أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مريم نجمه - أهمية المجتمع المدني في العالم .. ضرورة تفعيله وتنشيطه وحمايته















المزيد.....

أهمية المجتمع المدني في العالم .. ضرورة تفعيله وتنشيطه وحمايته


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1916 - 2007 / 5 / 15 - 13:02
المحور: المجتمع المدني
    


.. تعريف لا بد منه
بداية .. كثيرون الذين عرّفوا وكتبوا وبحثوا عن المجتمع المدني , وأنا بدوري لا بد لي أن أبحث في هذا الموضوع وأعطي رأيي فيه , طالما كنت منتمية إلى هذا المجتمع منذ الخمسينات وقد عملت في حقله بكل نشاط وحب وعطاء , ولي تجارب عديدة في كثير من منظّماته ومؤسّساته العديدة ..

المجتمع المدني هو إطار شعبي .. إجتماعي .. مدني , يمتلك أفراده بكامل حريتهم وقناعاتهم مبادرات وأهدافا وأماني ومشاريع وطموحات متنوّعة , على كل صعيد وموقع .
يسعون لتحقيقها على أرض الواقع , ويجتهدون لتنفيذ هذه المشاريع والفعّاليات والهوايات بالجهد والعمل اليومي الفردي , أو الجماعي , في إطار تنظيمي سلمي ..
وأحيانا أو بالأحرى كثير من هذه الخطوات تبدأ بشكل عفوي وتلقائي غير مباشر نتيجة لوضع أوموقف أ وحادث وظرف معيّن , أو نتيجة أسباب وواقع موضوعي مختمر , بعد دراسة وتفكير وتنظيم عميق قبل البدء به , تهدف في النهاية لإفادة الاّخرين والمجتمع ككل , أي خدمة للمصلحة العامة , وبالتالي تنعكس على المصلحة الخاصة بنهاية المطاف - إيجابا وربما سلبا - بشكل تلقائي وغير مباشر ...!؟

المجتمع المدني .. عبارة عن ( حكومة ظل ) , أو حكومة شعبية , بعد أن تطوّر إلى مؤسسات إجتماعية دستورية ديمقراطية أضحى بمثابة حكومة ظل موسعة تستطيع أن تحاسب الحكّام في البلاد , وبعد أن يتطوّر عملها ويزدهر ويترجم بمؤسّسات قانونية علنية أو معلنة , وليست سريّة أي بالخفاء .. وهذه حكومة الظل كما يسمونها تعيش الواقع عن قرب بتماس الحاجات والنواقص والسلبيات وأمراض الحكومة والمجتمع الموجودة فيه , وتتقدم بتصحيحها وتسليط الضوء عليها لإيجاد الحلول لها لتقطغ الطريق على حدة التصادم الأهلي والجماهيري والسلطوي ..
هذه المؤسّسات .. ومنها النقابات و المنظّمات و الأحزاب و الجمعيات , المنتديات والأندية .. وغير ذلك . . وتنمو هذه تحت ظل الأنظمة الديمقراطية وفي أجواء الحرية , لتستطيع في النهاية أن تحاسب الحكومة وتبرز أخطاءها وتصحّح مسارها وتطوير عملها و خطّها الوطني ..
وهذه التنظيمات التي شكلت وتتشكّل باستمرار عبارة عن خلايا نحل تنتج العسل وتطرد " الكسالى " المتقاعسين , والمخرّبين , والغرباء . فهي السور والسياج الذي يحمي البلد والمجتمع الناشئة والموجودة فيه .. فتسود الشفافية .. وتبرز الكفاءات .. وتصقل المواهب ويظهر بصدق ووضوح معدن الناس وعبقرية الشعب ودوره في بناء الحضارة والتقدّم البشري ..

إن هذه المشاريع التي تتقدّم بها المجتمعات المدنية سواء كانت صغيرة أم كبيرة , اّنية أو استراتيجية فهي بلا شك سترفد المؤسّسات الحكومية الرسمية الديمقراطية وبالتالي تخدم شرائح كبيرة من الحي والمجتمع والأسرة الوطنية بصورة خاصة والإنسان المواطن الفرد , لأنه سينعم بهذا الجو الهادئ المتفاعل والغطاء الذي أمنه النسيج الإجتماعي المتعاون والمتكاتف .. وأخيرا وليس اّخرا ستنشط وتتطور المجالات كافة الصناعية والزراعية والثقافية والعلمية والسياسية وووووو..... .. الخ

.. ومن هنا فالمجتمع المدني هو غنى وثراء وتقدّم ثقافي وفكري وسياسي واقتصادي إنمائي .. يساعد ويطوّر المجتمع ككل وبناء الوطن بشكل صحيح .. وهادئ .
وكلما كان المجتمع المدني حرّا منفتحا ومتقدّما – أي بعيد ا عن التدجين والتأطير والمراقبة والقمع والموانع – دليل أن هذه الدولة تسير على طريق الديمقراطية .. والمواطن الحر هو الرقيب والحارس والضامن لأي انحراف ...
وهذا هو الشكل الطبيعي الضروري والهام لبناء واستمرار ديمومة أي دولة من الدول , على أن يضمن الدستور في هذه الدولة حرية المجتمع المدني في اختيار ممثلين للسلطة تحت ظل دستور ديمقراطي بعيد عن الحصص واللون الديني والطائفي والقومي يحترم المواطنة دون تمييز – وعلى أساس فصل السلطات واستقلال القضاء وحماية الحريات العامة . وبناء دولة القانون .. والعدالة . وبدون دستور كهذا يبقى عمل المجتمع المدني مشلولا مغيّبا ومصادرا, يتعرّض أنصاره للإعتقال الكيفي والتعذيب والتهميش كما هو الحال في سورية الأسيرة تحت كابوس الديكتاتورية العسكرية وإرهابها وطغيانها الممتد لعقود وسنين .. والإصرار على البقاء في عقلية الماضي إما هم للأبد أو خراب المنطقة ....!!؟؟
أي ربطت السلطة ( الفرعونية ) عملية التغيير والإصلاح والديمقراطية بمشروع إستعماري .. ؟؟!! يا لهذه السخرية وهوس السلطة , وهذا المنطق الذي لا يعترف بالحقائق والمسلّمات , هربا من الإعتراف بعدم شرعية الحكم وطائفيته وأسلوبه الظلامي الفردي الذي لا يقبله حتى الأطفال – غير المدجّنين في قوالب ومدارس السلطة الأسدية وعبادة الفرد ..!!!؟؟؟


المجتمع المدني .. هو بستان وحقل زهور وجنّة الشعب و و ( القلعة ) وحصن الوطن الذي يحميه من الأعداء والحروب والكوارث وهو الذي يفجّر الطاقات الشعبية لتتبارى في حقله كل الهمم والعقول .. وتنمو فيه حرية الحركة والفعل والقول والنشاط الفردي والجماعي في كل لون واتّجاه , ولا رقابة فيه سوى الضمير .
هو كنوز المعرفة الشعبية وقدرته على النمو والنشاط والعطاء والإزدهار والتنظيم .. والمؤهلات .
والمجتمع المدني هو كذلك المناخ والجو الذي تنمو وتتشكل فيه النقابات العمالية من كل المهن والأحزاب والمنظّمات مؤسّسات شعبية وأندية متنوعة رياضية وغير رياضية إتّحادات جمعيّات أخويّات , روابط منديات ( ثقافية – دينية – مهنية – علمية – إقتصادية سياسية بيئية تراثية فنية خيرية صحية تجارية الخ الخ .......) ومن كل الشرائح , والطبقات , والأعمار ... وهذا دليل حيوية الشعب وتحرّكه وحب مشاركته في بناء وطنه وتفعيل مجتمعه وبالتالي دليل الثقة بنفسه ونشاطه وإثبات ذاته في الجهود التي ينالها باعتزاز لنهوض الوطن ...
كذلك شعور الإنسان بقيمة وجوده وثمرة عمله وعطائه .. وبالتالي وهو الأهم من كل ذلك هو شعور المواطن الفرد بالإنتماء الوطني الحر الطبيعي وأهميته ككائن فرد مميز في الجماعة .. تقيّم تجربته ويستطيع أن يعرف الخطا من الصواب والمشروع الناجح وغير الناجح أي عملية التقييم والتقويم والتطوير على أرض الواقع ..

لا شئ أجمل من الحرية . لا شئ يحل محل المجتمع المدني الطبيعي الذي يتحرّك ويعمل فيه الإنسان , المواطن , من تلقاء نفسه وبإرادته الحرّة وضميره الواعي الإنساني دون أوامر أو إملاء أو موانع . أي أن المرء يعيش في جو بعيد عن الخوف والرعب والتسلّط والقيد , يعطي ويقدّم أجمل ما في فكره وعقله وإمكانياته وطاقاته للوطن والشعب ..
أعتقد أن مناخ المجتمع المدني لها جذور تاريخية وتقليدية تختلف من بلد لاّخر وفق تطور نظامه السياسي.. يعمل لتطويرها وخدمة أهدافها وأساليبها وخططها وتنميتها تبعا لتطوّر العصر والعلم والحضارة الإنسانية ..
فالمجتمع المدني ينشط ويتقوّى في الأخطار والزلازل والحروب والأوبئة والأزمات الإقتصادية والسياسية والكوارث البيئية التي يتعرّض أو يمر بها الوطن . فمن واجب الدولة والمواطن , والمثقّف خاصة أن يشجعها ويقويها ويطوّرها , وإذا لم تكن موجودة يسعى إلى خلقها – لأنها علاقة وعي وتقدّم وحيوية ونشاط جماهيري تعبوي .. لأن المجتمع المدني النامي عبارة عن ( دولة مدنية ) تتشابك وتتضافر وتعمل فيها المؤسسات مع بعضها البعض تخطّط وتنفّذ دون أوامر السلطة التشريعية أو التنفيذية الحكومية ودون التعارض مع القوانين الدستورية ..!؟

متى يصبح مجتمعنا السوري فاعلا مؤثّرا وحرا في بناء وتفعيل وترسيخ هذه الأنشطة الحيوية للشعب والتي هي علامة على ترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان في التعبير والرأي , وتناوب السلطة النابعة من صندوق الإقتراع الحر , مهما كانت الإختلافات والتنوّعات , وقد شاهدنا ولمسنا روعة وجمال المجتمع المدني في لبنان رغم كل أمراضه ... إبّان الحرب الأخيرة في تمّوز العام الماضي مدى التعاون الشعبي الراقي في منتهى الحب والواجب الوطني والشراكة سواء بالدفاع المدني أم في الجمعيات الشعبية المدنية والمدرسية من كل طائفة وحزب ولون – وشاهدنا كذلك في أوربا , وخاصة فرنسا أثناء الإنتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة .. عدد المرشّحين وبرامجهم , والأعراس واللقاءات والمهرجانات الذي عاشها الشعب الفرنسي في إنتخاب رئيسه .... ........
إن تفاعل الأفكار والاّراء , بالحوار والحرية , بالتجربة والممارسة الحية , ينتج الأفكار السديدة لبناء مجتمع حضاري إنساني ووطن حر.. ودون ذلك يبقى المجتمع مشلولا خاملا ميّتا لا روح فيه ولا حياة ......... يتبع



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - شو تأخّر بكرة - .. ؟
- ترنيمة
- تأمّلات .. لصيدنايا الصباح
- مؤتمرات تجميل الإرهاب .. والجريمة ..؟
- وصباحكم أجمل .. مهداة .. - ليوم الأرض - ..
- من كل حديقة زهرة : زراعة .. صحة .. جمال
- متى نخطو الخطوة الأولى نحو الديمقراطية ..؟
- بعض الأغاني الشعبية التي كانت ترددّها النساء في الأفراح
- بعض الأغاني الشعبية التي كانت ترددها النساء في الأفراح - مهد ...
- عيد الأرض ... يا ربيع النيروز .. والأمّهات
- السلام , والأممية , والإشتراكية الديمقراطية في الإنجيل - أضو ...
- تطوّر الثوب وغطاء الرأس لدى المرأة .. ملاحظات وتحليل - 2
- الحرية للكاتب والمناضل عبد الكريم نبيل سليمان
- تطور الثوب , وغطاء الرأس لدى المرأة .. ملاحظات وتحليل
- نعمة الحب .. في الليل تركع الأشجار
- صوت نسائي من مصر .. يهزّ العالم . وقفة ضمير وتضامن مع الكاتب ...
- قائمة : بأهم الأعشاب و النباتات والأزهار والحشائش التي كانت ...
- التقسيم الأوّل للعمل وهزيمة النساء التاريخية . النضال إلى ال ...
- لصيدنايا الصباح
- تحية التقدير والمحبّة .. للشيخ الجليل والمفكّر الحكيم علي ال ...


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مريم نجمه - أهمية المجتمع المدني في العالم .. ضرورة تفعيله وتنشيطه وحمايته