أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامان نديم الداوودي - العرف الايزيدي .. اسطورة ام حقيقة ؟؟ .















المزيد.....

العرف الايزيدي .. اسطورة ام حقيقة ؟؟ .


سامان نديم الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 1908 - 2007 / 5 / 7 - 10:28
المحور: حقوق الانسان
    


قبل اكثر من عشرة ايام وانا جالس كالمعتاد امام القنوات الفضائية ، لمتابعة اخر مستجدات الشارع العراقي ، لفت انتباهي مذيع فضائية كوردستان وهو يذيع خبر مقتل خمس وعشرون ايزيديا ودون الخوض في الابعاد الحقيقية الناجمة عن قتل هؤلاء ، واعتبره العراقيون وانا واحد منهم بأنه خبر لا غرابة فيه تقع ضمن المسلسل الاجرامي المستشري في الساحة العراقية منذ سقوط النظام البائد في ابريل 2003 والى يومنا هذا ، الا أن الموضوع لم يكن كما تصورناه !!.
وبعدها وبأيام قليلة تداولت الاوساط الشعبية في الموصل وكوردستان سيناريو مخيف لم نسمع به من قبل ، بل يكاد ان يكون فلم رعب تراجيدي لم يسبق لعاصمة السينما في العالم ( هوليود ) أن فكرت حتى في ايصال هكذا افكار مرعبة الى متابعيه لبشاعة المنظر وصعوبته !!!.
نعم ، ان فلم الفديو المتداول الان بين الناس والمنشور في عدة مواقع على الانترنيت ، تستحق وقفة وصرخة مدوية لايقاف الاعراف الفاسدة واعمال المسوخ في كل بقاع العالم لكي نستطيع أن نطويها ونلقي بها إلى مزبلة التاريخ .
انها الحادثة الغريبة والفريدة التي حصلت بين الطائفة الايزيدية في قضاء بعشيقة بحق انسانة ايزيدية بريئة لم تبلغ من العمر العقدين ، وكيف أن ابناء جلدتها اجتمعوا عليها بالمئات بل بالالاف وسط دبكات وأهازيج وصيحات حماسية مبتهجين بنصرهم المؤزر في ازهاق روحها البريئة وفي صورة قتل يندى لها جبين الانسانية في مشهد لم يشهد لها مثيل وفي قسوة لم يسبق لاعنف عصابة في العالم ان وصلت الى هذا المستوى من تنفيذها لجرائمها !!!!!.
نعم ، ان فلم الرعب التراجيدي الذي شاهدته كبقية الناس ، سأصفه بقلمي وبشكل موجز لكي يتسنى للقارئ أن يتصور قباحة المنظر وثقل الجريمة تلك وأن يحمل جزءا بسيطا من معاناة روح تلك الانسانة البريئة التي ازهقت وسط احتفال القتلة المجرمين .
تخيل انك ملقى على الارض بعد ان قطعت اطرافك وشلت ، وعلى رأسك المئات من الايزيدين من شيبهم وشبابهم وهم يركلونك بكل ما لديهم من قوة ولاكثر من ساعتين والى أن تسمح لهم عقليتهم المريضة وأفعالهم الوحشية بأن يأتوا بكتلة كونكريتية ( بلوك ) يزن اكثر من 10 كيلوغرامات ويلقوا بها على رأسك ولعدة مرات .. نعم فعلوا هذا الشئ بالضبط مع تلك الانسانة البريئة الى أن فارقت الحياة بعد مرارة التعذيب الوحشي وتحولت وبعد أجزاء من الثانية الى جسم جاسئ وكانها لم تخلق لكي تعيش ولم تكن اختا لهم تاكل وتشرب بينهم !!!.
ولربما لو نمعن النظر في الابعاد الاجتماعية بعد هذه الحادثة الاليمة بصورة دقيقة ، نرى بأنها تستحق أن تكون مادة بحث معمقة ودراسة جادة لمعرفة الانسان الايزيدي من زاوية قريبة والوقوف اكثر على هذه الطائفة ومعرفة الطبيعة السايكلوجية لتعاملهم مع بعضهم البعض ومع القوميات والاديان الاخرى .
لا أدري ان كان الاسلام دين التسامح والرأفة ، دين المحبة والوئام ، دين الانفتاح والازدهار ، أن وصل بها الارهاب العالمي الى هذه الدرجة من الانحطاط امام المجتمعات والطوائف الاخرى في العالم لكي يبرر هذا الفعل المشين ، كون الضحية كانت قد اعتنقت الاســـــــــــــــــــلام !!!!!.
وحاشى للاسلام أن يعتنق الارهاب ويستبيح المحرمات ويقبل بتمثيل الجثث أو يشجع على القتل حتى أو الالتزام المتزمت البعيدة كل البعد عن القيم الانسانية والدينية .
ولنأتي ونرى الشريعة الاسلامية ومظاهر التكريم الالهي للانسان ، الانسان الذي يزهق روحه كل يوم تحت مختلف الشعارات والمسميات والولاءات ، وكيف أن العلماء والفلاسفة حاروا في معرفة حقيقة الطبيعية الانسانية وذلك لشدة تعقيدها ولكون المناهج التي اتبعوها في دراستهم لمعرفة هذه الطبيعة ‏مناهج غير سليمة لغلبة النزعة الفلسفية عليها ولاقتصار كل منهج على جانب معين من جوانب الطبيعة الانسانية اثناء دراستها بناءا على الفلسفة المتبعة لتلك المنهج ، الا ان الاسلام قدم لنا تصورا كاملا عن حقيقة الطبيعة الانسانية فامتاز عن الفلسفات والمذاهب الارضية بنظرته الشاملة المحيطة لماهية الانسان واعترافه بكل جوانب هذه الطبيعة وخصائصها دون ميل او اهمال لناحية على حساب الاخرى .
فالانسان في التصور الاسلامي ارقى الكائنات الحية التي تعيش على الارض وذكر القران الكريم لمراحل خلق الانسان في ايات عدة والتاكيد على حقوقه وحرياته المصانة وتحريمه لجملة من الاعوجاجات والاحكام الشاذة التي كانت تحدث بحق الانسان في المجتمعات القديمة والازمنة المختلفة من تاريخ البشرية كبيع العبيد وشرائهم ( الاسترقاق ) ، ووأد البنات والربا ولعب القمار وشرب الخمر وانتهاك الاعراض وغيرها من المحرمات ، ليأتي الرسالة المحمدية ويكون مهد الرسالات ومنبع علوم الهداية والرحمة وكل ما يليق بطبيعة النفس البشرية مما يعود عليه بالخير وفقا لاحكام وثوابت في القران الكريم والسنة النبوية .
اذا أن الشريعة الاسلامية لم تخضع تشريع حقوق الانسان ولا الاعتراف بها لرغبة احدى سلطات الدولة أو لارادة اشخاص معينيين فيها ، كما أن الشريعة الاسلامية لم تكتف بتقرير حقوق الانسان وحرياته ولا بالتدليل على فائدتها وأهميتها بل أعتبرت انتهاكها والاعتداء عليها جريمة تستوجب عقوبة حية قبل العقوبة الالهية واعتبره كثير من الفقهاء ان هذه الحقوق هي في حقيقتها حقوق الله سبحانه وتعالى وذلك تشريفا وتعظيما وتدليلا على أهمية النفس البشرية ، فالمساس بها وانتهاكها يعد عدوان على الله .
لذا يمكننا القول بأن العالم الانساني مدين لهذه الشريعة في مجال حقوق الانسان بل وفي غيرها من مجالات الحياة الاخرى فلقد حكمت هذه الشريعة بلاد شتى في حقب زمنية مختلفة بدءا بعهد النبوة المحمدية والى يومنا هذا ، بعيدا عما ينسج بحقها لتحويلها الى منظمة حزبية وقضية سياسية لتبرير الخطابات والحروب بحق المجتمعات السكانية في العالم .. فحاشى للاسلام ان يقبل بها .
بعد ادراكنا السريع والموجز لعظمة الانسان من خلال ما سبق قراته ، لنعود الى ما بدأنا من أجله وهو قتل البريئات ومنعهن من حرية الفكر والمعتقد ، (والضحية الايزيدية) في قضاء بعشيقة خير مثال لنضعها امام جملة من الاسئلة والحقائق بعد فراقها وهـــي :-

• الى اية درجة من الاستهزاء بالروح البشرية التي وصل اليها الشبان الايزيدية لحظة اجتماعهم وسط دبكات وهلاهل ليضربوها ضربة رجل واحد لكي يضيع دمها ؟ .
• هل هي استذكار لافلام الهنود الحمر الذي اعتادوا على رؤيتها ، وهو الرقص على الجثة بعد ازهاق الروح فيها ، وياترى هل حكومة طالبان ذات الاحكام المجحفة فعلت ما فعل الايزيدية أثناء حكمها البائد؟؟ .
• ماذا أصاب المسؤولون في تلك المنطقة من قائمقام ومدير شرطة وغيرهم رغم طول وقت الجريمة التي استمرت ساعتين ، هل كان في أذانهم وقرا وعلى عيونهم غشاوة ؟؟ .
• هل هذه رسالة الى الايزيدية انفسهم للاقتراب اكثر من مذهبهم ومراجعة بعضهم البعض لتكون بمثابة رسالة تبشيرية من طراز جديد ؟؟ .
• هل تكتفي الجماعات المتشددة برأس خمس وعشرون ايزيديا ، أم يريدوا أن يتموا العدة وهو (1000 ) ايزيدي ؟؟ .
• هل كانت الضحية بداية لصراع طائفي جديد تخرج من الاطار الداخلي للتوسع بها لتشمل فرق اخرى كالايزيدية وغيرهم ؟؟ .
• بعد ما حصلت للبنت الايزيدية من تعذيب نفسي وجسدي الى حد القتل ، هل تستحق أن نسميها شهيدة الانسانية قبل أن تكون شهيدة الاسلام ؟؟ .
• هل كان الضحايا الخمس والعشرون راضون على فعل أقرانهم ، لنقول بانهم نالوا العقاب ؟؟ .
• مدى الابعاد السلبية لهذه الجريمة في تشويش صورة الكورد ، بأعتبار الايزيدية احدى الطوائف ذات القومية الكوردية ؟؟ .
• هل يكفي الاستنكار والتنديد من قبل وجهائهم ، لشفاء الجرح المغروس في اعماق الملايين من المسلمين في العراق ، وما الذي يجب أن يفعلوه من خطوات عملية جادة لكي ينسوا الملايين هذا الحادث ؟؟ .
• ماذا سيكون دور منظمات المجتمع المدني ومنظمات الدفاع عن حقوق المراءة بعد الخطر الذي دق بابهم ؟؟.
• لا أدري إن أسأنا إلى طائفة متجذرة منذ مئات السنين ولهم أناسهم الطيبون وتقاليدهم الخاصة ، ناهيك عن أنهم إحدى الشرائح الأساسية في بناء العراق ، إلا أن تشجيعهم على قتل دعاء هز الكثيرين حتى من بينهم !؟ .

جملة من الاسئلة اطرحها وءأمل له جوابا شافيا ، وعلى المسؤولين والقائمين على حفظ ارواح الاناس الابرياء في اقليم كوردستان العراق ومناطق نفوذ الايزيدية الوقوف على هذه الجريمة بصورة جدية وعدم السماح بتكرارها ومعاقبة المرتكبين وتقديمهم الى المحاكم الجنائية لينالوا جزاءهم العادل ليكونوا عبرة لغيرهم بعيدا عن أخذ الثأر بالمثل ، حتى لا تكون اقليم كوردستان بؤرة جديدة من بؤر الطائفية والاحكام العشائرية الهوجاء من ذبح للنساء وقتلهم وتعذيبهم تحت مختلف المسميات المخلة بكل معاني الانسانية والقيم النبيلة ، ولنبعد عن القومية الكوردية هذه الاعمال القذرة ، لانها لا تليق بما قدمت القضية الكوردية من التضحيات الجسام ، فلا تسمحوا لمسيرة الالاف ميل من الانجاز والتقدم ان يهدم بركلة ايزيدية .

المهندس والكاتب
سامان نديم الداوودي
كوردستان العراق
[email protected]



#سامان_نديم_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من رواد الشعر الكوردي الكلاسيكي 00 الشاعر الكبير احمد الخاني
- الحرية للمناضل عبدالله اوجلان اسير المؤمرات العالمية وسجين ط ...
- ما الجدوى من أن نأتي بعلماء الطرفين إلى مكة
- الكونجرس الامريكي .. باختصار
- هل التعددية الحزبية .. عامل في بناء الفدرالية ؟
- صدام حسين بين حبل المشنقة و أنظار محبيه
- ايران والخليج الفارسي
- برويز مشرف وصدام حسين وجهان لعملة واحدة
- الحزب الديمقراطي الكردستاني ( البارتي ) ، قد تلقى نصيبه من د ...
- الفدرالية والكونفدرالية
- من هو صدام حسين


المزيد.....




- شيكاغو تخطط لنقل المهاجرين إلى ملاجئ أخرى وإعادة فتح مباني ا ...
- طاجيكستان.. اعتقال 9 مشبوهين في قضية هجوم -كروكوس- الإرهابي ...
- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامان نديم الداوودي - العرف الايزيدي .. اسطورة ام حقيقة ؟؟ .