أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - عشية المؤتمر














المزيد.....

عشية المؤتمر


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1906 - 2007 / 5 / 5 - 11:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لاشك أن الحكومة العراقية تخضع لضغوطات كبيرة من كل الأطراف , لاتتناسب مع حجم أمكانياتها , وهي التي تعاني من سرطان المحاصصة الطائفية والقومية . وأهتمامها يجري بأستمرار لمراعات هذا المرض الذي يمنعها ويشل قدرتها من الألتفات الى بناء مشروعها السياسي المعلن في بداية تشكيلها . ذلك المشروع الوطني الذي أصبح ألعوبة بيد أطراف الصراع الطائفي , وفتح الباب على مصراعيه لمصادرة هذا المشروع الوطني , وأصبح الصراع لحسم توجه العراق بيد تكالب أطماع دول الأقليم , وتوجهات السياسة الدولية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية .
منذ بداية الثورة الأسلامية في ايران عام 1979 , عاد العراق ليكون في صلب آخر موجة صراع طائفي تستهدف وضع اليد عليه وأستمرت لحد الآن , بين ايران الشيعية ولها امتداد مذهبي كبير , وحقوق مرجعية تتمثل بالعتبات المقدسة ومراقد الأئمة الأطهار , ومستقر الحوزات العلمية . وبين الواجهة السنية التي تمثلت بوقوف أغلب الأنظمة العربية , وبالذات الأنظمة الخليجية خلف شن الحرب على ايران من قبل نظام المقبور صدام , وادامتها لثمان سنوات , حصدت فيها آلاف القتلى و أشد المآسي للشعبين الجارين .
ان دموية نظام صدام , والسيطرة البوليسية المطلقة التي فرضها على المجتمع العراقي , حالت دون وجود أختراقات ايرانية داخل العراق . وكان النظام العربي السني مكتفياً , ومطمئناً , لقساوة النظام الصدامي كمصد حقيقي يمنع تنامي نفوذ الثورة الأسلامية الايرانية بأتجاه العراق وباقي دول المنطقة . وجاء تناغم الدول الخليجية مع الامريكان بايقاف الدعم لنجاح انتفاضة العراقيين في آذار عام 1991 , واعادة الحياة لنظام صدام بهذا السبب ايضاً .
الا ان سقوط النظام الصدامي ,اسقط هذا المصد امام رغبة ومصلحة النظام الايراني الذي عجل في مد نفوذه , واستغل كل الوسائل الممكنة لتثبيت هذا النفوذ . والذي ساعده أكثر , عدم استيعاب الامريكان لطبيعة هذا التداخل المذهبي , وأمكانية تحويله الى أستحواذ طائفي لصالح ايران , وهذا ما حصل , أو لأعتقاد الامريكان بأمكانية اللعب على الورقة الطائفية لغرض احكام السيطرة أكثر على العراقيين . وفي الحالتين أكتفى النظام العربي السني بجبروت قوات الاحتلال للحفاظ على التوازن المطلوب . وقد فاته الفارق في معرفة مكونات الشعب العراقي لحفظ هذا التوازن بين نظام صدام العراقي , وبين قوات الاحتلال الغير عراقية . الى أن تبلورت مرجعية سنية – غير القاعدة وكبار مجرمي النظام الصدامي – ضمت بين أطرافها سنة وقوميين عرب وبعثيين متنفذين في حزب صدام . ووجدت هذه المرجعية في النظام العربي السني الجدار الجاهز الذي تستند عليه , وأنضم اليها بعض العلمانيين من الشيعة والسنة في مسعى لايقاف النفوذ الايراني , الذي جعل من النظام الايراني اللاعب الأقوى في الساحة العراقية . والطرف الآخر في هذه الخارطة العراقية هو أحزاب القائمة "الكردستانية" , والتي لاتزال تتريث , ولاتعطي دعمها الا للأقوى , وبشرط أن يمنحها الدعم الكامل في تحقيق تطلعاتها القومية .
بهذه اللوحة التي تفتقد لقوة المشروع الوطني تدخل الحكومة العراقية الى مؤتمر "العهد الدولي" في شرم الشيخ , وهي متوزعة بين ارادات مشاريع الامريكان والايرانيين والنظام العربي الرسمي , ورغبة كردية تنزع للأستقلال بين فجوات هذه المشاريع .
ان المؤتمرين في "العهد الدولي " ودول "جوار العراق" سيطالبون الحكومة العراقية بخطوات أكثر جدية , وأكثر وضوح , في المحافظة على وحدة العراق , والنهوض بأعادة بناء الدولة على اسس سليمة , وأنهاء المليشيات , وتحقيق الامن , واقتسام الثروات بالتساوي , واعادة النظر ببعض مواد الد ستور , والسير الاسرع بأتجاه المصالحة الوطنية . والخوف من عدم تمكن الحكومة مرتاً أخرى من انجاز هذه الخطوات رغم الدعم الذي ستحصل عليه من مؤتمر"العهد الدولي" بالذات , وهو الفعّالية التظامنية الدولية الأكبرحجماً في التاريخ , والتي أستطاعت اميركا بهيمنتها الدولية ان توظفها لصالح دعم المسيرة العراقية .
ان الرغبة الجادة للسيد رئيس الوزراء , وبعض الاطراف في الحكومة , لتحقيق شئ ملموس في طريق الوحدة الوطنية وأعادة بناء العراق , أصطدم بالأرادات المضادة التي عطلت حتى عمل اللجان المرافقة لدعم الخطة الامنية , والأحتيال لعدم الالتزام بحل المليشيات التابعة لها , والأصرار على الأستمرار في خلق أجواء عدم الثقة , وتنفيذ اجندة الدول الاخرى , مما جعل الحكومة تتخبط في عجزها رغم بعض الانجازات الامنية .
ان الاهتمام الدولي لايمكن ان يستمر بهذه الوتيرة الى ما لانهاية , وعلى العراقيين الاستفادة القصوى من هذا المؤتمر , وهذا الاهتمام . ومثلما تقول وزيرة الخارجية الامريكية "رايس" في رسالتها الاخيرة المبطنة بالتهديد الى الحكومة العراقية : " ان الزعماء العراقيين يعرفون أن ثوب الصبر الامريكي قد تمزق " وقالت " ان الولايات المتحدة تعطي دماً وكنوزاً في العراق , لكنها لاتستطيع ان تعطيهم عراقاً موحداً " .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلك هي المسألة
- آمال لن تندثر
- السباق مع الزمن
- آمين يارب العالمين
- جيش الأحتلال العزيز
- طائفية بعض العلمانيين
- دوّامة الطريق
- فرصة قد لايجود الزمان بمثلها
- مشاريع الحلقة المفرغة
- الأنسحاب البريطاني والرؤيا الأمريكية
- لماذا الأصرار على حكومة - أنقاذ وطني - ؟!
- حتى لاتتكرر مصادرة القرار الوطني العراقي
- الفشل الايراني ومستقبل العراق
- لايزال الخيار الوطني بين اليدين
- عسى أن تتوحد الجهود
- بين الأنقاذ و-المنقذ-
- جيب الصاية الأمريكي
- حبل الأحتلال
- تناقض الدروب
- مشاريع في طريق التنفيذ


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - عشية المؤتمر