أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاتن نور - البرلمان العراقي.. وحوار الصفعات الوطني والثأر الديمقراطي















المزيد.....

البرلمان العراقي.. وحوار الصفعات الوطني والثأر الديمقراطي


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1918 - 2007 / 5 / 17 - 11:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كلاهما منكوب،الشعب العراقي وبرلمانه الموقر،ونكبة الأخيرلا تصلح للتعبيرعن نكبة الأول،او تمثيلها بمنجزات وطنية تضعها على طريق الزوال،فهي نكبة التخندقات الطائفية،والتكتلات السياسية (وغير السياسية) المعارضة بلا أجندات لرؤية سياسية مغايرة او حلول ناجعة توحد المجموع وتنتشل البلد من محنته، كونها معارضة عشوائية في فضاء سياسي سقيم لم يتم تنقيته بعد لإنعدام آليات التنقية وانعدام او تهميش الخبرات المناسبة في ظل صراعات وتداخلات سلطوية قاهرة، ونكبة التبعيات الأقليمية والفئات الموالية للحكومة بأولئك الرافعين اصابعهم بالقبول والإستحسان لكل ما تطرحه ودون قراءة موضوعية محايدة،ونكبة الكفاءات المتدنية سياسيا وثقافيا والتي زجت تحاصصيا في البرلمان لتجلس على مقاعده ولتدخل في تعداده الرقمي المعروف(275)عضوا، هذا فيما لو أجتمعوا ذات جلسة مهيبة،او اجتمع منهم (138) عضوا ليكتمل النصاب القانوني لإحياء جلسة..

ولا ادري حقيقة كيف تفشت بين اعضاء البرلمان فكرة تمثيلهم لأرادة الشعب العراقي ولكن خارج رقعته الجغرافية، فهنالك اعضاء يمارسون تمثيلهم للشعب باقامات دائمية او شبه في دول الجوار ودول ما وراء البحار، واعضاء يمثلونه على جبل عرفة اذ غالبا ما يجتمعون هناك كحجيج في موسم الحج، ومن باب الرفق العقائدي بالشعب العراقي فقد وجد بعض الأعضاء ضرورة تمثيله حتى في مواسم العمرة، وربما هذا يفسر الصعوبات التي يواجهها المواطن في حصوله على جواز سفر او تحديث جوازه للخروج من العراق سائحا او هاربا من جحيمه او اعتدادا بكفاءته المهمشة، اذ ان تمثيل اعضاء البرلمان له في الخارج اسقط الحاجة الفعلية لخروجه بصفته الشخصية،وكفاءات البرلمان الجلية ترفقت بكفاءته إن كان من اصحاب الكفاءات فوضعتها في بوتقات التحميض، وهذا كرم وفير يجنب المواطن مشاق السفر ومصاريفه وعليه أن يشكره بإجلال! ،فأعضاء البرلمان لا يتقاضون رواتبهم ومخصصاتهم ترفا ليس إلا!،فهم يبذلون الغالي والنفيس من اجل التمثيل السياحي والأمني والترفيهي والمؤهلاتي خارج حدود الوطن، متنازلين عن قصورهم في المنطقة الخضراء للفقراء والمساكين والعوائل المشردة وبأيجارات رمزية! ،واللوم لا يقع على اعضاء البرلمان كشخوص وجدوا انفسهم ذات عشية في قبة برلمانية لا يكسوها بلاط قانوني يضبط تواجدهم وينظم اجازاتهم فلا أجازات ورخص جماعية مفتوحة، ويلزمهم بأداء دورهم التمثيلي،وهو دور درامي جاد وفي ظرف عصيب ولا أظنه يمت بصلة لفنون التهريج المسرحي..

العضو البرلماني الذي يربكه الواقع الأمني المستعر ويخيفه ليخرج مضطرا، ويرى القبة البرلمانية قبة لضريح أحد الأولياء الصالحين الذي قد يشد الرحال اليه كزائر مرة او مرتين في العام قادما من محل اقامته في الطرف الآمن،عضو كهذا لا يصلح لتمثيل طفل صغير يجوب شوارع بغداد متقافزا بين المركبات لبيع السكائر، او امرأة في كركوك تحمل سلالها وتفترش رصيف سوق شعبي لترتزق،او شيخ مسن وراء مقود سيارته يلقط زبائنه من بين مزابل البصرة وخرائبها..

ليس عجبا أن لا يسجل البرلمان العراقي اي انجازات مرئية او محسوسة ومنذ تأسيسه لغايته، فهو كما اسلفت برلمان منكوب تأسس بديمقراطية الوجبات السريعة التي لم يهيأ الناخب العراقي لمضغها ولم يمنح الوقت الكافي للتأكد من سلامة وصلاحية لحومها للهضم،فقد وجد نفسه متوجها نحو صناديق الإقتراع وهو الخارج توا مشوشا يحمل بين جنباته عقودا من التخلف والإنغلاق والتجهيل،فانتخب بما املته عليه عاطفته وبحسه الروحي وليس بحسه السياسي ووعيه الفكري بعيدا عن المؤثرات الروحية والعاطفية والولاءات العشائرية وما الى ذلك.....

كل المشاريع المزمع انجازها من قبل البرلمان ولجانه ولدت معلقة وما زالت،ابتداءا من مشروع الفيدرالية الى مشروع الاستثمار الأقتصادي،والتعلل كان ومازال بالإحتلال وضغوتاته تارة وبالإنفلات الأمني تارة، والذي تبعثرت بسببه مليارات من الدولارات المخصصة لاعمارالعراق وذلك للحفاظ على سلامة الطواقم الفنية والأدراية وعرصات المواقع وآلياتها وكرفاناتها الخدمية ومسابحها الترفيهية ونواديها الرياضية!.. اذا كانت الحكومة العراقية تتعلل بالواقع الأمني ،والبرلمان يتعلل به، امريكا ودول الجوار يتعللون به، والعالم بأسره كما يبدو يتعلل به،بات لنا ان ننطلق باحثين عن كائنات فضائية فريدة بخبراتها لحل الأزمة العراقية والتصدي لأزمات كوكبنا المستعصية..

وهذا لا يعني اطلاقا عدم وجود منجزات ملموسة على صعيد مشاريع الحوار الوطني والتقارب بين الفرقاء،فقد ابدى البرلمان تطورا مذهلا في هذا المجال ، اذ نجح رئيسه مؤخرا بتسديد صفعة وطنية لأحد نوابه، وبحواره الساخن جدا مع وزير الدفاع نجح كل طرف بالوعيد والتهديد بالثأر الوطني من الطرف الآخر، تداعيات مثل هذا السلوك البرلماني المتحضر ستنعكس مما لا شك فيه، بتصوري، على رفع مستويات الحوارالوطني في الشارع العراقي وبشكل دموي ينهض بالتالي بصناعة التوابيت و تجارة الأكفان.. واذا كان رب البيت على الدف ناقر...فشيمة اهل البيت هي الرقص....

ويبقى السؤال يؤرقني.. هل اصبحت الوطنية بمعايير متنافرة ومتناقضة، فوطنية زيد لا تشبه وطنية عبيد! ووطنية عمر لا تتقاطع مع وطنية حسون! وباتت لغزا معقدا يستعصي على الوطنيين حله لحل أزمات بلدانهم العالقة،كل الدول التي تسعى قياداتها الى حوار وطني مشترك ،وتصبو لتشكيل حكومة وحدة وطنية استعصى عليها الأمر ووقعت في مطبات عويصة بلا مخرج،حتى تلك التي نجحت فبعد جهد جهيد ومخاض طويل لا تعلم نتائجه على المدى المنظور والبعيد...ربما بات توحد القوى الظلامية واتحاد عصابات المافيا والإجرام وتعاضد المهربين وتجار المخدرات أيسر بكثير من توحد القوى الوطنية في عالمنا ،وكأن الوطنية بذاتها لا تنفع كقاسم مشترك لمصافحة ودية والتمركز حول اجندة سياسية ومشروع عمل موحد بين الأطراف المعنية لإنقاذ شعوبهم،ولو سألنا اي طرف من الأطراف تعريف الوطنية سيعرفها لا محالة، وكما تلقنها مكتوبة بشفافية في منهاج المرحلة الأبتدائية والمتوسطة لا كما تصدع مفهومها عمليا وواقعيا!!

عندما تناقلت بعض وسائل الأعلام اخبار الصفعات والتهديدات الوطنية خطر ببالي بيتين من الشعر اتمنى أن تدخل قبابنا البرلمانية وتخط على جدرانها.....

كن لينا من غير ضعف... وشديدا من غير عنف

ولا خير في حسن الجسوم وطولها.. إذا لم يزن طول الجسوم عقول

فاتن نور
07/05/16



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليه فقط...
- صور مشظاة...
- نشيد طفولي على طريق الذاكرة...
- تشكيلات.. جسد الطعنة..
- المرأة..مومياء مكانتها الفطرية المقدسة ..
- المرأة.. مومياء العروبة والإسلام المقدسة!..
- طفرة نوعية على سلم التفخيخ...
- الشعائر الحسينية : فلسفة إستحضارالألم والتفريط بقيمته...
- بين جاهليتين..قراءة من فوهة الجرح...
- يا أولاد (....) العراق نبراس حضارتكم فلماذا ادخلتم...
- فراغات مبعثرة.. لا تمتلىء
- التسلط العمائمي والشعب العراقي يدفع الثمن مرتين..
- خلوة وتعرّق.. وضيف..
- ما تفعله انثى الانسان لصغارها.. تربية ام رعاية؟
- ادعية رمضانية للسلاطين والأرهابيين...
- حول الفيدرالية ومشروع تجفيف المستنقع العراقي…
- أبو رنا.. ومفخخاتي رئيس مجلس النواب...
- حوافر..برأس دبوس
- هاتوني بزنجيل وقامة والف خرافة كي أمسي عراقية!!
- بغاء في حلم...


المزيد.....




- كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما ...
- على الخريطة.. حجم قواعد أمريكا بالمنطقة وقربها من الميليشيات ...
- بيسكوف: السلطات الفرنسية تقوض أسس نظامها القانوني
- وزير الداخلية اللبناني يكشف عن تفصيل تشير إلى -بصمات- الموسا ...
- مطرب مصري يرد على منتقدي استعراضه سيارته الفارهة
- خصائص الصاروخ -إر – 500 – إسكندر- الروسي الذي دمّر مركز القي ...
- قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على عقوبات جديدة ضد إيران
- سلطنة عمان.. ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 ...
- جنرال أوكراني متقاعد يكشف سبب عجز قوات كييف بمنطقة تشاسوف يا ...
- انطلاق المنتدى العالمي لمدرسي الروسية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاتن نور - البرلمان العراقي.. وحوار الصفعات الوطني والثأر الديمقراطي