أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان جواد كاظم - أنسنة الدين !














المزيد.....

أنسنة الدين !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 1909 - 2007 / 5 / 8 - 08:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لست بمحضر الاساءة الى دين او معتقد , فالايمان او عدمه مسألة شخصية تهم كل انسان على حدة, بل اتمنى على الاسلاميين اعتماد تسويق اعلامي عقلاني للدين يسهل عملية استهلاكه وتفهمه.فان اكبر اعداء الاسلام هم الاسلاميون ذاتهم, فبضاعتهم المعروضة بائرة مستهلكة ومملة. في وقت يتنامى فيه قطاع التسويق الديني المسيحي في الولايات المتحدة منذ تسعينيات القرن الماضي وحقق ارباحا قدرت بين 4-6 مليارات دولار سنويا, حيث كانت وكالة العلاقات العامة (أي ل آر سي) التي تأسست عام 1994 والتي تعمل في مجال الاعلام وتحت شعار"بعث الايمان" النسخة الامريكية المحسنة ل" الصحوة الاسلامية",قد قامت برعاية الحملة الاعلامية للداعية التلفزيوني الشهير بيلي كراهام وترجمة اصدارات جديدة للانجيل....اما في سنغافورة فقد اطلقت الكنيسة هناك حملة دعائية تحت عنوان" الله " التي تهدف الى تحسين النظرة الكلاسيكية للرب الكلي القدرة الجبار القاسي صعب المنال الذي لايمكن الوصول اليه والمتعالي والذي تنفر منه المسيحي العصري وتذهب به الى منافسين يقدمون الها اكثر جاذبية,لذا فالحملة تسعى الى ان تجعل من الله رفيق درب وصديق حميم يمكن دعوته الى عشاء مشترك. ولايخفى ان مجرد فكرة دعوة الله الى العشاء المجازية تعتبر تجديفا بالدين وتدفع الكثيرين من رجال الدين يثورون غضبا. اما بحالتنا الاسلامية ففتاوى القتل بنسخ جاهزة تنتظر التوقيع عليها بدعوى الاساءة الى الدين.
برامج التسويق الديني الاسلامي تضج بها قنواتنا الفضائية,فالدعاة يشغلون وقتا طويلا من ساعات البث التلفزيوني فيها, لابل ظهرت قنوات فضائية دينية متخصصة عدا صفحات الانترنيت,في تسويق متخلف للدين بسبب بضاعتها الظلامية المثقلة بالمحرمات والتي تقلب ايام المسلم الى جحيم في حياته قبل تعرضه لعذاب القبر ثم عذاب جهنم.
في العراق حيث التسويق الاعلامي للاسلام قد تصاعد بعد تغيير نظام الكبت وانطلاق الحريات ولكنه أطل علينا بافضع اوجهه بشاعة...فصور الذبح وبقر البطون وتفجيرات الاسواق والمدارس واماكن العبادة...حتى بلغ التشدد الديني حد اعتبار تناول المرأة للموز و الخيار والمثلجات شكلا من اشكال الزنا التي تعاقب عليها شريعتهم بالقتل...كما تصاعدت حمى زيارة العتبات الدينية وجرى احياء مناسبات كانت مغمورة في غياهب التاريخ وفيها مالم يجر الاحتفاء به من قبل. ولتسويق هذه الممارسات ظهر تعبير" السياحة الدينية" كآلية لعملية التسويق وبسبب غياب هذه الآلية ,اخذ رجال دين على عاتقهم ايجاد آلية متخلفة اعتباطية لاستمرار هذه الممارسات,فظروف السياحة في العراق سيئة جدا ناهيك عن السياحة الدينية. فليست هناك قاعدة تحتية, فلا فنادق ولاطرق مهيئة ولاوسائط نقل مناسبة وقبل هذا وذاك فقدان الامان ,غالبا ماتتحول الجوامع الى اماكن لايواء الزائرين او الاكتفاء بخيم لمبيتهم في ظروف معيشية صعبة تفتقد لمتطلبات الراحة والصحة.
ويصر زوار العتبات والمراقد الدينية في العراق على السير لمسافات طويلة لاداء شعائرهم طمعا بالثواب من جانب وتحدي طائفي من جانب آخر يصب في خدمة ميليشيات مسلحة...كل ذلك يجري بعيدا عن اجواء الخشوع الديني والتعبد التي يفترض ان تغمر هذه الشعائر.
ان من ابرز اشكال التسويق التجاري للدين, بيع صور الائمة ورجال دين وكاسيتات واقراص مدمجة لبكائيات حسينية او قرآنية او عمليات ذبح همجية وسبح...الخ. قسم من الارباح المستحصلة من ذلك اضافة الى تبرعات او نذور المؤمنين تذهب الى جيوب رجال دين متنفذين ومسلحين يخدمون احزابا دينية ولاتعرف ارباحهم الفعلية. فمن المعروف ان تعمير المراقد الدينية والجوامع تتحملها الدولة ماعدا حالات محدودة, كما ان تكاليف حماية هذه الشعائر والمشاركين فيها تدفعه الدولة.
ان ارتداء رداءا يحمل صورة رجل دين معين ليس بتسويق دعائي للدين بل للقميص والمستفيد من ذلك ليس الدين وانما رجل الدين والمنتج, فهما يتقاسمان الربح بينهما. ولايمكن لصورة رجل دين على رداء او ملصق او جدارية ان تزيد من تقوى وايمان المستهلك او حسناته سواءا مرتدي الرداء او الناظر لصورته على الرداء او الملصق او الجدارية.
وحتى عندما تعرض القناة الفضائية العراقية برنامجا عن " الحجامة" باعتبارها طبا نبويا وهي بالحقيقة طبا صينيا,لاتقوم بتسويق اعلامي للدين باي حال من الاحوال كما يبدو للمشرفين عليها وانما هو دعاية اعلامية لممارسه, اما برنامجها الجديد عن الاستخارة فحدث ولاحرج.
ان الخروج من شرنقة السلفية واصفادها وجعل الدين , اي دين في خدمة البشر وليس البشر في خدمة الدين كما هو جار الآن, هو افضل تسويق للدين. فبالنهاية لايحتاج الله الى مساعدة مخلوقاته الوضيعة.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاول من آيار, ثلج ...خزامى احمر...تضامن
- هل -رهبوت خير من رحموت-؟
- سعادة الطفل العراقي...اولوية !
- اين نحن من مازوشية هؤلاء وسادية اولئك؟!!
- الحجاب يباب
- قانون ديمقراطي للاحزاب لتقويض الطائفية السياسية


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان جواد كاظم - أنسنة الدين !