أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - مرافعة اثينا الفصل الخامس نحو الحل ، او الرد على المؤامرة في الازمة الكردية 2-1















المزيد.....

مرافعة اثينا الفصل الخامس نحو الحل ، او الرد على المؤامرة في الازمة الكردية 2-1


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1913 - 2007 / 5 / 12 - 04:46
المحور: القضية الكردية
    


في الخلاصة، وعندما حسمت عزمي على الحياة، تعبأت بالجرأة وتحليت بالجسارة للشروع بمرحلة التحول لعظمى. وطالما نرى مثل هذه المراحل مليئة بأمثلة التحول الكبرى، سواء في سياق التاريخ عامة، أو في الثقافة الشرق أوسطية على وجه الخصوص. ولا فرق أبداً بين أن تنزوي على ذاتك وتزهد في المغارة مثلما فعل سيدنا أيوب، أو أن تقيم على ذرى الجبال مثلما فعل زرادشت، أو أن تنغلق على نفسك وتنعزل في الحُجرة الانفرادية في سجن إمرالي. إنها أمور واحدة مضموناً، إذ أن المعضلة كانت تكمن في تحقيق وإبراز خصائص التحول النوعية. فبدون اكتساب مزايا وسمات تتعدى وتفوق كل تجاربي السابقة المخاضة حتى الآن في التغير والتطور، لما كان بالإمكان إضفاء المعاني الفاضلة والنبيلة على خروج سليم وصحي وصائب من مرحلة الزهد والانزواء الكبرى. ومسألة أن أكون لائقاً بالقيم والمقدسات السامية المفعمة بالآلام والآمال الكبرى المتكونة تحت مسؤوليتي، كانت مرتبطة عن كثب بتحقيق هذه الخطوة. أي برؤية ذاك النظام الذي يحتوي في أحشائه الفرد والمؤسسات والذهنية المنحلة، والذي يتمثل في شخصيتي؛ وعدم الاكتفاء بذلك فحسب، بل وتجاوزه وبناء النظام الجديد عوضاً عنه. وإذا ما سعيتُ لاختزال هذه المرحلة بخطوط عريضة مرفقة ببعض المسارات النظرية بنقاطها الرئيسية، وببعض الأمثلة التنفيذية؛ تكون الخلاصة على النحو التالي :

قبل كل شيء، تعد الخاصة الغربية الملفتة للنظر في شخصيتي هي كونها ذات طابع انتظامي لدرجة مَرَضِيّة، إذ أرى نفسي على الدوام أتخبط في توترات وضوائق حساسة ما لم أستطع تجاوز نظام ما كلياً. فالعيش لمدة طويلة مع القيم السطحية والمشكوك في مدى صحتها، يُرغِمُني على البحث المتواصل في كل ما يعاكس جوهري كنتيجة طبيعية لا مفر منها لهذه الحياة المفعمة بالشكوك. وهذا بدوره يعني التحلي بمزاج أو طابع لا يعرف السكون أو الراحة ما لم يعطِ المعنى الصحيح لكل شيء، بدءاً من الكون بأسره وحتى أصغر ذرّة من الغبار. وكلما وضعتُ كل مراحل تطوري في الحياة نصب عينيّ، كنت أرى هذه الخاصية تبرز كخط عريض أمامي .

منذ أن ما تعرفت على نفسي في مجتمع الأسرة والقرية، رأيتُني وجهاً لوجه أمام التساؤل الدائم "ما هو الصح؟". والمحصلة كانت العيش حسب حدسي المفعم بخيالاتي الطفولية، والمحدِّد لـ"قوانيني الخاصة بي". عوضاً عن تقاليد وأعراف الأسرة والقرية. وقد برز التمرد المعروف تجاه الأسرة والقرية في خاصيتي هذه. وبانفتاحي على المجتمع والمدن تفاقم الوضع ليصبح مليئاً بالمخاضا الأليمة. ومثلما كانت حال الكثيرين، التففتُ أنا أيضاً حول الدين كأول أيديولوجية عامة .

والنقطة التي يتحتم علي الاعتراف بها هي انتهاجي لحياة مؤمنة، عاطفية ويغلب عليها الجانب الديني في مراحل الدراسة الابتدائية والإعدادية وحتى الثانوية. إلا أن متابعتي للدراسة في أنقرة، والتحركات النشيطة آنذاك للثوار الشبيبة (Dev-Genç)، وانعكاسات النزعة القومية الكردية البدائية على الأوساط؛ كل ذلك جَذَّر وعمَّق لدي الأزمة أكثر فأكثر. وكان هناك بعض الأساتذة الذين نتبهوا لمروري بهذه المراحل، فبذلوا جهودهم لمساعدتي أيضاً، إلا أن تلك المساعي لم تكن كافية، لأن ما يُعاش لدي كان على مستوى الانتظام .

كانت تركيا الكمالية الحديثة على مفترق طرق في أعوام السبعينات. ومثلما كانت عليه حال كل شاب، لم أنجُ أنا أيضاً حينذاك من الدخول تحت تأثير الانطلاقات السياسية، سواء الراديكالية اليسارية منها أم ذات النزعة القومية الشوفينية أم تلك التي يغلب عليها الطابع الديني. أما تأثيرات الكمالية الكلاسيكية، فبقيت محدودة. ورغم الصعوبات الكبرى التي كنت أعاني منها، إلا أنني كنت أمر بمرحلة قرار جديدة مع رجحان تأثير التيارات الأيديولوجية – السياسية الجديدة البارزة. وكانت الكردياتية والشكوك الدينية كتقليدين صارمين قاسيين لا يفارقانني أبداً. ولدى توجّهي نحو الأيديولوجية اليسارية، لا بتجاوز هذين التقليدين بل بنبذهما لتخطيهما من الطريق الأسهل، زاد ذلك من بنيتي الشكّاكة غوراً وعمقاً. ورغم أهمية تنبهي الدائم لعدم الانزلاق في النزعة القومية البدائية الكردية من جهة، وعدم توجيه خصائصي الدينية نحو التيارات الدينية السياسية الحديثة العهد من جهة ثانية؛ إلا أن ذلك لم يكن حلاً كافياً. ولم تكن تكوينتي ترتوي أو ترضى بإنهاء التحصيل الدراسي أو الحصول على وظيفة بسيطة، ودراستي الجامعية لم يكن لها أي معنى سوى أنها درجة أصعدها لتحقيق انطلاقتي اليسارية. المرحلة آنذاك كانت مليئة بالانشقاقات في صفوف اليسار، والعمليات قد بدأت بالانفجار. أما العملياتية، فلم تكن تتسم بأي خاصية يمكن تقييمها أو إيلاءها الاعتبار بالنسبة لي، إذ لم تكن ضمن منحى النظام الموافق لطباعي. علاوة على أن الحماس النضالي لم يكن يروي ظمأي ولم يتعدَّ كونه مجرد كاريكاتور مقلِّد. ولم أستطع تجاوز حدود المؤازرة والتعاطف الصادق الأمين داخل أجواء اليسار السائدة آنذاك .

إن الفراغ الناجم عن انقلاب 12 آذار، في صفوف اليسار، تركني وجهاً لوجه أمام تَوَلّي زعامة الشبيبة رغم عدم استعدادي لذلك قطعياً. فمرتبة إدارة "جمعية التعليم العالي الديمقراطي في أنقرة ADYÖD" ورئاستها فعلياً، قد وضعت أمامي منزلة القيادة لها أيضاً. قبل ذلك كان تعاطفي ومؤازرتي لـ"الحزب الشعبي لتحرير تركيا THKP" ذي الطابع السياسي بالأرجح. أما "الجيش الشعبي لتحرير تركيا THKO" فلم يَبْدُ لي ككيان يمكنني تحمله. لكن، ولدى اتباع البقية الباقية من مؤيدي THKP مواقف لا مبدئية في التنظيم الجديد، كان لا بد من مخرجٍ تَمَثَّل آنذاك في تأسيس حركة كردية يسارية، وتحمُّلي بالذات مسؤوليتها .

ولدى تبلور هذا العزم وحسمه في عامي 1972 – 1973، لم يَبْقَ من الأمر سوى بذل الجهود العملية. ولو قمتم بتحليل هذا العزم ستلاحظون أنه لم يتعدَّ نطاق الأسس الكردياتية من جهة، واليسارية من جهة ثانية كشعار منهجي عام. ولو وضعنا الأزمة الحادة التي مرت بها الماركسية واليسارية في كافة أنحاء العالم في تلك الأثناء نصب العين، لتبين أنه لم يكن من السهل تجاوز الإطار الشعاراتي. وعوضاً عن الدخول في تماطلات وتلكؤات ضمن أجواء النقاشات الضيقة القاصرة، لم يكن يراودني أي شك في مدى جدوى وفائدة الشروع بحركة تحررية كردية أكون واثقاً من خطوطها العامة، وإن كانت تبدو كمجازفة. ذلك أن تعطش الظاهرة الكردية للحرية كان كالأرض الظمأى للماء منذ ألف سنة. وقد آمن الكثير من الرفاق الأعزاء ذوي الأصول التركية بهذا الترجيح حتى الرمق الأخير، ويأتي على رأس هؤلاء كمال بير وحقي قرار. إنهم عصب الوريد وشريان الحياة في انطلاقتنا .



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرافعة اثينا الفصل الخامس نحو الحل ، او الرد على المؤامرة في ...
- مرافعة اثينا الفصل الرابع تحققت مؤامرة اثينا بتهميش القانون ...
- مرافعة اثينا الفصل الرابع تحققت مؤامرة اثينا بتهميش القانون ...
- مرافعة اثينا الفصل الرابع تحققت مؤامرة اثينا بتهميش القانون
- مرافعة اثينا الفصل الثالث بضعة من المواقف الفلسفية - السياسي ...
- مرافعة اثينا الفصل الثالث بضعة من المواقف الفلسفية - السياسي ...
- مرافعة اثينا الفصل الثالث بضعة من المواقف الفلسفية - السياسي ...
- مرافعة اثينا الفصل الثالث بضعة من المواقف الفلسفية - السياسي ...
- مرافعة اثينا الفصل الثالث بضعة من المواقف الفلسفية - السياسي ...
- مرافعة اثينا الفصل الثاني الحضارة الهيلينية علاقاتها مع الكر ...
- مرافعة اثينا الفصل الثاني الحضارة الهيلينية علاقاتها مع الكر ...
- مرافعة اثينا الفصل الثاني الحضارة الهيلينية علاقاتها مع الكر ...
- مرافعة اثينا الفصل الثاني الحضارة الهيلينية علاقاتها مع الكر ...
- مرافعة اثينا الفصل الاول مغامرة اوربا ونهاية مرحلة 2-1
- مرافعة اثينا الفصل الاول مغامرة اوربا ونهاية مرحلة 1-1
- مرافعة أثينا
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الثا ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الثا ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الثا ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الثا ...


المزيد.....




- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح
- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - مرافعة اثينا الفصل الخامس نحو الحل ، او الرد على المؤامرة في الازمة الكردية 2-1