أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - ما صح لعائشة يصح لغير عائشة















المزيد.....

ما صح لعائشة يصح لغير عائشة


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1922 - 2007 / 5 / 21 - 11:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الرفض الشعبي العام لفتوى رضاعة الكبير تعبر بوضوح عن رفض الناس العام للدين الاسلامي بالشكل الذي كان عليه او بالشكل الذي نراه عليه اليوم، تعليمات وقوانين وفتاوى تُفرض على الناس محملة بالاخطاء متناقضة مع العقل غير متلائمة مع روح العصر لا نصا ولا تفسيرا مهمها اجتهدوا في جعل التفسير مقبولا مستساغا، او بتسليط السنتهم على اخطاء الغير والعمى الكامل عن مهازلهم، هو رفض لشعار الاسلام هو الحل والدين صالح لكل زمان ومكان.
المنطق الذي بموجبه تم رفض الفتوى والاستهزاء بها بل وحتى التنكر ونفي صحة وقوع سابقتها كونها فتوى ساذجة سخيفة حتى لو كانت منسوبة الى نبي، هذا المنطق لا يختلف عن المنطق السابق الذي بموجبه رفضت ارامل محمد بن عبد الله اتباع نموذج ام المؤمنين عائشة في رضاعة من يود مقابلتها. وكما جرت عليه عادة رجال الدين المسلمين الرافضين للفتوى او الموافقين عليها، لم تخضع واقعة الرضاعة للمنطق التحليلي بل للمنطق الديني الساذج البسيط وللدفاع العاطفي. ليس لانهم لا يستطيعون ذلك، انما لان استخدام المنطق والنظر الى الرواية والامر النبوي من جميع الجوانب سيوقعهم في شر اعمالهم ويضع الدين الاسلامي بمجمله تحت طاولة التشريح وهذا مالا يرغب فيه اي رجل دين، ففي المحصلة النهائية سينظر اليهم كونهم مجرد كذابين ودجالين يضحكون على ذقون البسطاء من الناس.
تقول الرواية بان سهلة بنت سهيل جاءت إلى النبي ، فقالت : يا رسول الله إنّي أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم و هو حليفه . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلّم : ( أرضعيه ) فقالت : و كيف أرضعه و هو رجل كبير ؟ فتبسّم رسول الله صلى الله عليه و سلّم و قال : ( قد علِمتُ أنّه رجل كبير ) . ان صحت الرواية فمعنى ذلك ان للحليب تاثيرا نفسيا على الزوج يزيل من قلبه كل الشكوك والريب فيقنع من دون ان تخبره زوجته بانها قد ارضعت الكبير واصبح لها اخا. او ان تكون قد اخبرته، فان كان قبل الرضاعة فكيف يوافق على ذلك وهو الذي يغار من سالم دون ان يكون سالما قد مص ثدي سهيلة بنت سهيل، وان اخبرته بعد الرضاعة فكيف له ان لا يفسر الامر تفسيرا اخرا، وان كان قنع بالامر واتبع فتوى النبي بصفته رجل مؤمن مسلم، فالفتوى عندها تصح لكل زمان ومكان ولا تقتصر على سالم وسهيلة فقط، فهناك الاف الحالات تشبه حالتهم، وللمسلمين من وفق هذه الفتوى حق مص اثداء المسلمات من دون حرج، لان المراة في الاسلام حرمة وعورة ولا بد من طريقة لاباحة النظر اليها والاختلاط والانفراد معها في الكثير من الحالات التي تقتضيها الضرورة. لكن ما الذي حدا بسهيلة ام سالم سؤال محمد بن عبد الله غير عدم رضا زوجها وتجهمه حين رؤية سالم معها او في البيت؟
أكونها مسلمة مؤمنة تطيع اوامر النبي وتبحث عن حل من داخل الدين الجديد ام تبحث عن تعويذة وسحر واية قرانية تبعد الشك والريبة عن قلب زوجها؟ بالتاكيد لم يخطر على بالها ان يفتي النبي بان يقوم سالم برضاعتها ويرتوي من لبنها حد الشبع ثم يقتنع زوجها بانها قد حرمت عليه ولا ضير بالاختلاء بها فلقد ادهشتها الفتوى وعبرت عن تلك الدهشة بقولها ( لكنه كبير) .
وما دخل الحرام والحلال في المسألة كلها.؟ فتجهم ابو حذيفة ليس لان سالم يستطيع زواج سهيلة، فهي مثل امه ، بل هي امه التي لم يرى غيرها، وابو حذيفة كان اب له، وكل المسالة حدثت بسبب الله الذي حرم التبني. واذا كانت الرضاعة تمنع الزنا، فماذا عن زنا المحارم الذي يزداد يوما بعد يوم في السعودية حيث المراة محجور عليها، محجبة منقبة ملفوفة من اخمص قدميها الى قمة رأسها بكيس اسود.؟
لعل الكثير من التساؤل قد راود عقول المسلمين انذاك، والكثير من الالسنة قد استهزات ورفضت مثل هذا الامر النبوي، كما هو الحال في مسالة الافك التي جعلت الله يترك كل مشاغله، الكون والناس والملائكة والجنة والنار والابالسة والجن والعفاريت ليتفرغ بتأليف اية قرأنية لتبرأة ام المؤمنين عائشة عن ما لحق بها من تهمة. بالطبع لم يقتنع الناس لا بحديث ام سالم ولا باية محمد في حادثة الافك ولم تسكت السنتهم عن القيل والقال ولم يهدا تفكيرهم عن التساؤل، كيف وهم الذين لم يقتنعوا حتى بالنبوة نفسها الا على مضض.!! الناس لم سكتوا الكتاب وناقلوا الاخبار والروايات هم الذين سكتوا.
اما مسألة اتباع عائشة مثال ام سالم في ارضاع الكبيرالى حد موتها فهو امر لا يمكن فهمه ولا استيعابه ولا فهم دوافعه ومسبباته. فعائشة لا تحتاج الى فعل شيئ يحرمها على الرجال، فكل المسلمين هم بنص القرآن ابنائها وكل المسلمات هن بناتها (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) وقد حرم القرآن زواجهن بعد وفاة النبي محمد. فما الذي يجعل عائشة تطلب من الراغبين في مقابلتها رضاعة اخواتها او بنات خواتها لمقابلتها وهي محرمة على الجميع شرعا و بمثابة الام لهم؟ ولماذا لا تطلب منهم رضاعتها هي بالذات وليس خواتها.؟ وهل كانت الرضاعة تتم بحضورها ام بغيابها.؟ فان كان بحضورها فقد رأها الراضع قبل ان تتم عملية الرضاعة، وان كان بغيابها فكيف لها ان تثق بان الراضع لم يشعر بشهوة غير الرضاعة وهو يلامس جسد امراة اخرى.؟

ان صدقنا الرواية فان ذلك يعني ان هناك شيئا مخجلا، معيبا غبيا في تفاصيل الحادثة، وان لم نصدق، فذلك يعني ان الاسلام كدين وجب اعادة النظر به وبتعاليمه وبفتاويه وبسيرة سلفه وخلفه وابعاده عن دائرة التشريع القانوني، وانه دين ليس صالحا لكل زمان ولكل مكان، فلا احد يود ان يقوم رجل برضاعة زوجته او اخته او ابنته، ولا يود احد ان يصادر عقله ويقتنع بان في تلك الحوادث التي سبقت او الفتاوى التي لحقت عبرة اخلاقية وسلوك سوي.
الحقيقة لقد وضعتني هذه الفتوى في حيرة من امري، فعلى ما اعرف ان الفتاة غير المتزوجة لا يجري الحليب في كواعبها، والمراة التي فطمت اطفالها سينشف الحليب من صدرها، والمراة التي يجري الحليب في صدرها لا يرغب احد في مص اثدائها، ولا اعتقد ان شابا سيلتقم صدر امراة في الخمسين من العمر او تعدته. فكيف العمل مع هذه الفتوى التي ربما ستحرك العقول الاسلامية في ادرار الحليب من صدور الموظفات باتباع سحر وشعوذة الزنادني او فضائية شهرزاد.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يعني ان تكون سنيا او ان تكون شيعيا.؟
- جيه مالي والي
- اتق شر المؤمنين
- الانظمة العربية، الدين والمقاومة
- ما هي شرعية رجال الدين
- مع العروبة والعرب في مقال للدكتور سيار الجميل
- حسن العلوي وكتابه عمر والتشيع
- هل الخلف اكثر فهم من النبي محمد والسلف الصالح.؟
- لا عجب ان يكون صدام رمز الامة الاسلامية
- هلكوست اسلامي
- دولة بلا دين هي الحل الامثل
- ماذا يريد الاسلاميون ؟؟!!
- خلقناكم شعوبا وقبائلا لتتذابحوا
- مجتمعات النفاق الاسلامية
- من اعطى لله وجها اخر.؟
- تعبنا من الاسلام السياسي ومن الدين كله
- المرأة البرلمانية والملا محمود المشهداني
- احتجاج على الله
- هل قال الله ايها النبي حجب اطفالك البنات.؟
- الاسلام بين لمسات التجميل ومبضع الجراح


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - ما صح لعائشة يصح لغير عائشة