أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه سلمان - الوسط الدييمقراطي















المزيد.....

الوسط الدييمقراطي


طه سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 1918 - 2007 / 5 / 17 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين مطبخ رضاعة وشهية الأعسم
بعد أربعة سنوات من سقوط آخر الدكتاتوريات الفردية في العراق في 9 / 4 / 2003 . تحركت عروق الغيرة العراقية عند عدد من العراقيين المقيمين في لندن ودول أوربية أخرى ،وراحت دمائهم تغلي وقلوبهم تعتصر حرقة وألما على ما أنتجته العملية السياسية منذ التغيير ولغاية يومنا هذا من مأساة حقيقية كان ضحيتها الشعب و الشعب وحده . هذه الأوضاع التي أجهضت ذلك الحلم الكبير الذي ظل يراودهم في العودة الى وطنهم الأم ليروا أخوة لهم وأخوات أحبة وحبيبات وهم ينعمون بوطن آمن خالي من الأستبداد والعنف والمحارق والمقابر الجماعية ، ونظام حكم تتداول فيه السلطة سلميا وفق آلية حضارية تستند الى دستور ديمقراطي وحريات وحقوق مكفولة بمنظومة قيم وثوابت قانونية ووطنية وأخلاقية ، في ظل دولة مدنية ديمقراطية أتحادية ، لا مكان فيها للصراعات الطائفية والحزبية الضيقة ، . دولة أتعضت لغدها من أمسها ، وشعب جرب وعانا من الظلم والتفرقة والفساد والأهمال والقسوة .
لهذا وغيره أنتخى هؤلاء الأخوة وتحركوا بنشاطات مختلفة وحققوا زيارات ولقاءات خارج وداخل العراق ، وقاموا باتصالات عديدة ، حتى تمكنوا من جمع أكثر من مائة وخمسين شخصية وطنية عراقية في أربيل عاصمة أقليم كردستان ،وبضيافة حكومة الأقليم ، ورعاية وأستقبال كريمين من قبل السيد مسعود بارزاني رئيس أقليم كردستان للفترة من 12 / 4 2007 .
وخلال ثلاث أيام كانت حبلى بما أنتجه وفاض به الوجدان والعقل العراقي المبدع وما أفرزته تجارب التاريخ وترسخ في مخيلة وذاكرة السيلسيين والباحثين والمثقفين العراقيين ، من ثقافة وأجتهاد فكري وسياسي ، جاد به ذلك الحضور المغيب من كلا الجنسين ، جمعتهم الهوية الوطنية العراقية ، رغم اختلاف متبنياتهم الأيديولوجية ومدارسهم الفكرية وانتماءاتهم السياسية والقومية والدينية .
لقد عكست النقاشات والمداخلات وما قدم من آراء وأفكار ومقترحات سواء ما كان منها منسجما مع بعضه الى حد التطابق ، أو تلك التي شهدت تراشقا جد ليا أخذ طابعا ود يا وهادءا أحيانا ، أو ذلك الذي أستبطن موقفا مصمما سلفا ، أحيانا أخرى ، أو كان أفرازا وليد لحظته لم تحسب نتائجه بدقة ، حمل نوايا استندت الى مخاوف غير مبررة وعبرت ربما عن هواجس لدى البعض مما سيتمخض عنه المؤتمر من نتائج وقرارات وتوصيات ، أو أنها انعكاس لصراع خفي بين بعض ممن يفترض أنهم أجتمعوا لأجل أنجاز مشروع وطني ديمقراطي كبير جسده الشعار المركزي للمؤتمر .
ومن خلال مساهمتي ومتابعتي المخلصة لكل الدقائق والساعات الطويلة والتفاصيل سواء داخل قاعة المؤتمر أو خارجها وما تم من توافقات ، خرجت بمجموعة من الملاحظات والأنطباعات وددت تعميمها على عدد من المعنيين في التحظير للمؤتمر القادم والأساتذة الذين ساهموا ومطلوب منهم وطنيا أن يساهموا في أنضاج وأنجاح هذا المشروع .
أولا :
لم تعـط اللجنة المنظمة للمؤتمر (( لجنة دعم الديمقراطية في العراق ))
نفسها مزيدا من الوقت للتخطيط والتحظير وتهيئة مستلزمات الأدارة التي تتناسب مع أهمية وحجم وهدف هكذا مؤتمر ، خصوصا وهو ينعقد في ظروف عراقية غاية في التعقيد وأشكاليات وطنية وسياسية ومجتمعية ودستورية وتداخلات أقليمية ودولية ، تحتاج الى أسترخاء ذهني والى مقاربات ورؤى وطنية منسجمة واستعداد مسبق للقبول بسقف متفق عليه من التنازلات المتقابلة مهما كان عاليا ، لأجل تحقيق توازنات مطلوبة لخلق مساحات مشتركة أنطلاقا من المشتركات الغير قابلة للفرقة والتمزيق .
ثانيا :
الأرتباك والعجالة في صياغة الأوراق الأربعة المقدمة للمؤتمر والضعف الأداري الواضح الذي عكسته طريقة وتوقيتات توزيع الأوراق ، جعل اللجنة المنظمة وأدارة الجلسات في وضع لا يحسدون عليه ،
ثالثا :
كانت أولى الأشكاليات التي وقعت فيها اللجنة المنظمة ، هي الضبابية وعدم أعطاء تعريف واضح ومحد د ودقيق لمفهوم ( الوسط الديمقراطي ) ،الذي أريد لمؤتمر أربيل أن يبحث في السبل والوسائل الكفيلة بتفعيله والنهوض به . مما أضطرالمجتمعون أن يتركوا الخيارات الثلاثة الأولى والأتفاق بالأجماع على الخيار الرابع وهو تشكيل لجنة تحظيرية من داخل المؤتمر للتحظير الى المؤتمر القادم ، الذي وكما أعتقد أن من أولى مهامه هي الأجابة على السؤال الرئيسي ( ماذا نعني بالوسط الديمقراطي )
.... هل هي الشريحة الأجتماعية التي لا تتبنى أيديولوجية بعينها . ؟
.... هل هي الأحزاب والتجمعات التي تقف على مسافة واحة من بقية التيارات الفكرية والسياسية . ؟
.... هل هي الأحزاب اليمقراطية التي تلعب دور الوسيط بين التيارات المتصارعة . ؟
.... أم هي الجماعة التوفيقة التي ليس لها هوية سياسية واضحة . ؟
.... أم أن الوسط الديمقراطي يعني ( المكان ) أو الحيز الذي يتحرك فيه الجمع الديمقراطي . ؟
رابعا :
في الوقت الذي نسجل فيه ثنائنا وتقديرنا للجهد الكبير والمخلص والنبيل الذي بذلته لجنة دعم الديمقراطية في العراق ، والحرص والموضوعية والشجاعة التي تحلت بها في تناولها للأزمة السياسية الراهنة وسبل الخروج منها ، وكذلك في تشخيصها للأسباب الموضوعية والذاتية التي أدت الى ضعف ( الوسط الديمقراطي ) , ألا أننا نسجل عليها أصابتها بمرض ( المحاصصة ) عندما أنحرفت عن المسار الذي اختطته لنفسها وصولا الى المؤتمر ، والهدف الرئيسي الذي أرادت للمؤتمر أن يخرج بأنجازه وتحقيقه ، وهو الخطوة الأولى لمشروع ( تأسيس كيان سياسي ديمقراطي جديد ) يكون بديل عن حالة الضعف والتشرذم والنرجسية والرتابة وعدم الجدية والمجاملات والتحالفات الخاسرة التي صاحبت الأداء العام وطبعت نشاط وتحرك الأحزاب والحركات والتجمعات التي تنتمي الى هذا ( الوسط ) . وهو ما أثبتته تجربة أنتخابات الجمعية الوطنية الأنتقالية ومجالس المحافظات ، وما أكدته تجربة أنتخابات مجلس النواب .
والمحاصصة هذه المرة مورست من قبل التيارات المنتقدة والرافظة لها ، تجلى ذلك عند ما صنف الديمقراطيون أنفسهم الى تيارات أستنادا الى مرجعياتهم الفكرية والآيديولوجية والقومية والدينية وشكلت اللجنة التحضيرية الجديدة من ممثلين عن التيارات التالية .
التيار الديمقراطي الشيوعي
التيار الديمقراطي العربي
التيار الديمقراطي الكردي
التيار الديمقراطي التركماني
التيار الديمقراطي الأسلامي
التيار الديمقراطي الكلدو آشوري
التيار الديمقراطي الليبرالي
أضافة الى ممثلين عن المجتمع المدني والجامعيين والباحثين والأدباء المؤمنين بالدولة المدنية الديمقراطية الأتحادية .
وبهذه التركيبة لم نعد بحاجة الى مؤتمر آخر ، وفي هذه الحالة هذه الحالةفنحن أمام مهمة تشكيل ( جبهة ديمقراطية ) تعمل على توليف قائمة أنتخابية موحدة تطرح برنامجا شاملا للمرحلة المقبلة على المستوى الوطني وعلى مستوى مجالس المحافظات على أن تبقي الباب مفتوحا أمام كل التيارات والشخصيات التي تتفق مع القائمة في برنامجها . وهذا الذي يجب أن يحصل ولم يحصل في المؤتمر ، أملنا أن يحصل قبل الوصول الى الموعد المحدد للمؤتمر القادم . والذي أتمنا أن لاتطول الفترة على أنعقاده لظرورات تفرضها أستحقاقات المرحلة المقبلة وخصوصا أنتخابات مجالس المحافظات ، وبدأ مرحلة أحتدام الجدل حول المسائل الدستورية المؤجلة ، مثل قانون الأقاليم ، وتوزيع الثروات ، وتطبيق المادة 140 من الدستور وغيرها .
خامسا :
ما شهدته الجلسة الأخيرة للمؤتمر من حالات أنفعال غريبة وردود أفعال غير محسوبة أثارت الأستغراب وعدم الأرتياح لدى أغلبية أعضاء المؤتمر خصوصا وأنها صدرت من رموز سياسية ونخب ثقافية ، تصدت لحمل راية الديمقراطية وعرفت بالتزامها الخطاب المعتدل والمتزن .
وهذا يؤكد ما ذهبنا اليه في وصفنا لحالة الخشية والمخاوف التي تراود البعض من الأستعجال في طبخ تركيبة من مكونات لم تتهيأ لها بعد مقومات التجانس والأنسجام وتتصارع في الخفاء وأحيانا في العلن على وهم نجاحات يعتقد البعض ربما أنها تحقق له أمتيازا هنا ومكسب هناك على حساب الحقيقة النهائية ، ليبقى الوطن والمواطن هما الخاسران الوحيدان في لعبة التنافس الوهمي الذي لا يغير شئ في المعادلة السياسية الراهنة ، لذلك نعتقد أننا بحاجة الى أعادة نظر في مكونات الطبخة ومقاديرها وتركيبتها وما تحتاج اليه من توابل ومقبلات تنسجم مع شهية الأغلبية التي عبر عن غايتها الأخ عراقي القلب والضمير عبد المنعم الأعسم وهنا ترمى الكرة في ملعب رئيس لجنة دعم الديقراطية في العراق د . فاروق رضاعة . وأذا نجح مؤتمر أربيل بدرجة مقبول أمنياتنا أن ننجح جميعا بدرجة أمتياز في المؤتمر القادم ... سلمتم جميعا وسلم العراق .



#طه_سلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه سلمان - الوسط الدييمقراطي