أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد قرة - صحافة اليوم















المزيد.....

صحافة اليوم


احمد قرة

الحوار المتمدن-العدد: 1910 - 2007 / 5 / 9 - 08:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


افرض اننى اثناء كتابتى لهذ المقال -رفعت راسى فوق مكتبى فوجدت حمارا يقف امامى فى غرفتى ,عندها سوف اتشكك فى المنظر واعتقد وانا افرك عيناى باننى فى حالة هلوسة او هذيان ,فليس هناك حديقة حيوان عند الجيران ,واذا لم ير اى شخص شيئا يشبة الحمار سواى - كانت النتيجة المؤكدة انى فى حالة هذيان ,ولكن اذا كان كل الجيران قد مروا مثلى بتجربة الحمار ,كانت النتيجة انة لابد ان يكون هناك حمار حقيقى ,رغم ان دخولة غرفتى سوف يظل لغزا محيرا,يحتاج الى استدعاء احدا لحلة ,

وستكون الطامة الكبرى اذا اخرج الحمار من بردعتة الانيقة زمارة وقال لى
الحمار :اى لحن تريد
انا :لماذا
الحمار :انت الذى تدفع لى المال ,ومن يدفع للزمار يمكنة ان يطلب اللحن
بالطبع لن يكون هناك ثمة شجار بينى وبين الحمار ,فذلك ببساطة كالمشى على قشر البيض ,يكاد ان يكون بشعا فى تفاهتة ,الا اننى فى كل الاحوال سوف اؤكد علية انة لا يجوز ان يكون لحنة خارج قواعد النحو الموسيقى , اما فيما عدا ذلك يمكنة ان يعزف ويقول ما يشاء.
وحتى لا يجرفنا ذلك المثال بعيدا ,او يعتقد الذين يقرأون تلك الكلمات ان وراءها بالضرورة افكارا شريرة ترافقها ,وحتى لا ترهقوا انفسكم فى التفكير ,فلتغمزوا لى بطرف اعينكم وساعطيكم اياها دون مقابل وانها صياغة الراى العام المصرى اليوم ,والذى تمثل امامى فى ذلك الحمار العزيز ,وعذرا ان لم ادخل الى الموضوع مباشرة ,ذلك اننى افضل ان اصوغ افكارى فى ابسط صورة , وهذا ليس امرا سهلا فى الكثير من الاحيان .بداية اعترف انة من السهل لاى مراقب ان يدرك ان المجتمع المصرى الان يعانى نهيقا حموريا صارخ واختناقا ما , وذلك بسبب ان امام كل القيم التى يلزم ان ينتظمها لينمو ويتطور , هناك قيم اخرى تعارضها , والمعضلة تكمن فى ان الاصلاح والتحول السياسى لابد للاسف ان يقيدة النظام السياسى القائم لفترة زمنية محددوة تسمى فترة (الخلق والتكوين للتحول السياسى ) ,او كما يحب دائما السيد جمال مبارك ان يطلق عليها مسمى( الزمن الفارغ للتحول السياسى), وهى المسافة بين زمنيين سياسيين مختلفين ,وبالتالى فالنظام السياسى القائم (بمفردات الاستقرار)هو معادل ضرورى لقيم الاصلاح والتحول السياسى -معادل يكاد بالمنطق ان يكون ضروريا ,وهناك ثمة معادل موضوعى لكل القيم -او تقريبا كل القيم التى تسعى لتحقيقها كل الشعوب,وهنا كانت الحاجة الى صياغة راى عام جديد ,يخفف من اختناق تلك المرحلة , فالراى العام بطبيعتة يتسم بالغفلية فهو صورة غير مسئولة لقوة الجماهير , ويعد خطرا فى مراحل نمو الاصلاح والتحول السياسى, وخاصة عندما يعقب تقلص قوة الدولة كنتيجة للمواطنة والديمقراطية , ويقل الاثر الذى يذيعة الراى العام عن طريق الدولة ,ويزداد انتشار الصراعات الفكرية السياسية الحادة ,وما يصاحبها من قيم وافكار جديدة سوف يفرزها الاصلاح والتحول السياسى , وبالطبع ستجد من يقاتل من اجلها ,وهنا يصبح الراى العام لة من الاهمية والاثر اطول بقاءا من اثر السيف ,اما الاعمق اثرا فى اعتقادى هى الضلالات المفزعة والتى لا زالت للاسف عنصر ملازم لصياغة اى راى عام , وهذا هو السبب الذى يجعل الراى العام دائما ما يكون بصفة عامة اكثر من حاصل جمع اجزائة ,بمعنى انة ليس فى تلك الاجزاء ما يمكن فهمة دون غيرة ,فلصيغتان الرئيسيتان للراى العام
مؤسسى - غير مؤسسى , يجتمعان معا لتشكيل فكر وثقافة المجتمع وعندما لا يتمكنان من اداء دورهم على الوجة الصحيح, يصبح من السهل على المجتمع ان يؤمن باعتقادات غير محددة ,وقضايا متناقضة ,بما يحول من وجود مذاهب واضحة فى السياسة ,وبالتالى صورة غير معبرة عن نواقص تلك السياسة كما هى فى التطبيق الواقعى ,وتلك هى المفارقة . ولناخذ مثلا الصحف القومية المصرية , التى اصبحت كلها مفارقة تتجلى جميعا فى وقت واحد ,فهى تبدو من خلال امكاناتها الكبيرةالفنية والبشرية والموارد التى اتيحت لها , والتى تشكل عبئا كبيرا على موارد الدولة , كل هذا يوحى ان لديها القدرة على ان تكون الاسرع بين كل العدائين على الساحة الصحفية , ولكننا نجدها واهنة ساكنة ,عديمة الحركة ,بغير افكار ,بغير افعال ,هادئة عاطلة تماما على ان تسوغ اى راى عام , وكانها النار الى استهلكت وقودها ,ربما ان لذلك عدة اسباب منها مهنية واخرى سياسية ,فعلى المستوى المهنى ليس من الطبيعى انة بعد الاستاتذة العظام , محمد التابعى ,ود. محمد حسين هيكل , ومحمود عزمى وتوفيق دياب ومصطفى وعلى امين ,وحسنين هيكل ,ويوسف ادريس واحسان عبد القدوس واحمد بهاء الدين وجلال الدين الحمامصى وكامل زهيرى وموسى صيرى....وغيرهم من كوكبة التنويريون العظام الذين ركزوا انفسهم حصريا على تنمية وتحسين عافية الراى العام وثقافة المجتمع ,ان نجد اليوم كتابات ومقالات لصياغة الراى العام المصرى لبعض من رؤساء تحرير الصحف القومية العريقة -وليس كلهم للانصاف- لو كتبها طالب فى الصف الاول فى كلية الاعلام لرسب بامتياز,لذا فان الدعوة الى اعادة تشكيل مؤسسات صياغة الراى العام المصرى من صحف واعلام عن طريق خصخصتها او دمجها او تفتيتها لتكون اكثر تنافسية وادارة اقتصادية مطلبا اساسيا وملحا وضروريا , وخطوة حقيقية للمستقبل,اما السبب السياسى فهو يرجع الى القاعدة القديمة والشهرية التى تحكمت دائما فى اختيار المناصب القيادية للمؤسسات وهى قاعدة (الولاء لا الكفاء ), والتى ادت الى الى اخطاء جسيمة فى صوغ الانساق السياسية والمذاهبالتى حولت الراى العام الى قنوات الاستياء والحنق. اما بخصوص الراى العام الغير مؤسسى (الشعبى), دعونا نقول ان المصريين من خلال رايهم العام الغير مؤسسى , لا نستطيع ان نجزم ان المصريين ليسوا موضوعيين ,بل ايضا من خلال ثقافتهم غير متحيزين , على الرغم من ان لهم اهواءهم والتى تدعمها دائما لغتهم العامية الزاخرة بالمعانى المبهمة والاضداد, الا ان الحقيقة ان الراى العام المؤسسى قد تركهم فريسة سهلة لمن لا يلتزم الدقة والموضوعية ,وللافكار المصنمة المهاجرة الى الداخل , والمعتمدة على قوانين البرهنة الخاطئة ,والتى زادت من الاهمال وعدم التصديق لكل ما يقال ,فااصبح الراى العام المصرى فى نظرهم ذلك الحمار الذى اقتحم غرفتى بزمارتة,فاذا كان من يدفع للزمار يمكنة ان يطلب اللحن ,وهذا واقع ,الا انة يجب ان يكون زمارا فى الاساس ,وتلك هى الحقيقة الاهم






#احمد_قرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت ترفا
- الاخوان المحظورين والتنظيم السرى
- اسوار من الغيم وليست سياج نار


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد قرة - صحافة اليوم