أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الجُبير - رؤية مستقبليه لدولة الصراع السياسي في العراق















المزيد.....

رؤية مستقبليه لدولة الصراع السياسي في العراق


أحمد الجُبير

الحوار المتمدن-العدد: 1917 - 2007 / 5 / 16 - 07:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما سينبئنا المستقبل القريب بأحداث غير مقروءه في الوقت الحاضر، وسيظهر لنا بشكل عجيب عدم القدره على الضبط المجتًمعي وبالتالي لتكوين الدولة ضمن الأطار القانوني، إذ أن أركان الدوله كما هو معروف تتكون من: الشعب، ووحدة التراب، والهيئه الحاكمه. ويرى بعض فقهاء القانون بأن هناك ركن آخر وهو الإعتراف الدولي.
فلو ناقشنا هذه الأركان في ظل الوضع الحالي في العراق، فأول مايصادفنا هو "عدم وحدة الشعب" والفضل في في ذلك يعود بالطبع للأحتلال والنظام الحالي المؤيد له. إذ أحُلت مصطلحات مثل (الشيعه والسنه) والعرب والأكراد، والقوميات المختلفه في العراق ..الخ. وهي مصطلحات تعويضيه عن كلمة الشعب العراقي. والمراد من ذلك هو إذابة كلمة الشعب، لنفقد أول ركن من أركان الدوله القائمه.
أما الركن الآخر للدوله فهو الأقليم، وهنا وبعد أن كان العراق إقليماً موحداً، أصبح الآن يطل علينا بثلاثه أقاليم أو أكثر ذات إسقلاليه قد تفقد العلاقه في المركز في حال إنسحاب الإحتلال (وهي رؤيه قريبه جداَ، خصوصا للذين يقراءون الوضع الأمريكي الداخلي جيداً)، وحال تنفيذ ذلك، فأن نبوءة تنفيذ ذلك تصبح واقع حال، إذ أن المبررات ومقدماتها موجوده أصلاً في ساحة الصراع السياسي الحالي في العراق.
أما العنصر الآخر لكيان دولة العراق فهو الهيئه الحاكمه. ويرى علماء القانون الدستوري أن( الهيئه الحاكمه إما أن تكون وطنيه أي لها جنسية الأفراد الخاضعين لها ولاتخضع هي لأي سلطه أجنبيه إخرى وفي هذه الحاله تكون الدوله أو الجماعه السياسيه مستقله سيدة نفسها، وأما أن تكون الهيئه الحاكمه أجنبيه أو خاضعه لسلطه أجنبيه وحينئذ يكون إستقلال الجماعه السياسيه ناقصاً"حالة الدول المحميه أو التابعه أو الخاضعه لأنتداب" أو معدوماً تماماً فلا يكون هناك دوله بل مستعمره (COLONIE) ولهذا كله أثره في الحياة الدستوريه للجماعه). بمعنى أنه لا يكفي لنشوء الدوله، مالم تقوم (من بين أفراده) حكومه تباشر السلطات بأسم الدوله. والجميع يعلم بأن الحكومه العراقيه الحاليه لاتحكم جيدا سوى في المنطقه الخضراء (كما صرح أحد أعضاء البرلمان الحالي)، أما خارج هذه المنطقه فوجود الحكومه بين أخذ ورد، فهي مجوده في حال وجود الأمريكان، وغير موجوده في حال إختفاء الأمريكان وغطاءهم الجوي. أي إن الهيئه الحاكمه في العراق لاتحكم كل أطياف الشعب العراقي. أو بمعنى أصح، (الشعب العراقي بكل أطيافه لايخضع للسلطه المركزيه في بغداد) وبالتالي فإن هذا الركن يفقد شرعيته في تكوين الدوله أيضاً. ولانريد التحدث في مقالنا هذاعن موضوع الأعتراف الدولي لوجود هذا الأعتراف بالدوله العراقيه قبل الأحتلال، ولكنه سيكون محل استفهام حال إنسحاب المحتل وظهور اللا دوله !.
أما رؤية الصراع فلم يعد خافياً على أحد من أن هناك أطراف مختلفه، داخليه وخارجيه تعمل وبشكل حثيث لتلتقي ويالعجب المصادفه !، بالمخطط الصهيوني لتقطيع العراق( إنظر عزيزي القاريء مقالنا المنشور تحت عنوان "الإحتلال يحًرض على الطائفيه في العراق" في نفس الموقع بتاريخ 10.05.2007) ولكل حسب إمكاناته وقدرته على الفعل، وليس هناك للأسف إلا القليل الذي لايتفق وهذا المنطق. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ماحجم الصراع المُقبل وما هي قدرتهُ على تدمير الدوله الواحده؟
نحن نعتقد (لاقدًر الله ذلك)، بأنه سيكون صراعا دموياً بكل المقاييس وسيدفع المدنيون الأبرياء أضعاف مادفعوه حتى الآن من الأنفس والأموال ومن الحرث والضًرع. وصيرورة الصراع لاينفرد بها أحد دون آخر، بل أنه سيمتد ليشمل كل بقعه من أرض الوطن، وسيتحمل وزرَ ذلك كل من حَمَل ديناً أو إنتمى الى طائفةً أو تحًزب الى عرق. وقد لايكون ذلك كافياً وإنما سيقاتل الأخ أخيه حتى في الدين الواحد أو الطائفه الواحده أو العرق الواحد. بمعنى أن الصراع سيكون صراعاً دينيا وطائفياً وعرقياً مع الذات ومع الغير. وسيكون الجميع في موقع الخساره، وأكبر خساره هي الوطن ذاته.
وستعمل الجهات ذات المصالح بتمويل حرب "الأخوه الأعداء" أو" حرب الإباده" بكل غال ورخيص. فهي مرةً ستكون هنا، ومرةًهناك، ويبقىهدفها واحد! وهو تقطيع المُقًطع والسيطره على كل ما يملك الضعفاء( مادام جميع الفرقاء بحاجه الى المساعده للقضاء على الطرف الآخر). فالأحتلال دمًر كيان الدوله القائمه، وحطم الشعب وأذًلهُ بالقتل والسجون والتعذيب والمطارده اليوميه، ونهّبَ الممتلكات، وزرع الفتنه، وحًولَ البلد الى ساحة صراع دولي للإهاب والجريمه. كما أصبح العراق بعد أن كان خالياً من المخدرات الى أكبر سوق مروج لها في المنطقه والفضل يعود للإحتلال وأعوانه.
ليس هذا فحسب، بل أن رحليهم عن هذا البلد لا يمكن أن يتم إلا بعد يتنجزوا مهمتهم كاملةً كما يؤكد الرئيس بوش مراراً وتكراراً. فما هي المهمة القادمه ياترى؟ هل هي لنشر الديمقراطيه والعداله والمساواه والبناء؟ والجواب يعرفه الجميع، إذ أن كل ماقيل عن مبررات غزو العراق كان كاذبا، ويستحق عليه أصحابه المحاسبه لو كان هناك عدل في العالم، ولكن من له القدره على محاسبة المخطيء(القوي).( فالحق دائماً مع الأقوى). إذن ومن قراءه لايراها الكثير فإن المهمه القادمه بإعتقادنا تتركز على مايلي :
ـ أن لايكون البلد واحداً موحداً يحتوي على عناصر القوه التي تهددهم كما يًدعون.
ـ ينشغل العراقيون بالتقاتل الداخلي لتسهل عمليه الإنسحاب السريع دون خسائر كبيره.
ـ دعم كامل للموالين والكيانات الجديده وبمساعده الأصدقاء طبعاً(لاحظ عزيزي القاريْ التحركات الحثيثه لوزيرة الخارجيه الأمريكيه، ونائب الرئيس الأمريكي، والمبعوثون من كل صنف ولون الى المنطقه لتدعيم هذه الرؤى وشراء الولاءات في المنطقه).
( وإنظر أخي الكريم الى التقرير الذي نشرته جريدة الصنداي تايمز البريطانيه الصادره يوم (الأحد) 13.05.2007 والذي يشير الى القلق الأمريكي من سيطرة تنظيم القاعده على المناطق التي ستصبح (دولة العراق الإسلاميه) والتي ستضم محافظات بغداد والأنبار وديالى وصلاح الدين ونينوىوجزءاً من محافة بابل. ويؤكد التقرير الذي تقول الجريده على أنه من تحليل جهاز المخابرات الأمريكي( intelligence agencies) بأن تنظيم االقاعده في طريقه الى أن يجعل من هذه المناطق قاعده صلبه له في الشرق الأوسط وسيعمل على إستقرارها، اذا تم تنفيذ الفدرالية بعد انسحاب القوات الأميركية. وتنقل الصحيفه على أن "زيارة نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني الى السعودية لها علاقة بأوضاع المناطق السنية في العراق والتهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة هناك".( حسب قول الصحيفه )
ـ وحينما يتحول البلد الى كيانات صغيره لاقيمه لها، تسًهل عليهم مهمة السيطره عليها وعلى منابع النفط، ويكونوا قد حققوا ما كان مطلوبا من قبل، وهو إستراتيجيه التقطيع والهيمنه.
وبأعتقادنا فأن هناك العديد من الموالين من يعًد العًده ليوم النصر (يوم الغدر)، ومعهم الكثير من الجهله الذين لايفكرون إلا بالذي سيحوزون عليه (فيما لو قتل الإنسان أخيه) ونسوا التفكير في قصة أبناء آدم حينما قتل الأخ أخيه.
ورؤآنا تستمد حقيقتها من مشاهدة شبكة العلاقات المليئه بالسوء (الداخليه ـ الداخليه)، ومن (إرتباطات الداخل بمراكز القوى والمصالح الخارجيه والمتمثله ببلدان الشر والاحتلال)، ناهيك عن مقدار الفعل التخريبي الخارجي مضافاً له التدمير بأيدي داخليه مستمده قواها من الداخل والخارج.
ليس هذا فحسب وأنما هناك إستعدادات (الجوار الإقليمي) للحظة الحسم ( يوم السبت الموافق، 12.05.2007 نشرت تركياعشرون الفاً من مقاتليها على الحدود العراقيه التركيه كما أشارت وسائل الإعلام العالميه)، إذ أن المحتًضر (دولة العراق) له من الأرث الكثير وللجوار حق الأرث في الميراث، مادام الورثه(أبناء العراق) منحازون طوعاً لهذا وذاك، وما دام أبناء هذا البلد لاهم لهم سوى الصراع والتقاتل فيما بينهم دون الرغبه للوصول الى بر الأمان، فمن حق الأطراف التي تدعًمهم الحصول على أكبر قطعه يمكن قطعها من بلدهم ( العراق).
أما مصير هذه الأقوام في ظل الواقع الجديد الذي سيصنعوه بإيديهم فلا يتعدى أكثر من أنهم سيكونوا مستعبدين، وفاقديً الخيرات وسيعيشون"مواطنون" ولكن من الدرجه الثانيه، كما هو حال (أرض الأسكندرونه وأهلها، وأرض الأهواز وأهلها، وأرض سبته ومليليه وأهلها).
وقد يقول البعض بأن هذه الروءى سوداويه أو تشائميه، ولكنك عزيزي القاريء حين ترصد تصريحات المسؤولين الأمريكان ككونداليزا رايس وزيرة الخارجيه الأمريكيه أو ديك شيني نائب الرئيس الأمريكي، أو حتى تحركات وإصرار الديقراطيين بإنسحاب أمريكا من العراق ، فأنك لامحاله ترى في الأفق شيئاً غير مألوفاً.
ولو أنك أخي الكريم إستبعدت الإشارات المخيفه بخصوص الخطر على دول الجوار من إنتشار الأرهاب كما يدًعون (وهي إشارات لاتحمل قدراً كبيراً من الصحه، إذ أن دول الجوار كإيران وتركيا وغيرها من دول الجوار تقًدر الخطر حق قدره، ولها من الخيوط مايبعد الخطر عنها لامحاله) والمقصود بالخطر الذي تروج له الولايات المتحده الأمريكيه، هو الخطر على دول الخليج. أو بالأصح على مصالحها في منطقة الخليج.
ولهذه الأشارات أسباب أمريكيه داخليه يتعلق جزء منها بموضوع حرب العراق الحاليه وموقف الرئيس الأمريكي من العراق والمنطقه. أم الجزء الآخر فهو لأسباب خارجيه تتعلق بصيرورة الأمبراطوريه التي يطالب بها صقور الولايات المتحده الأمريكيه كونها القوه الأعظم في عالم اليوم، ومايترتب على ذلك من إعادة هيكلة العالم ( العالم العربي بشكل خاص) والسيطره على الموارد( العربيه والمتمثله بالنفط بالدرجه الأساس) والتي تخدم الهدف الأستراتيجي الأساس، إضافه الى ضمان أمن وسلامة إسرائيل وتدعيم دورها ليكون فاعلاً في الشرق الأوسط مما يسهل عليها تحقيق أهدافها الإستراتيجيه. وعليه لابد من نشر سياسة الخوف المستمر.
وبهذا فإننا ننبه الى ما أشرنا اليه وندعوا الجميع ( لمن لهم إحساس بحب وطنهم ) لرؤى حقيقيه تبني بلداً وأمةً ضمن حدود القطر الموًحد. ومن لايرى في الأفق غير الذي يُرى، فسيسارعه اليوم الذي تهًتز به فصائله، دون أن يَعلم أين باب الخروج من جحيم كان قد غفل عنه حيناً من الزمن. ويوم لاينفع الندم.



#أحمد_الجُبير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإحتلال يحرض على الطائفيه في العراق


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الجُبير - رؤية مستقبليه لدولة الصراع السياسي في العراق