أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - حكومتنا وثقافة النفي والتبرير














المزيد.....

حكومتنا وثقافة النفي والتبرير


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1914 - 2007 / 5 / 13 - 14:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمر مؤسف جدا ألا يحسن القائمون على الأمور عندنا اختيار من يدافعون عن الدولة أو الحكومة عندما يسجل عليها تجاوز أو انزلاق أو تسقط في خطأ أو زلة، ومن يزينون للشارع وللمواطن البسيط قرارات أصدرتها وكانت سببا في تدهور أحوال العباد والبلد تدهورا أضحى حاليا حادا وخطيرا ولا ينكره سوى الذين عمت أبصارهم أو في قلوبهم غل لأهل هذا البلاد السعيد.
يبدو أن من الأشياء التي تألقت فيها حكومتنا بامتياز، رفض التعاطي بشجاعة وشفافية مع المعضلات القائمة، وما أكثرها، خشية أن يؤدي ذلك إلى المزيد من الغضب، وهذا مظهر بارز من مظاهر ثقافة النفي، التي يعتمدها أغلب القائمين على الأمور في العديد من المجالات.
وتتمحور ثقافة النفي هذه، حول القابلية لتكرار النفي في الحالات المشابهة، آنيا ومستقبلا، وسياسة التسويف والتأجيل والإرجاء ورفض التنبؤ بما تحتمل أن يؤول إليه الحال وضعف السيطرة على الظاهرة أو المعضلة موضوع النفي وبالتالي العجز عن التوصيف ومن ثمة التخبط في ردود الأفعال رغبة في تخفيف الاحتقان، والحالة هذه، فإنها في واقع الأمر تريده بالنفي، وهذا ما وقع في التعاطي مع الفضاءات التي ظلت تنتج وتعيد إنتاج التطرف وتفرخ الانتحاريين، ولعل تصريح الناطق باسم الحكومة في هذا المضمار غني عن أي تعليق.
وثقافة النفي التي تعتمدها حكومتنا، أسبابها متعددة منها ارتفاع نسبة الأمية في بلادنا، ومن ثمة يميل الأميون لتصديق ذلك النفي كلما جاء على لسان مسؤول كبير، لذا ينبغي التعاطي مع هذه الثقافة من خلال الإفصاح عن كل ما يراد التستر عليه وإظهار ما يدل على وجوده والتذكير بنماذج أو أحداث ونوازل مشابهة تمت من قبل، لاسيما وأن ثقافة النفي والتبرير أصبحت عندنا إحدى عوائق التنمية لأنها ساهمت في تفريخ ثقافة الإحباط.
وهذا من شأنه تبيان مظاهر وجود ثقافة النفي والتبرير المعتمدة من طرف حكومتنا الموقرة، هناك نازلة الفضيحة التي فجرتها رقية بوعلي وحفيظة السعدي بتغسالين، وما صرح به فتح الله ولعلو مؤخرا بخصوص واقع الحال واستشراف المستقبل الاقتصادي للبلاد.
بخصوص النازلة الأولى فإن رقية وحفيظة ليستا ملاكين، لكن أمام فظاعة ممارسة القاضي ورجال القضاء الآخرين المتواطئين معه، لا يمكن السكوت على الفضيحة، لأن القاضي من المفروض عليه أن يكون رمز العدل وقدوة الاستقامة والترفع عن الممارسات المشبوهة، فما يمكن تفويته للغير لا يمكن بأي حال من الأحوال غض الطرف عنه بخصوص قاض يصدر الأحكام باسم الملك أو وكيل يمثل الملك، وهذا ما تناساه القائمون على وزارة العدل، والحالة هذه فهل ستقوم وزارة العدل بأخذ المبادرة لتمحيص الأحكام التي تواطأ في إصدارها لوبي مكناس وخنيفرة وإعادة النظر فيها، لاسيما الملفات التي ثبت التلاعب فيها، وذلك لإرجاع الحق لذويه؟. أم أن الأمر سيتطلب، مرة أخرى تدخل الملك؟
ومهما يكن من أمر، على القائمين على الأمور عندنا أن يعلموا أن نازلة تيغسالين أضحت قضية دولية ما دامت ستعرف طريقها إلى التقارير الدولية الخاصة بالمغرب، سواء تلك المتعلقة بوضعية حقوق الإنسان أو بالشفافية وبنزاهة القضاء أو بترسيخ الديمقراطية والمواطنة..
أما النازلة الثانية ترتبط بما تلفظ به فتح الله ولعلو مؤخرا، حيث قال :" إذا قوينا المنزل المغربي ورفعنا مستوى عيشه ستتقوى معه جاذبية المغرب.." كلام جميل كلام معقول مقدرش أقول حاجة عنو..."، لكن ما زال وزير المالية لم يكشف لنا عن العصا السحرية التي من شأنها تحسين الأوضاع المعيشية لعموم المغاربة، علما أن ما يلاحظه الجميع هو المزيد من تدهور الأوضاع وتدني ظروف العيش وانهيار القوة الشرائية أمام الارتفاع المستدام لكلفة المعيشة.
يتحدث فتح الله ولعلو عن خروج المغربي في السنوات الأخيرة من حلقة مفرغة إلى مرحلة صالحة وملائمة لتطور التقدم، وتحدث كذلك على معدل نمو يناهز 5.4 في المائة، لكن ما زال المواطن البسيط لم يعاين أية بشائر لتحسن مقبل ولتغيير حاله نحو الأحسن، بل على العكس من ذلك، لا يعاين إلا المزيد من تردي أوضاعه، لذا يبرز من جديد السؤال الرئيس : كيف يمكن رفع مستوى عيش المغاربة؟ ومتى سيبدأ المواطن البسيط في معاينة هذا التحسن على أرض الواقع المعيش؟ وما هي العلاقات الدالة على احتمال وقوع هذا التحسن ما دام لا مخرج من النفق إلا بتقوية جاذبية المغرب، ولا يمكن تقوية هذه الجاذبية إلا بتحسين عيش المغاربة وتقوية المنزل المغربي؟
بالله عليك يا وزير المالية، دلنا كيف الوصول إلى هذا المبتغى لأننا لا زلنا نعاين المزيد من التردي وليس العكس صحيحا.
وهذا يجرنا إلى التساؤل التالي : إلى أي صنف من الرجال والنساء يحتاج المغرب حاليا؟ ما يحتاجه المغرب الآن، أكثر من أي وقت مضى، رجالا يعملون ما يقولون، رجالا لا يكذبون ولا يمتهنون سياسة المكر ومكر السياسة، رجالا يرفعهم تواضعهم، وتخلدهم شجاعتهم للتعاطي مع الواقع كما هو، مهما كان مرا.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -طز- ياديمقراطية و-طز- يا حقوق الإنسان و-طز- يا حرية الاحتجا ...
- هل يطيح الانتحاريون برأس فؤاد عالي الهمة الحلقة الأولى
- هل يطيح الانتحاريون برأس فؤاد عالي الهمة الحلقة الثالثة
- على عالي الهمة أن يستعد للمستقبل.. فإن التاريخ يعيد نفسه
- قانون الإرهاب السيئ الصيت مهندسه ومدبره فؤاد عالي الهمة
- منير محمد رشيد / التقدم والاشتراكية
- كيف قمع الحسن الثاني الاحتجاجات؟ الحلقة الثانية
- الشعب المغربي لا يملك القدرة على تغيير حكومته
- كيف قمع الحسن الثاني الاحتجاجات؟ الحلقة الأولى
- حسن أبوعقيل – صحفي
- أحمد رامي / معارض مقيم بالسويد
- كم يكلف البرلمان المغربة؟ الحلقة الرابعة
- كم يكلف البرلمان المغربة؟ الحلقة الأخيرة
- ماذا ينتظر المغاربيون من أوروبا؟
- بن لادن يهدد المغرب بالبوليساريو
- قمة عربية وقمة تردي الأوضاع
- كم يكلف البرلمان المغربة؟ الحلقة الأولى
- كم يكلف البرلمان المغربة؟ الحلقة الثانية
- كم يكلف البرلمان المغربة؟ الحلقة الثالثة
- من معضلات البرلمان المغربي


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - حكومتنا وثقافة النفي والتبرير