أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - وثيقة العهر الدولي















المزيد.....

وثيقة العهر الدولي


طلال بركات

الحوار المتمدن-العدد: 1907 - 2007 / 5 / 6 - 05:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذهب رجل الى السوق لشراء سمكة فأخذ يشمها من الذيل فقال لة البائع انك غشيم في شراء السمك المفروض ان تشمها من الرأس وليس من الذيل فقال لة المشتري انني أول ما نظرت اليها عرفت انها جايفة ولكن كنت اريد ان اعرف هل وصلت الجيفة الى مؤخرتها.
لقد وصلت جيفة الولايات المتحدة في المستنقع العراقي الى حد تهرئ نظامها السياسي الذي بات يتمزق بسبب الانقسامات والتناحرات بين الأدارة والكونغرس حول العراق، وان الغاية من وراء تحمس الادارة الامريكية للمؤتمر الذي عقد في شرم الشيخ هو من اجل افهام الديمقراطيين بان المجتمع الدولي لازال يؤيد ويدعم سياسة الرئيس بوش في العراق معنى ذلك ان هذا المؤتمر جاء بالدرجة الاولى لانقاذ الادارة الامريكية من ازماتها الداخلية والخارجية ولم يكن لصالح العراق من شيئ سوى لوحة تتخبط فيها الانسة رايس باطلاق عبارات وشعارات رنانة تخدع بها الشعب الامريكي قبل الشعوب الاخرى حتى باتت اسطوانة الحرية والديمقراطية التي تصدرها الولايات المتحدة من على صهوة دباباتها محط سخرية وازدراء لكثير من شعوب العالم.
ان من اول أخطاء هذا المؤتمر هو العنوان الذي سمي بة ( وثيقة العهد الدولي ) ... اي عهد دولي هذا فاذا كان عهد امريكي فالتاريخ يشهد بعهود امريكا وغدرها بالشعوب والاشخاص على حد سواء فالقضية الفلسطينية شاخصة امام الاعين حيث كلما تحصل ازمة في منطقة الشرق الاوسط تطلق امريكا حزمة من الاكاذيب بشأن حل تلك القضية وعندما تنتهي الازمة تلحس تعهداتها ووعودها ، واما على صعيد غدرها بعملائها فحدث بلا حرج فشاة ايران خير دليل على ذلك. اما العهد الذي قطع على عاتق الحكومة العراقية منذ انعقاد مؤتمر القمة العربي في الرياض ومؤتمر بغداد الدولي بعد ان طلب من الحكومة العراقية عدة مطالب بشأن تحسين الاوضاع في العراق واهمها حل الميليشيات والمصالحة الوطنية وتعديل الدستور وقانون اجتثاث البعث وغيرها .. فأن كل الذي حصل من ذلك لا يتعدى ان يكون مخادعة ومراوغة وتضليل واكاذيب واقوال من غير افعال .. ماذا فعلت حكومة العراق حتى نسمع عنها كل هذا الاطراء والمديح من قبل وزراء الدول المشاركة في المؤتمر وخصوصا من قبل دول الجوار بالامس كانت السعودية ترفض استقبال المالكي وناطق رسمي سعودي يفصح عن سبب عدم الاستقبال هو انحيازة الواضح لطائفة معينة كان هذا الانحياز سبب فرقة وتناحر بين ابناء الشعب العراقي واليوم يصدح الفيصل باعلى صوتة في المؤتمر داعما حكومة المالكي فضلا عن تخفيض الديون زائدا المنحة المالية والسخاء السعودي اللامحدود الذي نزل من غير سابق انذار، ما مغزى هذا النفاق السياسي .. ماذا حققت حكومة المالكي منذ انعقاد مؤتمر القمة العربي في الرياض الى هذا اليوم حتى تغدق عليها الدول الشقيقة قبل الصديقة هذا المديح وهذا العطاء باستثناء الكويت طبعا لانها دائما تناورمن اجل الانتقام من العراق وشعبة .. ماذا فعلت حكومة المالكي بشان ما يسمى بالمصالحة الوطنية بعد ان كان المطلوب منها اقناع القوى السياسية خارج العملية السياسية المشاركة في العملية المذكورة وبدلا من تحقيق ذلك تغير الحال الى خلافات بين المشاركين داخل العملية السياسية بسبب الدعم الحكومي اللامحدود للميليشيات وفرق الموت فضلا عن اتباع سياسة طائفية بحتة باقصاء وتهميش الفئات المشاركة معها في العملية السياسية من الطوائف الاخرى حتى باتت اللحمة بين تلك الفرقاء هو المطلب المنشود للمصالحة وكيف الحال من هم خارج العملية السياسية وبذلك اصبح تحقيق المصالحة المنشودة امر مستحيل بل زاد الطين بلة كما يقول المثل العراقي حتى وصل الخلاف من التعقيد تمزق الفصائل الموحدة ذاتها بسبب المصالح الشخصية والتناحرعلى السلطة كما حصل في الائتلاف الموحد بانسحاب حزب الفضيلة وانسلاخ الصدريين من الحكومة والمؤشرات القريبة تشير الى الانسحاب المتاخر لجبهة التوافق ماذا بقي في الجعبة من شيئ غير الاقوال التي تناقض الافعال، وبدلا من تنفيذ وعد تعديل الدستور الذي شطر العراق الى كانتونات طائفية تم سن قانون النفط والغازالذي هو اكثر خطورة من مخاطر الدستور في دمار اقتصاد العراق وتبديد ثرواتة النفطية ، من يضحك على من .. المعروف ان الدول الكبرى هي التي تتبنى حل مشاكل الدول الصغيرى فان المعادلة الجديدة التي جاء بها الثور الامريكي المحتضر في العراق هي ان امريكا الكبرى باتت تستجدي عطف الدول الصغرى لانقاذها من المأزق الذي تورطت فية من جراء سياستها الهوجاء مع ادراك مسبق بأن هؤلاء الاقزام غير قادرين على اخراجها من المستنقع الدموي ألا ان حقيقة هذا المؤتمر لايعدو ان يكون سوى تضاهرة اعلامية لايهام الشعب الامريكي قبل شعوب العالم الاخرى بان تحالفها الدولي لازال متماسكا متناسية الخسائر البشرية والمادية التي منيت بها فضلا عن الدمار الذي حل بالعراق حتى بلغت الحرب الاهلية ذروتها والجثث تملأ الشوارع بالاضافة الى اربعة ملايين مهجر يعانون امر الويلات .
لقد وصل الحال بالادارة الامريكية من الضعف والتفكك والخلاف الذي يعصف بمؤسساتها واللعنات التي يوجهها الكونغرس في كل يوم لتلك الادارة فقد اصبحت غير قادرة على ضبط عملائها التي جاءت بهم الى سدة الحكم لان ايران باتت تمثل العمق الاستراتيجي للحكومة العراقية استنادا الى تفوق الولاء المذهبي لصالح ايران على حساب الولاء السياسي لصالح امريكا مما ادى الى تفوق تنفيذ متطلبات الاجندة الايرانية على حساب الاجندة الامريكية ولولا هؤلاء الذين جاءت امريكا بهم الى سدة الحكم لما تمكنت ايران من بسط نفوذها في العراق بهذا الشكل والشواهد على ذلك كثيرة وآخرها دعم الحكومة للميليشيات المدعومة من ايران واجتثاث القادة العسكريين الذين خططو لانهاء تلك المليشيات على مرأى ومسمع من الكابوي الامريكي .. اي غباء امريكي هذا الذي اوصلها حد استجداء لقاء بين وزيرة خارجيتها ووزير خارجية ايران على هامش المؤتمر ليرد ماء الوجة ألا انها لم تفلح من ذلك، فهذا دليل على فقدان الولايات المتحدة للخيارات المتعددة في العراق فأن المحصلة النهائية من وراء قيام هذة المؤتمرات التي لا تغني ولا تسمن الشعب العراقي من جوع كلها تصب لانقاذ الادارة الامريكية من مأزقها.. ستون دولة تتدعي انها تجتمع لمصلحة شعب العراق ولا يسمح لمواطن عراقي واحد من دخول اراضي اي دولة من تلك الدول الستون التي تتباكى على الشعب العراقي.
واخيرا اذا كانت الدول المشاركة في هذا المؤتمر صادقة في دعمها لحكومة الاحتلال فان من الاولى ان تكون تسمية هذا المؤتمر بوثيقة العهر الدولي بدلا من وثيقة العهد الدولي.




#طلال_بركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر بغداد والاستجداء الامريكي للخروج من المأزق
- لقاء الدمى .. الهاشمي وامير الكويت
- هل تمكنت السيدة رايز بعصاها السحرية ان تمحو الاخطاء التكتيكي ...
- ليس كل الرجال رجال
- اللاءات الثلاث في قمة الخرطوم
- نظرية الأمن القومي للكويت
- وزارة الخارجية العراقية.. والأداء المطلوب
- ازدواج الجنسية.. والمواقع السيادية


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - وثيقة العهر الدولي