أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - خالد ديمال - تدمير المجال البيئي كارثة تهدد الأرض والإنسان















المزيد.....

تدمير المجال البيئي كارثة تهدد الأرض والإنسان


خالد ديمال

الحوار المتمدن-العدد: 1910 - 2007 / 5 / 9 - 11:21
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


تشكل البيئة إحدى المشكلات الأساسية التي يرتبط بها حاضرنا، و مستقبل الأجيال القادمة. فالبيئة هي استمرارية الحياة، و بالتالي فحمايتها، هي حماية لنا، و للأجيال اللاحقة.
فعلا إن البيئة تعرف بالتشعب، و اختلاف مشاكلها، و ارتباط قضاياها بكل الأنشطة الاقتصادية، و الاجتماعية، زيادة على الظواهر الطبيعية.
لكن متغيرات عديدة تدفع في اتجاه تغيير الفهم لهذا الميدان، سواء على مستوى التصور، و المفاهيم، أو الثقافة، أو الوعي، و كذلك على مستوى الاختيارات التنموية.
و يمكن الحديث في هذا السياق عن مدى مسايرة المد العلمي، و الذي معناه المزيد من تطوير آليات البحث، في النسيج المفاهيمي، وفي المكنزمات التقنية و التكنولوجية الكفيلة بالحد من التلوث البيئي، و الحد من آثاره المدمرة، و في مقابله، الالتزام بالمقتضيات البيئية، لأن التقيد بهذه المقتضيات يتطلب اعتماد سياسة بيئية منسجمة و متكاملة، بغية تحقيق تكنولوجية سليمة بيئيا، و التقيد بالمقاييس و المواصفات، و كذلك مراجعة نمط الاستهلاك، و كذلك حلل الإنتاج، و جعلها خاضعة لمتطلبات حماية البيئة، و صيانة الموارد الطبيعية، و ترشيد استغلالها.
- الصناعة تلوث البيئة:
مشاكل البيئة لا تعرف حدودا، خصوصا و أن الكوكب الأرضي لم يشهد في أية حقبة من عمره قدرا من التلوث مثل القدر الذي أصابه خلال القرن الماضي، و بداية هذا القرن، فقد لوث الإنسان التربة و المياه و الهواء و طبقات الجو العليا، و تحتل الصناعة مركز الصدارة في هدم المجال البيئي، و التنكيل به.
إن التقدم التكنولوجي/ و الصناعي كان لهما الدور الرئيسي في استفحال التخريب، و تدمير المجال البيئي. فالمصانع مثلا، تحتاج في صناعتها إلى كميات كبيرة من الماء، كعامل أساسي للتصنيع، و لذا تقوم باستنزاف طاقات هائلة منه، هذا من جهة، و من جهة أخرى فإنها لكي تتخلص من نفاياتها، تلجأ إلى رميها، و الإلقاء بها في مياه الأنهار، أو البحار، و بالتالي، تذهب في اتجاه التلويث، و بقصد كذلك... فتقضي على كل معالم الحياة ، مع ما يصاحب تلوث المياه من مشاكل خطيرة على الإنسان.
أما عن تلوث الهواء، فإنه هو الآخر لا يخرج عن هذا المنحى، أي ارتباطه بالصناعة. فالصناعة التحويلية تحتاج، فيما تحتاج إليه، إلى حرق المواد الكيماوية (الأساسية)، فتخرج في شكل نفايات صاعدة في اتجاه طبقات الجو (دخان في أغلب الأحيان)، بما يحتويه (هذا الدخان) من مواد سامة، تتكون في شكل زخات مطرية (حمضية) تلتصق بالتربة، فتقضي عيها تماما، خاصة و أنها تهجم على المواد المعدنية التي تحتويها التربة، فتزيل بذلك أثر الخصوبة.. هذا دون أن ننسى دخان السيارات، و ما يسببه من تلويث للأجواء، خاصة في المجال الحضري للمدن، و ما يصاحب ذلك من أمراض مزمنة للسكان (كالربو، و الحساسية).
إذن، لاحظنا بوضوح كيف تساهم الصناعة في تدمير المجال البيئي، و الإنسان، بموازاة ذلك. و هناك عامل أخطر من هذا كله، و هو ذلك المتعلق بتصدير النفايات السامة من الدول الغنية، لدفنها بالدول الفقيرة، بتدخل من وسطاء تجاريين، غايتهم الأولى و الأخيرة الربح، و لا شيء غيره، دون التفكير بالإنسان، أو على الأقل، طرح تساؤل موضوعي عن مصيره فوق الأرض مع إفرازات هذه المواد الكيماوية الكبرى، بحيث تلتقطها أيدي المتاجرين بأرواح الناس لتلقي بها خارج الدولة فتقضي بذلك على كل أشكال الحياة، و معالمها.
-إفرازات التلويث تهدد صحة الإنسان:

هذه كلها عوامل متعددة، و مختلفة، تدمر البيئة، و تقتل بمقابل ذلك الحياة الإنسانية، في جل تمظهراتها: و خير دليل على ذلك هو الثقب الذي ظهر على طبقة الأوزون، هذا الذي بدأ يقلل من رطوبة الجو، و ذلك بإفساح المجال لتسرب الأشعة، ما فوق البنفسجية، و بالتالي الإفراط في الحرارة، و ما يصاحبها من أمراض، كتلك المتعلقة ببعض الأمراض الجلدية الخطيرة، و من بينها، مرض سرطان الجلد، على سبيل المثال لا الحصر.. إضافة إلى الزيادة في سخونة الأرض، و ما يصاحب ذلك من تقلص الطبقة الجليدية في القطب المتجمد، و ما يعنيه ذلك من ارتفاع منسوب المياه، و تقلص مساحة اليابسة بموازاة ذلك...
كل هذه الأخطار المحدقة دفعت سائر الدول المعنية بالأمر إلى دق ناقوس الخطر،وإطلاق صيحات بعيدة المدى لعلها تكون مخلصها من الورطة التي أصبح يتخبط فيها المجتمع الدولي، من أخطار محدقة مهددة للكيان البشري، فعقدت عدة مؤتمرات، و مجموعة من الندوات تستنكر ما يحصل مع البيئة من تدمير بطريقة وحشية، و همجية، (حرق الغابات في إفريقيا من أجل الحصول على مساحات أرضية شاسعة تسهل عملية الفلاحة، قتل الأسماك، خاصة بعض الأنواع النادرة منها دون وازع أخلاقي أو ضمير حي، كالحيتان، و الدلافين، إلخ...)، و على نحو سريع بدأ يدب الخوف في أوصال الجميع، فكان مؤتمر البرازيل العالمي بريو دي جانيرو سنة 1992، على أساس تنفيذ برنامج عمل القرن 21، كمناشدة حقيقية لوضع اللبنات الأولى للحد من الخروقات التي تطال البيئة دون رحمة أو شفقة، ليكون هذا المؤتمر أحد الأسس العلمية التي تخوض المعركة بشكل جدي، خاصة و أن المسألة لم تعد قطرية أو إقليمية، بل أصبحت كونية تهم الجميع، لأنها مرتبطة بمصير الكرة الأرضية، و مصير الإنسان فوقها... لكن شتان بين النظر و التطبيق.
فهل فعلا هناك حلول عملية، يمكن الاعتماد عليها، خاصة إذا لاحظنا بعض الدول المعنية غير آبهة لما يجري و يحدث، ومازالت تتمادى في تلويث الجو؟!، مع العلم أنه اليوم، ميدان البيئة أمام تحديات أخرى أعمق وأخطر، وهي تحديات مرتبطة بمسار التنمية الاقتصادية في عمومها...
- الحد من التلوث مرتبط بالبرمجةالمستقبلية:
إن الحد من أثار التلوث لا يمكن أن يحدث إلا من خلال توسيع نظام التطهير، وإزالة مقذوفات المصانع، ووضع برنامج لمراقبة المياه الجوفية من الثلوت الناتج عن الأسمدة و المبيدات .
كما أن التشخيص العلمي البحت، يحدد الأولويات، و المشاريع ،لكن مصحوبة بالبرمجة المالية والتقنية .
إلا أنه لابد من التأكيد على أن المعرفة البيئية لا يمكن أن تحقق أهدافها إلا إذا تم ضبط المؤشرات البيئية بصفة تدريجية، و هذا يتطلب في بعض الأحيان إعادة النظر في كيفية جمع المعلومات و تصنيفها و توافقها مع المعطيات القطاعية الأخرى في إطار مشاركة الجميع و استعدادهم التام للتنسيق الفعال و العمل المشترك و المستمر...




#خالد_ديمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المزج بين الحياة الخاصةوالمسؤولية العامة يعرقل قانون التصريح ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - خالد ديمال - تدمير المجال البيئي كارثة تهدد الأرض والإنسان