أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين ديبان - غزوة بمها!!














المزيد.....

غزوة بمها!!


حسين ديبان

الحوار المتمدن-العدد: 1918 - 2007 / 5 / 17 - 11:47
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


صرخة جديدة قذفتها بوجهي عبر بريدي الإلكتروني فتاة قبطية لايبعد مكان سكنها كثيرا عن قرية بمها التي كانت مسرحا لغزوة اسلامية جديدة نفذتها مجموعات من "المجاهدين" المسلمين رضي إلههم عنهم وأرضاهم لم يحتملوا صبرا بدافع من غيرة ايمانية استمدوها مباشرة من قرآنهم وسنة نبيهم حين تناهى الى أسماعهم بأن أبناء القرية الأقباط قد باشروا بأعمال الترميم والتوسعة لكنيستهم التي لم تعد تلبي الحاجة، فما كان منهم إلا أن لبُوا نداء الههم القاضي بأن لاحق إلا هو ولادين إلا دينه ولابيوت للعبادة إلا بيوته حرصا منه على استمرار السلالة الدموية التي هي الضامن الوحيد لإستمرار رسالته، فلا يمكن بناء بيوت للعبادة تكون مهمتها بناء انسان مسالم ومحب فهذا من شأنه أن يزعزع أركان رسالته التي لايمكن نشرها والحفاظ على ديمومتها بوسائل "تافهة" من قبيل الحب والسلام وإنما بالسيف والدم التي خُطت به تلك الرسالة من لحظة ولادتها وحتى يومنا هذا. وعليه قام هؤلاء الميامين ومباشرة عقب لقائهم الاسبوعي مع الههم بالهجوم على الأقباط وحرق بيوتهم ومحالهم التجارية في تنفيذ عملي وملموس لما طلبه إلههم منهم في صريح كتابه الموجه إليهم بأن قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولايحرمون ماحرم الله ورسوله ولايدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون.



سألتني تلك الفتاة عبر رسالتها ماذا عسانا فاعلون نحن الأقباط بعد ماحدث ويحدث لنا بشكل يومي؟ وأضافت بأنها وصلت للتو الى بيتها بعد ان قضت بعض الأعمال خارجا وصادفها مجموعة من الميامين اياهم الذين انهالوا عليها شتما ولعنا وقد وصموها بالكفر ووعدوها بنار الههم حيث حفلة الشواء البشري التي لاحدود لها. لم يكن هذا كل ماحصل لها فقد باغتها ميمون صغير بدراجته الهوائية وأوقعها أرضها فبل أن تصل الى بيتها.



في الحقيقة لم أرد على رسالة تلك الفتاة فالرد إن كان لابد منه يكون تجاه هذا الجيل الدموي الذي يتناسل كل يوم ويرضع من لدن رسالة إلهه جرعات من التحريض على قتل الآخر وإلغائه وإن لم يكن فشتمه والتجاوز عليه وان لم يكن فابقاء نار الحقد والكره والبغضاء مشتعلة في قلبه تجاه كل من لا يتبع تلك "الفصيلة".



الرد يكون بالصراخ عاليا وتوضيح حقيقة هذا الإله وفضحه وأتباعه، وليس التغطية عليهم بزعم ان هذه الحوادث فردية ولا تمثل حقيقة ذلك الاله وتعاليمه التي مازال كثيرون يروجون لها، فهذه التعاليم كتبت بالدم منذ اليوم الأول لرؤيتها النور والدم وحده فقط كفيل بإستمراريتها وهو ماهو حاصل في غير مكان من عالمنا اليوم.



الرد يكون بوقفة جماعية تجاه هذه التعاليم والعمل على الغائها تماما، وابقاء ماهو شعائري فقط لأن أتباع هذه التعاليم الذين لم تتلوث أياديهم بدماء الغير هم أولئك الذين لايعرفون من تعاليمهم أكثر من الصلاة والصوم والحج، وهم إن علموا ماتطلبه تلك التعاليم منهم تجاه الآخر المختلف فإنهم فاعلون لاريب،



يثير غضبي فعلا المطالبين بتغيير المادة الثانية من الدستور المصري والتي تنص على ان الاسلام هو دين الدولة الرسمي والشريعة الاسلامية هي المصدر الاساسي التشريع وأسألهم جميعا أقباطا ومسلمين هنا هل يعلم غزاة بمها أي شيئ عن هذه المادة؟ وكم شخص من مسلمي مصر وغير مصر أيضا لديهم ثقافة دستورية. إن تغيير هذه المادة لن يغير في الواقع شيئا فهذه المادة كتبت في عقول المسلمين قبل أن تجد مكانا لها بين مواد الدستور المصري بمئات السنين وتغيير هذا الواقع بشكل فعلي يتطلب ازالة هذه المادة وغيرها من التعاليم من عقول المسلمين وحينها لن يقدم أو يؤخر في الآمر شيئا إن بقيت في الدستور الورقي أم لم تبقى .



قالت لي الفتاة القبطية في ختام رسالتها بأنها باقية في وطنها فهي تعشق هذا الوطن، وأنا لاأملك إلا أن أصدقها وأشد على يدها بالبقاء هناك حيث وطنها. خصوصا واني أعلم علم اليقين أن لاقيمة للوطن عند الآخر العربي، لسبب بسيط وهو أن هذا العربي لم يعرف الوطن أصلا، فوطنه كان يوجد حيث تصل حوافر حصانه ممتشقا سيفه في غزوة جديدة لأناس أمنين في أوطانهم ارضاء منه لذلك الإله الذي ألقى على أسماعه أن الأرض كلها هي أرضه والديار هي دياره فليفعل مايحلو له بها.



#حسين_ديبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سماحة الإسلام المجهرية !!
- ماذا عن شارونات العرب؟
- الإرهاب والديكتاتورية وضرورة القضاء عليهما
- انصروا قضية الأقباط تَنصروا أنفسكم
- حسن نصر الله.. نبيٌ جديد!!
- الدروس والعبر مابين بشار السوري وجمال المصري!!
- الأخطاء الفلسطينية القاتلة..الى متى؟
- مسلمون ضد التمييز..معادلة غير صحيحة!
- هل يرغب المسلمون حقا بالسلام مع اليهود؟
- وتتوالى جرائم النظام المصري وفضائحه
- يورانيوم ونووي بشرى المولد النبوي
- بيان تهديد أم بيان نعي للظلاميون وأفكارهم؟
- إلا نبيكم
- الفلسطينيون وتصريحات ولي الفقيه الجديد
- لا سيادة لدولة الإستبداد
- وفاء سلطان والعالم الإسلامي..
- من يحاكم من يا آل مهدي؟
- أم الهزائم الكاريكاتيرية
- الإسلام والمطالبة بإحترام الأديان
- الإسلام وإرهاب المقاطعة


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين ديبان - غزوة بمها!!