أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الجُبير - الإحتلال يحرض على الطائفيه في العراق















المزيد.....

الإحتلال يحرض على الطائفيه في العراق


أحمد الجُبير

الحوار المتمدن-العدد: 1911 - 2007 / 5 / 10 - 08:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لانريد التجني على أحد، ولكننا نريد أن يعرف أبناء مجتمعنا كيف أن المحتلين يستخفون بعقليتهم، وكيف إنهم يدفعون بأهلنا بشكل أو آخر للتقاتل والكراهيه المستديمه، وهو مايشكل اللًبنه الأولى لعدم وحدة المجتمع وعدم قدرته على خلق قوه قادره على بناء أمه موحده، وبالتالي فإن المحتل يحقق مايريده من إستراتيجيه موضوعه سلفاً لهذا السيناريو. ورغم أن هذه اللعبه ليست جديده في عالم السياسه، إلا إننا وللأسف لانستوعب من دروس الماضي الكثير، وخير مانوضح به مانريد نطرح للقاريء والمواطن العادي ماكتبته جريدة "لوس أنجلس تايمز" في عددها الصادر يوم الثلاثاء 17.04.2007 تحت عنوان"العراق يعود للإرث الفارسي" للكاتب بورزو دارااهي، والكاتب هو (رئيس مكتب جريدة لوس أنجلس تايمس في بغداد ). إذ ومن قراءة السطر الأول للمقال نتعرف على أن الكاتب لايضمر خيراً للبلد الذي هو متواجد فيه حاليا، إذ أن مهمته في بغداد لاتوحي بالإيجابيه، وإنما هي بمثابة الداعي لتقاتل أبناء البلد الواحد، وزيادة الكراهيه فيما بينهم .
إذ يبدأ في طرح مقاله بالتصًور التالي :
"مدينة النجف الأشرف مخفراً أمامياً مزعجاً لإيران، وطيلة تاريخها خاضعه للسيطره الفارسيه، وبأن إسم العاصمه بغداد فارسي الأصل، وإن قراءة القرآن في العراق قرآءتين شيعيه تعود الى إيران حسب رأيه وأخرى سنيه(ويريد القول بأنها عربيه"). وهذا مايدعو الى التشكيك في عروبه المجتمع العراقي أوبجزء كبير منه على الأقل، ويحولها بالكلمات المذكوره الى قوميه غير عربيه.
وليس هذا فحسب وأنما أسماء المدن وأصل العاصمه بغداد وأسماء الأسواق العراقيه "يعود بها كاتب المقال" كلها الى تراث الفرس. ويشير الكاتب في مقاله الى أن إشعال شرارة الحرب الطائفيه في العراق " تظهر معركه عمرها قرون بين بلاد فارس والعالم العربي". وهو بذلك يوحي لنا بأن الحرب الطائفيه وتقاتل العراقيين فيما بينهم اليوم، هي أمر طبيعي، إذ أنها إستمرار لمعركه تاريخيه بين العرب والفرس.
وكاتب المقال يتناسى أن من أشعل الفتنه الطائفيه في العراق هو المحتل وأعوانه "الذين أتوا معه بدباباته" ومن الموالين لوجوده. ونلفت إنتباه السيد بورزو ( مدير مكتب جريدة لوس أنجلز تايمس في بغداد) صاحب المقال بأن بول بريمر "الحاكم الذي نصبته الإداره الأمريكيه في العراق " هو صاحب الخطوه الأولى في إشعال شرارة الطائفيه في العراق وليس كما يوحي التقرير، إذ أن طريقة إنشاء مجلس الحكم، (بطريقة المحاصصه الطائفيه)، وبناء الدستور على نفس الأسس، وماتلاها من تكوين الحكومات "الحاليه وما سبقها" المرافقه للأحتلال والمؤيده لوجوده" ماهي إلا وسائل لتعميق الهوه بين الطوائف وأساس للفتنه فيما بينها.
ونزيد السيد كاتب المقال علماً بأن الناس الذين ينفذون سياسة الإحتلال الطائفيه اليوم في العراق هم ألأصدقاء الذين جلبهم المحتل معه للعراق من كل مكان، وجلًهم من إصول إيرانيه ومن الذين لاتهمهم العروبه بشيء(والمرتبطين بأجهزه وجهات مشبوهه)، وجلً هؤلاء اليوم يزايدون على عروبة بسطاء العراقيين، من جميع الطوائف.
إذ لم يشهد العراق االأقتتال الطائفي قبل مجيء الأحتلال، وهذا مايعرفه الجميع ما عدا "الجهله والأغبياء"، ولكننا نرى اليوم الأقتتال الطائفي يندلع مع وجود المحتل والحكومات المؤيده له على الساحه العراقيه، فهولاء هم أصحاب الفضل والمصلحه في إقتتال العراقيين، والسبب في ذلك معروف وهو "تسهيل تطبيق الأستراتيجيات الراميه الى تقطيع العراق الى ثلاثة أجزاء"
(إنظر عزيزي القاريء للإستراتيجيه الإسرائيليه لأعوام الثمانينات والراميه لتقطيع العراق الى ثلاثة أجزاء والتي نشرها الصحفي الإسرائيلي أوديد يينون عام 1982. كما ونأمل عزيزي القاريء منك الإطلاع على خارطة الشرق الأوسط الجديد والتي نشرتها جريدة القوات المسلحه الأمريكيه والموجوده في موقعها على الانترنيت، والتي تبين تقسيم العراق الى ثلاثة أجزاء أيضاً، وهو ما يتطابق والإستراتيجيه الصهيونيه المذكوره.) والأستحواذ على مقدرات البلد.
أما عمليات الإستهداف لسوق شعبي أو مرقد أو جامع أو الأبرياء من كل الطوائف، فإن الذين يقومون بهكذا أعمال، هم من الذين يعملون مع المحتل والمساعدون على تنفيذ مخططاته بطريقه أو أخرى ومن الجهله والمعادين لكل القيم والأخلاق ومن أصحاب الضمائر الميته والمتعصبين والأطراف ذات المصالح والتي جعلت من العراق ساحه لتصفية الحسابات.
فليس هناك من العراقيين من تسائل في يوم من الأيام حول تسمية بغداد أو الشورجه على إنها فارسيه، سوى أمثال كاتب المقال والقاصدون للفتنه من ذوي التوجهات المماثله. وحين يشيرالتقرير الى أن المقصود من تفجير المراقد في سامراء على أنه " تحطيماً للعمل اليدوي للصنًاع الإيرانيين الذين وضعوا لمساتهم على الضريح" فأنه يُظهر من السذاجه حداً لايعقل، إذ انه يريد التغطيه والتبرير للفئآت المجرمه بعملها اللا أخلاقي والإجرامي بحق مشاعر فئه كبير من المجتمع العراقي بحجة إن هذه المجاميع تستهدف بصمات العمال الإيرانيين وليس المراقد ذاتها !، كما وليست مشاعر هذه الفئه الكبيره من الناس !. عجباً!.
وحين يعرض التقرير معلومات مصدرها أناس مقرعيشهم الدائم إيران كونهم شيعه، فهذه المعلومات لاتعبًر عن رأي العرب الشيعه في العراق وإنما تعًبرعن آراء أصحابها، وكذلك الحال بالنسبه للمعلومات التي يتحدث عنها التقرير والتي جُمعت من مواقع الأنترنيت والمعاديه لفئه معينه من المجتمع والتي يدعًي بأنها من الطائفه السنيه فأنها لاتعبرهي الأخرى سوى عن رأي أصحابها.
أما القول بأن الشيعه الذين يذهبون لزياره تكريت أو الفلوجه قبل وصول صدام الى السلطه كانوا يخافون على حياتهم، فإن هذا الكلام لاصحه له، ومن نسج الخيال والمقصود بذلك هو إرسال رساله مفادها أن مشاعر الكراهيه بين الطائفتين كانت موجوده قبل تاريخ احتلال القوات الامريكيه والبريطانيه للعراق في 2003، وهذا الكلام مناف للحقيقه. ولم تحصل قط مثل هذه الأعمال في السابق. ولكن الصحيح هو مايحصل في العراق اليوم. إذ يُحرم على أبناء طائفه ما بزيارة مناطق إخوانه من الطائفه الأخرى"وهذا بالطبع متأت من بركة وجود الإحتلال وأصدقاءه الذين يشاركون في إحتلال البلد وتدميره"
ونشاطر الرأي سيد "بورزو دارااهي" كاتب المقال، على أن القوات البريطانيه حين إحتلت العراق في بداية القرن العشرين إستخدمت نفس الإسلوب الطائفي، ولكن بشكل مقلوب عما هو حاصل في عالم اليوم. إذ أن قادة الأحتلال في بداية القرن العشرين للعراق دعموا( قادة السنه) ضد الطائفه الشيعيه في حينها، أما اليوم فإنهم يدعمون (قادة الشيعه ) ضد الطائفه السنيه، والنتيجه هي وجهان لعمله واحده، إنها عملة "التفرقه الطائفيه" وهذا هو هدف الإحتلال الأساسي. أما المنفذون لأهدافه فهم (قادة السنه) في حينها، أما اليوم فقادة الشيعه وأتباعهم، ( والطائفتان الشيعيه والسنيه براء من هولاء جميعاً ).
أما إشارة كاتب المقال لوضع الشيعه المأساوي في زمن صدام، فهو وبكل المقاييس ليس بأكثر مأساويه مما يعانيه الشيعه في عالم اليوم. والأحتلال وأصدقاءه أعلم بذلك، وبأسباب مآسي هذه الطائفه(الشيعيه) الحاليه و"المستقبليه". وبالمناسبه فإننا نحذر أبناء شعبنا بجمع طوائفه وإتجاهاته من الإنجرار لما يدفع اليه الإحتلال وأعوانه ومساعدوه. وعلى الجميع الوعي بما يدفع اليه من تقاتل وتقطيع الوطن تحت مسميات وتلفيقات مختلفه.
وفيما يتعلق بالقلق الذي يتحدث عنه التقرير بين الشيعه والسنه، فليس المقصود به قلق نابع من تفكيرابناء الطوائف كما يؤكد صاحب المقال، بقدر ماهو قلق القيادات المتنافسه على السلطه والنهب والسرقه والذين لاتهمهم أرواح الناس أو ممتلكاتهم، أو حتى أمن الوطن والأمه، إذ أن المهم لديهم( أصدقاء الأحتلال) هو تنفيذ أهداف المحتل، وضمان البقاء في السلطه.
وحين يخلط السيد كاتب المقال بين المفاهيم المختلفه قصد التشويش بقوله إن كل من "الفارسيه والشيعه أصبحتا متشابكتين"، فهو يريد القول، بأن الشيعه ليسوا عرباً، وهو القول الذي لايخدم سوى أعداء العرب والأسلام، وهويعني التجني على هوية 60% من المجمتع العراقي (العرب الشيعه)، ناهيك أن المجتمع العراقي يضم بين جناحيه أكثر من 20% من قوميات أخرى. ( فهل هذه دعوه لانسلاخ العراق من جسد الأمه ؟ ).
"ووفقاً للتقرير فإنه في الوقت الذي يتهم السنة فيه الشيعة بأنهم إيرانيون،فقد بَدأَ الشيعة بالهَمْس حول هويةِ سُنّةِ العراق. وينسب التقرير لدبلوماسي شيعي عراقي قوله :"سُنّة العراق لَيسوا عرباً. إنهم أتراك".
هذا التوجه الذي نشر في مقال جريده لوس أنجلس تايمس ليس حيادياً ويشجع على نشر الفتنه الطائفيه وتعزيزها لدى الطرفين، إذ يظهر إدعاءآت البعض من السنه ضد الشيعه بأنهم ليسواعربا كما يظهر إدعاءات البعض الآخر من الشيعه بأن السنه ليسوا عرباً. وهذه في الحقيقه هي إدعاءات إركان الإحتلال ومريديهم، وليس هذا مايدور بخلد أبناء المجتمع الواحد والذين تهمهم وحدة بلدهم ووحدة كلمة أبناءه.
فالسؤال الذي نطرحه للسيد "بورزو دارااهي"مدير مكتب جريدة لوس أنجلس تايمس في بغداد وهو كاتب التقرير المذكور فنقول: ألا يكفي الإحتلال ماتحقق له من تجويع وتقتيل وتشريد للعراقيين بشتى أطيافه (الأرقام بالملايين )، وتدميركامل لبناه التحتيه، ولثقافته ولحضارته؟ كما والتهديد بتفتيت وحدة ترابه؟
وهل إن آخر مهمه للإحتلال الآن هي تدمير آخر ما تبقى لأبناء العراق ألا وهي"هويتهم القوميه والدينيه"؟.



#أحمد_الجُبير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الجُبير - الإحتلال يحرض على الطائفيه في العراق