أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام فضيل - الثقافة هي الفاشلة وعلة بؤسنا وليس صراخ المعدمين ألما وجوعا














المزيد.....

الثقافة هي الفاشلة وعلة بؤسنا وليس صراخ المعدمين ألما وجوعا


سلام فضيل

الحوار المتمدن-العدد: 1920 - 2007 / 5 / 19 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في اغلب مدن العراق إن لم يكن كلها تكون فيها احياء المدينة كلها ماعد واحد او ثنيين في اقصى الحدود فقيرة شعبية خليط من العمال والفلاحين وموظفين فقراء , واغلب بيوتها صغيرة ومكد سة بالاطفال وشوارعها متربة والماء والكهرباء فيها اقل من غيرها ‘ ومدارسها مزدحمة بالاطفال ‘ واغلبهم ملابسهم بالية واحذيتهم نايلون (لاستيك) بالرغم من حر الصيف ‘ وعندما يوعودوا من المدرسة مساء ‘ يلعبون فوق تلال النفايات ( شارعنا تحمل منه النفايات الشفلات باللوريات كل عدة اشهر) ‘وإذا ما صادف ووجدت شجرة( نبك ) في احد البيوت فلابد وان تجلس بجوارها عجوز البيت وتظل تلوح بعصاها كل يوم وقت الظهيرة خوفا من ان ينهشها اطفال الحي المحرومين ‘ ويظل ابناء الاحياء الفقيرة والقرى المعدمة موضع شبه ويسبون دون حرج حتى ممن كانوا منهم وصار لهم صوت يسمع من خلال علم او مركز وظيفي حصلوا عليه ‘ بدل ان يصرخوا بعلو صوتهم المسموع حتى يستيقظ اهل الاحياء والمشايخ المترفين ويعرفوا ان ابائهم ليس اكثر شرفا (الشرف بكل معانيه ) ولاابنائهم اجمل واكثر برائة من اطفالنا ‘ ومن الصعوبة ان نموت جوعا وقهرا وتخلفا وهم ينهبون الاموال والارض ويكثرون من بناء القصور ويعدونها (نعمة ) وشرفا من السماء ‘ الذي منا علينا (عليهم ) بالسيادة وانتم (عبيد) لامرنا وحكمنا تابعين طائعين ‘ هذا ما قاله الكثير للمحرومين وابناء العمال والفلاحين في لبنان عندما رفضوا ان تقطع اشلائهم وتهدم بيوتهم طائرات اولمرت ‘ دون انين او حتى شربة ماء قبل الرحيل ‘ واكثر منه بملايين المرات للعمال والفلاحين وكل المحرومين في العراق وهم يشكلون اكثر من 95% من الشعب على مدى عشرات الاعوام ‘ وبعد سقوط النظام الدموي عام 2003 ودخول الاحتلال و الارهاب التكفيري ‘ وعلى مدى الاربع سنوات الماضية ‘ غرقت شوارع العراق بدماء هؤلاء المهمشين والمعدمين ‘ وحتى بيوتهم المتهالكة هدمت وراح حتى مشايخ تمويل حروب تدمير العراق يتندرون على فقهرهم وتعليمهم وبيوتهم الخاوية ‘ بل حتى على تضحياتهم من اجل الحرية بما فيها المقابر الجماعية ‘ ويستكثرون عليهم الاحتجاج على المليارات المنهوبة والتي تنهب يوميا ‘ وكثرة القصور التي استولى عليها عوائل المحاصصة وحرامية الاحتلال ‘ المعلنة رسميا من الامريكان ولجنة النزاهة العراقية ‘ وامعنوا بأذلالهم لحد حرمانهم من الكهرباء ومن قطرة نفط لضوء الفانوس حتى لاهالي البصرة العائمة فوق بحر النفط !؟ والمؤلم ان يأتي بعض الطيبين من المثقفين ‘ ويدوسون فوق جراح المحرومين ‘ دون حتى النظر لمشاعرهم الانسانية ‘ بدل ان( يبصقوا) بوجه ثقافة القوي واحتقار الضعيف من ايام عروة ابن الورد الذي تقدم الجياع المشردين لنهب الخبز من قصر ابيه ‘ الى يومنا وستستمر لفترة قصيرة بالتأكيد لان العالم لم تعد تحده حدود خاصة العدالة والمساوات ومن اهمها حق التعليم والخبز. ولذلك لم يعد مقبولا ان يرمى فشل ثقافتنا من قبل الحجاج الى ما بعد صدام ‘ على ظهر الجياع والمحرومين اذا صرخوا الما . وعلى سبيل المثال ‘ من هؤلاء البحث الذي قدمه الاستاذ قاسم حسين ‘ ندوة الاردن التي تبحث في دور الثقافة ونشرفي الحوار المتمدن قبل اربعة ايام ‘ الذي يعني ان الهزة النفسية التي مر بها العراقيين بعد سقوط النظام وانهيار المؤسسات واشاعة الرعب والخوف ‘ هي التي اعادتهم الى اعراف قبائل عروة ابن الورد ‘ ولهذا راح العراق يتهاوى كدولة وراحت جثث الضحيايا تتطاير اكثرمن غبار الصيف في العراق ؟ بينما ثورة الفلاحين والمعدمين ضد الكهنة والنبلاء بعد صرخة مارتن لوثر في المانيا قبل خمسمئة عام اسست لبناء هذه الثقافة التي اوقفت الحياة وملئت شوارع باريس بدخان السيارات المحترقة احتجاجا على تهميش الضواحي الاقل دخلا سكانها والتي تعد مترفتا بالنسبة لاهل الديوانية والسماوة والناصرية وحتى البصرة العائمة فوق بحر النفط مصدر دخل العراق الاول ‘ واجبر ساركوزي رئيس الجمهورية المنتخب كثيرا من المرات وامام العالم على الكلمة التي قالها بحق بعض المحتجين ‘ وحمل التقصير على الثقافة والسلطة في فرنسا وقالوا قلة التعليم وارتفاع البطالة والجريمة في هذه الاحياء ‘ هو اسائة للثقافة والحكومة التي اوصلت هوؤلاء الفقراء الى حد الغضب احتجاجا ‘ ورصدت الكثير من الاموال للمعالجة الاولية ‘ ولم يقل احد ان هؤلاء حفاة متسكعين ولابد من قتلهم ‘ بالرغم ان بعضهم لايحمل حتى تصريح الاقامة !
بينما ثقافتنا لم تتمكن من اخراجنا حتى ولو قليلا من ثقافة المشايخ الذين وضعوا الصخرة فوق صدر بلال وراحوا يجلدوه تحت الشمس ‘ وبالتالي فالعيب بالثقافة واهلها ‘ وليس ذنب الفقراء نقص والتعليم والصراخ الما ‘ مالفارق بين من يؤله عوائل اقطاع المحاصصة بعد سقوط النظام البائد وينادي بقتل من يطالبهم باحترام القانون والمساوات وبين من كان يؤله صدام ؟



#سلام_فضيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتلال وازلامه من روما حتى بوش
- الاحتلال والحرامية وحصار الطيبين في البرلمان
- الناطق باسم الجيش الامريكي نراقب كل ما يدور فوق الارض وتحتها ...
- الدين المتطرف والاحتلال هم من ضيع الامن وشاع قتل الناس
- الاقتصاد والسياسة وضمور الاخلاق
- نص..ونص طابوقة
- عن اي الله واية جنة تتحدثون ايها التكفيريون ؟
- الحزب الاشتراكي الهولندي يرفض الحرب والدكتاتورية من فيتنام ا ...
- هل ممارسة الحب مع موظفة جميلة اكثر جرما من نهب اموال الشعب و ...
- الفقراء وغلاء العيش ..البنك الدولي يريد ذلك !
- حتى الانظمة البالية صارت تتندر عما تفعلون
- اللصوص..وحدهم من يخاف الحرية والعدالة
- الشعب العراقي سيرفض جدران الفصل رغم تحالف اقطاب المحاصصة وجي ...
- كلب السيدة العدائي اقل توحشا من جهاد الاسلام التكفيري
- عودة الاقطاع وإذلال المقهورين
- الوزير وخجله من البايسكلجية
- الحزب الشيوعي العراقي والشيوعي الكردستاني يحتفل بميلاده الثا ...
- القمة العربية وفرصة انشاء مشروع الثروة السمكية
- ادعائات الفاشلين وقتل الارهابين يقبح كل ما كان جميلا
- الحرب والجياع وحب السلطة


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام فضيل - الثقافة هي الفاشلة وعلة بؤسنا وليس صراخ المعدمين ألما وجوعا