحة فنية من منظمات دولية مدنية ‏محايدة تعنى بتراث وابداعات الشعوب ليتمكنوا من الاضطلاع بمهام تطوير الموقع ‏وتوسيعه وجعله لائقا بمكانة الفنان كرائد مبدع في تأريخ الفن التشكيلي العراقي.‏

وكلي امل ان نساهم جميعا لنعطي الفنان المبدع محمود صبري وكل المبدعين العراقيين في ‏كافة المجالات حقوقهم التي اضاعها الزمن المر. فالامة التي لاتقدر مبدعيها سيغمرها الجهل ‏والظلام ويمحو معالمها الظلم والطغيان.‏



#مصدق_الحبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة الوطنية:تساؤلات في التجربة العراقية وتأملات في تجار ...
- فوز شذى حسون: رسالة الفنانين ضد رسالة الاسلامويين
- الليلة التي حملتني فيها الملائكة الى الجنّة
- حول اصول واخلاق الحوار البرلماني
- تصميم مقترح للعلم العراقي الجديد
- حول تسييس الثقافة وأدلجة الفنون والآداب
- عن العلمانية والدين والسياسة
- حول جدليّة المعيار الجمالي في الفن والادب
- عبد الكريم قاسم: النزاهة الاسطورية والشموخ البطولي
- من صنع العنف عبر التاريخ
- حول منهج التجريد التشكيلي
- اجابات سريعه حول اخطاء شائعه: وقفه لغويه مع الدكتور عدنان ال ...
- عن المحكمه والديموقراطيه
- القاضي والسفاح وهيبة المحكمه
- حول عملية الخلق والابداع في الفن والادب
- حول حرية التعبير الفني والادبي
- فلنرفع للعراق الحر علما جديدا


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصدق الحبيب - لاتضيّعوا الفنان محمود صبري