أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بلقيس حميد حسن - جائزة اليونسكو وحقيقة الأمية في العراق














المزيد.....

جائزة اليونسكو وحقيقة الأمية في العراق


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1906 - 2007 / 5 / 5 - 11:33
المحور: حقوق الانسان
    


اليوم ونحن في عصر المعلومات المذهلة التي تنقل الخبر كما هو بالصوت والصورة كي لا تغيب الحقيقة , لازال بعض العرب يتحدثون عن القائد الملهم صدام , ولا زلنا نحن اهل العراق نموت يوميا الف ميتة عندما تكذب صرخات ارواح مئات الالاف من الشهداء من اهلنا واخواننا وفلذات اكبادنا قبل زمن الطاغية وبعده, حيث يكتب بعض الكتاب العرب- بحسن نية بعضهم او بسوءها -عن ان طاغية العراق المقبور قضى على الامية في العراق مستشهدين بجائزة اليونسكو التي منحت لصدام زاعمين انه قضى على الأمية في العراق رغم انف الحقيقة التي عشناها ونعيشها ..
عجبا أمر الاخوان العرب وأمر اليونسكو التي لا ادري كيف اشترى صدام بعض رجالها ليغيروا حقيقة الوضع الذي ساد في العراق والذي نحصد نتائجه يوميا , جهلا وتعصبا وتخلفا وأمية !
ليذهب من يذهب من الكتاب وباحثي اليونسكو وليعملوا بحثا عن اعمار الشباب الذين عاشوا زمن صدام وليروا نسبة الامية عندهم كيف هي ؟ اذ لابد لليونسكو على الاقل من احترام تقاريرها ومصداقيتها والكشف عن الذي غير الحقائق من الاعضاء المكلفين في هذه المهمة , والا مانفع تقارير وجوائز اليونسكو ؟ ومن سيصدق هذه المنظمة بعد الان ؟ ومن سيقنعنا كما كنا نظن ان حقائقها دامغة وتقرب من الواقع بنسبة معقولة.
وأسال هنا كل ذي عقل , هل معقول ان من عمره اليوم خمسة عشر عاما او عشرين عاما او اكبر من العراقيين , قد نسى القراءة والكتابة التي تعلمها في زمن صدام ؟
اية كذبة كبيرة وفرية مضحكة يتداولها الكتاب العرب والتي يعتبرونها حقيقة دامغة لصالح صدام حسين ويحاججون بها دفاعا عن طاغية جاهل وقاتل ومريض ؟
ان الأميين بالعراق يشكلون نسبة مرعبة وفي زمن الطاغية الذي شغل اهل العراق بحروبه, وافرغ المدارس تقريبا من الكادر التعليمي والتدريسي وملأ السجون والمعتقلات والمنافي باهل العلم والشهادات والثقافة , وليستمع من شاء لأهل العراق من كبار السن من المثقفين والمربين ماذا يقولون عن التدهور المرعب والمستوى البائس الذي بلغه التعليم زمن الطاغية , وليختبر الطلاب زمن صدام بل ليستمع اليوم – وهذا اسهل شيء- الى الشباب من المذيعات والمذيعين والمراسلين العراقيين او من يخرج من الناس ليتحدث في الفضائيات وليرى على الاقل طريقة لفظهم لافعال اللغة العربية حيث لا يميزون المبني للمجهول من المعلوم ولا يميزون الاسم من الفعل , رغم ان اكثريتهم من الخريجين , وليقارن اصحاب اللب مستوى الثقافة العراقية سابقا قبل صدام باليوم .
واآسفة َ اقول انه لازال العرب يبحثون في خفايا ارواحهم عن صنم ليعبدون .
ولا زال خداع النفس يوتوبيا ترضيهم ليستريحوا من تفعيل عقولهم وعناء البحث والتمحيص للوصول الى الحقيقة.
ولازال النقد ورؤية الحقائق الموجعة عيبا ومسبة عندهم بدلا من علاجها .
ولازالوا طغاة لا يقبلون الاستماع لا قوال الضحايا من الناس , والحقيقة عندهم مطلقة عندما تاتي من القوي , ان كان طاغية كصدام او منظمة كبيرة وعالمية يجهلون سرها وتفاصيلها كمنظمة اليونسكو.
ولازال الفخر العربي, والإطراء الفاحش لذاته وحياضه يطغى على العقول ويعتبر أحسن الاهداف ولو كان طمسا للحقائق, ليس في الشعر انما في كل امور الحياة . فلازال العربي يتغنى ببيتي الشعر القائلة:
ونحن اناس ٌ لا توسط عندنا .. لنا الصدرُ دون العالمين او القبرُ
اعزّ بني الدنيا واعلى ذوي العلى.. وأكرمُ من فوق التراب ولا فخرُ
وقد عجبت عندما قرأت صدفة في احدى النوادي الثقافية في الانترنيت ان هناك الكثير من الشباب يعجبون اشد الاعجاب بهذين البيتين من الشعر ويعتبرانهما احسن ما قالت العرب ! رغم انهما يبثان روح التسلط والطغيان, ويغرسان بالشباب بذرة حب التملك او القتل اي انهما يبيحان العمليات الانتحارية والارهاب بشكل واضح جدا مما يذهب استغرابنا من تفشي الارهاب بيننا ..
فالعربي يفتخر بالتعصب وعدم التوسط , فليس عجبا ان يكون المجرم صدام مثالا للفخر عند بعض العرب حتى مدعي الثقافة, والعربي بحاجة دائما لصفة يفتخر بها لان الفخر ضرورة عربية وان كان التفافا على الحقيقة وتجاوزها, زورا وبهتانا..
والعربي يعتبر نفسه افضل مَن على الارض وان كان أميا وجائعا ولا يفقه استعمال ابسط الالكترونيات والتقنيات مما بلغته عقول البشر وتداولته في الدول المتحضرة لهذا لابد من صبغ نسبة الامية بجائزة اليونسكو التي تشبه جائزة المحامين العرب الممنوحة للرئيس الديمقراطي جدا والحامي حقوق الانسان القائد القذافي , وتشبه ايضا جوائز شاعر المليون في احدى الفضائيات العربية..
فحتام نبقى نتلقى الحقائق من غيرنا- ان كان صديقا ام عدوا - عاجزين عن البحث عنها بانفسنا ؟
وأي انهيار نرضاه لأنفسنا ؟ وأي ركض سريع ومجنون وانتحاري يلقي بنا تحت عجلة الزمن لننتهي؟



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى وزارة حقوق الانسان في العراق جرائم مرعبة ومستترة
- مباديء حقوق الانسان بمواجهة الارهاب
- البراغماتية في الثقافة العربية
- قمة الأمية العربية
- مرض العودة للزمن الاسلامي
- إعلامنا الإرهابي ومكانة المرأة مع التحيات للمناضلة د. نوال ا ...
- أين عقلاء العراق؟
- المرأة العراقية بريئة مما يفعلون
- المعارضة اللبنانية , خطاب الفتوّات*
- هل النقاب من الدين ؟
- المنظرون وجينات العنف عند العراقيين
- الإزدواجية العربية وعقوبة الاعدام
- النقاب .. الكل شركاء بهذه الجريمة
- الجمهورية الاسلامية ومغالطاتها السياسية
- خطر زحف المؤسسات الدينية على السلطة
- الحجاب.. يُشيّء المرأة
- لو كان الكويت سبب الاعدام
- لمن الشكوى بزمن عراقي أغبر؟
- شعراء ورجال دين قبل زمن التكفير
- ملامح زينب حفني


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بلقيس حميد حسن - جائزة اليونسكو وحقيقة الأمية في العراق