أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ستار موزان - أيُّها السادة لقد قتلوا شاعراً في كركوك















المزيد.....

أيُّها السادة لقد قتلوا شاعراً في كركوك


ستار موزان

الحوار المتمدن-العدد: 1915 - 2007 / 5 / 14 - 11:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا خيار لي سوى أني أنشدُ بمرارة :
يا لهذا الغابر في الأسماء والأسئلة ، يا لهذا العالق في المياه والنتوءات والمآذن والبراري القاحلة ، يا لهذا الموغلُ في قِدمِ التجاويف والجذور الممتدة مابين أزمنة وأمكنة ، يا لهذا الأبتداء المُر ، يا لهذا الاحتمال السر ، يا لهذه النبوءة الشاردة في تلال يابسة ومنحدرات
خائفة وحقول عشب لا لون لها ولا طريق .يا لهذه النبوءة التي انبجسَ منها هذا الموغل المبتدأالخبر اللامنتهي المشحون بسر لعين .
انها نبوءة شر ومكيدة !! تلك النبوءة التي جاءت ضاربةً عرضَ الحائط وعرض البحر وطول المدى وطول المد ، تلك النبوءة التي تمتد من البغض والكره إلى
الجذر ثم الى الطين والطفل والشجرة ثم تمتد وتمتد حتى تصل معنى البلاد التي نحيى فيها ونختلف عليها ،
هذه البلاد التي بُنيت من غبش وقش ولبن وفخار وحجر لازورد وفكر ومعابد وملاحم وأدب وفن وشموع قُداس مهيب وشعر ، هذه النبوءة المجردة قتلتْ الشعرَ والفكرَ والمدينة والحضارة والاسماء وفضول الأسئلة وحقل المجاهيل الحلوة والمديات والتخوم وحتى نوايا الكروم التي تعلقُ المعنى في خفايا الشكل ، أيُّها السادة هذه النبوءة قتلتْ شاعراً عراقياً في كركوك .......!!
هذه النبوءة التي جاءت بعد مخاض شرٍ مندمج بحقد كره للطبيعة والانسان والنمو في مناطق
القحط ، هذه النبوءة الثقيلة استطاعت أن تخلق هنا سفلة ومسعورين وممسوخين ودخلاء على
أورك والنهرين ، أولئك السفلة قتلوا الشاعر رعد مطشر وزملائه الصحفيين في ناحية من نواحي كركوك ، لقد قتلوا الشاعر الذي طالما حلم بعربات ملونة تجر وراءها
الحقول والنجوم والتخوم والمديات والهياكل التي لم تكتملْ بعد والعشاق الذين جاءوا من غير عاشقات الى كرنفالات ومهرجانات تكتمل فيها الاشياء ووتطابق وتتجانس فيها القلوب والعقول من أجل الظفر بالبهجة والفرح ومتعة الوصول الى نهاية العمل الجمالي .
ايُّها السادة لقد قتلوا شاعراً في كركوك مثلما قتلوا من قبل الشاعرة العراقية أطوار بهجت نكايةً بالجمال والطبيعة والحضارة والمدينة ومثلما قتلوا الفنان وليد حسن في بغداد ومثلما قتلوا الشاعر والكاتب أحمد آدم وزميله خضر في اليوسفية ومثلما قتلوا الكاتب والفيزيائي عبد العزيز حسن جاسم وزميله ومثلما قتلوا الشاعر ( شارع المتنبي ) في بغداد وهو يتوهج ويلمع ويشعُ في نهارات عصية !! ايها السادة لقد وصلت بالاحقاد لأن تصل الى رحم الاشياء التي تدور في مدارات الزمن وغوايات المكان إذ تعذر الآن على مَنْ يحاول أن يلقي ببصره أو قلبه مشدوداً قاصداً كشفَ اولئك السفلة والقتلة الذين يحاولون دوماً قتلَ الجمال والطبيعة والشعر والفكر بل يحاولون دوماً أن تبقى اكوام الزبالة والامراض وعدمية الاشياء مبعثرة في الطرق والشوارع الفرعية والمساحات الواسعة والغابات والحدائق ،أولئك القتلة الذين يمثلون الآن أخطر ظاهرة ارهابية في تأريخ الارهاب والجريمة التي تُقترف ضد الطبيعة والانسان . انها احقاد ما بعدها أحقاد حتى صار من الصعب تحديدها في مكان او زمان
ومن الصعب ان يكون لها ظل أو هيكل نستدل به ! انها احقاد جاءت من نبوءة شر بل نبوءة ثقيلة تمخض عنا بغض وكره عجيب وصل الى ما وصل اليه بل وصل الى حد قتل شاعر وكاتب وصحفي وفنان ومبدع في كل مكان وكل زواية من زوايا العراق حيث لا الشرطة ولا الجيش ولا الحكومة ولا الاحزاب ولا حتى المنظمات الاجتماعية المدنية العراقية تستطيع أن تعثر على القتلة والسفلة والارهابيين الذين يتجولون ببساطة في المدن والشوارع والأحياء ! حقاً لقد أنيطت لهم مسؤولية قتل المبدعين والمثقفين والشعراء والفنانيين العراقيين مثلما أنيطت لهم مسؤولية قتل العلماء واساتذة الجامعات والمدرسين ولاعبي كرة القدم وحاملي الآلات الموسيقية والعازفين على قلوبهم حباً وعشقاً ، أولئك المأجورين القتلة الذين يخدمون أطماعَ دول أخرى وأنظمة بالية هي في الطريق لأن تنتهي مثلما أنتهى قرينهم الطاغية صدام والقي به في الزبالة، أولئك الحقراء الذين يخدمون مصالح أحزاب ومنظمات لا يهمها سوى أن تبقى فقط وتمارس النهب والسلب وبيع ممتلكات العراق والمتجارة بأرواح المواطنين العراقيين هنا وهناك أرضاءً لاسيادهم وراء الحدود ، أولئك القتلة هم في الواقع يتراقصون امامنا على خشبة المسرح بينما بقع الضوء تشير لهم بوضوح ، نعم هم من قتل الشاعر رعد مطشر وزملائه الصحفيين وهم عبد الرزاق العبيدي ونبراس عبد الرزاق وعقيل عبد القادر ، نعم اولئك هم من قتل أطوار بهجت واحمد ادم وعبد العزيز والمتنبي . الويل لنا ، الويل للبلاد التي تترك قتلة شاعر يمرحون ذهاباً واياباً
في المدن والطرق بل ويسافرون خارج البلاد ويعودون مدعومين من قبل أحزاب وطغاة وأجهزة تخاف من ظلها حتى . أيُّها السادة أريد أن اقول لكمً أن قتل شاعر هو بمثابة محاولة لقتل الانسان والطبيعة والجمال والحضارة والمدينة وتشوية صورة الله على الارض
اريد ان أقول لكم أيها السادة ان قتل شاعر في بلادنا يعني أن هناك خللاً كبيراً وعظيماً في أداء كل شيء بدءاً من الحكومة وانتهاءً عند أصغر كائن عراقي أنيطت له مهمة صغيرة جدا ولو حملَ قشة أو جلب حبة شعير ، أن قتل شاعر يعني أن هناك ثمة أهتزازات عند عرش الرب وأن هناك عصفاً وخوفاً سيقعان على رؤوس تلك البلاد . أيُّها السادة أن قتل شاعر كارثة كبيرة أشدُ قسوة وأكثر رعباً من جريمة قتل الأب حيث قال الكاتب الروسي دوستوفسكي قال ): حذار حذار أن أكبر جريمة في التأريخ هي قتل الأب) إلا اني اشعر ان قتل شاعر أكبر من أي جريمة أخرى بشكل عام ، أعود فاقول ايُّها السادة أن القتل اليوم وخاصة قتل الابداع والشعراء والمفكرين والاكاديمين والعلماء ما هي الا مرحلة انكفاء تأريخية خطيرة سوف تؤدي ببلادنا ارض الميزوبوتاميا الى الهلاك والاندثار والغياب وقطعاً هذا سوف يؤثر تاثيراً كبيراً على الهوية العراقية بل والمواطنة العراقية . وأيضاَ يؤدي القتل هذا الى حصر الادب والفن والموسيقى والعلم في قنينة من قناني التاريخ الغابر حيث وجدَ أيضاً من خلال عمليات القتل وعدم قيام الدولة العراقية الحديثة وسيادة القانون وحقوق الانسان هي اقرب الطرق لتصفية العراق كوجود وحضارة وثقافة ومعرفة لكن ما اريد أن اشيرَ اليه في الآخر هو أن عمليات القتل وخاصة قتل الابداع والفكر والشعر والفن في العراق هو يعكس لنا مدى ضعفنا ووهن قدراننا في أن نتخذ اجراءً امنياً كبيراً على المستويات كافة بدءاً من الطبيعة والانسان حتى الحدود والفضاء الى ذلك فإن القتلَ هنا يعكس لنا ايضاً في نفس الوقت مدى الجبن والدونية والخيانة التي وصل اليها اولئك القتلة المسعورين حيث تذكرت هنا مطلع لقصيدة تعود للشاعر حيدر الكعبي الذي قال فيها :
(مِقبضُ السيفِ مُدان
لا لأنَ القتلَ محضور
ولكن ماسكَ السيفِ جبان)



#ستار_موزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيزياء الوصول
- كيمياء الغراب
- فيزياء الفنون
- فيزياء العزلة
- كيمياء المنبوذ
- كيمياء فوكوياما
- كيمياء كافكا
- ميتافيزيك شاكر لعيبي ولعبة الغائب
- النغم العراقي وفرقة مازن المنصور في مهرجان كرستيان سان العال ...
- مازن المنصور في مهرجان كرستيان سان العالمي للموسيقى والغناء ...
- حوار مع الفنان مازن المنصور
- انقراض الديناصور الاخير في نص الشاعرسعد جاسم
- قراءة نقدية في نثريات نجم عذوف


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ستار موزان - أيُّها السادة لقد قتلوا شاعراً في كركوك