أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - بعيداً عن متاهات السياسة














المزيد.....

بعيداً عن متاهات السياسة


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 1916 - 2007 / 5 / 15 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



"تعالوا وانظروا الى النور، تعالوا الى هنا وتعلموا كيف يكون العيش المشترك، وكيف نثمن الانسان والعيش والجوار، تعالوا يا اهل الارض وتعلموا منا كيف يعيش الناس، وتعلموا الديمقراطية والحضارة" للوهلة الاولى قد يخيل لسامع هذه الكلمات او قارئها، انها منقولة او مترجمة عن اللغة السويدية، او انها كلمات كاتب سويسري يتفاخر بانجازات بلاده وديمقراطيتها العظيمة، لكنها في الحقيقة كلمات تعود لمذيع سوري، بثت على الهواء مباشرة لمشاهدي الفضائية السورية، تزامناً مع مجريات الجلسة الافتتاحية للدورة التاسعة لمجلس الشعب السوري .
بعيدا عن متاهات السياسة، واستنادا على الحقائق والادلة الدامغة على ارض الواقع، اثبتت التجربة البعثية العريقة، ان ماكينة الاستبداد لا تقتصر على انتاج الفساد وحده، بل تشكل اكبر مصنع لتفريخ شرائح واسعة من المنافقين والكذبة، كما اثبتت ان للاستبداد الفضل الاكبر في اكتشاف العديد من المواهب الشعرية في المدح والتكسب، وما يسمى بالمجلس الشعب السوري ليس اكثر من مجمع للنخبة الممتازة من تلك الشريحة، ولو حدثت هفوة ووصل الى المجلس من لاينتمي لتلك الشريحة قلباً وقالباً، يطاح به في اقرب فرصة ممكنة، ليطرد ومن ثم يلاحق ومن ثم يلقى به في السجن، كما حصل مع النائبين السيد مأمون الحمصي والسيد رياض سيف، اضافة الى كون البعث يعتبر مصدراً للفساد وملحقاته، يتميز البعث بخاصية اخرى فريدة من نوعها، فصاحب المدجنة البعثية الرفيق الاول ميشيل عفلق، منظر البعث ومفكره، وحسب التصريحات الاخير لابنه الرفيق المناضل اياد، قد غير عقيدته الدينية وتحول من الديانة المسيحية الى الاسلام، ولان الرجل ليس شخصاً عادياً بل رمزاً من رموز البعث والفكر القومي العربي، وكون الشهيد احمد ميشيل عفلق هو المعلم الاول للملايين من المناضلين، واتباعه حكموا العراق سابقاً ويحكمون سوريا حالياً، من غير المعقول اعتبار الامر مجرد حرية شخصية تتعلق بشخصه، وبغض النظر عن الدين الذي خرج عنه او الدين الذي دخل فيه، اعتقد ان تغيير الرجل لعقيدته الدينية، يدل على عدم اصالته، وبالتالي عدم اصالة فكره، كوننا نحن اهل الشرق نعتبر تغيير الشخص لدينه وعقيدته من الكبائر، وانتماءنا للدين اي دين كان يعتبر من الثوابت، والتقلب بين الاديان هو خروج عن العرف السائد، ودليل ضعف وشهادة عدم سلوك وعدم اخلاص، والاعلان عن السر الاخير لمؤسس البعث، جاء ليضيف حقيقة اخرى لسجل البعث الاسود والحافل بالاستبداد والفساد والنفاق السياسي .
يعلم القاصي والداني حقيقة مجلس الشعب السوري، فدوره يقتصرعلى تلميع الوجه البشع للديكتاتورية في دمشق، من خلال التظاهر بوجود اليات ديمقراطية من انتخابات ومجالس وهمية، كما يعلم الجميع ان مجلس الشعب السوري الموقر، لا تتعدى وظيفته الروتينية عمليتي الترشيح والتصويت لرئيس الجمهورية بالاجماع طبعاً، والتوقيع على جميع المراسيم الجمهورية وايضاً بالاجماع، كما ان المجلس المذكور بالاضافة لدوره التقليدي المعروف، يشكل مصدراً للرزق الوفير لاعضاءه من خلال تواجدهم في دمشق العاصمة، فعلى هدى القاعدة القائلة "نفع وانتفع" يقوم معظم النواب باستغلال مواقعهم كممثلين للشعب السوري، وكممثلين بارعين في التصفيق والشعارات الرنانة، فيدخلون عالم الفساد من اكبر ابوابه، عن طريق بناء علاقات مع اصحاب السطة الحقيقة، فيعمل النواب بالاضافة الى كونهم نواب في البرلمان السوري، في اعمال حرة كمدراء في شركات للوساطة، تقوم بتقديم خدمات غير مجانية لاصحاب المعاملات في مناطقهم الاصلية .
لكن ومن منطلق الحرص على الحقيقة والموضوعية، لابد من الاقرار بان مجلس الشعب السوري يتميز عن غيره من مجالس العالم، بظاهرة فريدة من نوعها، فهو يضم في صفوفه النائب الشيخ دياب الماشي الذي يعتبر بحق عميداً للنواب "البرلمانيين" ليس في سوريا فقط بل في العالم كله، فهو اكبر معمر برلماني في العالم، كما انه البرلماني الاول من حيث مدة جلوسه على مقاعد المجلس الخشبية، الامر الذي دفع احد الكتاب مؤخراً، بمطالبة الجهات المختصة في الدولة السورية، ترشيح السيد الماشي للدخول في موسوعة غينز للارقام القياسية، لكن الزميل الكاتب لم يتطرق الى المعضلة الحقيقية التي ستواجه كل من يتقدم بأسم السيد الماشي الى لجنة التحكيم التي تفصل في الحكم على الارقام القياسية رفضاً او قبولاً، فالمشكلة لا تكمن في شخص العميد دياب الماشي، بل في المجلس الذي ينتمي اليه، فانا لا اعتقد ان اصحاب موسوعة غينز للارقام القياسية ستنطلي عليهم الكذبة الكبرى، ولن يمنحوا مجلس الشعب السوري صفة البرلمان كغيره من البرلمانات في بقية انحاء العالم .
"محمود الابرش، محمود الابرش، الرفيق محمود الابرش، الدكتور الرفيق المهندس المخلص محمودعارف الابرش المحترم، الابرش........" واستمر اسم الابرش يتردد صداه في قاعة المجلس مايقارب ال"250" مرة تقريبا، وللتذكير فقط يتألف المجلس من 250 نائباً ونائبة، وبعد الانتهاء من فرز الاصوات تم الاعلان عن فوز المرشح الوحيد محمود الابرش برئاسة المجلس، وكالعادة تفاعل البرلمانيون مباشرة مع فوز رئيسهم الجديد، لتجتاح قاعة المجلس ثورة من التصفيق الحار والمتواصل، ووقف الابرش ليتناوب عليه رفاق دربه بالاحضان والقبلات، وبينما الابتسامات العريضة لا تفارق وجوه جميع من في القاعة، توجه الابرش رئيس المجلس السابق والحالي والمستقبلي متثاقلا في مشيته من شدة الحمل ووطئته، ومن كثرة الهموم والشجون الجماهيرية التي تنتظره، توجه نحو المنصة وصرح عن التزامه بنهج الحزب والرئيس القائد، ليدشن الرجل بداية حلقة اخرى جديدة، من مسلسل النفاق والفساد والاستبداد، وانا بدوري لم اتحمل متابعة الحدث، وبكبسة زر سريعة غيرت القناة، لاشاهد احدى الكليبات غير المحترمة، فهي مثلها مثل جلسات مجلس الشعب، لكنها في كل الاحوال لا تقصر العمر ولا ترفع ضغط الدم ولا تسبب حالات الاكتئاب .



#درويش_محمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم مسألة شخصية ولما لا؟
- افضل انتخابات في تاريخ سوريا
- الصراع الداخلي التركي واقليم كردستان
- الكرد والعرب واليهود والسلطان العادل
- نانسي بلوسي في ديارنا !
- مرشحي لانتخابات الرئاسة السورية
- الديمقراطية التي اتى بها المحتل هي الحل
- سجون وشجون السيادة الوطنية
- أسوء كارثة في العالم
- صراع قيم الاستبداد وقيم الديمقراطية
- زيارة شيمون بيرز الى دولة قطر و الاتجاه المعاكس
- الجنرال قوس قزح
- حالة شاذة غير طبيعية
- انعدام الخيارات والفرصة الاخيرة
- لو ولو ......يا عرب
- بيكر - هاملتون .. خطة فرار أميركية
- من قال ان دراكولا روماني الاصل
- الخطير في خطاب نصر الله الاخير
- الاسد والمعركة المصيرية
- حروب نصرالله وأحلام الجنرال العجوز


المزيد.....




- في ظل الحرب.. النفايات مصدر طاقة لطهي الطعام بغزة
- احتجاجات طلابية بجامعة أسترالية ضد حرب غزة وحماس تتهم واشنطن ...
- -تعدد المهام-.. مهارة ضرورية أم مجرد خدعة ضارة؟
- لماذا يسعى اللوبي الإسرائيلي لإسقاط رئيس الشرطة البريطانية؟ ...
- بايدن بعد توقيع مساعدات أوكرانيا وإسرائيل: القرار يحفظ أمن أ ...
- حراك طلابي أميركي دعما لغزة.. ما تداعياته؟ ولماذا يثير قلق ن ...
- المتحدث العسكري باسم أنصار الله: نفذنا عملية هجومية بالمسيرا ...
- برسالة لنتنياهو.. حماس تنشر مقطعا مصورا لرهينة في غزة
- عملية رفح.. -كتائب حماس- رهان إسرائيل في المعركة
- بطريقة سرية.. أميركا منحت أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - بعيداً عن متاهات السياسة