أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سلامة كيلة - تنظيم القاعدة في العراق














المزيد.....

تنظيم القاعدة في العراق


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 1918 - 2007 / 5 / 17 - 11:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أصبح تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين عبئاً على المقاومة العراقية. وبات يشكل تهديداً مؤرقاً لها بعد أن كان يحسب عليها. وإذا كانت عشائر الأنبار قد عملت على كبح جماحه وطرده من المنطقة الغربية من العراق نتيجة الممارسات التي كان يمارسها. وكانت بعض قوى المقاومة قد أبدى امتعاضه من ممارساته خلال السنوات الأخيرة. فإن بيان الجيش الإسلامي الذي صدر منذ مدة، وأثار ردوداً من التنظيم ذاته تدعو للتهدئة، قد أبان حجم المشكلة.
ولاشك في أنه التنظيم الذي أعلن حرباً طائفية. وهو الذي كان يعلن عملياته ضد المدنيين في الأسواق وبيوت العزاء. فقد بدأ الحرب ضد "الشيعة الروافض" وليس ضد من التحق بالسلطة الخاضعة للاحتلال، ولا ضد الاحتلال. وأعلن ذلك في خطب أبو مصعب الزرقاوي. فأعطى "المبرر" للقوى الطائفية الشيعية التي ترتبط مع إيران وقدمت مع قوات الاحتلال لكي تبرر ممارسة الفرز الطائفي، والدفع باتجاه السيطرة على "إقليم الجنوب" تحت غطاء تطبيق الفيدرالية. ولاشك في أن القوى الطائفية الشيعية تريد الاصطفاف الطائفي، ومن ثم الفرز الطائفي، لأن لها مشروعاً طائفياً يهدف إلى السيطرة على المنطقة الجنوبية من العراق، من أجل السيطرة على النفط فيه، والتحول إلى "مشيخة" ككل دول الخليج. لكن تنظيم القاعدة انطلق من الأساس الطائفي كذلك، وبدل أن يخوض الحرب ضد الاحتلال الأميركي وأعوانه، بدأ الحرب الطائفية لتحقيق الفرز الطائفي.
لهذا كانت الخطوة المنطقية التالية هي تأسيس "دولة العراق الإسلامية" في المنطقة الغربية (السنية). وفي إطار الحدود التي رسمها التنظيم لتلك الدولة يظهر واضحاً أنه انتقل إلى تقسيم العراق على أساس طائفي. فحدود الدولة تلك هي حدود المنطقة "السنية". وبالتالي فهو أول من جرؤ على البدء بتقسيم العراق. وهو الآن يحاول أن يحكم هذه المنطقة كسلطة دولة "مستقلة"، ويسعى لتطبيق قوانينه فيها. ولقد شكل لها حكومة. وبدأ يطبق "الشريعة"، ويكفر، ويفرض كل الطقوس الطالبانية. كما بدأ في تصفية قوى المقاومة في هذه المنطقة. بمعنى أنه انتقل من "الجهاد" إلى بناء الدولة. ورغم أنه لازال يمارس عمليات التفجير والقتل في بغداد والجنوب، فقد بات لا يعلن ذلك. وأصبح هدفه الأساسي هو السيطرة على المنطقة الغربية من العراق.
إنه بالتالي بدأ يكرس كل مجهوده لبناء "الدولة" ضمن الحدود "السنية". ماذا يعني ذلك غير تقسيم العراق؟ فهو لم يعد معنياً بالجنوب ولا بالشمال الكردي، بل انتقل إلى بناء الدولة في المنطقة الغربية. ولم تعد مشكلته مع الاحتلال( وهي لم تكن كذلك منذ البدء كما أشرت مراراً) إلا في الإطار الذي يسمح له بتشكيل الدولة. بمعنى أنه ينتظر اعتراف الاحتلال بتلك الدولة الطائفية. ليقيم مجازره فيها.
وهذا يعني التمهيد لتقسيم العراق كما تطرح العديد من الأصوات في الولايات المتحدة، وكما كان مخطط الاحتلال منذ البدء (وهو ما أشرت إليه بعد احتلال العراق بأيام). فهذه الخطوة هي خطوة "عملية" نحو إقامة "دولة سنية" هي دوله القاعدة، في المنطقة الغربية من العراق. تسمح بأن تسعى القوى الطائفية الشيعية إلى إقامة دولة "شيعية" في الجنوب ( وبالتالي تحرِّر الأكراد من "عبء" الدولة العراقية).
إذن، كانت الخطوة الأولى في سياسة "تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" هي إثارة الصراع الطائفي وتحقيق الفرز الطائفي، وها هي تنتقل إلى الخطوة التالية التي تتمثل في تقسيم العراق على أساس طائفي.
ورغم محاولات التنظيم بعد الضجة التي أثيرت ضد ممارساته أن يهدئ منها، عبر قيادات له في العراق، كما عبر أيمن الظواهري، فإن المشكلة الأساس تتمثل في أن ما يمارسه التنظيم هو تقسيم العراق، وفرض دولة مغرقة في رجعيتها وفق التعاليم الوهابية التي طُبقت في أفغانستان، تلك التعاليم التي كانت ولازالت تعممها الدولة السعودية، وتنفق مليارات الدولارات عليها. وليس غريباً أن يظهر أن الأمير بندر ابن سلطان هو الذي يمد هذا التنظيم بالمال في العراق وفي غيره.
إذا كانت الدولة الأميركية تخطط لتقسيم العراق على أسس طائفية، لهذا أسست مجلس الحكم على أساس المحاصصة الطائفية، وزرعت ذلك في الدستور، فها أن تنظيم القاعدة يشارك في تحقيق الفكرة هذه عملياً، وباسم مقاومة الاحتلال (كما يدعي الظواهري). المسألة ليست في الشعارات، المسألة في الممارسة. والممارسة توصل إلى أن ما يقوم به تنظيم القاعدة هو تحقيق الهدف الأميركي. والأعمال ليست بالنيات، الأعمال بالوقائع. والوقائع تشير إلى أن "دولة العراق الإسلامية" هي الجزء "السني" من العراق فقط، وإقامة "دولة" فيها يعني تقسيم العراق. وهو ما يعني أن تنتقل قوى طائفية "شيعية" إلى إقامة "دولة العراق الشيعية" في القسم الجنوبي منه. وللوصول إلى ذلك يعمل تنظيم القاعدة على تصفية كل قوى المقاومة من "دولته"، والبدء في تطبيق "الشريعة" كما يفهمها.
ولهذا مطلوب من كل قوى المقاومة أن تنبذ هذا التنظيم وأن تدين ممارساته، وأن تنهي وجوده، لأن هذا الوجود خطر إلى أبعد الحدود، لأنه يصبّ في تحقيق الإستراتيجية الأميركية. لقد "فاشت" (طفت) القوى الطائفية في السلطة التي شكّلها الاحتلال وفي إطار القوى المناوئة لها، والخشية أن تضيع المقاومة.
المطلوب الآن، كما كان في السابق، هو إعادة بناء المقاومة على أسس وطنية، وتوحيد نشاطها في مختلف مناطق العراق. فطرد الاحتلال هو مسألة وطنية، وليس من الممكن تنظيم المقاومة في مختلف مناطق العراق إلا على أسس وطنية. ومن أجل عراق مستقل وديمقراطي وموحد.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار والموقف من حزب الله
- العراق المحتل: عن دور الماركسية في العراق
- القديم في إستراتيجية بوش -الجديدة- في العراق
- حوار مع جريدة النهج الديمقراطي المغربية
- إتفاق مكة -صفقة تقسيم الغنائم-
- القرآن: تحليل للتكوين الاقتصادي الاجتماعي للإسلام
- واليسار الفلسطيني أيضاً
- رد إجمالي على ملاحظات عصام شكري على -نداء الى القوى والأحزاب ...
- الجديد في إستراتيجية بوش الجديدة في العراق
- واليسار الفلسطيني
- أميركا في العراق والمقاومة
- سوريا في الوضع الإقليمي
- خطر الحرب الأهلية في فلسطين
- رد على ملاحظات عصام شكري حول -نداء الى القوى والأحزاب المارك ...
- رد على ملاحظات عصام شكري حول -نداء الى القوى والأحزاب المارك ...
- رد على ملاحظات عصام شكري حول -نداء الى القوى والأحزاب المارك ...
- خطة أولمرت الجديدة
- مكانة اللينينية في الماركسية
- لماذا -ماركسية-؟ : بصدد تسمية الاتجاه الفكري الذي بدأ مع مار ...
- النضال الفلسطيني واشكالية القطري والقومي


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سلامة كيلة - تنظيم القاعدة في العراق