أحمد العماوى وزير القوى العاملة السابق....... إضرابات العمال حق مشروع

عبدالوهاب خضر

الحوار المتمدن-العدد: 1911 - 2007 / 5 / 10 - 11:50
المحور: مقابلات و حوارات
    

- صاحب العمل هو المستفيد الوحيد من التعددية النقـابـية
- التوازن بين الأجور والأسعار قضية اقتصادية لا علاقة لها بقانون العمل


كشفت الإضرابات العمالية المتفجرة فى معظم المواقع الصناعية عن وجود بعض الخلل فى علاقات العمل بين أصحاب الاعمال والعمال ،وقرأنا جميعا المطالب العمالية فى القطاعين العام والخاص والمتمثلة فى نقد سياسات الإدارة وصاحب العمل والإدارات الاجنبية والمستثمريين الذين حصلوا على صلاحيات واسعة تعطيهم الحق فى التحكم فى لقمة عيش العامل الغلبان من حيث الأجور والحوافز والمكافآت والعلاوات الدورية والاجتماعية والعلاج والصحة وخلافه ، وتركت الحكومة فئة العمال فريسة سهلة فى قبضة هؤلاء ، وما يحدث فى طرة الأسمنت والغزل والنسيج خير مثال على ذلك .
عندما جاء اول مايو منذ ايام ردد بعض العمال والنقابيين بيت الشعر القائل : بأى حال عد يا عيد ؟ ، فالأجور متدنية ، والحياة اصبحت على كف صاحب العمل .
كان لابد وسط هذه الاحداث التى يعلمها الجميع ان نذهب إلى رجل كان فى الحكم ، وشغل مناصب عديدة منها رئيس الاتحاد نقابات عمال مصر ، ثم وزير القوى العاملة ، ولقبوه بـ" أبو قانون العمل الجديد رقم 12 لسنة 2003 " ، وهكذا اعترف امامنا بهذا النسب ، وشهدت الفترة الاخيرة فى حياته فى وزارة القوى العاملة عام 2003 ميلاد هذا القانون الذى يعتبره البعض نقطة انطلاق كل الإضرابات العمالية الحالية ، والمنظم الاساسى لعلاقات العمل وكان هذا الحوار مع أحمد العماوى وزير القوى العاملة السابق ورئيس اتحاد نقابات عمال مصر الأسبق.
الإضراب حق .. بشرط !
- فى نهاية فترة تواجدك بوزارة القوى العاملة أخطر رجل فى مصر لانك تبنيت قانون العمل الجديد رقم 12 لسنة 2003 ودافعت عنه بقوة ، هذا القانون الذى ينظم علاقات العمل فى مصر ، وبعد خروجك من الحكم ، وبعد مرور أربع سنوات تقريبا ، نلاحظ الإضرابات العمالية فى كل المواقع الصناعية بسبب الخصخصة والخلل فى علاقات العمل التى نظمها القانون الذى دافعت عنه بقوة فى كل المحافل ؟
-- اولا حضرتك فى جريدة الأهالى ، وأنا اتعجب لانك منزعج من هذه الإضرابات ، وتتحدث عنها وكأنها شيء غير طبيعى فى حين ان " الاهالى " تدافع دائما عن حق الإضراب .
- أنا لم انزعج يا سيادة الوزير بل بالعكس اتوقع أكثر من ذلك فى ظل السياسات القائمة؟
-- طيب شوف منذ كنت رئيسا لاتحاد نقابات عمال مصر جلست مع استاذنا خالد محيى الدين زعيم التجمع فى مقر الاتحاد ، وكان معنا مسئول نقابى كبير ، وطلبت منه ان يتبنى حزب التجمع فى برنامجه التأسيسى حق الإضراب ويدافع عنه ، وسمع كلامى فعلا وجاء البرنامج مدافعا عن هذا الحق .
-لكنك تخليت عن ذلك عندما اصبحت وزيرا للقوى العاملة ووقفت ضد الإضرابات ؟
-- نعم عليك أن تعلم أولا اننى " أبو " قانون العمل الجديد واقول لك هذا لم يحدث بالمرة فالقانون ينص على ان الإضراب حق مشروع .
- لكنه وضع قيودا على هذا الحق منها ضرورة موافقة ثلثى النقابة ، وأن تكون هناك فترة للتفاوض ، الا ترى ان هذه قيود تعجيزية للإضراب العمالى ؟
-- لا طبعا.. لابد ان يخطر العامل صاحب العمل بالإضراب .
- سوف يرفض صاحب العمل ؟
-- وربما يخضع للتفاوض ويتم حل المشكلة .
- سيادة الوزير هذا لم يحدث حتى الآن ، ولكن ألا ترى أن موافقة ثلثى النقابة منتهى التعجيز ، خاصة ونحن نرى هذه المذكرات الكثيرة التى تطلب سحب الثقة من النقابات لانها غير معبرة عن مصالح العمال ؟
-- لا طبعا .. من قال انها غير معبرة عن مصالح العمال ، فلماذا اذا اعطاها العامل صوته فى الانتخابات .
- بعض التقارير والمتابعات قالت ان هذه الانتخابات تم تزويرها فى ظل عدم الاشراف القضائى عليها ، وهناك احكام قضائية من القضاء الإدارى تقول ذلك ، وتقول ايضا انك تدخلت وشاركت فى هذا التزوير ؟
-- لم يحدث ، ولم اتدخل ، وانا انفذ القانون ، وكل الاحكام التى تتحدث عنها حدثت لان هناك بعض الاخطاء الإدارية العادية ، فى 10 او 20 موقعا و وعليك الا تعممها .
- ألا ترى ان فترة التفاوض واخطار صاحب العمل من الممكن ان يضيع خلالها حق العامل او ان يتم اجهاض التحرك العمالى ؟
--كيف يا عبدالوهاب ؟
-يعنى يتم تدخل الأمن ونقل العمال مثلما يحدث الآن؟
-- طبعا مش ممكن ده يحصل لانه ليس من مصلحة صاحب العمل نقل كل العمال او معاداتهم ، ولكن من الممكن التحدث إلى المحرضيين على الاعتصام او الإضراب .
- هل ملايين العمال التى تضرب وتعتصم كل يوم تنفذ هذه المادة من قانون العمل والخاصة بالاخطار والتفاوض ؟
-- لا طبعا ، لكن هناك نقابات تشارك وتتبع هذه الاجراءات .
-طيب بعيدا عن هذه القلة التى تتحدث عنها ماذا يقول القانون فى هذه الحالة التى لم يستأذن فيها العامل لممارسة حقه فى الإضراب ؟
-- القانون يوجب فصله وفسخ العقد .
-و لماذا لم تنفذ الحكومة القانون وتفصل العمال المضربين ؟
-- هذا مستحيل طبعا لانه ليس من مصلحة احد ونحن كنا وما زلنا نحاول بكل قوة عدم تنفيذ ذلك ونسعى لتنفيذ مطالب العمال المشروعة .
- طيب لماذا تخطر النقابة العامة بالإضراب لماذا لا تكون اللجنة النقابية على اساس انها قريبة جدا من العمال .
--لا .. هذا خطأ لان النقابة العامة تمثل كل الأعضاء وتتحمل زجر العامل اثناء الإضراب وغير قابلة للمزايدات ، وموضوع النقابات ودورها والتعددية وغيرها كنا نتشاور فيها مع قيادات حزب التجمع ، وكان النقاش ثريا خاصة ان التجمع حزب معارض موضوعى جدا .
- هناك ملايين العمال فى القطاع الخاص والمدن الجديدة بدون نقابات بسبب تعنت صاحب العمل ، وانت لم تضع لذلك ضوابط فى قانون العمل؟
--يخطئ البعض عندما يقول ان التنظيم النقابى فى مصر يضم 4 ملايين عامل ، هذا غير صحيح فهذا التنظيم الرسمى من حقه الدفاع عن كل عمال مصر ، ومن حق كل عامل ان يذهب للنقابة العامة التابع لها وان يملأ استمارة ويصبح عضوا.
- حتى ولو لم يكن عضوا فى نقابة فرعية.
-- نعم.. هذا ما يحدث فى كل دول العالم .
- فى فرنسا وعدد من الدول الأخرى نقرأ عن إضرابات ضخمة ضد سياسات الحكم فى قضايا مثل الأجور هل من الممكن ان ينظم اتحاد عمال مصر الرسمى مثل هذه التحركات ؟
-- طبعا ممكن بدليل انك تشاهد الان بعض النقابات تشارك فى التحركات العمالية.
- فى قانون العمل يوجد بند خاص بالأجور التى ينظمها المجلس الأعلى للأجور والذى لم يجتمع حتى الآن ولم نر له بوادر حقيقية على الرغم من ان وزير التنمية الاقتصادية «التخطيط سابقاً» هو الذى يرأسه ؟
-- هذا الكلام غير حقيقى فالمجلس اجتمع اكثر من مرة لمناقشة موضوع العلاوات الدورية والاجتماعية ويقوم بدوره
- لكنك تعلم أن من حق صاحب العمل ان يخطر المجلس بانه غير قادر على دفع العلاوة الاجتماعية بالذات بدعوى الخسائر؟
-- فى هذه الحالة يتم التحدث إلى صاحب العمل لتخفيض العلاوة بدلا من إلغائها .
- متى يكون هناك توازن بين الأجور والاسعار ؟
-- عايز اقولك حاجة .. ان موضوع الاجور ليس له علاقة بقانون العمل الذى تتحدث عنه انما هو قضية اقتصادية بحتة .
- انا لم اقل ان هناك علاقه ولكنى سألتك متى يحدث التوازن بين الاجور والاسعار ؟
-- كل الدول النامية لا يوجد بها توازن ومنها مصر طبعا ، وهذا التوازن الذى تتحدث عنه من الممكن ان يحدث عندما يصبح إنتاج مصر متوازنا مع الاستهلاك ، وعندما تكون هناك تنمية بشرية مثلما يحدث فى كل الدول المتقدمة خاصة الصين ، فآسيا تجرى ، واوربا تجرى ، وامريكا تجرى ، ونحن فى الدول النامية حركتنا بطئية !
- كيف سيكون هناك تنمية وانت تتخلص من القطاع العام بتراب الفلوس ؟
-- شوف انا مع الخصخصة لانها اتجاه عالمى
- لكنك تبيع الشركات الرابحة والتى تحققق مكاسب ؟
--هذا امر طبيعى فهل أبيع الشركات الخاسرة .
- لكنك تبيعها بتراب الفلوس و وبأقل من ثمنها؟
-- لم اسمع عن ذلك فهناك جهات رقابية تتابع عمليات البيع واذا كان ذلك يحدث فهذا خطأ فادح يعاقب عليه المسئول .
- من المسئول ؟
-- اى مسئول .
- ألم تسمع او تقرأ عن اى حالة تم فيها التخلص من شركات القطاع العام بتراب الفلوس لصالح مستثمرين؟
-- لم يحدث الا فى حالة بيع شركة عمر افندى حيث اكتشفنا «ان فيه تهريج فى الموضوع» .
- طيب تفتكر ليه القطاع العام بيخسر وفاشل؟
--بسبب سوء الإدارة وعدم وجود استثمارات جديدة ، وعدم الاهتمام بعمليات التحديث والتطوير .
-طيب والفساد؟
-- لا .. سيبك من الفساد دلوقتى.
- الإدارات الاجنبية التى تشترى الشركات الاستراتيجية مثل الغزل والنسيج والتعدين والفوسفات والاسمدة .. هل تراها ظاهرة ايجابية ؟
-- نعم .. فالعالم كله يتجه نحو الخصخصة والبيع ؟
-لكن هنا خطورة فهذه الإدارات اثبتت انها تهدد الامن القومى ، كما انها لا تحترم قوانين الدولة ولا تنفذ الاتفاقيات التى التزمت بها امام الحكومة التى باعت مثلما يحدث فى طرة الاسمنت فقد رفضت الإدارة الايطالية صرف العلاوات المتأخرة المنصوص عليها فى عقد البيع ؟
--لا يجب عليك ان تعمم فهناك إدارات ملتزمة ومنضبطة وبعض الإدارات غير ملتزم فعلا .
- أنا أعرف انك ضد التعددية النقابية وهذا هو الرأى الرسمى الذى تتبناه ، ونحن نسمع الان عن الاتحاد العمال الموازى ، وترتفع الاصوات المنادية بالتعددية النقابية .. فمن المستفيد من التعددية من وجهة نظرك؟
-- اقول لك ان المستفيد هو صاحب العمل .. لماذا ؟ لان لما يبقى فيه مصنع فيه 10 نقابات ، يبقى صاحب العمل هيتفاوض مع النقابة التى تحقق مصالحه ومن الممكن ان يحدث وقيعة بين كل النقابات من اجل مصلحته وعليك ان تعلم ان كل دول العالم المتقدمة مثل ايطاليا وفرنسا وأمريكا اتجهت نحو دمج النقابات فى تنظيم واحد، فلماذ نتحدث هناك عن امور تخلص منها العالم المتقدم هروبا من حالة عدم الاستقرار .. طيب تعالى قول تعددية هتلاقى كل حزب او تنظيم بيعمل نقابة ، وعليك ان تتخيل ماذا سيحدث فى هذا الوقت ، فنحن منذ تأسيس اتحاد العمال عام 1957 وننادى ونتبنى الوحدة النقابية
- فى تقديركم ما هو الرقم الحقيقى للبطالة فى مصر ؟
-- لا تستطيع ان تحدد رقما معينا للبطالة .
- ومن المسئول عن ذلك؟
-- المسئول هى سلوكيات الناس ، فالذى يعمل فى القطاع الخاص يعتبر نفسه لا يعمل ، وهى مسألة خطيرة .
- هل لأن القطاع الخاص لا يحقق الاستقرار ولذلك تجد المواطن ينكر ذلك لحين الحصول على الوظيفة الميرى بكل مشاكلها ؟
-- معظم اصحاب الاعمال لا يقومون بالتأمين على العامل ، وهذه قضية خطيرة ، واذا اشتكى العامل يتم فصله فورا ، ولذلك اقول لكل اصحاب الاعمال لابد من الـتأمين على العامل لان استقرار العمل سوف يحقق المزيد من الإنتاج .
- هل انت مع تسييس العمل النقابى؟
-- اطلاقا ..عندما كنت رئيسا لاتحاد نقابات عمال مصر او وزيرا للقوى العاملة كنت اقول للنقابيين اخلعوا عباءة السياسة والحزبية على باب النقابات .
- اذن بما تفسر هذا الدمج التاريخى بين الحزب الوطنى الذى انت عضو فيه وبين كل مؤسسات الدولة خاصة اتحاد العمال وعندك مسئوليين يجمعوا بين مسئوليتهم الحزبية والوظيفة العامة من اول رئيس الجمهورية حتى النقابى الصغير .. وانت تعرف التفاصيل طبعا ؟
-- من حق الرئيس مبارك ان يجمع بين مسئوليته كرئيس جمهورية وبين رئاسته للحزب الوطنى فهذا يحدث فى كل انحاء العالم حتى امريكا ، وهذا امر طبيعى جدا ، لا غرابة فيه.
- هل يمكن أن تحدثنا عن الوقائع التى حدثت مؤخرا لدار الخدمات النقابية وقيام الحكومة بغلقها لانها تدافع عن حقوق العمال ؟
-- لا .. انا لا اعرف شيئا عن هذه الدار ولا عن وضعها القانون ، ولا حتى عن نشاطها .
- ترددت معلومات حول نية الحزب الحاكم فى ترشيح عائشة عبدالهادى وزيرة القوى العاملة بدلا منك فى انتخابات مجلس الشورى القادمة ؟
-- هذا كلام غير صحيح فعائشة معينة فى المجلس ، واذا حدث ما تقول سوف اساند الوزيرة فى هذه الانتخابات احتراما لتقاليد الحزب الذى انتمى إليه.
- ماذا تقول للعمال ولاصحاب الاعمال ولصناع القرار ؟
-- أقول للعمال يجب أن يكون التحرك بفائدة ووعى وأن يكون هناك حرص على مصلحة العمل والإنتاج ، واقول لاصحاب الاعمال لابد من التعاون مع التنظيم النقابى حتى تسير الأمور بهدوء ، وأقول لصناع القرار التفتوا للعمال ، وحلوا مشاكلهم بشكل موضوعى .
حوار: عبدالوهاب خضر

#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات