أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - مأساة زيد بن حارثة مع نبي الرحمة















المزيد.....

مأساة زيد بن حارثة مع نبي الرحمة


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 1918 - 2007 / 5 / 17 - 11:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اذا كان لك حق ضائع عند انسان ، وسألك عما اذا كنت تريد حقك ؟!
فاعلم أنه لا ينوي منحك اياه ، أو انه يساومك علي منحك حقك .. باختصار ليست لديه نية حسنة تجاه حقك الضائع عنده ..
ومثال علي ذلك اليكم تلك الحكاية البسيطة : منذ شهور – في رسالة علي الانترنت - عاتبني الأستاذ محمد سعيد المذيع السابق بتليفزيون الخليج – وأظنه الآن باذاعة لندن – قائلا أنه سبق أن جاءني لاجراء لقاء تليفزيوني معي ولكنني رفضت ، بعد أن كلف نفسه أجرة سيارة تنقله ومعه فريق العمل من تصوير وتسجيل ، وعناء مشوار شاق - وقتها كنت سجينا سياسيا وجاءني بسجن طرة بالقاهرة ، وأراد اجراء لقاء تليفزيونيا معي وأنا في السجن! فقلت له انني لم أرفض ولكنني أجبرت – بالايحاء .. – علي الرفض ..
فعلي طريقة رجال الأمن استدعاني الضابط لادارة وسألني : هل ترغب في اجراء أحاديث تليفزيونية ؟ عيناه وطريقته في الكلام كانت تقول : " اياك أن تقول نعم .. ، وان قلت نعم لن نمكنك من ذلك ، ثم تلقي منا ما لا تحب .. " فكان علي أن ألتقط الخيط وأشرب الكأس وأتظاهر بأنه بيدي لا بيد عمرو .. !
فقلت له بتأكيد قاطع – كمن يتكلم عن شيء يملك قبوله رفضه - .. لا انني لا أرغب في اجراء أية لقاءات صحفية أو اذاعية أو تليفزيونية .. (!) كما لو كان صحيحا ما أقوله وكما لو كان هو قراري وبحريتي (!!) . وعلي الفور قال لي ضابط المباحث : اذن اكتب لنا هذا الكلام .....! وناولني ورقة .. ! ، وطبعا أنا في سجن ، أسير ..
فأمسكت الورقة وكتبت هذا الكلام .. – فأخذها وأعطاعا للمذيع محمد سعيد قائلا له : انظر .. نحن لا نمانع ، ولكن هو الذي لا يرغب في اجراء أحاديث ..! انظر .. ها هو لا يرغب ولكننا ليس لدينا ثمة مانع واحد ..!!
هذا ما فعله ضابط المباحث مع سجين رأي وفكر .. وهو نفسه ما فعله محمد مع أسير مسكين صغير السن انتزع من حضن أسرته ويعيش بعيدا كعبد عند محمد ، وكان محمد قد رآه عند زوجته خديجة فطلبه منها هبة ، فوهبته له ! وكان زيد قد اختطف في غارة من غارات القبائل العربية علي بعضها البعض ونهب وسلب الممتلكات والنساء والأطفال والأعراض ، وراح الطفل زيد ضحية ، وأخذ من قبيلته .. وبعد ا، صار ملكا لمحمد ، كعبد ، هدية من زوجته خديجة ، علم أهله فجاءوا لمحمد يرجونه ويستسمحونه أن يعطيهم ابنهم ويدفعوا الفدية ..
وليشترك القاريء معنا ويحكم بنفسه بعد أن ننقل له القصة من وثائق السيرة الاسلامية نفسها ..
فليتخيل القاريء أما مسكينة اختطف ابنها ، وكيف تكون حالة مثل تلك الأم ؟؟!! بل كيف تكون حالة الأب ، بل كيف تكون حتالة أخوته ، وجدته ؟؟!!
وليفترض القاريء أن ذاك الطفل صار عبدا ليس عند نبي للرحمة .. وانما عند رجل عادي من عباد الله الرحماء بحق .. وجاءه والد الطفل يرجوه أن يقبل فداءا ويعطيه ابنه .. ألا يرق قلب الرجل ويعيد الطفل لأهله رحمة بالأم ؟! وليأخذ الفدية ان شاء أو يعفو .. ؟! وأهل الطفل جاءوا مستعدين لدفع الفدية لاجل اعادة ولدهم .. ؟
في رأيي الشخصي أن الطفل لو كان عند رجل عادي من ضمن خلق الله الرحماء وليس نبي الرحمة كلها ولا سيد الأنبياء ولا أشرف المرسلين .. فان الرجل الطيب الرحيم من عامة الناس كان سيتصرف علي النحو :
اما يقبل الفدية ان شاء أو يتنازل عنها وينادي الطفل : يا زيد .. أقبل يا ولدي .. هؤلاء أهلك ، وهم يحبونك ، وأنت تعرف بأننا أيضا نحبك ، ولكنهم أهلك فاذهب معهم يا ولدي فهم مشتاقون اليك .. فان قال له الطفل " بل أريد البقاء هنا معك فأنت أبي وهنا أهلي " قال له : نعم يا ولدي أنت ابننا أيضا ونحن أهلك .. ووقتما ترغب في زيارتنا فسوف يسمحون لك بذلك وان تأخرت في الزيارة فسوف نسارع نحن بالذهاب اليك لزيارتك عندهم فأنت ابن لنا أيضا كما أنت ابنهم .. ( ثم يلتفت الي أهل الطفل قائلا : ان شاء أن يعود الينا أو يزورنا ، فلتعطوني وعدا بألا تمنعوه .. ، هيا يا زيد مع أهلك يا ولدي فأمك في انتظارك علي جمر ، رحمة بأمك وبدموعها ..
هذا في رأينا الشخصي ما يمكن أن يحدث من رجل رحيم عادي من عامة خلق الله ، ولعلك عزيزي القاريء توافقنا في ذلك ، فماذا حدث من نبي الرحمة ؟!!
ولما كان محمد لا يرغب في اعادة الطفل المخطوف لأهله فقد فعل مثل ضابط المباحث – كما ذكرنا من قبل وقال لهم اسألوه ، فان قبل فلا مانع عندي .. !
واضطر الطفل لأن يقول مثلما قال الكاتب السجين لضابط المباحث ..– فهو عبد سجين لدي محمد – : لا أرغب في العودة .. ..! بينما هو في غاية الشوق والحنين لأبويه كم جاء بكتب السير ة التي نقتطف منها تلك السطور من موقع " اسلاميات " :
(((منذ أن سلب زيدا -رضي الله عنه- ووالده يبحث عنه، حتى التقى يوما نفر من حي (حارثة) بزيد في مكة، فحملهم زيد سلامه وحنانه لأمه و أبيه، وقال لقومه: (أخبروا أبي أني هنا مع أكرم والد)... فلم يكد يعلم والده بمكانه حتى أسرع اليه، يبحث عن (الأمين محمد) ولما لقيه قال له: (يا بن عبد المطلب، يا بن سيد قومه، أنتم أهل حرم، تفكون العاني، وتطعمون الأسير، جئناك في ولدنا، فامنن علينا وأحسن في فدائه))). http://www.masrawy.com/islameyat/sahaba/sahaba/Zaied_ben_haretha.aspx#زيد%20بن%20حارثة، لاحظوا القول : " فحملهم زيد سلامه وحنانه لأمه وأبيه .. .. " أي أن قلبه يخفق بالعودة لحضنهما ، ولم يكن بمقدوره القول سوي أنه مع أكرم والد ، لأنه ان طلب حضورهم لأخذه وبلغ ذلك سيده فقد يعاقبه – فهو عبد - .. ورغم تعلق قلبه بحب أهله واشتياقه لأحضانهم الا أن محمد اضطره لأن يقول عكس ذلك – علي طريقة ضابط المباحث – كما سبق - .. !
وبقي زيد عند نبي الرحمة .. ! وبعيدا عن عين أمه !
بينما قلب أم زيد ، وحتي موتها يتلظي نارا كل ساعة وكل يوم علي فقدان ولدها دون أن يجد من يطفي ناره بالرحمة !
و لم يتغير اسم محمد ليكون نبي القسوة ! ، بل بقي اسم محمد حتي الآن هو : نبي الرحمة .. !!
تماما مثلما لم يتغير اسم سوريا ليكون : " المملكة السورية " .. !
بالرغم من أن شابا صغيرا قد ورث السلطة عن أبيه ارثا بالعبث في دستور البلاد ليناسب حداثة سنة ! ومع ذلك بقي اسم الدولة هو : الجمهورية السورية (!!!!! ) .
انه تراث اسلامي عربي ..



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبث بالدستور في الاسلام 2/2
- العبث بالدستور في الاسلام 1/2
- اهداء الي : أسامة أنور عكاشة
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ – الحلقة الأخيرة /12
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ - 11
- الاسلام هو الحل
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ - 10
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ – 9
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ / 8
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ 7
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ 6
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة بزيوريخ 5
- علي هامش مؤتمرالأقليات والمرأة في زيوريخ 4
- علي هامش مؤتمر الأقليات والمرأة في زيوريخ 3
- علي هامش : مؤتمر الأقليات وحقوق المرأة في زيوريخ 2
- علي هامش مؤتمر الأقليات وحقوق المرأة في زيوريخ 1
- أهل الأقلام وأهل الأموال
- من أوجد مؤتمرا لكل أقليات الشرق الأوسط وشمال افريقيا ؟
- -تحية لوزير الثقافة المغربي - المغرب و .. مصر
- مطربة الأغاني الصبوحة : أميرة سالم


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - مأساة زيد بن حارثة مع نبي الرحمة