أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - إدريس ولد القابلة - إشكالية الماء في العالم















المزيد.....

إشكالية الماء في العالم


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 578 - 2003 / 9 / 1 - 04:56
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    



يكتسي موضوع الماء أهمية خاصة في الوطن العربي المطبوع بندرة مائية . فحسب المؤشر الدولي فإن البلد الذي يقل فيه متوسط نصيب الفرد من المياه سنويا عن 1000 ـ 2000 متر مكعب يعتبر من البلدان التي تعاني من ندرة مائية. واعتمادا على هذا المؤشر فإن 13 بلدا عربيا ضمن هذه الفئة وهذه الندرة المائية تتفاقم بفعل زيادة معدل النمو السكاني التي ما زالت عالية على امتداد البلدان العربية عموما.

 إن معدل موارد المياه المتجددة سنويا في المنطقة العربية يقدر بحوالي 350 مليار متر مكعب سنويا ، 35 % عن طريق تدفقات الأنهار القادمة من خارج المنطقة العربية .
لقد غدا موضوع الماء مرشحا ـ أكثر من أي وقت مضى ـ لإشعال الحروب في منطقة الشرق الأوسط ، لاسيما وأن أغلب الدول العربية لا تملك السيطرة الكاملة على منابع مياهها. ويبدو أن إثبوبيا وتركيا وغينيا وغيران والسنغال وكينيا وأوغندا وإسرائيل تتحكم في أكثر من 60 % من منابع الموارد المائية للوطن العربي .

واستغلالا لهذه الأزمة اقترحت كل من تركيا وإسرائيل تسعير المياه لبيعها ، وقد تبنى كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي و منظمة الفاو هذا الاقتراح .

وتشكل المياه أحد أهم عناصر الاستراتيجية الإسرائيلية سياسيا وعسكريا وذلك لارتباطها بخططها التوسعية والاستيطانية  في الأراضي العربية .

 ولقد شكل الماء في مسيرة الإنسانية عاملا مهما في ظهور الحضارات وتقدمها ، لما يشكل الماء من أهمية للأفراد والجماعات مهدت لإقامة المجتمع وإرساء أسسه وإيجاد اللبنة الأولى لقيامه من خلال إقامة التجمعات السكنية  بالقرب من الموارد المائية الطبيعية وحاجة الإنسان إلى الماء لم تتوقف عند الاستخدام الشخصي بل تعدته لتشمل مختلف مجالات الحياة .
ومن المعروف أن المياه تغطي ثلاثة أرباع الكرة الأرضية ، إلا أن الصالح منها للاستعمال يظل قليلا اعتبارا لتزايد الحاجة إليه باستمرار . الشيء الذي أدى إلى ندرة في المياه في أكثر من منطقة في العالم .

 كما أنه من المعروف حاليا أن جملة من الدول العربية ستعاني مستقبلا من أزمة مائية حادة . كما أن المشكل مطروح في مناطق أخرى من العالم . فقد أكدت جملة من الدراسات أن سبب هجرة أكثر من 25 مليون نسمة سنويا هو تدهور ظروف الحياة وانهيار التوازن البيئي ، وقد أشارت بعض الدراسات إلى ما يسمى بلاجئي البيئة نظرا لارتباط هجرتهم بعوامل التصحر والجفاف والتلوث وغيرها .

إن مشكلة الماء في العالم أضحت كبيرة وتستدعي اليوم اهتمام الجميع لاسيما وأن 40 %  من سكان العالم يعانون من شحة المياه . ولعل منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هما أكثر مناطق العالم تعرضا لنقص المياه ، ويشكل سكانها 5 % من مجمل سكان الأرض ، في حين تمثل المياه المتجددة المتاحة لاستعمال 1 % فقط من مجموع مياه العالم العذبة .

إن هذا الوضع يسبب تزايد المنافسة للحصول على الكميات المطلوبة من المياه لتحقيق مستوى حياة صحية مقبولة ، إذ حسب البنك الدولي فإن عدد السكان بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذين لا يحصلون على مياه الشرب يقدرون بما يناهز 45 مليون نسمة وعدد المرحومين من نظام الصرف الصحي يقدر ب 8 ملايين نسمة ، ويتوقع البنك الدولي ان ترتفع هذه الأرقام بسرعة اعتبارا للتزايد السكاني ( 3 %) ولتلكؤ التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العديد من بلدان المنطقتين .

وعموما ، في السنوات الأخيرة احتلت مسألة الماء والأمن المائي مكانة بارزة في سلم الأولويات ، كادت أن توازي مسألة الأمن العسكري .

إن الدور السياسي والاستراتيجي والاقتصادي للماء سيزداد خلال العقود القليلة المقبلة . وكل الدلائل تشير إلى أ، مستقبل المياه ، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط يندر بالخطورة . فالكل يجمع حاليا على أن الصراع على الماء سيكون هو السمة المميزة للصراع العربي الإسرائيلي وبين العرب ودول الجوار. وبعتقد البعض أن مشكلة المياه ستظل إحدى معوقات التوصل إلى سلام دائم وحقيقي في الشرف الأوسط.

الماء بالشرق الأوسط   سلاح استراتيجي   سياسيا وعسكريا


تعتبر إشكالية الماء من الإشكاليات  الحساسة جدا في السياسات المعتمدة بالشرق الأوسط عموما،  لاسيما وأن المنطقة تقع تحت طائلة ضغط مائي في العالم . ولا ننسى أن سوريا تصارعت بالنار والسلاح مع إسرائيل على مشورع تحويل نهر الأردن في ستينات القرن الماضي . كما أن أول قمة عربية جعلت من هذه القضية على رأس جدول أعمالها آنذاك .

 في منطقة الشرق الأوسط يعتبر نهر دجلة ونهر الفرات المصدرين الرئيسيين للمياه بعد مياه الأمطار ، وهما يعبران ثلاثة أقطار : سوريا والعراق وتركيا . وتزداد إشكالية الماء حدة بالمنطقة بفعل الجفاف الذي أضر كثيرا باحيتاطي المياه الجوفية وبمنسوب المياه وفي قوة تدفق الأنهار ومنسوب البحريات (لاسيما طبريا) .

ويشكل جنوب لبنان والجولان مستودعين للمياه العذبة وهما متواجدان على التخوم المتنازع عليها بين العرب والكيان الصهيوني . وإذا كانت إسرائيل أرغمت على الانسحاب من جنوب لبنان فإنها ما زالت تتمسك بعناد بحقوق مدعاة في الجولان .

ولحد الآن لم يتم التوصل إلى حل فيما يخص إشكالية المياه بين العرب وإسرائيل ، علما أن المياه غدت سلاحا استراتيجيا ، سياسيا وعسكريا .

فالكيان الصهيوني يسحب ثلث حاجياته من الماء من بحيرة طبريا التي يصب فيها نهر الأردن. ومن مصادر هذا النهر ينابيع " بانياس " الجنوبية المتواجدة في أرض الجولان . وهذا يوضح أن الجولان بالنسبة لإسرائيل يعتبر شريان حياة .

فإذا كانت المخاطر الأمنية مهمة بالمنطقة ، فإن المخاطر المائية منها بلا شك . لاسيما وأن الإسرائيليين لا يرتاحون لأي شكل من أشكال الاتفاق فيما يتعلق بالمياه ويفضلون استمرار الاحتفاظ بمنابع المياه عن طريق الاحتفاظ بالجولان .

كما ان الكيان الصهيوني يسحب ثلثا آخر من احتياجاته من طبقة مائية تحت الضفة الغربية , ويصل معدل الاستهلاك الفردي من الماء بإسرائيل إلى أربع أضعاف استهلاك بالنسبة للعربي . ففي الضفة الغربية حوالي 180 ألف مستوطن يهودي يضخون من المياه الجوفية نصف الكمية التي يسمح بها لمليوني فلسطيني .

وهكذا يبرز دور الماء بهذه المنطقة إذ لا يقل أهمية عن دور النفط ، لاسيما وان ثلثي الاستهلاك الإسرئيلي من المياه يتم السطو عليه من الأراضي العربية ومن دول المنطقة : سوريا ، لبنان ، فلسطين ، الأردن .

ولا نستغرب غدا إذا سمعنا شعارا من قبيل " الماء مقابل السلام " على غرار شعار " الأرض مقابل السلام" أو " الأمن مقابل السلام " .

                                                            ادريس ولد القابلة

 

 



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العروبة و الإسلام
- تاريخ الإرهاب ضد الصحافة المغربية
- الثورة المعلوماتية و الاتصالية : تعميق الهوة بين التقدم و ال ...
- الجنس....المال ....العاطفة أساليب الموساد في تجنيد عملائها
- المقاطعة ….والمصالح الإسرائيلية ببلادنا
- منظومة الرواتب والأجور إلى متى هذا الحيف ؟
- العلاقات الإنسانية
- الإصـلاح الاقـتـصـادي ومـدلـولـه
- أضرار النشاط الريوعي على البلاد و الاقتصاد و العباد
- تعليم حقوق الإنسان والتربية عليها
- مقاهي الانترنيت استطلاع للرأي
- موقع السوسيين في الركح السياسي بالمغرب
- استراتيجية الهيمنة الأمريكية
- حـــق تـقـريــــر الـمـصـيــــــر فـي نظر الجـمعية المغربية ...
- لحظات مع أبراهام السرفاتي
- الحـق فـي الإعـلام والـحـق فـي الاتـصال
- الفساد و الشفافية
- الأحزاب والتواصل السياسي
- هل الكرامة ممكنة في ظل الهيمنة الصهيوامبريالية؟؟
- الايياك- وجه من وجوه اللوبي الإسرائيلي بأمريكا


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - إدريس ولد القابلة - إشكالية الماء في العالم