أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فؤاد منير خليل - ليبراليه أم تطرف















المزيد.....

ليبراليه أم تطرف


فؤاد منير خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1919 - 2007 / 5 / 18 - 12:36
المحور: المجتمع المدني
    


في وقتنا الحاضر باتت كلمتي الليبراليه والتطرف أو الأصولية هما حديث الساعة التي تشغل المرأة والرجل والصغير والشيخ الكبير ولكن بمعطيات وأسماء مختلفة منها الحضاره ومنها القوميه والحريه والأخلاق والمساواة والعداله السياسيه والإجتماعيه وإلى ماهنالك من كلمات لم تكن موجودة في الماضي بهذا الشكل ولم تستخدم بهذا الكم والنوع.
إن أغلب هذه الكلمات المذكوره من حرية وديمقراطية ومساواة وعدالة وحتى الحضارة باتت حكرا على المجتمعات الأخرى وعلى وجه الخصوص الغربية التي عرفت معنى الحضارة وركبتها وامتطتها كما يمتطي الفارس الأصيل صهوة فرسه. وبما أن دولنا هي دول الإستبداد والقهر والتخلف والمعاناة والحرمان والضياع والذل والهوان والشائعات لذلك لانستطيع أن نضعها لا في مصاف الدول المتقدمة بكل ماتحتويه هذه الكلمه من معاني ولا في مصاف الدول المتخلفة التي تحمل راية التحلف وتعترف به, ودولنا ماهي إلى ذاك الحصان أو البغل الذي ترهل وتعب وعجز ولكنه لايستطيع ولايريد أن يعترف بذلك أو يأخذ بهذه الحقيقة ولا يريد أن يسمح للمهور الجديده الشابة الفتية أن تدخل السباق لعلها تلحق القطار الذي فاتنا منذ زمن.
والحضارة عندنا وبمفهومنا العام لها هي الثوره التقنيه والعلميه التي قام بها الغرب والغرب وحده دون سواه هذه الثوره التي جعلت العالم كله يقف أمامنا وبضغطة على زر من أزرار الكمبيوتر تستطيع أن ترى ماهو الحال عليه في أي بقعة من بقاع العالم ومن كل النواحي السياسيه والإجتماعيه والدينيه والفكريه وما إلى غير ذلك من جوانب في الحياة والمجتمع. هذا كله لايساوي في الواقع أي شيء إذا مانظرنا إلى طفل جائع أو أم ثكلى أو وطن ضائع بين نار الظلم والإستبداد الداخلي من جهة والإستعمار وآليته من جهة أخرى. إن الثورة التقنيه لاتعنينا في هذا المجال أكثر مايعنينا وضع الإنسان والعلوم الإنسانية والثقافة التي تحترم الآخر وتعترف به وتقف إلى جانبه لأنه إنسان وبغض النظر عن عرقه أو لونه أو سحنة وجهه أو قفاه.
من هذه الكلمات ومن هذا الواقع بكل جوانبه المشرقة أو العاتمة القاتمة بكل خيره وشره ونتيجة لكل المتناقضات فيه وفي النفس البشرية نرى آراء وأفكارا متنوعة مختلفة متضاربة حينا ومتفقة بعض الشيء حينا آخر. من حركة التطور والتاريخ ونتيجة للظلم والقهر واختلاف العقائد والفلسفات بدأت تطفو على السطح أفكار مثل الحرية والديمقراطيه والليبرالية والمجتمع الحر والمواطنة وحقوق الإنسان وإلى ماهنالك من مصطلحات سياسية واجتماعية وفكرية وما هي إلى وسيلة بيد الضعفاء الأقوياء في بعض الأحيان للتكسب والإستجداء للصالح العام للوصول إلى شيء من الحقوق المهدورة باسم الدين أو الحرية أو أي مصطلح من المصطلحات السابقة الذكر. إن صراع المتناقضات الذي تعيشه بلداننا منذ القدم بالإضافة إلى العقائد والفلسفات المستوردة منها أكثر من الموروثة والمصنعة محليا أدت إلى انقسام الطبقة المثقفة ـ أو التي تدعي الثقافة وتحاول أن تجعلها حكرا لها كما تحاول فعله سلطات الإستبداد ـ إلى عدة أقسام تتجلى في الحقيقة بقسمين هامين رغم الوضع القاتم لهما في نواحي متعددة.
فترى الليبرالي العلماني في أقواله هو أصولي بالمعنى المجازي من تكفير للآخر وتغليط للآخر وتهجم على عادات وتقاليد وحتى أخلاق الآخر. الكثير ممن يتشدقون بهذه الكلمة يظنون بأن الليبرالية هي رفض لكل ثوابت ومقدسات ومعتقدات الآخر وأقصد بالمعتقدات هنا الفكرية أكثر منها الدينيه وأعيد وأكرر هنا بأن البعض وليس الكل يمارس هذه السياسه التي تذكرنا بوعود الأحزاب للناخبين في الدول الديمقراطيه ببرامج لا تختلف في الحقيقة عن برامج الأحزاب الأخرى المشاركة في حلبة القتال على السلطه. فأكثر الليبراليون الجدد من حيث المظهر فهموا الليبراليه على أنها تهجم على أفكار ومعتقدات الآخر وثوابت الأمة وعاداتها وتقاليدها فلا يحق لنا أن ندافع عن بلادنا ضد المستعمر بحجة أن الدفاع الذي شرعته لنا القوانين الموضوعة من الدول العلمانية هو إرهاب الآخر وقتل الآخر أما ما يفعله الوجه الإستعماري للغرب من إرهاب ماهو إلا عبارة عن ضربات وقائية ضد الأمهات والأطفال والشيوخ قبل أن تكون موجهة ضد نظم الإستبداد أو التي تحاول أن تتخلص من الإستبداد الكلاسيكي وفي كل المجالات إلى استبداد حديث منظم قائم على مبدأ الدفاع أكثر من الهجوم على الدرجة الثانية من وجهة نظرهم. لهؤلاء الساده نود أن نقول بأن الواقع غير النظريه وبأنكم لم ولن تستطيعوا أن توجهوا كل شيء وتديرونه بالريموكونترول والأمثلة كثيرة على الفشل بالتفكير في هذه الطريقه وآخرها الحروب الأخيره التي بدأها المستعمر الجديد في المنطقة والتي ظن من خلالها بأن النصر هو للآلة والكمبيوتر وأجهزة التحكم البعيدة عن الإحساس بالواقع الذي هو أساس حركة التاريخ ومسيرها الفعلى إن أردنا القول.
هذا بالنسبة لمن يدعي الليبراليه دون الأخذ بعين الإعتبار خصوصية مجتمعاتنا وقرون وعقود التخلف والغدر والذل والهوان وإنكار الآخر وما إلى هنالك من صفات ولاأسرع ولا أقوى للرجوع بالأمة إلى العصور الحجرية وماقبل التاريخ, وأما بالنسبة للجهة المقابلة من أصوليين ورعاة التطرف فلم يغيروا طريق سلفهم ومازالوا يكفرون الآخر ويقفون تارة بوجه الإستبداد ووجه كل شيء وتارة يصفقون لهذا المستبد أو يصدرون الفتاوى لذاك الطاغية. كل من هؤلاء يحاول أن يستغل الدين وضيق مساحة الجنة الخالدة ليستقطبوا جيلا من الشباب لاأمل له من الخلاص من أنظمة العمالة والإستبداد إلا بالموت ومفارقة الحياة ولكن ليس بمفردهم ـ كما ينتحر المرء في الغرب ـ بل يريدون أن يأخذوا أكبرعدد من الآخرين في عملية انتحارهم وبالطبع هم إلى الجنة خالدين فيها أبدا والآخرين إلى النار وبئس المصير. هنا ولدى هؤلاء يستطيع المرء أن يعرف قبل مماته (استشهاده أم انتحاره) كم مترا مربعا سيكون له في الجنة وكم حورية عذراء وكم من غلام سوف يكون تحت تصرفه وقت الحاجة أو وقت قضاء الوقت. والغرب لدى هؤلاء ماهو إلا آلية حرب عسكرية فتاكه قاتله يجب التصدي لها والوقوف بوجهها, أي أن الغرب هو العدو الأول والآخر لهم دون النظر إلى الجانب الحضاري فيه ولديه لأنهم بالأساس لايعترفون بأي جانب حضارة أو أبداع لاداخلي ولاخارجي.
هذه الامثلة عن الليبرالي الظاهري أو المتطرف الباطني تعود لتخبرنا من جديد بأن الوضع في بلادنا مازال مزر ولاأمل من إصلاحه على الأقل في الوقت الحاضر. فلا هو من صالح الإستبداد أن يتم بناء الإنسان في بلادنا بناء صحيحا على خط معتدل بين الطائفتين المذكورتين أعلاه ولا هو من صالح الإستعمار أن يكون هناك شعب واع لمفردات وفواصل وتشعبات ماضيه وحاضره ولا هو من صالح قوى التطرف أن يكون هناك جيل يهمه بناء نفسه أو الوطن أو كليهما معا بل أهم ماتريده هذه القوى هو خلق جيل يبحث عن قطعة أرض للبناء في الجنة لأن الحصول على سكن ومال للزواج تحت ظل عدالة النظام المستبد ماهي إلا أمور مستحيلة ليست لمثل هذه الأجيال وتصرف الأجيال بهذا المنحى يساعد التطرف في الحصول على مركز القياده في الأمور السياسية وغيرها إن نجح الكم الهائل من المعتنقين والمريدين بجر الأخرين إلى الموت والفناء.
من هنا يأتي دور وأهمية الإعتدال والفكر المنفتح والمتفهم للواقع بكل معطياته وشروطه بالإضافة إلى التفكير والسعي الجاد لدى الطبقة المثقفة الواعية بالإلتزام بقضاياها العادله والمصيريه وبالإلتزام بتوعية الأفراد ابتداء بالعائلة وانتهاء بالمجتمع وعدم السماح لقوى البغي والقمع والإستبداد والتطرف بأن تستخدم هذه الأجيال ـ التي لم يعد لها أملا بالعدالة الإجتماعية أو السياسية أو الإقتصاديه ـ كقنبلة موقوتة جاهزة لأن تنفجر بوجه الكل ودون استثناء بلا وعي أو هدف أو تفكير.
للكل ودون استثناء سواء أكانوا دعاة للغرب المستعمر أم للإستبداد أم للتطرف مهما تباينت طرقهم أو اختلفت استراتيجياتهم أو تكتيكهم نقول ونكرر بأن عجلة التاريخ سائرة وماضية إلى الأمام رغم كل العقبات وأنه مامن استعمار يدوم مهما كان شكل هذا الإستعمار داخليا كان أم خارجيا.
للأجيال ولكل الأجيال نقول ونردد بأن الغرب ليس هو المستعمر فقط بل فيه الجانب الحضاري والمشرق والغرب ليس صليبي بالحتميه بل هو تقدم وإنسانيه وقانون ومواطنه وحرية والضفة الأخرى ممثلة بالشرق الذي هو مهد للفلسفات والحضارات هو الشرق الذي يجب أن يسود لا شرق الغدر والقتل والموت الذي تقوده عصبة من مستبدين أو متطرفين أو متآمرين لصالح المستعمر المستبد. لكل من حاول أو باع وطنه بحفنة من ذل وخنوع على حساب طفل أو امرأة أو شيخ نقول ونردد بأننا سنبني أوطاننا يوما بعلم وأخلاق ومعرفة وتسامح ومحبة بعيدة عن كل حقد وقتل وتصفية روحية أو جسدية, للكل نقول بأن زمان الإستبداد والطغيان والإستعمار زائل لأن حركة الشعوب لايمكن أن تكون إلا حركة إلى الأمام وكفانا سلب حرية باسم الحرية وقتل باسم الحياة واحتيال باسم الأمانة وتطرف باسم الإعتدال وقوقعة باسم الإنفتاح.



#فؤاد_منير_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذئاب والغزلان


المزيد.....




- بيان للولايات المتحدة و17 دولة يطالب حماس بالإفراج عن الأسرى ...
- طرحتها حماس.. مسئول بالإدارة الأمريكية: مبادرة إطلاق الأسرى ...
- نقاش سري في إسرائيل.. مخاوف من اعتقال نتنياهو وغالانت وهاليف ...
- اعتقال رجل ثالث في قضية رشوة كبرى تتعلق بنائب وزير الدفاع ال ...
- بايدن و17 من قادة العالم يناشدون حماس إطلاق سراح الأسرى الإس ...
- البيت الأبيض يدعو حماس لـ-خطوة- تحرز تقدما في المفاوضات حول ...
- شاهد.. شيف غزاوي يعد كريب التفاح للأطفال النازحين في رفح
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات مستقلة في المقابر الجماعية بغزة ...
- بلجيكا تستدعي السفيرة الإسرائيلية بعد مقتل موظف إغاثة بغزة
- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فؤاد منير خليل - ليبراليه أم تطرف