أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - وما أخطأ ماركس ..وما انهار..لكن ..هيء لهم ...ج2















المزيد.....


وما أخطأ ماركس ..وما انهار..لكن ..هيء لهم ...ج2


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 1912 - 2007 / 5 / 11 - 06:44
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الاعلام البرحوازي بكل تفرعاتـــــــــــه والذي يجند كل ما لديه من اجل تقويض او تقديم صوره مشوهه عن عدوته اللدوده (الماركســيه ) ..وان علينا ان لا نكتفي بدور المدافع ..بل ان نتحول الى دور المهاجم الذي يفضح زيف وهشاشة منطق تلك الاطراف وتهافت اسلوبها الرخيص


2- هل ابتدعت الماركسيه نظرية الصراع الطبقي ؟
في البدء نود ان نوضح ان الامكانيات الواقعـــيه للصراع الطبقي تنشىء فقط حينما يكون هناك مستغلين (بفتح الغاء ) ومترفين مالكين وهذا هو لب نظرية الصراع الطبقــــــــــي التي تعتنقها الاشتراكيه العلميه ..اما وجود فقراء من جهه واغنياء من جهه اخرى ..معدمين من جهـــــــــه ومترفين من جهه اخرى وفي ظل بنيه اقتصاديه معينه فأن هذا لا يعني توافر شروط النظريــــه العلميه التي تفلسف الصراع الطبقي ... فالمجتمع الانساني شهد منذ بداياته الاولــــــى مثل هذه المعادله الاخيره ورغم احتجاجات المعدمين وثوراتهم فانها لم تكن سوى ردود افعال عفويه لم تمتلك ناصية الشرعيه الطبيعيه ....بحكم ان الانسان كان امام خيار واحد لا بديل له وهو انشاء كيانه الاجتماعي في مواجهته مع محيطــــه الموضوعي ولهذا فنحن نؤمن بأن تلك الثورات او الاحتجاجات العنيفه كانت محض محاولات اعتراضــــــــــــيه مساواتيه بمعنى انها كانت لم تكن صراعات طبقيه واعيه ... ان شروط الصراع الطبقــــي رضخت بالتاكيد لحركة تطور المجتمع الانساني وهي نتيجه له وظهوره بداء بصوره واضحه مع ظهور الدوله والسلطــــه ..لكننا هنا نؤكد بان تاريخ الانسانيه لم يكن فقط نتيجه لهذا الصراع ...بل ان رحم هذا التاريخ كان دومـــا يحتضن اجنة ((توائم سياميه ) ..هما الصراع الطبقي وصراع الفرد العضو الذي هــو التناقض بين دور الانسان كعضو في مجتمع وبين متطلباته كنوع ..ويبدو هنا اننا لم نوفق للالتزام بمــا جاء به البيان الشيوعي الذي شخص تاريخ الانسانيه على انه عباره عن مسيره طويله مــــن الصراعات الطبقيه ... ذلك لان البيان قد اكتفى بذكر ما هو عام وترك استنتاج ما هـــــو خاص بهذا الصدد مع ان هذا ليس من ديدن الماركسيه ونهجها النقدي ففي سياق تفسيرها لنظريتها الماديه التاريخيه التفت بعنايه الى (نمط الانتاج الاسيوي ) .. ويبدو ان صياغـــــة البيان كانت تؤكد على التركيز على العامل السياسي الذي تبرره بشكل كامل معطيات الواقع الذي انبثق فيه الاعلان ...وفي كل الاحوال فان الصراع الطبقي تجلى على اشد صوره وضوحا في ظل النظام الراسمالي ... لكن السؤال هنا هل ان الماركسيه هي التي اكتشفت وابتدعت نظريـــــة الصراع الطبقي ؟ بالتاكيد سيكون الجواب بالنفي ولا يحتاج هذا النفي الا الى جهد ارشيفي استذكاري .. فمنذ عام 1802 ذكر سان سيمون في مؤلفه ( رسائل قاطن في جنيف ) عن تناقض علاقات الطبقات الاجتماعيه وفسرها ب ((القسريه )) وتبلور هذا بشكل كامل في مؤلفاته اللاحقه وفسر على اساسها انبثاق الثوره الفرنسيه ثم طور اوغستان تييري هذه النظريــــــه والذي تبنى دور الدفاع عن (الطبقه الثالثه) حيث جاء في كتابه (الرقيب ) ((لقد عاشوا عيشـــــــة الكفاف لفتره طويله من الزمن ...يعانون يوميا من الهوان والسلب على ايدي قاهريهم وسادتهم .. لا يجنون من اعمالهم سوى راحة وجدانهم الى حسن ما ياتون والى صيانتهم الحضاره لصالح ابنائهــــم والعالم .. انهم .. منقذوا الفنون الصناعيه ..هؤلاء كانوا آباؤنا اللذين استعبدوا بالزامهم دفـــــع الاتاوات ...اؤلئك هـــم البرجوازيون ) ( ليس لدى الفرنسين بعد تاريخ حقيقي لشعبهم ..فتاريخ المواطنين تاريخ الرعايا لا يزال ينتظر من يكتـــــــــبه ) وفي نفس المرحله كتب احد المفكرين المتاثرين بنظرية الصراع الطبقي هذه والذي كان يوصف في حينها بين الطبقه الحاكمـــــــــــه وحلفائها من جهه وبين الطبقه الثالثه (البرجوازيـــــه الصغيره ) من جهه اخرى ..فيتسأل ( ان نصور اناسا من وضع متوسط مرهقين ومفجوعين ؟ ويحنا ! اذ لا يجوز لنا ابدا ان نقدمهم الا في صوره تبعث على الهزء ....المواطنون المضحكون والملوك التعساء ) ..ثم يذكر اوغستيان تيري في مؤلفه (( صراع الطبقات البشر والمصالح ) وقد شخص فيه بصوره واضحــه الحركه الثوريه في انكلترا في القرن السابع عشر بانها ناتجه من صراعا شنته الطبقه الثالثــــــــه على الارستقراطيه (يمكن القول ان صيحة التجمع في الجيش كانت من جانب البطاله والسلطه ومـن الجانب الاخر العمل والحريه ...ذلك ان المتبطرين اناس لا يريدون ان يكون لهم شاغل فـــــــــي الحياة غير الرغبه في التمتع بلا كد ايا تكن الطائفه التي ينتمون اليها ..كانوا يتطوعون فـــــــي القوات الملكيه التي سيدافعون تحت لوائها عن مصــــــــــالح مماثله لمصالحهم بينما كانت اسر طائفة الغالبيه التي استهوتها الصناعه تنضم الى حزب العموم ) .. وفي ذات المرحله الزمنـــيه التي كانيكتب فيها اوغستيان .. كان هناك ايضا المفكر مينيه الذي بدى اكثر وضوحا وقوه فـــي ميله وتشخيصه لنظرية الصراع بين الطبقات الاجتماعيه ففي عام 1822 وفي كتابه ((فـــــــي الاقطاع ومؤوسسات القديس لويس )) يذكر (( المصالح الاكثر تعددا والاعظم هــــي القوه التي تكتب القانون وتصل الى هدفها )) ...(( تحدد المصالح السائده الحركه الاجتماعيـــه وتصل هذه الحركه الى هدفها من خلال تعارضات وتتوقف حين تبلغه وتخلفها حركه اخرى لا تعـــــي ذاتها ..حين تبدأ ولا تنتزع الاعتراف بها الا حين تمسي هي الاقوى ))) وفــي مؤلفه الشهير ((تاريخ الثوره الفرنسيه )) عبر بوضوح تام عن نظرية تصادم المصالح الطبقيه حيث يقول ( كـــــــــان للطبقات الارستقراطيه مصالح معاكسه لمصالح الحزب القومي وهكذا كان النبلاء والاكيليكيون من ذوي الرتب العاليه الذين الفوا يمين الجمعيه التأسيسيه يعارضونــــــه )) (( التغيرات تمس مصالح والمصالح تشكل احزابا والاحزاب تندفع الى اتون صراع )) ..والـــــــى هنا يبدو كم هو واضحا تبلور نظرية الصراع الطبقي بصوره نظريه وفكريه ولكنها بالطبـــــــــع كانت تمثل ذلك الصراع الدائر بين طبقة النبلاء والاقطاع وبين الطبقه البرجوازيه ...ثم جاء المفكر غيزو ليتخذ نفس المنهج ولكن بروح اكثر ثوريه فقد كتب في مذكراته ((لقد بذلت جهدا دؤوب فـــي مضمار السياسه كي اعزز سيطرة الطبقه المتوسطه )) ثم يذكر في احدى مؤلفاته عام 1820 ((تــضم فرنسا منذ ثلاثة عشر قرنا ...شعبا غالبا وشعب مغلوب وما تاريخنا الا تاريخ النضال بين هذين الشعبين ))/هنا اشير الى التشابه الغريب بين هذه العباره والعباره الوارده فـــــــــي نص البيان الشيوعي في ما يخص نفس الموضوع / ومن قاد نضال الشعب المغلوب (الاكثريه ) فــــي رأي غيزو هو بالتاكيد رأي صائب كانت الطبقه الوسطى ...الطبقه البرجوازيــــــــه ( لقد كان منظرو الثوره يخطئون بتعللهم بسيادة الشعب ..وبالفعل ليست المسأله مسألة سياده الشعب قاطـــــــبه وانما انتصار قسم من هذا الشعب على قسم اخر))((على الطبقه المتوسطه ان تفهم بدورها ان ما يهمها ليس تقويض السلطه فقط وانما امتلاكها ))((لان الطبقه المتوسطــــــــه وممثليها هم وحدهم المؤهلون لامتلاك هذه السلطه )) /ان من يرفع تسمية الطبقـــــــــــــه الوسطى من هذه العبارات ويضع بدلها الطبقه العامله سيجد نفســــــه يردد عبارات ماركس وانجلس / وهنا تبدأ المرحله التنظيريه الاكثر خطوره وجديه حيث ان غيزو كان يعلن بدعواته تلك لان الطبقـــــــــه العامله في تلك المرحله قد اندفعت بنشاطها والتي كـــان غيزو يسميها ب(السكان الخارجيين )) والذين يقر مضطرا بحقوقهم لكنه كان يتصور ان وصولهم الى السلطــــــــه لا يعني فقط انهيار امتيازات البرجوازيه بل انهيار الدوله بأكملها ( لقد دخل الان مصارع ثالث الى الحلــــــــــبه .. فالعنصر الديمقراطي قد انقسم على نفسه ....الطبقات المتوسطه تؤلب عليها الطبقات العماليــه والبرجوازيه يؤلب عليها الشعب .. هذه الحرب الجديده هــــــــي بدورها حرب ضروس ..اذ ان الطامح الجديد لا يقل صلفا وعنادا عن كل من سبقه )).....وبعد هذا الموجز فـــــــي البحث عن تاريخ بزوغ (نظرية الصراع الطبقي ) والذي هو من المؤكد لا يعدو ان يمثل فقط وصف لقمـــة هرم لمسيره طويله وعميقه ومتشابكه لمحاولات فكريه وتنظيريه في هذا المجال .. فبديهيــــــة انقسام المجتمع الى طبقات ووجود تراتبيه اجتماعيه قسريه في ظل نظام الدوله كانت معروفــه منذ ايام الفلاسفه اليونان ...اذن فما فعله ماركس في هذا المجال ...انه وضــع الحقائق وحقائق عصره فـــــي نصابها واعاد ترتيب مواضعها وفسر مبررات ذلك ....فؤلئك المفكرين مثلا كانوا يقصرون بحوثهم ودراساتهم في (نظرية الصراع الطبقي ) فـــــــي مجتمعات معينه وفي اوقات محدده ...الا ان ماركس ووفق سياق دراسته الشامله لحركة تطور المجتمعات الانسانيه جمعاء وارتكازا لمنهج الديالكتيك المادي الذي يعنى بأعم القوانين وأشملها ...صــــــاغ نظرية الصراع الطبقي استنادا الى النظريه التطوريه الاجتماعيه والتي بدورها طورت لديـــــــه مفاهيمها تماما مثلما حدث مع قضية (الصراع الطبقي )

ملاحظه(ندين بلفضل في عرضنا هذا الى المفكر الماركسي الكبير بليخانوف )



التطور الاجتماعي وحتميته

كانت نظرية التطور الاجتماعــي قد بدأت قبل نظرية دارون البايلوجيه التطوريه التي عبر عنها في كتابه ( نشؤ الانواع /الانسان ) وفي الحقيقه ان جذور هذه النظريـــه تضرب بعيدا بجذورها في اعماق تاريخ الفكر الانساني والتــــــي يمكن اجمالها ابتداءا بالفيلسوف هيراقليطس (540-475ق .م ) وانتهاءا ببدايه قويه على يد دارون (1809-1882م) .. وبعد هذا ظهر من طبق استنتاجات نظرية التطور البايلوجيه بصورتها الخاصه على المجتمع ..الامـــــــــــر الذي انتقده الماركسيون بشده ...كانت البدايه كما قلنا مع هيراقليطس الذي مثل مدرســـــــة (التغيرالدائم ) بينما كان الفيلسوف بارميدس يمثل مدرسة (الثبوت ) فهو يقول ان الموجود موجود فـــي ذاته وهو كل ثابت وكامل ويمكننا ان نستنتج دائما وفي كل مجال وفي كل قضيه مقوله ثابـــــته ( لا جديد تحت الشمس ) ...بينما كان هيراقليطس يقول ان الوجود عباره عـــن موت يتلاشى وهذا الموت يزول ايضا ...ان الاشياء في تغير متصل دائم واليه تعود العباره الشهيره (اننا ننزل ولا ننزل النهر الواحد .. اننا نكون ولانكون )) ...وهكذا كان الفلاسفه على مدرستيهما (الثبوتيه ) و(التغيريه ) يتجددون في كل عصر .. الى ان اقترب اصحاب المدرسه الثانيه من الوصول الى مرحلة تفسير ارائهم ودعمها بمعطيات علميه أو بالادق نصف العلمـــــــيه .. حتى اكتملت عند ماركس بصورتها التطوريه الماديه التاريخيه .. لقد قال جان جاك روسو (1712- 1778) ان الاصل في الانسان او حال الطبيعه ان الانسان كان متوحدا في الغاب .. لا يعرف اهله ولعله لا يعرف اولاده ولا لغه ولا صناعه ولا فضيله ولا رذيله من حيث انه لم يكن له مع افراد نوعـــه اية علاقه يمكن ان تصير علاقه خلقيه .. ولقد خرج الانسان من هذه الحاله بعد ان عرضت له اولا لاسباب طبيعيه كالجدب والبرد القارس والقيظ المحرق ...اضطرته الى التعاون مــع غيره من ابناء نوعه تعاونا مؤقتا كان الغرض منه الصيد برا وبحرا وتربية الحيوان لتوفير القوت ...ثم اضطرتهم الفيضانات والزلازل الى الاجتماع بصفه مستديمـــه ...فاخترعت اللغه .. وتغير السلوك وبرز الحسد ونشبت الخصومه ....ثم ينتهي بتفسير ظهور المجتمع المدنـــــــي وقيام الدوله التي بدورها تطورت عبر مراحل من الاستبداديه الى التعاقديه ....زوهنا علينا ان ننتبه الى الدافع الذي كان وراء كل تلك المسيره الاجتماعيه فــــي نظرية جاك روسو .. اليس الدافع والعله كانت لديه تدور حول محور البنيه الاقتصاديـــــه حتى لو انه لم يشير اليه واكتفى بسرد وصفي نظري .....الامــــر الذي تجاوزه بصوره اكثر المركيز دي كوندرسيه (1743-1794) وهو رائد من رواد نظرية التقدم والتطور في المجال الاجتماعي ...يرى ان الحياة الاجتماعيـــه تطورت من حالة البداوه الاولى –الى الاشتغال بتربية الحيوان والزراعه ...ثم اخترع الحروف الهجائيه ...حتى وصل المجتمع الانساني اخيرا الى عصر التنوير ((القرن الثامن عشر ) ) وقد حدد مراحل التغير الاجتماعي بتسع مراحل تمثل خطا مستقيما يتصاعد نحو الرقي كمــــا تصور مرحله عاشره واخيره ينتهي اليها تغير وتقدم البشريه (انها تمثل في نظرنا تصور ما لمرحلـــة الشيوعيه ) ..وهذه المراحل هي 1- مرحلة الصيد 2- مرحلة الرعي 3- مرحلة الزراعـــه 4- مرحلة العلوم والفلسفه اليونانيه 5- مرحلة الحضاره الرومانيه 6- مرحلة الجمود العلمـــي 7- مرحلة اختراع الطباعه 8- مرحلة التحرر الفكري والاصلاح الديني 9- مرحلــــــــــــــة الثوره الفرنسيه 10- مرحلة المجتمع السعيد ...الا ان أوغست كونت (1798-1857) ذهب الى ابعد من ذلك حيث اقام مجموعه من الارتباطات بين المراحل العقلـــيه الاساسيه ومراحل تقدم الحياة الماديه الانسانيه ونموها واشكال الوحدات الاجتماعيه والمشاعر وعلى ثلاث مراحل هـــــــــــي
المرحله اللاهوتيه ومادتها العسكريه ونموذجها الاسره ونظام انتاجها منزلــــــــــــــــي
الميتافيزيقيه ومادتها التشريعيه السياسيه ونموذجها الدوله ونظام انتاجها جمعـــــــــي
الوصفيه ومادتها الصناعه ونموذجها الجنس الانساني ونظام انتاجها عالمــــــــــــــــي
ورغم ان الامريكي مورغان (1818- 1881) قد انطلق في تصنيف مراحل تطور المجتمــــــع الانساني من منطلق قياس حضاري انثربولوجي بحت الا اننا نلاحظ مـــدى تاثير الانتاج المادي في تقسيمه لتلك المراحل وهي
الوحشيه : الفتره التي يملك فيها الانسان للمنتجات الطبيعيه الجاهزه للاستعمال امــــــا الاشياء التي التي كان ينتجها فقد كانت بالدرجه الاولى ادوات تساعد علـــى هذا التملك
البربريه: وهي الفتره تربية المواشي والزراعه علـــى نطاق واسع وكذلك تعلم اساليب لزيادة انتاج المنتوجات الطبيعيه بفضل العمل
الحضاره : وهي الفتره التي تعلم فيها الانسان تحويل المنتجات الطبيعيه الى منتوجات جديده
ثم قسم مورغان كل من هذه المراحل الثلاثه بدورها الـــــــى مراحل ثلاث مستويات تبدأ بالدنيا ..وسطى .. عليا ...وهنا لابد ان نلفت الانتباه الى ان مستوى (عليا) في مرحله حضاريه معينه يمثل امتدادا وتداخلا لمستوى (دنيا) لمرحله لاحقه ... ان سيطرة المذهب التطوري علــــى علم الاجتماع في القرن التاسع عشر تجسد في ظهور علم الاجتماع البايلوجي وانتج مـــــن مدارس مختلفه من المذهب العضوي ,علم الاجتماع الحيواني , علم الاجتماع السلالي , ثم الداروينيـــه الاجتماعيه ...وتلك المذاهب كلها تلتقي في الايمان بامكانية اشتقلق القوانين الاجتماعيه مـــــن القوانين البيلوجيه التي جاءت الداروينيه لتمثل اساس توجهاتها بالاضافه الــــى النجاحات التي حققها علم الخليه وعلم الوراثه ,ويتفق غالبية علماء الاجتماع القائلين بالمذهب العضوي فـــي النقاط الاساسيه التاليه
ان المجتمع نوع من الكائنات المتعضيه (درجه من العضويه ) بالمعنى البايلوجي للكائن الحي
ان تركيب ووظائف المجتمع الانساني تشبـــه بالتالي تركيب ووظائف الكائن الحي
ان القوانين الخاصه في مجال البيولجيا يمكن استعارتها الى المجال السيوسولوجي وفق هذا التطور والذي لابد وان يكون تابعا لعلم الحياة
ويعتبر الفيلسوف هربرت سبنسر 1820-1903 خير ممثل للمذهب العضوي وهو يرى انه يجب ان ينظر الى المجتمع بوصفه جهازا عضويا لسببين
بالنظر الى نموه المتواصل كالجسم
بالنظر الى تقسيم العمل فيه كالجسم
وهو يرى ان كلا من الجسم الحي والمجتمع يكونان في البدايه عباره عــــــن وحدة آليات يكون تركيبها بسيطا في البدايه ثم تاخذ في التعقيد على حساب تمايز الاجزاء وبنفس الوقت تكاملـــها ..ويصف التطور وتكامل الماده تشتت مصاحب للحركه حيث تتحول الماده مــــــــن تجانس غير محدد ومفكك الى لا تجانس مترابط ومحدد وتمر الحركه الباقيه بتحول مواز مـــــن خلاله ايضا ..والتطور حسب سبنسر بذلك يتحرك من الشكل الموحد الى المتعدد فهو تطور تقدمـــي والتقدم برايه هو قدر الانسانيه وعملية التطور هذه تسير على خطين هما
الخط الاول : ويتمثل في الحركه من المجتمعات البسيطه الى مستويات مختلفـــــه ..من مجتمعات مركبه حيث ينبثق عـــــــن البسيط ومركب عن المركب وهكذا ..فبينما يتكون المجتمع البسيط من الاسر تتحد في عشائر ويتكون مركب من المركب عشائر تتحد في مجتمعات ويتكون اخيرا المركب المركب من قبائل تتحدد في مجتمعات اي امـــــم ودول
الخط الثاني : يتمثل في التحول من المجتمع العسكري الى المجتمع الصناعــــــــي وهو بنفس الوقت يمثل تحول التعاون الاجباري الى تعاون اختياري
لكن تبعا لتأثر هوبز بمبدأ (البقاء للاصلح ) الدارويني فقد قرر ان الطبيعه خلال عملــية التطور تميل الى التخلص من الطالح واحتضان الصالح وهذه الطبيعه اذكى مـــن الانسان لذا يجب عدم معارضتها وعلى هذا فقد ناصر عدم التدخل في الحياة الاقتصاديه ونادى بشعار الليبراليـــــــــه المعروف ((دعه يعمل ...دعه يمر )) وراح يؤكد ان الوضع الطبيعي لاي نظام او جهاز بما فيه البنيان الاجتماعي هو (التوازن ) وان اختلال هذا التوازن هو وضـــع مؤقت وشذوذ لا يلبث ان يزول .. وبذلك فقد اعتبر الصراع الطبقي والثوره الاجتماعيه الناجمه عنه انما هي خروج على الوضع الطبيعي او مرضا يصيب البيئه الاجتماعيه ...وهنا يقع هذا الفيلسوف وبحكم منطقـــــه الغير متكامل في تناقض فاضح ...في ايمانه بالتطور وفي رفض آليته ... تماما كما فعل العبقري هيجل الذي فتح طريق واسع من خلال منهجيته وفكره الجدلي المثالي امام فلسفــــــــــة التطور والتغيير الاجتماعي ثم ما لبث ان أوصده حين اعتبر ان الدوله البروسيه تمثل خاتمــة المطاف السياسي في المجتمع الالماني ) ...وهكذا تاتي الماديه التاريخـــــــــــــيه لتلعب دورها الايجابي ولتصحح وتكمل ما سبقها فتمحصا بطريقه نقديه جدليه والتي تتناول مجمل عوامل ومكونـــات الموضوعه وتجد بالمقابل الرئيسي منها الذي يمثل جوهرها ,فلقد قسمت المراحل التــــي مرت بها المجتمعات الانسانيه الى خمس مراحل هي ( المشاعيه الاولى _ العبوديه _ الاقطاعــــيه _ الرأسمايه _ والتي ستليها المرحله الشيوعيه ) مستنده بذلك التفسير علــــــى دراسة الظروف التاريخيه الملموسه ,ووجدت ان كل مرحله من تلك المراحل تحمل فـــــــي بدايات نشؤها بذرة نقضها .. وذلك نتيجه حتمية تطور البنيه الاقتصاديه التي تؤدي بدورها الــى حدوث تناقض لا يمكن استيعاب قوته في مراحل ثانويه اخرى حيث يتم ذلك بين القوى المنتجـــــــــــه والعلاقات الانتاجيه وبالاخص نوع الملكيه لوسائل الانتاج , وبهذا استنتج ماركس ان المرحله الخامســه وفقا لتحليل حركة التاريخ السابقه لا بد وان تبدأ حال بزوغ مرحلة الراسماليــــــــه والتي اطلق عليها بالمرحله الشيوعيه (مرحلة اللاطبقيه ) حيث يصبح المجتمع مالكا لثروته بدون التراتبيه الاجتماعيـــــه التي عرفتها الانسانيه والتي كانت السبب المترائي خلف ستار الماسي والحروب والاضطهاد ...على ان هذه المرحلـــــــــــه ستقطع فيها الانسانيه شوطا كبيرا مميزا في النضال باعتبار ان الصراع الطبقي صار يمتلك وعيا واداة لمعرفة قوانينه وهذا يشمل بكل تاكيد طرفي النزاع وليس محددا على واحد منهم وهنا اضيف سلاح الوعي الى السلاح المادي فـــــــي هذه المرحله المتميزه من تاريخ الانسانيه الشامل ...ويبدأ هذا العصر في شكلـــــــه العملي الواقعي ببناء النظام الاشتراكي الذي يسعى في صورته النهائيه الى اشراك وسائل الانتاج وجعلها ملكيه جماعيه بعد الغاء وتقليص وتحجيم الملكيه الخاصه (من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله ) .. وصولا بعد ذلك الى تحقيق مبدأ الشيوعيه



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وما أخطأ ماركس ..وما ...انهار ...لكن ..هيء لهم
- حميد تقوائي ..وحكماء القمر
- لماذا هرب ((الثائر)) مقتدى ..وكيف اختفى
- المالكي يأمر بضرب اعناق العمال
- العلمانيه الشامله والديمقراطيه ...وترابط الضروره
- هكذا نفهم الاشتراكيه ...ج2
- هكذا نفهم الاشتراكيه .ج1
- جدلية التحرر ..ج2
- جدلية التحرر ....ج1
- سماسرة الاسلام السلطوي ..وتجارة اللحم الطري
- من امسك بالجمر ..منصور حكمت ..ام ...رفعت سعيد ؟
- اعدام (((القتيل ))) ...يفضح وحشية البرجوازيه
- هل تمرد الامام المهدي ((عج )) على الله ؟كيف ومتى ...ج4
- هل تمرد الامام المهدي ((عج)) على الله ؟كيف ومتى ...ج3
- هل تمرد الامام المهدي (((عج))) على الله ؟ متى وكيف ...ج2
- هل تمرد الامام المهدي ((((عج ))) على الله ؟متى وكيف ...ج1
- أذا كذبنا الهولوكوست...فمن سيصدق ((بيعة الغدير ))...وماساة ك ...
- أمريكا ..بين تكتيك الفشل ...وستراتيجة النصر
- طريقنا ...تنظيم الانتفاضه من اجل الثوره ...ج5
- طريقنا ...تنظيم الانتفاضه من اجل الثوره ...ج4


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - وما أخطأ ماركس ..وما انهار..لكن ..هيء لهم ...ج2