أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - امين يونس - -مأساة فرد قد تعكس معاناة امة-














المزيد.....

-مأساة فرد قد تعكس معاناة امة-


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 1911 - 2007 / 5 / 10 - 08:29
المحور: حقوق الانسان
    


(مصلح الدليمي) او (ابو ليلى) كما هو معروف في منطقته ( ابو دشير ) ، كان بناءا او ( اسطة ) من الدرجة الاولى ، مخلص ودقيق في عمله ، لايتوانى عن تقديم المساعدة والدعم لكل من حواليه ، رب اسرة محترم يعيش من كده وكدحه . ابو ليلى لم يكن استثناءا او فريدا من نوعه ، بل كان نموذجا تقليديا للأكثرية الساحقة من العراقيين ، وخصوصا في بغداد ، الذين لم يستطع الفكر البعثي الفاشي ، سحق انسانيتهم الاصيلة ، ولا تمكنت الطائفية البغيظة من التأثير على طيبتهم الفطرية. كان ابو ليلى يفرح بصدق عندما ينجز بناء دار ، يتمتع بلحظات سعادة لايعرفها الا (البناؤون) . كانت الوشائج قوية بينه وبين (الاخرين) ، الآخرين الذين كان يشعر بأنهم ( نفسه الاخرى ) ، فجأة اكتشف واكتشف (الآخرون) بأن هنالك من يتربص بهم،هنالك من يريد به وبهم الشر . اكتشف بأنه يسكن في منطقة غالبيتها من الشيعة ! عشرات السنين في ابو دشير ولم يفكر ولم يشعر ولم يريد ولم يحتاج الى هذا النمط البدائي من التصنيف ، كل جيرانه من الشيعة ، الذين حزنوا لحزنه وفرحوا لفرحه ، حظر مآتمهم وأعراسهم ، لطالما اكلوا من (ماعون)واحد وشربوا من (طاسة) واحدة . هل من الممكن ان يقوم احد من جيرانه بأذيته ؟ يالغباء مروجي الطائفية ! يالسخف هذا الطرح البغيظ . انه يجزم بأن اصحاب المشروع الطائفي بفرعيه المشبوهين ليسوا عراقيين ولايفهمون معنى التعايش الانساني وتراكم التجارب بين مكونات مختلفة في بقعة واحدة ! .. نصح البعض ابو ليلى بأن ينتقل الى منطقة اخرى أكثر امانا ، كان يضحك منهم وعليهم ! وبدلا من ذلك بادر الى تنظيف الفسحة المفابلة لداره والتي كانت اشبه بالمزبلة ، وحولها في اوقات فراغه الى جنينة له ولجيرانه ، وفي احد الايام من اواخر سنة 2005 وبينما كان يهم بزرع وردة في جنينته ، سقطت قذيفة هاون عمياء واخترقت شظية حمقاء عنقه ! هرع الجيران ونقلوه فورا الى مستشفى ( الكاظمية ) ، الطبيب الذي رأى هوية الجريح نصحهم بنقله الى مستشفى آخر خوفا عليه من عصابات القتل الطائفي ! ذهبوا به الى مدينة الطب والتي فيها فارق الحياة بعد ساعات قليلة . " ان مأساة شخص واحد قد تعكس معاناة امة " . نعم فأن مأساة ابو ليلى لم تنته بموته ، فأن القذيفة التي اطلقتها (المقاومة الشريفة او الغير شريفة) ، لم تتوقف، التكفيريون لم يرعووا والعنف الهمجي ترعرع وسط مناخ ملائم ، الامريكان بغرورهم الاحمق واستعلائهم الاجوف وعنجهيتهم الفارغة،لن يستطيعوا حل شيء لانهم جزء من المشكلة . الاسلام السياسي اثبت فشله الذريع وخواء شعارات الوهم التي يروجها، نعم المأساة مستمرة ، ففي يوم 23/4/2007 حصدت قذيفة هاون ( احمد ) ابن ابو ليلى وقتلته على الفور امام منزله في ابو دشير ! ضحيتان من ضحايا الموت المجاني من عائلة واحدة.هذه قصة حقيقية من آلاف القصص ، ترى كم ابو ليلى وكم احمد متواجدون في مناطق بغداد المتنوعة؟ وكم خطة امنية نحتاج لنوقف نزيف الدم؟ طوبى لك يا ابو ليلى طوبى لأبنك أحمد وعسى ان لايذهب دمكما هدرا في هذا الوقت الضائع من زمننا الرديء.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقراء العراق والوحوش الضارية
- مفارقات عراقية
- جمجمال...مطالب عادلة ..وعنف غير مبرر
- المقاومة الشريفة
- المشهداني الرصين
- تبرع ليس في محله
- حذار من غضب ولد الخايبة
- رائحة النفط الكريهة
- نقاط فوق الحروف
- دعوة
- لو
- الجعفري...الديمقراطي


المزيد.....




- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب
- البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
- ماذا نعرف عن القانون -المثير للجدل- الذي أقره برلمان بريطاني ...
- أهالي المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو ويلت ...
- بريطانيا: ريشي سوناك يتعهد بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - امين يونس - -مأساة فرد قد تعكس معاناة امة-