أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بكر أحمد - بيان علماء السلطان














المزيد.....

بيان علماء السلطان


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1920 - 2007 / 5 / 19 - 10:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في عنوان مثير وضعه موقع مأرب برس قبل عدة أيام بشأن قرار الرئيس صالح تفويض مجموعة منتقاة من العلماء بالبت في أمر الحرب الدائرة في صعدة واصفة هذا التفويض بالعمل الجريء والمخالف لتوجيهات الحكومة ، ومن العنوان ومضمونة قد يعتقد القارئ والمتابع بأن الحكومة مستقلة وتتخذ قراراتها بعيدة عن الرئيس وأيضا بأن الرئيس رجل مرن يقبل بأرآء الآخرين والدليل انه فوض العلماء بشكل مطلق باتخاذ ما يرونه مناسبا وهو الذي سيخضع لما سيتوصلون أليه ، ومن زاوية أخرى لنفس الخبر المنشور في الموقع قد نفهم الأمر بشكل معاكس وهو بأن الرئيس لا يحتاج إلى الحكومة أو ليس بالضرورة أن يلتفت إلى ما تقوله ، فهو من يقرر ويضع الأمر لدى علمائه الأفاضل ، وهذا كان منبع الدهشة والتأمل والتناقض في ذاك الخبر .

بالنسبة للعلماء المختارين من قبل رأس النظام الحاكم والذي أمرهم بتولي حل هذه الأزمة الطاحنة التي شردت أهالينا وأطفالنا وهدمت المنازل على رؤوسهم ، يتوجب علينا أن نقول كلمتنا إبراءً للذمة في شأن بيانهم الذي صدر بعد اجتماعهم وتداولهم لأمر بمثل هذه الخطورة .
وقبل البدء في ذلك سأتحدث في أسوء وأقذر المواضيع بالنسبة لي ألا وهي الطائفية المذهبية لأقول بأني لست من أتباع المذهب الزيدي أو الجعفري كما أني لا أدعي انتمائي للمذهب السني كشخص وضع المذهب كحجر أساس في حياته لا يتحرك إلا من خلاله ، إنما أنا إنسان أخذت من التسامح دينا ومن المرونة مذهبا ومن السعي خلف العدالة طريقاً وهذه المواصفات ليست ببعيدة عن الإسلام أن لم تكن هي أهم مبادئه ، ومن الظلم تحجيم دين عظيم وكبير في مذهب ضيق ومتطرف ومشحون تاريخيا ، لذا حديثي عن أهالي صعدة لا يعني إطلاقا حبا في مذهبهم بقدر ما هو تعبير صادق عن رغبة في حقن الدماء اليمنية التي هي بالنسبة لي من أثمن الأشياء ، وأيضا تكرار الحديث عن صعدة لا يعني اصطفافي إلى الجانب الإيراني _ أن صدقت الأقاويل عن الدور الإيراني _ فإيران في نظري هي دولة فارسية قومية تعمل لأجل مصالحها التي تتعارض مع مصالحنا نحن العرب ولا أملك الكثير من الفوارق بينها وبين دولة إسرائيل ، فالدولة الصهيونية تحتل بلد عربي والدولة الفارسية أيضا تحتل بلد عربي ألا وهو العراق . لذا ومن نافلة القول فحديثي المكرر عن صعدة هو نابع من انتماء وطني صادق أو هكذا أنا أحسبه.

وعودة على بدء بشأن البيان الختامي لمن سموا أنفسهم بعلماء اليمن ، هنالك سؤالا يطرح نفسا وهو لماذا هؤلاء العلماء انتظروا الأوامر للقيام بما يتوجب عليهم القيام به ، وهل كارثة تحل بجزء في الوطن بحاجة إلى أوامر رئاسية حتى يجتمعوا ويخرجوا ببيان ! حسب علمي أن العالم الحر الذي لا يهادن نظاما أو مؤسسة سياسية في قول كلمة الحق هو من تأخذه الغيرة على دماء أبناء وطنه ودينه أما عالم السلطان فهو غير مؤاخذ على ما يقوم به وأن قام بشيء فهو يقوم بما يريده سيده وربيب نعمته ولن يستطيع أن يخرج عن رغباته قيد أنملة ، فالصورة الخارجية لتفويض الرئيس للعلماء في أمر الحرب الدائرة في صعدة يحاول أن يعطي انطباعا بأنهم يمتلكون صلاحيات كاملة وغير مقيدة ، وهذا مخالف للواقع وللحقائق ، فمن يرى الزنداني متواجدا كعادته خلف رئيسه يعلم جيدا أن أي قرار سيتخذه هؤلاء العلماء سيكون ملكيا أكثر من الملك حتى يرضون ربيب نعمتهم كما أن هذا القرار سيكون متوائما ومع مصالحهم ونفوذهم التي يرونها من خلال تكريس مذهبهم كمذهب واحد ومتحالف أزلي مع النظام الحاكم .

من يستمع لبيانهم سيصاب بالروعة من شدة عنفوانه وتحريضه وعدم اتصافه بأدنى معايير التسامح والقبول وكأن أهالي صعدة أو الحوثيون هم ليسوا أبناء هذه التربة منذ ملايين السنين أو كأن الأمر تحيزا لفرصة وسنحت لهم ليقوموا بشن حملة مذهبية كريهة كالتي سمعناها في بيانهم والذي لم يألوا جهدا في القدح الطائفي الديني بينما من الواضح أن المشكلة هي في المقام الأول سياسية وأن من غلفها بالشكل المذهبي هو النظام الحاكم .
بحثت عن أي شيء في بيانهم يطالب بوقف فوري لإطلاق النار فلم أجد ، بل وجدت دعم للقوة العسكرية وتخويف كل من يرفض مقاتلة الحوثيين لأنه سيكون ما أسموه بالخروج عن الجماعة ولم يكتفي البيان بهذا بل أكد على مبايعة صالح لأنه ولي الأمر الحالي وأن من لم يبايعه مات ميتة جاهلية وهذا تأصيل آخر لفرض صالح حاكما أبديا لا يجوز شرعا ودينا ترشيح سواه في أي انتخابات ماضية أو قادمة. كما لم ينسوا ما أسموه بتجفيف منابع الأفكار المنحرفة والمناهج الضالة على اعتبار أن أي مذهب غير مذهبهم قد يقع تحت هذا التوصيف ألإقصائي والذي يعيد إنتاج ذات الخطأ بين المذاهب الإسلامية منذ قرونا مضت وأيضا نحو إعادة الحكم الشمولي في البلاد القائمة على فكر وثقافة واحدة وكل ما عداها يعد خيانة للوطن وللدين الإسلامي .

حقيقة أنا لم أعول كثيرا على علماء السلطان لحسم هذا الأمر ، وفي نفس الوقت لم أتوقع كل هذا الغلو في بيانهم ، وكان من الأجدر وضع هذا التفويض لرجال مدنيين مستقلين ذات علاقة مباشرة بالقضايا الاجتماعية والنفسية والسياسية لأنهم أقرب للرؤية الصادقة في تحليل جذور هذه المشكلة وإيجاد الحلول المنطقية لها ولكن و تحت ظل هذا النظام الذي يعشق كل عشرة سنوات شرب الدماء لن نجد لمثل هذه الحلول مسلكا على أرض الواقع .

لهفي على أهل صعدة فكل شيء مقطوع عنهم حتى أدوات تضميد الجراح ناهيك عن الأوبئة التي ستنتشر وتحصدهم وكأنهم كانوا بحاجة لصب حقد تلك العمائم عليهم ومنع أي تعاطف إنساني معهم .
ولهفي على وطن أدمن قتل أبنائه بهذا الشكل المرير والذي تتساوي به حياة الكلب بحياة الإنسان مع العلم أن لحياة الكلب في بعض بقاع هذا العالم مكانة لا يمكن التهاون بها .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن تحتفل بعيد وحدتها على جماجم مواطنيها
- المصافحة الأكثر حرارة دائما هي من نصيب بوش
- علمانية تركيا أم عثمانيتها
- ومن موريتانيا - ربما - يأتي المدد
- باجمال لن ننساك ... ولن نتذكرك
- على ضفاف قمة الأنظمة
- محاولة لنفي ما تسمى بالخلافة الإسلامية
- هنا - أنا مع الإنسان ، على سنحان تسليم أسلحتها فورا
- يا صالح ..إلا الطائفية
- يهود اليمن ..إلى اي حد هم مواطنون
- المجتمع المدني
- التهليل لموت صدام هل لأنه عربي أم سني أم ديكتاتور ، بين يدي ...
- ورغم كل هذا سأضع تحت سوادة عروبتي زهرة أمل
- السنيورة ورقة احُرقت أكثر مما يجب
- اليمن ودول الخليج ، غزل على سرير ساخن
- إنه فقط خطأ تقني !
- هتفنا ضدك وسنظل نهتف ضدك
- بفضل اللقاء المشترك ..صالح ولأول مرة رئيس شرعي لليمن .
- العشب هو الذي قبل بأن تزييف ارداته
- رسالة من تحت الماء إلى الزنداني


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بكر أحمد - بيان علماء السلطان