أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - أمريكيون أكثر من الكونجرس الأمريكي!















المزيد.....

أمريكيون أكثر من الكونجرس الأمريكي!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1912 - 2007 / 5 / 11 - 06:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أن تنتهي مباحثات مؤتمر شرم الشيخ الذي حمل عنوان »إطلاق العهد الدولي« لمساندة العراق.. وقبل أن يصدر البيان الختامي، تساءلت علي صفحات »العالم اليوم«: هل يكون مصير هذا المؤتمر مختلفاً عن مصير المؤتمرات السابقة، وبخاصة مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد في نوفمبر 2004 من أجل العراق أيضا؟
وكانت إجابتي المتواضعة هي: لا.
والآن.. وبعد أن انفض المولد وصدر البيان الختامي.. هل تختلف الإجابة؟
الإجابة لا تختلف علي الاطلاق.. بل لعلها تزداد قتامة وبؤساً علي ضوء ذلك البيان الذي صدر في ختام مؤتمر دول الجوار العراقي الموسع بشرم الشيخ.
وبالقراءة المتأنية لهذا البيان الذي يتألف من تسعة عشر بنداً لا نجد بندا واحداً، بل لا نجد كلمة واحدة، عن »الاحتلال« الأمريكي للعراق، في حين أن هذا الاحتلال هو أس البلاء وسبب كل المصائب، بما في ذلك الكوارث الأمنية والاقتصادية وغيرها التي يعاني منها الشعب العراقي.
وترتب علي ذلك »الاستعباط« أننا لم نجد بنداً واحداًَ، بل لا نجد كلمة واحدة، عن انسحاب قوات الاحتلال الأمريكية، أو علي الأقل مطالبة الإدارة الأمريكية بوضع جدول زمني لانسحاب قواتها من العراق.
والعجيب بهذا الصدد أن هذا المطلب الأخير تصر عليه الاغلبية الديمقراطية في الكونجرس الأمريكي ذاته، وجاءت الأطراف المشاركة في مؤتمر دول الجوار العراقي الموسع بشرم الشيخ لتتغاضي عن هذه المسألة، واضعة بذلك نفسها في موقف بالغ الغرابة حيث تبدو أمريكية أكثر من الكونجرس الأمريكي!!
وطالما أن البيان الختامي تجاهل واقع الاحتلال الأمريكي، وتغاضي عن المطالبة بانسحاب القوات الأمريكية أو حتي تحديد جدول زمني لخروجها من العراق، فإنه كان طبيعيا بعد ذلك الا ترد في البيان من أوله إلي آخره كلمة واحدة عن المقاومة الوطنية المشروعة للشعب العراقي ضد قوات الاحتلال.
والكارثة الأكبر أن بيان مؤتمر دول الجوار العراقي الموسع لم يكتف بتجاهل المقاومة الوطنية العراقية، بل إنه أسهب في الحديث عن »الإرهاب« حيث نص البند الثالث علي إدانة جميع اعمال الارهاب بكل أشكاله في العراق، لاسيما ضد المدنيين والبنية التحتية ومؤسسات الدولة والأماكن المقدسة، والمطالبة بالوقف الفوري لجميع هذه الأعمال بغرض رفع معاناة الشعب العراقي والحفاظ علي حياة الأبرياء واحترام حقوق الإنسان وتأكيد التزامهم لضمان احترام القانون الدولي وخاصة القانون الدولي الانساني«.
كما حرص البند الرابع علي اعادة التأكيد في هذا السياق علي التزام جميع الدول اتساقا مع القانون الدولي والاتفاقات الدولية ذات الصلة وقرار مجلس الأمن رقم 1546 وقراراته الأخري ذات الصلة بمحاربة الانشطة الارهابية ومنع استخدام الارهابيين لأراضيهم في إعداد وتنظيم واطلاق عمليات ارهابية ويكررون تحديدا مطالبتهم بمنع انتقال الارهابيين والسلاح من وإلي العراق.
كما يعود البند السادس إلي التأكيد علي ضرورة القضاء علي الارهاب وفقا للقانون الدولي باعتبار ذلك الوسيلة الأفضل لتأمين سلطة الدولة والدفع بالمصالحة الوطنية ورفع معاناة الشعب العراقي«.
هذا التركيز المغالي فيه علي ما يسمي بالإرهاب يتطابق مع الاجندة الأمريكية التي تبرر سياساتها الاستعمارية بالحرب علي الارهاب.
كما يتطابق مع الرؤية الأمريكية التي لا تفرق بين عمليات ارهابية عمياء وبين المقاومة الوطنية المشروعة للشعوب وحركات التحرر الوطني دفاعا عن تقرير المصير.
كما ينطوي علي نفاق رخيص حينما يتباكي علي »معاناة الشعب العراقي« و»حياة الأبرياء« و»احترام حقوق الانسان« التي يهدرها الإرهاب، بينما يتجاهل تماماً أن »إرهاب الدولة« الذي تمارسه قوات الاحتلال الامريكية يعصف بهذا كله ويسبب دماراً جماعياً ذهب ضحيته الآلاف المؤلفة من الأرواح البريئة لمدنيين عزل، كما يتجاهل ان الاحتلال الأمريكي هو الذي فتح أبواب بلاد الرافدين لجماعات الارهاب التي لم يكن لها موطئ قدم من قبل في العراق، ويتجاهل أن حقوق الانسان العراقي لم تتعرض لانتهاكات وحشية مثل تلك التي وقعت علي أيدي جيش الاحتلال الأمريكي في سجون أبو غريب وغيرها من المعتقلات ومعسكرات التعذيب فضلا عن الإبادة الجماعية عن طريق قصف مدن وقري بالطائرات!
كل هذه الجرائم تجاهلها المجتمعون تحت سقف مؤتمر دول الجوار العراقي الموسع بشرم الشيخ ولم يتذكروا سوي عمليات الارهاب »القطاع الخاص« متناسين ارهاب »الدولة«، سواء الدولة الأمريكية أو الدولة العراقية المرتبطة بحبل سري مع البنتاجون ووكالات المخابرات الأمريكية، ولم يتذكر البيان الختامي القانون الدولي إلا عندما تطرق إلي الحديث عن الارهاب، أما احتلال بلد بكامله واستعباد شعبه فلا علاقة له بالقانون الدولي!!
وبعد تجاهل الاحتلال الامريكي والمقاومة الوطنية العراقية وضرورة المطالبة بوضع جدول زمني لانسحاب قوات الاحتلال، والمطالبة كذلك بمحاسبة جيش الاحتلال علي جرائم في حق الانسانية، قفز البيان الختامي خطوة غير مسبوقة في اتجاه كيل المديح للحكومة العراقية الحالية، فأعرب البند الثاني من البيان الختامي عن »المساندة الكاملة لجهود الحكومة الدستورية المنتخبة«.. كما تحدث البند الخامس عن مساندة جهود الحكومة العراقية في دعم الوحدة الوطنية وضمان أمن وأمان الشعب العراقي وذهب البند السادس أبعد من ذلك إلي الاشادة بالحكومة العراقية وتشجيع التزامها بحماية الشعب العراقي، من خلال مواجهة العنف دون اعتبار أي مذهب أو عرق، وشدد البند السابع علي الحاجة لمساعدة الحكومة العراقية في بناء قوات الدفاع والأمن علي أسس وطنية ومهنية.
هذه الاشادة تبعث علي الدهشة والاستغراب لأن حكومة نوري المالكي -بالذات- حكومة طائفية حتي النخاع وهي متورطة تورطا فاضحا في مستنقع الحرب الطائفية المشبوهة التي تدور رحاها بسرعة جنونية في العراق.. وبدلا من لومها علي هذا الدور الطائفي شاء المجتمعون في شرم الشيخ ان يوجهوا إليها التحية مع التأكيد علي أنها »حكومة دستورية منتخبة« في حين يعلم القاصي والداني ان الانتخابات التي تمت في ظل الاحتلال تمت علي أساس »مذهبي« وليس علي أساس »وطني« وان الدستور نفسه لا يعكس توافقا وطنيا وأن ملابسات صياغته ليست فوق مستوي الجدال.
وهي بهذا النحو ليست حكومة »دستورية منتخبة« بقدر ما هي حكومة طائفية ومخلب قط لجيش الاحتلال أي أنها جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل في السياق الحالي.
والأعجب أن يتحدث البيان الختامي عن »مصالحة وطنية« في العراق بينما يبدي كل هذا الانحياز المتهور لحكومة المالكي ويجعلها تنفرد بتمثيل العراق في المؤتمر متجاهلا بذلك كل القوي الأخري التي من المفترض ان تجري المصالحة معها!
لهذا كله.. يمكن القول بأن مؤتمر شرم الشيخ الأخير أخفق في تشخيص الوضع الفعلي للأزمة العراقية وبالتالي فانه أخفق في وصف العلاج لها.
والواضح ان إدارة بوش التي توالت عليها اللطمات العسكرية من المقاومة العراقية والسياسية من الديمقراطيين في الكونجرس أرادت من عقد هذا المؤتمر ان يكون أداة لتخفيف الضغط عليها ومحاولة كسب الوقت وربما راودها الأمل أيضا في أن تحقق بالدبلوماسية ما فشلت في تحقيقه بالقوة الغاشمة وهو ما جعلها تتنازل عن صلفها التقليدي وتقبل بل تطلب مشاركة إيران وسوريا اللتين كانتا علي رأس قائمة دول »محور الشر« حسب تعبيرات الرئيس بوش.
كما أرادت إدارة بوش من عقد هذا المؤتمر بهذا النحو توفير دعم اقليمي ودولي لحكومة عراقية لا حول لها ولا قوة خارج حدود المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد.
وأرادت إدارة بوش كذلك ممارسة الضغوط علي القوي الاقليمية والدولية لجعلها تقبل بالأمر الواقع في العراق بل وتطلب »مساعدتها« في معالجة الكارثة التي صنعتها بأيديها.
وهذه كلها ألاعيب قد تطيل أمد الأزمة لكنها لا تحلها وقد تؤجل إعلان هزيمة المشروع الامبراطوري للمحافظين الأمريكيين الجدد لكنها لا تمنعها.
وكل العبارات الرنانة التي ترددت في جنبات مؤتمري شرم الشيخ ثم في البيان الختامي المشار إليه لا تغير هذه الحقيقة الدامغة وكل هذا اللغو الفارغ لن يحول دون الوصول الي النهاية المحتومة.. التي تراها الأغلبية الديمقراطية في الكونجرس الأمريكي آتية لا ريب فيها بينما شاء المشاركون في مؤتمري شرم الشيخ أن يكونوا أمريكيين أكثر من الكونجرس الأمريكي!




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساركوزى دخل الاليزيه بفضل أسامة بن لادن!
- أمريكيون أكثر من الكونجرس الأمريكي
- ساركوزى دخل الاليزيه بفضل أسامة بن لادن
- (صحة المصريين .. وخطة الجبلى (1
- مسلمون بالإكراه
- نوبة دوت كوم
- .. وأخيراً تحدث أحمد عز!
- وصف مصر.. بالأرقام 5
- وصف مصر.. بالأرقام 3
- الإسرائيليون يحاولون إعادة احتلال سيناء.. بالاستثمار
- لوغاريتمات راجى عنايت!
- وصف مصر .. بالأرقام 2
- وصف مصر .. بالأرقام 1
- الحكومة تفضل وضع نفسها موضع الشبهات!
- أمين »الإنسان« وأباظة »الوزير«
- قتل الإبداع.. القاسم المشترك الوحيد بين العرب!
- كعب داير .. للبروفيسور الذى داس على ذيل الحمار
- هل الإعلامي .. صديق الإرهابي؟
- مداهمة -الدبلوماسية-المصرية فى العراق
- عيش .. وملح !


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - أمريكيون أكثر من الكونجرس الأمريكي!