أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - كيف نمنع الحرب القادمة















المزيد.....

كيف نمنع الحرب القادمة


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 1909 - 2007 / 5 / 8 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مظاهرة المائة الف الأحتجاجية في تل ابيب ، وتقرير لجنة فينوغراد الأولي الذي ادان قباطنة السلطة في اسرائيل بالفشل في ادارة الحرب ، أثار الحماس السياسي لدى الكثيرين في العالم العربي ، وأيضا جعل يسارنا العربي في اسرائيل يطلق عناوينه التي تقول ان " لجنة فينوغراد أقرت رواية حزب الله " .
هل يتوهم أحد ان لجنة فينوغراد تحقق في ارتكاب السلطة الاسرائيلية لجرائم حرب في لبنان ؟ هل تحقق في سلامة قرار اسرائيل ضرب البنى التحتية للدولة والشعب اللبناني ؟ هل يقلق لجنة فينوغراد عدد الأطفال اللبنانيين الذين دفنوا أحياءا تحت أنقاض الأبنية التي قصفت من الجو او بالمدفعية ؟ هل يوجع أعضاء اللجنة قلوبهم من الاف الضحايا المدنيين الأبرياء الذين سقطوا قتلى وجرحى ، وهدم مستقبلهم تماما ؟ هل يهم اللجنة الوجه البشع لاسرائيل وضرورة اصلاح سياستها لتستطيع الأندماج بالشرق الأوسط ؟ هل يعنيها استعمال الجيش الاسرائيلي لأسلحة محرمة دوليا مثل القنابل العنقودية التي ما تزال توقع الضحايا بين ابناء لبنان ؟!
لم أفهم ما الذي يجعلنا ننظر الى التقرير وكأنه انتصارا عربيا .. أو حزبيا !! حقا الشيخ حسن نصرالله انفعل من لجنة فينوغراد .. واعتبر تقريرها اعتراف بنصره الألهي .
هل من أجل سعادة الشيخ حسن نصرالله ودعم ادعاءاته بالانتصار ، أقامت اسرائيل لجنة للتحقيق في حرب لبنان الثانية ؟
اولا ، وبدون علاقة بالتحقيق داخل اسرائيل حول قرار وادارة الحرب ونتائجها .. المنطق ان تقوم لجنة تحقيق لبنانية ، تحقق في التجاوز على شرعية الدولة اللبنانية ، واتخاذ فئة لبنانية قرارات سياسية وعسكرية جرت الشعب اللبناني كله الى كارثة ودمار شامل، وهذه المسالة لا تقل أهمية عن حوادث الاغتيالات في لبنان . وما دام الشيخ انفعل من اقامة لجنة تحقيق لدى العدو .. وامتدح الفكرة ، فمن البديهيات ان تقوم لجنة تحقيق لدى الطرف الآخر .. من أجل منع اي فئة من جر لبنان الى حرب أخرى رغم أنفه ، ووضع قرار الحرب والسلم بيد الشرعية اللبنانية التي اختارها الشعب اللبناني .. والحقيقة الصارخة ، وبغض النظر عن الصمود البطولي للمقاومة ، واحداث مفاجئة عسكرية لعدو متغطرس ، الا ان الشعب اللبناني تورط في حرب مدمرة وهمجية لحساب فئة سياسية لها أحلامها غير اللبنانية كما هو معروف .. وكان تعهد الشيخ حسن ، بعد الحرب بالمليارات .. من أين لك هذه المليارات.. ولماذا لم تظهر هذه المليارات في اعادة البناء ؟ أم انك كنت تعني احضار اسلحة جديدة بالمليارات ؟ وهل هناك من يبيع حياته وحياة أطفاله وعمران وطنه بكل مليارات العالم ؟
مظاهرة المائة الف في ساحة رابين في تل ابيب ، او المائتي الف كما يدعي المنظمون ، التقى فيها اليمين الاسرائيلي واليسار الاسرائيلي .. من ميرتس حتى الليكود ومن هم على يمين الليكود .. وراء مطلب استقالة رئيس الحكومة الفاشل ايهود اولمرت ووزير الدفاع الفاشل عمير بيرتس . لا اختلف مع أحد على فشلهم ... ولكني أختلف على مضمون هذا الفشل .
المتظاهرون قبل الحرب واثناء الحرب كانوا من أشد المتحمسين للحرب وتدمير لبنان . لم يفكر أي منهم ، من اليمين أو اليسار ، بكارثة الحرب على الشعب اللبناني ، قلقوا من تحول شمال اسرائيل الى ساحة حرب ، وكأنه منصوص ان الحرب تجري فقط قوق الأراضي العربية .. وكانوا على استعداد لتجاوز هذه " المفاجئة " لو كانت النتائج مشابهة لسائر حروب اسرائيل ... " نصفعهم بقوة وسرعة وانتهينا ". ولم نسمع من لجنة فينوغراد او المتظاهرين كلمة واحدة عن تعنت اسرائيل المتواصل في نسف امكانيات التفاهم وايجاد الحلول للقضايا المتنازع عليها . لجنة فينوغراد والمتظاهرين لم يطالبوا بتغيير النهج السياسي للسلطة ، من نهج العدوان المسلح والحروبات الهمجية الى سياسة سلام واعتراف بحقوق الآخرين . كذلك لم يكن ضمن المهمة التي كلفت بها لجنة فينوغراد فحص موضوع عدم التقدم بالعملية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين وسائر الأقطار العربية . لجنة فينوغراد تحقق بفشل البطش وانزال المزيد من الدمار بالجانب العربي ، وكيف تحقق اسرائيل ذلك مستقبلا بشكل أفضل وانجع .
اليسار الأسرائيلي يثبت مرة أخرى صبيانيته .. المطروح ليس الأستعداد للحروبات القادمة ، انما تخليص شرقنا من سياسة العدوان والدمار.
هل المطالبة باقالة رئيس الحكومة ووزير الدفاع سيغير الواقع السياسي في اسرائيل ، عبر انتخاب حكومة أخرى ..؟ من سينتخب الأسرائيليين ؟ هل حكومة برئاسة بيبي نتنياهو ستخلص اسرائيل من الحروبات ، ام ستورط الشرق الأوسط كلة ، بدماء جديدة ؟ الغباء النادر لليسار الاسرائيلي انه لا يفكر الا باقالة الفاشلين على خوض حرب تدميرية .. هل فشلوا في الحرب فقط وبالأساس ، ام ان فشلهم المخيف يبرز اساسا في استمرار الجمود السياسي ورفض تحريك العملية السلمية ؟
وماذا بعد ؟ هل سينتخب شعب اسرائيل المصدوم من نتائج الحرب ، مغامرين جدد ليجربوا دورهم على حساب الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني وربما السوري ايضا ، وقد نصل الى ايران أيضا ؟ بالطبع الشعب اليهودي المضلل في اسرائيل سيدفع ضريبة الدماء ثمنا لكل مغامرة عسكرية ، هل فكروا بالدم اليهودي ، ما داموا يدعون حرصهم على حياة المواطنين في اسرائيل ؟ وبعدها ، اذا كان الثمن من الحرب القادمة مؤلما ايضا ، ولن يكون الا كذلك ... ربما سنشهد ، كالعادة .. مظاهرة مئات الآلاف في ساحة رابين في تل ابيب تطالب باستقالة الفاشلين الجدد وتغييرهم !!
حتى متى ؟
على المنتصر الألهي أن يدرك ايضا ، ان ما حققه للبنان هو الدمار الشامل .. لا يوجد منتصرون ومهزومون في الموت والدمار . ان هذا النصر أمام خرائب العمران وجثث الأطفال وسائر القتلى والمشوهين ، هو شر من هزيمة. الحرب ليست حلا ، وكل العقلاء يدركون ان الحروبات في عصرنا الحديث اصبحت مستحيلة الحسم . الولايات المتحدة فشلت ولن تستطيع حسم الحرب في العراق ، ولكنها لم تهزم . واسرائيل لم تستطيع حسم الحرب ضد المنظمات الفلسطينية ،ولكنها لم تهزم .. وفشلت في حسم الحرب ضد حزب الله ، ولكنها لم تهزم . واذا تورطت اسرائيل في حرب ضد سوريا ، ايضا لا يمكن أن تحسم الحرب ، واذا تورطت امريكا أو اسرائيل ، أو كلتاهما معا بحرب ضد ايران .. فالويل لشعوب هذا الشرق من المصير الأسود .. اذ ستشتعل حربا أخرى لا مجال لحسمها .. ولن يكون فيها منتصر ومهزوم ، انما شلالات من الدم ، قبل ان يعود المتظاهرين للمطالبة باسقاط الحكومة الفاشلة الجديدة ...
افهم النصر الألهي ان يحسم طرف ما الحرب ضد الطرف الآخر ، هل من يستطع الادعاء بامكانية مثل هذا الحسم ؟
هناك ضرورة للجنة على نسق لجنة فينوخراد تحقق بتوريط لبنان في مصيدة حرب مدمرة ،وتعمل على منع توريط لبنان في مصيدة موت ودمار جديدة ، لا يبدو اننا نستطيع الادعاء ان آخر صفحات الحرب بين اسرائيل وحزب الله قد أغلقت .. وضرورة اللجنة حتى لايدمر لبنان تماما بحرب تخاض لحساب قوى ترى بلبنان اداة في استراتيجيتها السياسية والعسكرية .
ان ما تحتاجه اسرائيل بشكل مستعجل وصارخ لجنة تحقق بالتعطيل الاسرائيلي المتعمد للحل السلمي في الشرق الأوسط ، وليس بفشل حربها ضد حزب الله .. لأن الحرب لم تفشل ،وتجاهل الجانب السياسي في الحرب ، أي دور السلطة الشرعية اللبنانية الفعال والمجدي كما تبين في انهاء العمليات القتالية ، هو ما ضمن بياض الوجة للمنتصر الالهي .
الحسابات لم تعد نفس الحسابات القديمة .. ما تحتاجة اسرائيل قبل كل شيء ، مئات آلاف المتظاهرين في ساحة رابين من أجل الأصرار على طريق السلام العادل والشامل .... وليس استبدال الفاشلين بفاشلين جدد ، لن يقودوا شعبهم الا في طريق الكوارث والدم !!

نبيل عودة – كاتب ناقد واعلامي – الناصرة
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرواية التي لم أكتبها
- دور الطليعة الشيوعية النهضوية في ارساء الثقافة العربية الفلس ...
- هل هي حملة تحريض جديدة
- خياران صعبان اسرائيل امام مفرق طرق
- المساواة للمرأة ودمجها بالحياة العامة قاعدتان اساسيان لبناء ...
- تفسخ وشرذمة طائفية أم تعددية حزبية دمقراطية؟
- حول وثيقة التصور المستقبلي للعرب في اسرائيل
- مع الشاعر حسين مهنا في ديوانه - انا هو الشاهد -
- مؤتمر جبهة الناصرة
- حازم يعود هذا المساء ( رواية )
- رؤساء مجالسنا المحلية يصطادون السمك في البحر الميت
- مسرح الميدان في قفزة مسرحية نوعية مثيرة
- هموم ثقافية
- من قضايا الجماهير العربية في اسرائيل
- عن التطبيع الثقافي ومضامينه غير الثقافية
- الخدمة المدنية بين التشنجات الحزبية والواقع الاجتماعي
- المبادرة السورية ،الحسابات الامريكية و- التضريط- الاسرائيلي
- المسمار الأخير قبل الجديد الآتي
- سياسة نووية جديدة في الشرق الاوسط
- في الذكرى الخامسة لانطلاقة الحوار المتمدن


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - كيف نمنع الحرب القادمة