أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد كريزم - الأديبة والشاعرة الفلسطينية سلافة حجاوي: الشعر بحاجة إلى حرية نفسية وثقافة إجتماعية ... عصر أمراء الشعر إنتهى















المزيد.....

الأديبة والشاعرة الفلسطينية سلافة حجاوي: الشعر بحاجة إلى حرية نفسية وثقافة إجتماعية ... عصر أمراء الشعر إنتهى


محمد كريزم

الحوار المتمدن-العدد: 1910 - 2007 / 5 / 9 - 10:34
المحور: الادب والفن
    


كان معظم شعرها للقضية الفلسطينية، وقلما كتبت شعراً ذاتياً، كتبت عنها الصحافة العربية من المحيط إلى الخليج خلال مؤتمر الأدباء العرب عام 1975، إنها تنبئ بمولد أكبر شاعرة عربية، ولكنها خيبت أمالهم عندما إنقطعت عن الشعر فترة لإنشغالها بالدراسات الأكاديمية، هي من أنصار الشعر الإبداعي الحديث وتدافع عنه بقوة، لم تكتب أبداً شعراً يطالب بحقوق المرأة لأنها ترى أن على المرأة أن تناضل من أجل حقوقها المهضومة.
إنها الأديبة والشاعرة الفلسطينية سلافه حجاوي التي تحدثت مطولاً عن هموم الشعر العربي في الحوار التالي:

فجرت مأساة فلسطين عواطف الشعراء وأضرمت أحاسيسهم وألهبت مشاعرهم، فما هو التأثير الذي أحدثته المأساة في شعرك؟ وكيف كانت بداياتك الأدبية؟
شهدت الخمسينات البداية التجريبية لقصائدي، وكانت آنذاك قصائد صغيرة، ومنذ أواخر الستينات انطلقت شاعرة، كان توجهي نحو قضيتي الوطنية، فلذلك اتسمت جميع قصائدي والتي عرفت على صعيد الوطن العربي بأنها قصائد وطنية ذات لون وطعم خاص، به كثير من الذاتية، وتأثرت كثيراً بحبي للصور والرسومات، فاتخذت قصائدي نمط اللوحة أكثر من السرد الذي ينتهجه عدد من الشعراء.
أصدرت مجموعتي الشعرية الأولى عام 1975 خلال مؤتمر الأدباء العرب، وكتبت عني الصحافة في ذلك الحين من المحيط إلى الخليج، بأنني أنبئ بمولد أكبر شاعرة عربية، ولكنني خيبت أمالهم لأنني انشغلت بالقضايا السياسية وتوجهت إلى الدراسات الأكاديمية لأسباب معينة، وقد عدت إلى الشعر منذ أواسط الثمانينات لأكتب نمطاً جديداً من القصائد.

كثيراً ما نجد الشعر الفلسطيني إما شعراً غنائياً أو قصصياً، قلما نجد الشعر المسرحي، فلماذا؟
لأن المسرح غير موجود وإن وجد فهو ضعيف جداً في العالم العربي عامة وفلسطين خاصة، والثقافة العربية بعيدة كل البعد عن المسرح فحين يزدهر المسرح، يبدأ الشعر المسرحي في الانتعاش والازدهار.

من المعروف أن الثورة والحجر والحنين إلى الوطن من رموز الشعر الفلسطيني، وقد طغى ذلك على الجوانب التأملية والرومانسية، السؤال هل يمكن اعتبار واقعية الأفكار واستلهام روح العصر الذي لاحت تباشيره في شعرنا المعاصر حالياً بمثابة البديل للشعر التعبوي والثوري؟
مما لاشك فيه أن الشعر هو الشعور ..... ولذلك لابد أن لا يقتصر الشعر على الجانب التعبوي، فللشعر الثوري دور معين ومحدود ولكن الشعر الجيد هو الشعر التأملي الذي يعكس أفكاراً واقعية تتم عن قيم إنسانية، والشعر الثوري ذو مرحلة زمنية معينة دائماً، إلا إذا أخذ بعين الاعتبار المشاعر الإنسانية الراقية.

طرحت قبل سنوات عديدة وبالأخص في الملتقى الشعري الأول في بغداد سؤالاً ولم يجب عليه، وفي نظري أرى من الضروري الإجابة عليه الآن وهو لماذا ظهر شعر المقاومة داخل فلسطين، ولم يظهر خارجها؟
أنت تطلب مني جواباً على سؤال قد كنت طرحته أنا في ذلك الوقت، وأقول لك أن التحديات كانت مختلفة ففي داخل الوطن كان الإحتلال، وكان الوجود راسخاً في فلسطين على الأرض وهو يتحدى المحتل، أما في الخارج فكان الوضع مأساويا، فكان الشتات ..... والكل يريد أن يثبت ذاته ويريد أن يقول أنا موجود .. هذه هي مرحلة الشتات ثم تطورت إلى مقاومة بعد ذلك فهناك فارق في نوع التحديات التي واجهت الداخل والخارج.

أصحيح أن الشعراء الفلسطينيين في الشتات يعانون من حالة الاغتراب النفسي؟
نعم إنهم يعانون من حالة الاغتراب النفسي لأنهم كانوا بعيدين عن أرض الوطن حيث الشتات والضياع، لذلك شعروا بالغربة والإقتلاع.

وهل مازال الشعراء يعانون من هذه الحالة وهم في وطنهم فلسطين؟
لا ... بالطبع فقد إختلف الوضع الآن، فمنذ أن قويت منظمة التحرير الفلسطينية، وقادت النضال، أصبحوا أكثر تفاؤلاً بعد أن وطأت المنظمة قدميها أرض فلسطين، فأصبح الشعر الفلسطيني أكثر تفاعلاً وتحدياً ومقاومة مع وجود المؤسسة السياسية الفلسطينية التي تسند الشاعر والمثقف .... هكذا اختلفت المرحلة والآن التحدي أكبر، نحن على أرض فلسطين الآن وهي منبع الإبداع، كثير من الشعراء عادوا إلى الوطن، فأنت عندما تضع قدميك على الأرض، فأنت واثق من نفسك وتستطيع أن تقاوم المحتل بجميع الصور التي تتصورها.

تتفاوت درجات الأداء في الأسلوب الشعري ما بين الاتجاه الإتباعي والاتجاه الإبداعي، فأين موقعك بين هذين الاتجاهين؟ وما هي المحاور الأساسية في شعرك؟
أنا من أنصار المدافعين بقوة عن الشعر الإبداعي الحديث، أؤمن بأن التاريخ لا يقف صامتاً أو جامداً، والشعر ساحة واسعة من الإبداع والعطاء والتفاعل مع نمو الزمن وتطوره، ينبغي أن لا نقف صامتين أو جامدين أمام هذه الحركة في الحياة، ولابد للشعر أن يتطور ويعكس الوقائع الجديدة في فهم الإنسان لنفسه في معركة الحياة.

إلى أي حد يبدو الأدب والفكر وممارسته القائمة اليوم في العالم لغة عالمية؟ وما هي التخوم التي تفصل بين ما هو عالمي وما هو عربي أو فلسطيني؟
الشعر إما أن يكون عالمياً أو لا يكون .... هذا رأيي، ما الذي يعنيه ذلك؟ يعني أنك تكتب قصيدة تجسد خصوصيتك كفلسطيني أو كأي مواطن في أي دولة أخرى، ولكنها تعطي مفهوماً يفهمه ويستوعبه جميع أفراد العالم .... وهذا هو الشعر العالمي لا يعني الشعر العالمي أن تكتب عن أشياء بعيدة عن واقعك، لا .... أنظر إلى الشاعر العظيم ( لوركا ) لقد كتب عن تفاصيل حياة الغجر، وهي تفاصيل حياة صغيرة ومحدودة جداً، ولكن لوركا استحق عن جدارة ( العالمية ) لأن كل إنسان يقرأ الشعر في العالم يفهم ويتفاعل مع لوركا، لأنه يعبر في قصائده من خلال هذه الخصوصية عن مشاعر وألام وأحلام عالمية يفهمها أي إنسان في أي بقعة من العالم، فالعالمية لا تتضارب ولا تتناقض مع الخصوصية إذا كان يلفها الإبداع.

هل الشاعر يعرف التعصب أو الحزبية؟
الشاعر الذي يحترم نفسه هو ذو إحساس مرهف ومشاعره راقية، وعموماً الشعر خارج الحزبية وإلا فيعتبر شعر دعائي، يمكن للشاعر أن يكون حزبياً، ولكن الشعر لا يتحزب، إنه يتحزب للقضايا والأفكار والمثل الإنسانية العالمية كلها، يتحزب للمشاكل التي تعترض البشر.

ما رأيك في الشعراء والأدباء المحليين في فلسطين، وكيف تقيمين قصائد شعرهم؟
نستطيع القول أن هناك محاولات جيدة. قد تكون سنوات النضال والاحتلال خاصة الفترة الأخيرة، قد حالت دون تفرغ الشاعر للإبداع، لذلك الفرصة الآن أمامه متاحة للإبداع، وأنا أقول أن الشاعر لا يمكن أن يكون شاعراً جيداً إلا إذا قرأ وتيقن، فالشعر ليس بالعملية التلقائية، إنه مهارة وصنعة وحرفة، ولذلك لابد للشعراء أن يقرأوا عن ماهية الشعر، ليعيدوا تشكيل رؤاهم الشعرية وإثرائها.

هل أخذت قضايا المرأة خاصة ما يتعلق بحقوقها حيزاً من شعرك؟
لا... لم أكتب بهذه الطريقة، أنا لا أؤمن بالمطالبة بحقوق المرأة، وإنما أؤمن بانتزاع الحقوق، وعلى المرأة أن تناضل ولا تطالب فقط، لذلك لم أكتب شيئاً يطالب بحقوق المرأة مطلقاً، لقد كنت على الدوام أخذ وأنتزع حقوقي بقدرتي وكفاءتي ومهاراتي، فالمرأة التي لا تناضل من أجل حقها تفقد هذا الحق، وحقوق المرأة مهضومة وفي اعتقادي أن المرأة الفلسطينية لم تأخذ حقوقها وعلى المرأة الفلسطينية أن لا تنكمش أو تنكفئ على نفسها.

إذن هل يمكن أن نرجع قلة وجود الشاعرات الفلسطينيات لانكفاء المرأة وانكماشها؟
نعم، عموماً عدد الشاعرات إجمالاً في ساحتنا الفلسطينية قليل، وهذا يعكس الواقع، لأن الشعر يريد حرية نفسية، والمرأة في مجتمعنا بشكل عام لا تتمتع بهذه الحرية النفسية، إضافة إلى أن الشعر يريد ثقافة، وقد تشعر النساء الفلسطينيات بخوالج وأحاسيس ولكنهن لا يستطعن التعبير عنها بالشكل المطلوب، فالفرصة في مجتمعنا أمام المرأة مازالت ضئيلة، وأطالب بمزيد من الحريات للمرأة.

لماذا تغيب عن الساحة الفلسطينية المهرجانات الأدبية؟
لا بد أن نسعى لإقامة مثل هذه المهرجانات الأدبية في فلسطين، ولكنني لم أعد أؤمن كثيراً في المهرجانات الشعرية، أنا أعتقد أن الشعر الخطابي قد انتهى تماماً، وعلينا أن نعود إلى ذواتنا ونتفحصها من جديد، أنا أفضل أن ألقي قصيدة في جلسة تشتمل على عدد قليل من الناس، وأقرؤها بهدوء وليس على المنصة.

في تقديرك كيف يمكن استنهاض الحركة الأدبية في فلسطين؟
نحن الآن في خضم بدايات جديدة، وأنا أعتقد أن هذه الحالة ستفرز واقعاً جديداً يستنهض الكثير من الشعراء، ولكن الموضوع يحتاج إلى بعض الوقت، مسافة من الزمن تتيح للشعراء التفكير.

في نظرك هل يعتبر الشاعر محمود درويش أمير الشعراء المعاصرين؟
في نظري لا ... ليس هناك أمراء شعر في الواقع، لا أؤمن بوجود أمراء شعر ولا أهتم بأي شاعر، أنا أهتم بالشعر، قد أرى أن بعض قصائد محمود درويش أو غيره من الشعراء قصائد جيدة وجميلة ورائعة، لذلك فمعياري هو القصيدة وليس الشاعر.



#محمد_كريزم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنتدى الإعلامي لنصرة قضايا المرأة - فلسطين
- ظاهرة العنف تضرب أطنابها داخل نسيج المجتمع الفلسطيني وتهدد ب ...
- القاضية ثريا الوزير: وصلت إلى منصبي القضائي بكفاءتي وإبداعي
- الشاعر أحمد دحبور: كم يبقى من الشعر فوق الغربال!؟ ..... الحد ...
- الخبيرة السياحية اعتماد عبيد:حققت ذاتي بإنشاء أول كلية سياحي ...
- المستشارة سعادة الدجاني: أول إمرأة تصل قمة القضاء في فلسطين
- البيان الختامي لمؤتمر - الوضع السياسي الراهن وتأثيرة على صحة ...
- حماس في الحكومة
- هل يتحول المجتمع الفلسطيني إلى مجتمع معلوماتي في المنظور الق ...
- حماس اللاهثة وراء الإعتراف الدولي بها
- على خلفية تصاعد وتيرة الجرائم المقترفة بحق النساء :إنتقادات ...
- أصوات نسائية تنادي بمقاطعة النظام السياسي وأخرى تطالب بتشكيل ...
- دوائر ولجان المرأة في المؤسسات الأهلية والرسمية بين الدور ال ...
- حوار مع خبيرة تطوير المؤسسات هيفاء أسعد
- تفوق الإناث على الذكور في التعليم .... دلالات ومؤشرات مستقبل ...
- دلالات مشاركة المرأة في العملية التنموية
- قوة الأنا لدى المرأة الفلسطينية
- ضعف التمثيل النسائي في الهيئات التدريسية للجامعات والمعاهد
- رفض القطاع الخاص تشغيل النساء المتزوجات ..... تمييز وأنانية
- قدرة النساء على إدارة و تشغيل البنوك بين الحاجة والواقع


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد كريزم - الأديبة والشاعرة الفلسطينية سلافة حجاوي: الشعر بحاجة إلى حرية نفسية وثقافة إجتماعية ... عصر أمراء الشعر إنتهى