أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رحاب الهندي - المراة القويه














المزيد.....

المراة القويه


رحاب الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 1917 - 2007 / 5 / 16 - 11:41
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هذيان امرأة نصف عاقلة
توصف المرأة القوية عادة تلك المرأة القادرة على ضبط امور الحياة في بيتها وعملها ومحيطها كله. وليست بالضرورة ان تكون قوية الجسد رياضية من الطراز الاول! لانها لاتحتاج الى قوة جسدية بقدر ما توزع قوتها بالحكمة والذكاء بين من حولها، لذا تجدها امرأة قادرة على الاحتواء لكل مفاصل الحياة. وان كنا نستطيع وبلا مبالغة ان نصف المرأة العراقية
(نسبة كبيرة من العراقيات) بانها قوية وذلك لانها تحملت تبعات اكثر من مسؤولية في آن واحد، ونجحت في مجملها. فكم امرأة بيننا عاشت ظروفا قاهرة على جميع المستويات المادية والمعنوية والجسدية والاجتماعية ومع ذلك لم تهن ولم تستكن، قاومت ظروف الحياة بأقل المستلزمات، فقدت الاب او الزوج او الاخ ومع ذلك لم تنحن ولم تعتمد اعتماداً كليا على الرجل. عاشت استقلالا بلا استقلالية وحرية بلا حرية. في كيفية ادارة شؤون نفسها واولادها او اخواتها وتحركت ضمن السياق العام الذي يسمح لها المجتمع بالتحرك به لضمان استمرارية الحياة. وقفت سندا لعائلتها وكانت شمعة تضيء ظلام حياتهم بفقدان الرجل الذي يعتمد عليه الجميع! الاف من الحالات تبين كم هي امرأة قوية صلبة صامدة تغلف نفسها بكل التضحيات من اجل اسعاد من حولها. قصص قد تثير الحزن والتساؤل. لم عليها ان تضحي كل التضحيات والمجتمع لايكافئها الا بكلمة (خوش مرة).
لا احد يتساءل عن سر التعاسة الكامنة في عينيها لا احد يقترب ليربت على كتفيها حانيا. فهذا شأنها وهذه حياتها وهذا واجبها كما يظن البعض والغريب ان بعض الحالات القوية المقاومة لظروف الحياة الصعبة تجد من يحاربها من اقرب المقربين ولعلي هنا اسرد حكايتين قد تكونان نموذجا لحكايا كثيرة تعيش بيننا. سعاد امرأة جميلة ومثقفة حملت على كاهلها مسؤولية شقيقها المعاق بعد وفاة والديها وزواج اخوتها واخواتها. شعرت ان هذا الشاب المسكين امانة في عنقها، رفضت كل طالبي الزواج ونذرت نفسها لخدمة الشقيق، وكانت تسكن واياه في بيت العائلة. تعمل وتلبي كل طلباته دون ان تطلب من احد اخوتها المساعدة.
لكن الغريب ان هؤلاء الاخوة اجتمعوا وقرروا بيع البيت دون الاهتمام بوضع الشقيقين. حاولت ان تقنعهم بان يتركوها تعيش لخدمة الشقيق المعاق الذي لا معين له، لكنهم رفضوا. طلبوا ان توافق على بيع البيت ولان البيت يمثل لها تاريخ وذكرى والديها. رفضت التنازل عن حقها فبدأوا يحاصرونها بعدم الخروج لاي سبب بحجة الناس والعيب ولو كان بايديهم لمنعوها من العمل. عرضت عليهم فكرة ان يعطوها حصتها في البيت ((غرفة وحمام )) وليتصرفوا كما يشاؤون فوافقوا. وهكذا امنت لها ولشقيقها مسكنا وارتاحت من طمعهم.
كم عانت هذه المرأة من مشاكل نفسية واحساس بمعاناة وقسوة الاخوة، وقهرهم لها وعدم شفقتهم على اخيهم المريض. كم تحملت من تعليقات واتهامات ومحاولة ضغط من اجل بيع حصتها في البيت. وقد يتساءل الجميع لماذا لم تبحث عن مصلحتها الشخصية، تتزوج كالباقي من افراد الاسرة ويكون لها بيت واطفال. ماالذي يجبرها على ان تتحمل مسؤولية من المفترض ان يحتملها الجميع رغم مشقة هذه المسؤولية ومتاعبها وقهرها وآلامها نتيجة المرض. اسئلة كثيرة واجابات مختلفة فالبعض يتهمها بالغبية، والبعض يتهمها بانها رافضة للزواج لانها تنتظر حبيبا غائباً، والبعض يتهمها بالطمع في البيت. وهكذا كل يدلو بدلوه، دون اي احساس او مصداقية، ودون وضعها في مكانها الصحيح وهو انها امرأة رائعة قوية صامدة كغيرها وهن كثيرات في المجتمع العراقي. ولو اقتربنا من اولاء الكثيرات في المجتمع العراقي. ولو اقتربنا من الكثيرات لوجدنا لكل منهن حكاية تثبت انها امرأة قوية بل واستثنائية رغم انف الكل






#رحاب_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رعب المجتمع والخوف من الحب
- الخيال المجنون
- جواري زمن الحريه
- وراء كل رجل مجنون امرأة
- استراحه منتصف العمر
- مريض النساء
- الحب الألكتروني الموجع
- اغتيال الرجال حبا
- من يحكم من في وسائد الليل
- لقاء الشيطان
- جسد في اروقة التجاره


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رحاب الهندي - المراة القويه