أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فخرية صالح - هذيان المهدِ واللّحدْ















المزيد.....

هذيان المهدِ واللّحدْ


فخرية صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1921 - 2007 / 5 / 20 - 10:39
المحور: الادب والفن
    


أنا لا أبكيهِ
ولا أبكي بقايا أشلائهِ تلكْ
إنما أبكي خريفَ عمري
وأفتشُ عن اثمي و هنّات سنيني
مُذ كانَ في المهدِ صبياً
يرضع من ثديي ويداعبُ حنونَ يدي
حتى شطّ في النوم واليقظةِ وما بينهما
ينثرُ غضباً حيث يحلّ
يوقدُ خوفاً
حين يغادر
وحين يعودُ ويقرأ خوفي
يدندنُ لي همساً ووعيداً: "أجمل الامهاتِ التي انتظرت ابنها
وعــــــاد، عاد مستشهداً
فبكتْ دمعتين ِ ووردة"

يبسمل
يستغفر
يحوقل
ويستغفل

عالمهُ سرّيٌ يخبئهُ تحتَ جلدهِ مع خنجر ٍوأشياء اخرى
يركلُ بقدميهِ صحنَ عشاءه
شارد الوجدِ يفتشُ عن اشياء لا وجود لها
يهذي بكلمات لا قاموس لها
ينحرُ الارضَ التي يمشي عليها
وينثرُ زفيرهُ كما البركان
ينكأ جرحاً في اليوم بعدد حروف القران
ينهرني.....

يذ بحُ قهقهة سابع احفادي
يسبّحُ بأسم الله ليلَ نهارْ
ينكحُ زوجته لا حباً ولا شغفاً
ويصرخ فيها: إن الأمًة عاقرٌ
عن الجهاد و انجاب الرجال،
نريدُ شهداء ...... كثيرون

نريد إسلاماً يمتطي العالمَ بكلمة
................

أخرجن
لاتعزّية
لمقتلِه
إذهبنَ وفتشنَ عن اولادكنّ
في الزوايا المظلمة،
في قمامات إشاعة القتل
بإسم الشهادة
وفرق الموت الهمجيّة
إنهم هناك في دورٍ سرّيةٍ للقتل
سدنة الموتِ..... يسقوهم السمّ
بجمل
ربانية
نبوية
وعليّة
يقسمون على خبز مضمخ بحبر ودم و اوراق قرآنية

سدنة الموتِ المشاع يفحون في أولادكنّ
هَدم الحياة
َ في خلاياهم نبذ الأمومةِ والأبوّةِ
وحبّ الاولادِ والجيرةِ والزوجةِ والاخوة والنخوة
الوطن
إحرقوا هذهِ الارض الفانية،
هناكَ أرضٌ سرمديّة الخضرةِ وحور العين والبـِكر
يلْوون ضمائرَهمْ
قصد كل شيئ حي،
يلبسوهم الاكفانَ
مخدّرينَ
مطوّعين
مدجّنينَ
مدجّجينّ بأحدث الات موتٍ حضارية

خدعوهم بشيطان واحد، وفي العالم شياطين كثيرة،
خدعوهم بالهٍ واحدٍ، وفي الارض آلهات كثيرة
إله المالِ
إله السطوةِ
إله السرير
إلهٌ يبيح القتلَ
إله يصدرُ فتاوي تحريم الفرحْ
إله العمامة، سوداء كانت ام بيضاء، كوفية ٌعربية ٌ أو اعجميّة،
عباءات بخيوط من ذهب وخواتم بزمرد أو ياقوت فضية
إلهٌ.... بلحىً ذئبية محنّاة، مشذبة، ودرع واقي... من الرصاص
إله القوميّةِ تـَجرفُ الى مزابل اُعدت سلفاً لمن لايكتسي السُمرة البدوية
إلهٌ يحلل ذبحَ عشرةٍ لتصبح أميراً
اله يدفع ملايين من الدولارات لمن يركع اكثر
اله يحلل سرقة ملايين النفط الدولاري لابادة اجناس بشرية
اله يبيع الشرف في سوق النخاسة
ويرسم حدودا اخرى لشرف العامة والفقراء
ينكح العبيد
ويسبي النساء
يغتصب الاطفال
اله يتمنطق بالدين ويغتال الانبياء
اله ينحر الكتاب ويفجر اجساداٌ في روضات وجامعات
اله يُلبس سوادَ رعيته الجوع والكفن وقفرَ الضحكات
.....................................................................

ايتها النساء اصبحتن مكائن تفريخ
من يحتقركن يقول:

نســــــــــاءنا ولّلآ دات!!!

مكائن تفريخ لوقود مدافع توزع الموت في كل مكان
حملة مرجل النار
والقتل المجاني بقنابل بشرية
لسماسرة سياسة ودين
احذرن ايتها الولادات
اذا استهلكت هذه الماكنة
فسترْكنّ في زاوية
ان لم تطردن
او تقتلن كمدا كبعوض الملاريا
وتتمدد الثانية في سريركن خانعة
وبعدها الثالثة
اما الرابعة
فلن يكون مكانها افضل من الاولى وعلى نفس السرير الصدئ
وسينسى اولادكن ان الجنة تحت اقدام الامهات

ستندُ بن مثلي بعد حين

امهات
اخوات
زوجات
وبنات
حبيبات
اذهبن وفتشن عن رجالكن

اخرجن لاتعزيَنني بمقتله

ياليتني لم اولدُ ولم اُنجبُ حيا
ياليتني لم اولّد ولم ارضع حيا

نحن النساء من نمنح الحياة
وليس من يلفضها
اخرجن من هنا
لا تعزينني بأبني
لملمن رجالكن واولادكن من الشوارع والغفوات
واخرجن اولادكن واحفادكن من دهاليز الدمار
اسجنوهم في البيوت
بأقفال حديدية
لكي لايُقتِّلوا ويقتَلوا
علمن رجالكن ان الرجولة هي فطرة حب للحي

لا والف مرة لا
لقطع النسل، لا
نثر الاشلاء، لا
نشر غيوم الرعب في سماوات المدن والاحياء، لا
حفرُ مجارٍ للدم وجثثٍ بدون رأس
ورؤوس بدون جثث، لا
زرعا للحزن الابدي، لا
اقتلاع النسمة والبسمة والجسر وكأنها بدعة كفار
رجالكن لم يتعلموا معنى الحياة

انه بلد ملعون
تاريخ دامي
دهورا للقمع
ولن يتوقف
الجرح الدامي
ان لم تهجرن رجالكن
القتلة

ياعراقييون( ملآتم قلبي قيحا)
الطعن في الظهر عندكم عادة سرية

وهل يبدع العراقيون في القتل فقط
في الذم فقط
الجحود فقط
وفي سبل الاستشهاد الغبي فقط
كما وكيف ما اراد الطغاة
وايديولوجيات تجار الحروب
من صفق للطغاة في تاريخنا المديد
من عصر سومر وبابل
الى عصر اكد واشور
والحجاج وصدام ومابينها من الاف السنين

لن اغني بعد اليوم لاحفادي:
دلل لول ياالولد يمه دلل لول، عدوك غري~~~~~~ب وساكن الجول

اغاني المهد عبدت طرقنا الى اللحد القريب دوما
ارضعنا اطفالنا الحزن، ولبس الاقنعة من رضعة الحلمة الاولى
لا تغنين لاطفالكن واخوانكن دلل لول .........
حتى ينضب معين الشهوة الوحشية للقتل.. والحقد في بلادي
،،،
لا لا لا لن اهدأ حتى اتبين جرم امومتي
ولن اصلي لروح ابني
ولن اصلي لاي كان حتى اعرف ذنوبي
وذنوب الاخريــن في ابني
والكتب المقدسة
ودروب تاريخي
وجذر خسارتي
وأسأل رحمي
كيف نما فيه
من اصبح
قاتلا

انا لا أبكيه فقط
ولا أبكي بقايا أشلائهِ تلك فقط
انا أبكي خريفَ عمري
وأفتش عن جرمي وهنّات سنيني المرّة في تقويمه
قتل وقُتل
الا جفت ارحام امهات واخوات وبنات وحبيبات القتلة
كل القتلة



#فخرية_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهنة : معارضة عراقية سابقة
- الكرد الفيليون جرح دام كما الانفال
- عندما يرى الساعون الى الهيمنة ان جهاز تناسليا هو بوصلة العال ...
- حملة اوقفوا الدمار اليومي للانسان وللوطن العراقي
- مافيات النفط والكهرباء الوطنية ومولدات الكهرباء
- وتأكلون لحم أخيكم حيا
- وتشكو أنهم ذبحوكَ
- برابرة القرن الواحد والعشرين يذبحون جذور حضارة العراق - المن ...
- شهادة ووثيقة
- اذا كان هـــــذا هو الإسلام فأعـــــــلن بـــــــــراء تي من ...
- ولادة
- المحارق النازية للكتب ايريش كستنر : نموذجا موقف وقصائد
- لكي لاننسى من هم القتلة ، المقابر الجماعية تحذير
- صناديق الاقتراع كانت مكة العراقيات والعراقيين يوم الاحد التا ...
- لماذا لا انتخب قائمتك( 24 ) ساعة قبل الانتخابات فرصة للتفكير
- اين الناشطات من اجل حقوق المرأة؟ الانتخابات العراقية


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فخرية صالح - هذيان المهدِ واللّحدْ