أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - مرافعة اثينا الفصل الخامس نحو الحل ، او الرد على المؤامرة في الازمة الكردية 1-1















المزيد.....

مرافعة اثينا الفصل الخامس نحو الحل ، او الرد على المؤامرة في الازمة الكردية 1-1


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1911 - 2007 / 5 / 10 - 11:36
المحور: القضية الكردية
    


واجهت الظاهرة الكردية وما ينجم عنها من مشاكل، مفترق طرق بعد مرحلة تنفيذ المؤامرة بدءاً من 1 شباط 1999 عن طريق أثينا: إما الانتحار أو خلق ظروف الحياة الجديدة مضموناً وشكلاً. وعلى حد التعبير السائد في المجال الإعلامي، ففي عملية (تحضير الطرد المغلَّف) وتسليمي إلى إدارة أنقرة الأوليغارشية، كانت أمريكا تعرفني جيداً، وعلى علم تام بما تفعله باعتبارها النظام المهيمن والمؤثر على الصعيد العالمي. وكانت تحسب حساباتها داخل نظامها سواء كانت النتيجة بقائي حياً أو مماتي. لم تكن أمريكا أو الأوليغارشية اليونانية تعطيان احتمالاً كبيراً لبقائي حياً، بل كانتا واثقتين من لجوئي إلى الانتحار أو الموت بأي شكل آخر كاحتمال كبير. وما حالاتهم النفسية المنتظرة والمترقبة في البداية سوى دليل واضح على ذلك. ولم يكن هناك أي ضمان مرتأى مسبقاً أثناء تسليمي، بل كان موقفهم كما يقول المثل الشعبي"اللحم لك، والعظم لك" .

أما العواطف العدائية والحنقة الناقمة التي بلغت ذروتها العظمى داخل التنظيم وبين صفوف السعب على السواء، فكانت نزّاعة للجنوح إلى الانتحار. فبينما كان PKK يُجري استعداداته لإرسال ما يقارب خمسة آلاف عضواً من أعضائه إلى العمليات الانتحارية، كان الرأي العام التركي من الجانب الآخر قد أُقحِمَ في حالة ينتظر فيها الإنفاذ - الإعدام في أقصر مدة. وكانت عمليات حرق الذات لا تزال مستمرة .

أما بالنسبة لأمريكا وحليفتيها القريبتين منها إسرئيل واليونان، فكانوا يرون فرصة نجاحهم عالية جداً بسياساتهم التي سيتبعونها، وكلهم انتقام ونقمة على تركيا التي ستدخل في متاهات وغياهب الاقتتال المتبادل والانتحاري الجديد لفترة ستطول عشرات السنين على الأقل، لتكون نهايتها الفوضى والبلبلة والإفلاس الاقتصادي. لقد كانوا واثقين تماماً من إتْباعهم الطرفين (الكردي والتركي) وربطهما بهم حصيلة إثارة واستفزاز الأحاسيس والمشاعر القومية المتطرفة، سواء الكردية أم التركية الشوفينية، وبالتالي إقحامها في طريق أعمى مسدود. أي أنهم لم يجدوا حلاًً آخر سوى التبعية والربط بالذات، ولم يخطر ببالهم قط أن تفشل سياستهم التقليدية المتمثلة في "فرق- تسد" أو "اهرب أيها الأرنب، امسكه يا كلب الصيد". بيد أن كل رؤوس الخيط في هذه السياسة قد تبدّت خلال السنوات الخمسة عشرة الأخيرة. كانت تركيا والكرد على السواء يرمون بأنفسهم بين ذراعي النظام القائم على موجات متعاقبة، حيث لم يكن لهم سبيل آخر. وكأن التاريخ يُراد له أن يكرر نفسه بنفس المعطيات والأشكال الحاصلة في العشرينات من القرن الماضي. أما بالنسبة لإنكلترا فهي بالأصل مدبرة ومنفذة النقاط الحساسة والأساسية بحُكم تجاربها المتراكمة في هذه السنين. لقد كانت تلهث وراء إتْباع PKK بذاتها تحت قيادة جديدة، لتنفذ سياستها التي اتبعتها في العشرينات مرة أخرى على العراق في أعوام التسعينات عن طريق حركة كردية قومية متطرفة ومتواطئة وتابعة لها. وما الوضع الذي زُجَّ فيه العراق في عام 2003 سوى مؤشر حاسم على مدى متانة ركائز هذه السياسة المذكورة. لعد كانت تتلاعب لتكررحادثة الشيخ سعيد ثانية ممثلة في شخصي. ووصل الأمر لدرجة إصدار القرار بإعدامي في 29 حزيران عام 1999، وهو اليوم الذي أُعدِم فيه الشيخ سعيد .

لم يكن بوسعي اختيار الانتحار تجاه هذه الحقائق. ولا أنكر أني فكرت بالإضراب عن الطعام حتى الموت تجاه تلك الظروف التي يصعب تحملها، وفاء لذكرى كمال بير وأمثاله. ولا أنكر أن تجربة هذه الطريق وسلوكها خطر على بالي وأنا على متن الطائرة، حتى قبل أن أتفوه بكلمة واحدة. إلا أن حقيقة كون اللعبة المدبرة تنتظر نهاية كهذه لتكتمل، وبذلك سيبقى القائمون باللعبة في الخفاء مجهولين، وستبدأ مرحلة انتقام ونقمة قد تترك آثارها على قرون عديدة يسودها القتل والموت والاقتتال بين أناس لا يستحقون الموت على هذا المنوال، وكذلك بين شعبينا اللذين طالما عهدا العيش في ثقافة حياة موحدة جنباً إلى جنب؛ كل هذه الحقائق كان تبدي بكل سطوع أنه لاحق لي لوضع حد نهائي لحياتي بأحاسيس الانتقام الشخصية بكل آلامها ومخاضاتها. ومهما تكن مأساتي مؤلمة ولا نستحقها، إلا أنه كان عليّ إبداء القوة والقدرة على التشبث بالحياة في سبيل بعض القيم السامية .

المهم هنا لم يكن كرامتي وعزتي الشخصية، بل القيام بحساب أقرب إلى الصحة لأجل القيم والمقدسات المنظمة، وتطبيقه على أرض الواقع إن سنحت الفرصة، وبكل ما أوتيت من قوة. هكذا تشكل عزمي على الحياة بخطوطه العريضة. من الساطع تماماً أنه كانت تنتظرني مهمة إعادة النظر في الذات من قمة الرأس حتى أخمص القدمين شكلاً ومضموناً على السواء، وتحقيق التحول الجذري. وحياتي كانت متوقفة على مدى نجاحي في هذه المهمة. كانت المقاومات الباسلة حتى الرمق الأخير شائعة في هذه الأثناء تجاه شروط السجون الشاقة. ورغم أن شروطي كانت أكثر صعوبة واستعصاءً، إلا أنني كنت أدرك أن القيام بانطلاقة كهذه ليس صحيحاً ولا واقعياً ولا حتى مثمراً أو مفيداً. كما كنت أفكر بعدم صواب الموقف إن قمت بإثارة الشعب والتنظيم واستنهاضهما لأجلي. كما قبلت بأن مثل هكذا مواقف معرَّض للسحق والقمع مسبقاً لأن اللعبة كانت تتطلب ذلك. فالقضاء على كل الأعضاء الأحياء كان شرطاً من شروط نجاح المخطط .

لم يكن للنزعة القومية الشوفينية التجريدية أن تتورع أو تترد في التضحية بكل شيء، طالما تستمر في وجودها سياسياً. كما وكان أصحاب النزعة القومية الكردية البدائية العميلة والمتواطئة، والخونة بين PKK يترقبون حصول ذلك على أهبّة الاستعداد. لذا، وعندما لم ألجأ إلى هذا الموقف ولم أسلكه، بدؤوا باستثمار الوسط واستفزازه بالزعم "APO لم يقاوم، لقد استسلم للدولة الخفية" وما شابه ذلك من مواقف. كان علي ألا أصبح آلة بيد هؤلاء، وألا أمنحهم الفرصة ليصولوا ويجولوا، بيد أن الارتباط والوفاء لذكرى شهداء الإضراب عن الطعام حتى الموت في عام 1982 كأمثال كمال بير ومحمد خيري دروموش أولاً، وذكرى مظلوم دوغان وفرهاد ورفاقه من بعدهم؛ كان يأمرني بالقيام بانطلاقة مشرّفة معزّزة وواقعية لأجل الحياة الحرة، عوضاً عن اللجوء إلى تقليدهم أو التشبه بهم .





#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرافعة اثينا الفصل الرابع تحققت مؤامرة اثينا بتهميش القانون ...
- مرافعة اثينا الفصل الرابع تحققت مؤامرة اثينا بتهميش القانون ...
- مرافعة اثينا الفصل الرابع تحققت مؤامرة اثينا بتهميش القانون
- مرافعة اثينا الفصل الثالث بضعة من المواقف الفلسفية - السياسي ...
- مرافعة اثينا الفصل الثالث بضعة من المواقف الفلسفية - السياسي ...
- مرافعة اثينا الفصل الثالث بضعة من المواقف الفلسفية - السياسي ...
- مرافعة اثينا الفصل الثالث بضعة من المواقف الفلسفية - السياسي ...
- مرافعة اثينا الفصل الثالث بضعة من المواقف الفلسفية - السياسي ...
- مرافعة اثينا الفصل الثاني الحضارة الهيلينية علاقاتها مع الكر ...
- مرافعة اثينا الفصل الثاني الحضارة الهيلينية علاقاتها مع الكر ...
- مرافعة اثينا الفصل الثاني الحضارة الهيلينية علاقاتها مع الكر ...
- مرافعة اثينا الفصل الثاني الحضارة الهيلينية علاقاتها مع الكر ...
- مرافعة اثينا الفصل الاول مغامرة اوربا ونهاية مرحلة 2-1
- مرافعة اثينا الفصل الاول مغامرة اوربا ونهاية مرحلة 1-1
- مرافعة أثينا
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الثا ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الثا ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الثا ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الثا ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الاو ...


المزيد.....




- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب
- البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
- ماذا نعرف عن القانون -المثير للجدل- الذي أقره برلمان بريطاني ...
- أهالي المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو ويلت ...
- بريطانيا: ريشي سوناك يتعهد بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - مرافعة اثينا الفصل الخامس نحو الحل ، او الرد على المؤامرة في الازمة الكردية 1-1