أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - عصر الإساءة إلى الديانات السماوية














المزيد.....

عصر الإساءة إلى الديانات السماوية


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 1921 - 2007 / 5 / 20 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كانت الديانة السماوية تدعو إلى التعايش السلمى وتسعى إلى نشر الأمن والسلام بين الناس فلماذا يستغلها البعض كأداة لنشر الكراهية والبغضاء؟ فالمؤمن حقا بديانته لا يقبل التعرض للديانات السماوية ولا يرحب بتوجيه الإهانات لرموز هذه الأديان. وليس من الصواب أن يضيع الوقت فى إثبات فساد تلك الديانات التى لا نعتنقها لأن مثل هذه المحاولات لا نجنى منها سوى الغضب والاحتقان ولن يدفع فاتورتها سوى الوطن. يتعين على المواطن أن يتعلم احترام الديانات الأخرى ولا يتعرض لها بالتجريح والسباب ولا أعتقد أن النبش فى قبور العصور الماضية بحثا عن نقيصة هنا أو هناك سيعلى من قدر هذه الديانة ويحط من شأن الأخرى.

من المعروف أن المسلمين لا يقبلون أى انتقاد يوجه لدينهم أو لرموز معتقداتهم. لقد هب المسلمون فى كل ربوع العالم الإسلامي عندما نطق بابا الفاتيكان بعبارات مقتبسة من كتب العصور الوسطى تتضمن إساءة للرسول الكريم ولم يقبل المسلمون الإساءة التى وردت فى فيلم (الخضوع) للمخرج الهولندى ثيو فان جوخ. وهذا الفيلم يتناول تجربة أربعة نساء مسلمات مع التعذيب والاضطهاد فى مجتمعات إسلامية وعرض المخرج آيات قرآنية مدونة على أبدان نساء عاريات مما أثار حفيظة أئمة المساجد فى هولندا وانتهى الأمر بمقتل المخرج فى 2 نوفمبر 2004م فى العاصمة أمستردام على يد أحد المسلمين هو محمد بويرى، وكذلك صب المسلمون فى هولندا جام غضبهم على هيرسى على المواطنة الهولندية من أصل صومالى عندما ارتدت عن الإسلام فى عام 2002م وأصدرت كتابا بعنوان (الكافرة) تنتقد فيه الديانة الإسلامية وتتهمها بالتعصب ضد النساء وكادت الكاتبة أن تلقى مصير المخرج لولا أنها هاجرت إلى أمريكا. كما لا يتحمل بعض المسلمين الأصوليين أى اتهام أو انتقاد يوجه إلى عصر الخلافة. فالدكتور فرج فودة فى كتابه (الحقيقة الغائبة) يذهب إلى أن الخلافة الإسلامية لم تكن لها صلة بالإسلام إلا فى ومضات خاطفة تمثلت فى عهد عمر بن الخطاب وانتهت علاقتها بالإسلام بعد عثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب. واستعرض فرج فودة التصرفات المشينة التى شابت العصر الأموى والعصر العباسى وبالرغم من أن فودة استقى هذه المعلومات من أمهات الكتب والمراجع التى لا يختلف عليها اثنان إلا أن الجماعات المتطرفة لم تتحمل هذا النقد واغتالته نهارا جهارا فى يونيو عام 1992م. ولو افترضنا جدلا أن الحكام فى العصر التالى للخلافة الراشدة تقاعسوا عن التمسك بتعاليم الدين وأتوا بأفعال تتناقض مع قيم الإسلام فإن ذلك لا يعطينا الحق فى استنتاجات خاطئة تلصق النقيصة بالدين الإسلامى.

وفى المقابل فإذا كنا لا نقبل أن يتعرض كائن ما كان لمعتقداتنا ورموزنا الإسلامية فالأحرى أن نلتمس العذر لمن يرفض المساس بمعتقداته بصرف النظر عن مواقفنا تجاه هذه المعتقدات بل يتطلب الأمر أن ندين أية اعتداءات على الديانات السماوية. فمنذ قترة وجيزة ثار الأخوة الأقباط عندما اصدر الدكتور محمد عمارة كتابا عنوانه "فتنة التكفير" حيث يفتى الكاتب بتكفير الأقباط ويحرض على قتلهم واستحلال دمهم وأموالهم وأعراضهم ولم تهدأ الأمور إلا بعد أن اعتذر الكاتب عن العبارات التى تتضمن الإساءة والإهانة وأعلن أن ما أثار ثائرة الأقباط يتلخص فى كلمتين فقط وهما "إباحة الدماء" اقتبسهما دون تدقيق من كتاب للغزالي اسمه "فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة". وشهدت الأيام القليلة الماضية موجة احتجاجات بشأن ما ورد فى كتاب بعنوان (الفلسفة المسيحية فى العصور الوسطى) أصدره أستاذ بجامعة إقليمية وقرره على طلاب الجامعة وينتقد فيه وضع الأديرة التى كان يمارس فيها الرهبان أعمالا غير أخلاقية. ولو افترضنا جدلا أن هؤلاء الرهبان مارسوا هذه الأعمال فى تلك الفترة فإن ذلك لا يعنى أن الديانة المسيحية تقر هذه الأفعال بل من المؤكد أن لوائح الكنيسة تتضمن عقوبات رادعة للرهبان الذين يأتون بأعمال مخالفة للتعاليم الدينية. ومن نافلة القول إن مخالفة رجل دين لتعاليم دينه وإتيانه بأفعال مشينه وغير أخلاقية وارد فى كل الثقافات والأديان مما يتعين علينا توخى الحرص وعدم التسرع فى إصدار أحكام عامة تسئ إلى الأديان.

وخلاصة القول فإن وقف هذه الممارسات التى تمس الديانات السماوية يقع على عاتق المجتمعات المحلية والدولية، فعلى المستوى المحلى فإن هذه المسئولية تمتد لسائر مؤسسات الدولة التى تختص بأمور التعليم والدين والإعلام. أما على المستوى الدولى فان الأمر يتطلب التدخل الفورى لوقف الإهانات التى تصوب تجاه ديانات ومعتقدات الشعوب.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
- اختفاء الرحمة من مستشفياتنا
- هل نعلم شيئا عن النوبة وأهلها؟
- هل نستطيع تحقيق مكانة إعلامية تليق باسم مصر؟
- مزايا طرح قضايا النوبة داخل أرض الوطن
- كيف نواجه جبروت المال والشهرة والسلطة؟
- حرية التعبير كضمانة للديمقراطية فى مصر
- حرية التعبير....أين الحدود؟
- إيران وسياسة حافة الهاوية
- موقف السينما والتلفزيون من أهل النوبة 2
- موقف السينما والتلفزيون من أهل النوبة 1
- صورة العرب والمسلمين فى السينما العالمية 2
- صورة العرب والمسلمين فى السينما العالمية 1
- د. وفاء سلطان ومبررات تخلف الأمم
- التعديلات الدستورية فى مصر وصوت العقل والحكمة
- ثقافة نكران الجميل
- القضية الفلسطينية: لغة الحل
- خصائص القصة والرواية النوبية 3
- خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية 2
- خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية 1


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - عصر الإساءة إلى الديانات السماوية