أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هايل عبد المولى طشطوش - حال الثقافة في عصر المعلومات















المزيد.....

حال الثقافة في عصر المعلومات


هايل عبد المولى طشطوش

الحوار المتمدن-العدد: 1917 - 2007 / 5 / 16 - 11:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد دخلت البشرية عصر المعلومات من أوسع أبوابه ، ودخل عصر الرقمية والمعلوماتية الى البشرية من أوسع أبوابها فاجتاحها ودب في أوصالها كما تدب النار في الهشيم فتحول كل شيء الى معلومة رقميه وفجأة وبدون سابق إنذار ، مما فرض على الناس على اختلاف مواقعهم وأماكنهم أفرادا ومؤسسات ضرورة التعامل وبسرعة مع هذة المعطيات الرقمية الجديدة ، وكان لهذا الواقع ان أجبر البشرية على الدخول في عصر المعلومات الرقمية بكافه تفاصيلها وجوانبها سواء كانت ألاقتصاديه او الاجتماعية او السياسية او الثقافية والتي هي جزء هام من جوانب الحياة الانسانيه ولا تكتمل تنميه الفرد والجماعة إلا بنموه وتقدمه ، فأصيبت الثقافة بحمى الرقمية فتحولت الى ما يسمى "الثقافة الرقمية " التي أصبحت واقعا ملموس يجبرنا – ولكي نتطور وننمو – ان نتعامل معه مجبرين لا مختارين ،.

لقد كان لهذا التحول الكبير أثارة على الثقافة وأهلها ومؤسساتها وخاصة في عالمنا العربي الذي يعاني من مشكلات كثيرة يجب عليه التخلص منها اولا وقبل الولوج في عصر الثقافة الرقمية والمعلوماتية الحاسوبية ، والتي من أهمها – كما يبدو للعيان – ألاميه الابجديه ، هذة المشكلة المؤرقة في عالمنا العربي والتي تعيده الى ذيل القائمة عالميا في المجال التعليمي والثقافي والتطور الفكري والنهوض الإنساني ، والسؤال المطروح هنا :هل من المعقول ان يبقى في عالمنا العربي حوالي 70 مليون أمي من أصل 300 مليون في هذا العصر المتطور والمتقدم وخاصة ان كثير من المجتمعات قد تركت ألاميه خلفها منذ عشرات السنين؟ .

تعاني الثقافة الرقمية في بلادنا-حاليا- من مشكلات لا يمكن تجاهلها او التغاضي عنها والتي من أهمها ما يلي:

1.ما زال المواطن العربي يعاني من ألاميه الابجديه – القرأة والكتابة – والتي هي من اكبر معوقات التنمية والتقدم .

2. يعاني معظم الأفراد في بلادنا من أميه الحاسوب والانترنت والجهل به مما يعوق من اطلاعهم على السرعة الهائلة التي تتطور بها المعلومة الرقمية حيث يبلغ عدد مستخدمي شبكة الإنترنت في العالم العربي حتى نهاية ديسمبر 2003 حوالي 4.6 مليون شخص فقط وتطلق كلمة مستخدم هنا على من يستعمل الشبكة لمدة تزيد على الساعتين. بينما يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في سنغافورة لوحدها 3.2 مليون وهي الدولة التي لم يتجاوز عدد سكانها حاجز ال 5 مليون.

3. اسأة استخدام أدوات الثقافة الرقمية من قبل من يتقنون استخدامها حيث يستخدمها معظم الأفراد – وهم من فئة الشباب – لغايات غير نافعة سواء كانت للمحادثة او الاستهلاك او التسلية او الاستخدام الضار من خلال المواقع المختلفة، حيث ان كثر الخدمات الإلكترونية استخداما في المنطقة العربية هي البريد الإلكتروني ثم المحادثة وأخيرا التصفح

4.ما زالت المؤسسات الرسمية الثقافية بعيدة كل البعد عن عصر الثقافة الرقمية مما كون فجوة رقميه واسعة بينها وبين العالم الآخر ساهم في زيادة التخلف والتراجع فيها وخاصة تلك التي تعنى بالثقافة والمثقفين .

5.ما زالت المؤسسات التعليمية في بلادنا تعتمد على الأساليب التقليدية النمطية في التعليم والتي غايتها التلقين وحشو المعلومات دون بحث او تفكير بعيدا عن التعليم الالكتروني والعلوم الرقمية التي قطعت فيها المؤسسات التعليمية في العالم الأخر شوطا بعيدا، مما احدث فجوة رقميه كبرى بيننا وبين الآخر في العلوم والمعارف وجعل جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية خارج قائمه الجامعات الأفضل عالميا حيث لم تدخل ولا جامعه عربيه واحدة إلى قائمه أفضل 500 جامعه على مستوى العالم.

6. انشغال الإنسان العربي بمشكلات أخرى لها الأهمية والأولوية بالنسبة له مثل موضوع الأمن الغذائي والمعيشي الذي يتقدم كأولوية أولى على باقي الأمور ، لان البطون الجائعة لا تقرأ ولا تسمح للعقل أن يفكر .

7. يحتاج المواطن في بلادنا العربية إلى المزيد من الديمقراطية التي هي أساس كل تقدم وتطور ونهوض .

لذا فان الثقافة -والتي من أهم أدواتها القراءة والمطالعة- لم تعد في هذا العصر ترفا فكريا بل أنها أصبحت مطلب ضروري لحياة الإنسان لأسباب وغايات كثيرة أهمها :

1.من خلالها يستطيع الإنسان ان يحقق أمنه الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والفكري والعائلي... الخ .

2.هي غذاء الروح الذي لا غنى عنه ، لان الروح بدونه تضمر وتضعف وفي النهاية تموت .

3. من خلالها يستطيع الإنسان ان يدخل إلى عوالم المعرفة والتطور ويطلع على ما يدور في جنبات العالم الذي تحول الى قرية كونيه صغيرة يصعب فيها التقوقع والانكفاء .

4.من خلال الثقافة والمعرفة تتطور ألامه وترقى إلى مدارج العز ويعود لها القها وعزها وأمجادها التي كانت سمه مميزة من سماتها .

5.الثقافة هوية ألامه ورسالتها التي تميزها عن غيرها من الأمم وبدون الثقافة تتلاشى هوية ألامه وتضيع في زحام العولمة .



ان دخول العالم الى عصر الثقافة الرقمية كان له أثارة الكبيرة على النمط التقليدي من الثقافة الذي يعتمد على مطالعه الكتب وقرأتها واستبدل بدلا منها الكتاب الالكتروني وصفحات الحاسوب والانترنت التي تحوي زخما هائلا وكما كبيرا من المعلومات ، وقد كان لهذا الأمر سلبيات كبيرة على الكتاب التقليدي نستطيع ان نجملها بما يلي:

1.تراجع الإقبال وبشكل كبير على اقتناء الكتاب لأنه يأخذ حيزا من المنزل العصري الذي ما عاد ذلك المنزل الواسع الرحيب واستبداله بقرص مدمج صغير لا يزيد وزنه عن بضعه جرامات ويسهل حمله الى كل مكان ويحوي ملايين المعلومات .

2.ضعف –بل –الانقطاع عن المطالعة والعزوف عن القراءة لأنها تحتاج إلى الجلوس والركون في زاوية المكتبة او المنزل وهذا ما لا يطيقه جيل الشباب اليوم لأنه لا يملك الوقت الكافي لذلك في ظل عالم السرعة والوقت القصير .

3.ما عاد الكتاب ذلك الرفيق العزيز والأنيس في الوحدة والصديق المخلص عند الحاجة ، وهذا بدورة خلق سلوكيات وقيم جديدة لدى الناس ، أهمها ان الهدف من المطالعة والثقافة هي المعلومة السريعة وليس الأخلاقيات الأخرى التي تخلقها المطالعة لدى الإنسان ، كالتأمل والتدبر والاستمتاع وقرأه أفكار الآخرين من خلال صفحات الكتاب ورؤية الدنيا من خلاله .

4.تراجع التأليف والكتابة وعدم الإقبال عليها لأنها أصبحت بضاعة كاسدة ليس عليها إقبال وهذا يؤدي الى ضعف الإنتاج الفكري ويؤخر النهضة العلمية والفكرية في ألامه .

5. ان القراءة التقليدية تؤدي الى تطور الفكر وتوسيع المدارك وتفتق الذهن وبالتالي تخلق أنسانا واعيا متطور في التفكير لديه القدرة على الإبداع والتميز ، بينما الثقافة الرقمية قد لا تحوي هذة القيم رغم غزارة المعلومات التي تحويها وذلك لأنها تقدم ما يسمى (بالمعلبات الثقافية )الجاهزة للتناول .

6. ان الكتاب التقليدي هو الوسيلة الوحيدة لحفظ تراث الأمم وتاريخها إلى الأبد اذا ما قورن بصفحات الانترنت التي تحتاج الى تحديث وتطوير مستمرين وبشكل شبه يومي.

وأخيرا يبدو ان سمه العصر شئنا ان أبينا هي المعلوماتية والثقافة الرقمية – انه عصر العلم بلا منازع - وذلك بسبب الانفجار المعرفي الهائل الذي غير كثيرا من الأنماط الفكرية والسلوكية في حياتنا وأيضا بسبب دخول العلم إلى نسيج الحياة المعاصرة .

ان الثقافة الرقمية واقع ملموس لا نستطيع تجاهله او التغاضي عنه ، لذا يجب ان نتصدى له من خلال توفير البنى التحتية التي من خلالها يتم نشر الثقافة الرقمية والعلمية والفكرية ، هذا وقد بدأت تلوح في الأفق توجهات نحو ذلك ، حيث تم إنشاء المؤسسات العلمية الحديثة والبرامج المتطورة التي تعنى بنشر الثقافة العلمية مثل المدن الثقافية والنوادي العلمية ألابتكاريه والمتاحف الاستكشافية والافتراضية وحدائق العلوم والمحميات الطبيعية ، حيث تعمل هذه المؤسسات على مساعدة الفرد والجماعة على الحصول على الفائدة العلمية المطلوبة وتراعي ميول الإنسان واهتماماته وتنمي شخصيته بل تعمل على صقلها مراعيه خصوصيته ومستواه التعليمي والثقافي مما كان لها أبعاد ايجابيه على حياته اليومية والعملية ،ان المطلوب هو الدخول الى عصر الثقافة الرقمية والاستمتاع في هذا العالم الرحب الفسيح الذي يجول بالإنسان في عوالم من الثقافة والفكر ويطلعه على ما أبدعته قدرات الإنسان الخارقة ، ولكن دون أن يكون ذلك على حساب الثقافة التقيليديه التي تعتمد على الكتاب الورقي الذي يشكل هوية ألامه وتراثها الذي يميزها عن غيرها من الأمم .






#هايل_عبد_المولى_طشطوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصوصيتنا في ظل العولمه الثقافيه
- الثقافه العربيه ازمه الواقع وتحديات المستقبل
- الديمقراطية كشكل من أشكال الحكم


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هايل عبد المولى طشطوش - حال الثقافة في عصر المعلومات