أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد هيمة - الأسباب / العوامل المنتجة للفعل الإرهابي : ثقل الفكر الديني المغلق – الجزء 2














المزيد.....

الأسباب / العوامل المنتجة للفعل الإرهابي : ثقل الفكر الديني المغلق – الجزء 2


حميد هيمة

الحوار المتمدن-العدد: 1906 - 2007 / 5 / 5 - 11:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


" ليس الدين – والتراث – أفيونا للشعوب لأنه مخدر لها بأفكار أخروية ووعود سماوية ، فحسب بل وأيضا لأنه
اغتصابا للواقع وتغييب للآن " عزيز عظمة .


إن الانشغال الأساس ، لهذه المقالة الموجزة ، هو استقصاء بعض جوانب الفكر الديني ؛ الذي يشكل مرجعية تغترف منها الحركات الاسلاموية المعاصرة بعضا من تصوراتها السياسية في الآن وفي الاستقبال ، أيضا،إن تطلب الأمر ذلك !!. لذلك سنحاول مقاربة السؤال التالي : كيف توظف وتكيف الحركات الاسلاموية التراث الديني لشرعنة ممارستها الإرهابية ؟
وقبل الإجابة، نلفت انتباه القارئ اليقظ ، إلى التمييز بين الدين كمعطى سماوي مطلق الصحة ،حسب " رفعت السعيد" ، وبين الفكر الديني ، كاجتهاد بشري ، نسبي الصحة .

تعمل الحركات الاسلاموية ، في تبريرها لممارساتها الإجرامية ؛ والتي تغطيها برفع الظلم ؛ مواجهة الجبروت ؛ تغيير المنكر، إلى التكييف الإيديولوجي للنصوص القرآنية والحديثية .وإذا تعذر الأمر تنجزاستبارات في اجتهادات الأسلاف لعلها ،أي الحركات الاسلاموية ، تظفر بما قد يضفي الشرعية الدينية على مواقفها. ثم تنزعها قسرا من سياقاتها لتسقطها ميكانيكيا على أحداث ووقائع آنية تختلف ، جوهريا ، عن أسباب نزول النص الديني .من ذالك ،مثلا ، الاعتماد على آيات القتال ، كقوله تعالى : "آذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم قدير"{الحج 39} . وهذه الآية ،كما وضح ذلك الجابري ،" مثلها مثل جميع آيات القران الكريم ، إنما تقرر حكما له مناسبته ومقاصده ،،،{و} هي ، حتى بالنسبة للذين يقولون بها ، ليست قاعدة مطلقة " .

وتعزز هذا الفهم التعسفي للنصوص الدينية بآراء و فثاوي عدد من الفقهاء : "كالغزالي" ،،،"سيد قطب" ؛ الذي اجتهد ، كما قال " رفعت السعيد" ، على اعتصار فثاوي دينية تخدم ، سياسيا ، جماعته { الإخوان المسلمين} ، معتمدا في ذلك على قواعد بائسة بمقياس تطور المعرفة في عصرنا هذا " حسب نصر حامد أبو زيد.

لقد شكلت هذه المنابع والمرجعيات مرتكزات نظرية ، استمدت منها الحركات الاسلاموية تبريراتها في ممارستها للعنف إزاء الأنظمة القائمة والمخالفين لها سياسيا وفكريا . من ذالك ، ما أقدمت عليه الحركات الاسلاموية ، في طبعتها المغربية ، من أعمال قتل في حق المناضلين التقدميين : عمرين جلون ، ايت الجيد ، بوملي ،،،. واعتبر قتل هؤلاء "جهادا" ضد العناصر الملحدة، كما نشرت ذلك جرائدهم. كما أن المتصفح لرسالة التهديد ، الذي توصل بها " سعيد لكحل" ، سيلاحظ أنها تحفل بعدد من النصوص
الدينية ، تدعوا إلي سفك دماء الكفار والملاحدة ،،،الخ.

والحال ، أن انشداد الحركات الاسلاموية إلى الماضي " الذهبي" ، الذي تسعى إلى إحيائه في الملبس والمأكل ،من جهة ،وغرقها ، من جهة ثانية ، في النصوص الدينية – هو، في واقع الأمر، تعبير واضح عن بؤس وعجز ذهنية المتأسلم على تقديم إجابات ممكنة لأسئلة راهنة . لذلك ، يحتمي بالنصوص الدينية ويتوسل على أجوبة الأسلاف لإخفاء حالة العجزو،،،.

فكيف ، إذ ، نواجه هكذا الوضع ؟ هل بتجفيف فكرنا الراهن من كل ما هو لاتاريخي ؟ أم بتنقية هذا التراث بإضاءة جوانبه الايجابية وطرد الباقي ؟
يبدو لي ، أن المدخل الممكن ، راهنا ، هو إحالة التراث إلى مجاله الطبيعي و الاجتهاد للحيلولة دون امتداده الى المستقبل.



#حميد_هيمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1-الأسباب / العوامل المنتجة للفعل الإرهابي : العوامل الثقافي ...
- نظرة حول التحقيب التاريخي المعتمد بالمقررات المغربية
- قراءة أولية للوسائل التعليمية التعلمية في دروس تاريخ الممالك
- قراءة أولية للوسائل التعليمية التعلمية في دروس تاريخ الممالك ...
- المدرس في ظل واقع ذاتي وموضوعي متغير :المغرب نموذجا
- قراءة نقدية للبعد المعرفي لدروس تاريخ الممالك الأمازيغية-الم ...
- التاريخ والثقافة الأمازيغيان: بين المقاربة الدستورية والتناو ...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد هيمة - الأسباب / العوامل المنتجة للفعل الإرهابي : ثقل الفكر الديني المغلق – الجزء 2