أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - أيمن رمزي نخلة - من قال أن القضاء في مصر نزيه؟















المزيد.....

من قال أن القضاء في مصر نزيه؟


أيمن رمزي نخلة

الحوار المتمدن-العدد: 1906 - 2007 / 5 / 5 - 11:25
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


من قال أن القضاء في مصر نزيه؟
القضاء المصري منظومة متهالكة مثل باقي أجزاء المجتمع المصري. ينتشر الفساد في قطاعات كثيرة من نظام القضاء في مصر. تتحكم قوى فاعلة في نظام القضاء لكي تخرجه عن مساره الشريف المفترض مثل: جهاز أمن الدولة وتدخله في كل كبيرة وصغيرة، وجهاز الرئاسة(وما أدراك ما جهاز الرئاسة، تشعر بأعراضه لكنك لا تراه). كما يؤثر في منظومة القضاء المصري القوانين سيئة السمعة، وعلى رأسها قانون الطوارئ، أو المسمى الجديد القادم المزروع في الدستور( قانون الإرهاب).
كما تؤثر عادات المجتمع القروي والقبلي في أغلب بقاع مصر (المحروسة؟) من مجالس عرفية وتقاليد الثأر، وغيرها من نظم وحكومات داخل مصر في تغيير مجرى القضاء وتوابعه.
فقد يُخرج القاضي متهماً ـ بناء على تعليمات جهاز أمن الدولة أو أي جهاز آخر ـ لكي يأخذ أقارب القتيل بالثأر منه، لكي "تبرد" القضية وبعدها يتم التصالح، أو الصلح الصوري وتدور عجلة الموت والقتال. و"الصراع" بين العائلات التي تستمر عشرات السنين المتواصلة.
القضاة بشر وليسوا معصومين
تتناول لغة الخطاب الإعلامي ـ بجميع وسائله ـ (السادة !)القضاة وكأنهم آلهة لا يأتيهم الباطل من بين يديهم، أو أن كلامهم وحكمهم هو الوحي الموحى به المنزل من الأعالي. حُكم منذ قديم الأزل مكتوب على الجبين ويجب أن تراه العين المبصرة وغير المبصرة. وتسمعه حتى الآذان الصماء. والكل يقول آمين أيها القاضي الشريف يا من ولدت من بطن أمك ولم ينخسك الشيطان ويذرع فيك بذرة الشر.
نشرت جرائد الحكومة(الرسمية!) في أخبار الحوادث عن قضاة مرتشين، والخفي كان أعظم. تنشر جرائد الحكومة كثير من الأكاذيب أو المغالطات أو المبالغات، أو يكون ورائها أهداف غير محترمة، لكن الأهم هو مدى تفاعل ومناقشة هيئات القضاة، وتكذيب الأخبار المكتوبة في وقتها.
ما هي عناصر النظام القضائي في مصر؟
يتكون النظام القضائي في مصر من مجموعة عناصر إذا فسد عنصر فسد النظام القضائي كله.
عناصر النظام القضائي هي:
ـ القضاة (الأفاضل) ، ويجب أن نعترف كما سبق ذكره أنهم بشر غير معصومين، وهم يجب أن يكونوا قابلين للنقاش وأحكامهم قابلة للجدال. فحرية الرأي يجب أن تكون متاحة للجميع، والكل يجب أن يفكر في شفافية وعدم خوف.
ـ وكلاء النيابة، هل يعقل أنه حين دخلت أحد مكاتب النيابة وجدت مساحة المكتب عبارة عن أربعة متر مربع، به اثنان من وكلاء النيابة غير السكرتارية الفنية واثنتان من الموظفات، غير المتخاصمين. كيف يعمل إذاً وكلاء النيابة في علبة "السردين" هذه؟ ولي سؤال للسادة وكلاء النيابة: لماذا يمشي أمامكم منادي في طرقات المحاكم ويقول بصوت عال: وسع طريق، طريق طريق. وكأنه ينادي علي أحد التائهين.
ـ الموظفون الإداريون، وما أدراك ما الوحوش الكاسرة، أو الحيوانات المفترسة التي لا تتورع عن طلب الرشوة بصوت عال وبإلحاح ووقاحة، و إلا تعطلت أوراقك وتجد الموظف المتدني ـ وما أكثرهم في تعاملهم مع المواطنين ـ يقول لك:
" لم يأتي دورك بعد" وفي الغالب لن يأتي أبداً إلا إذا دفعت رشوة.
"طلبك ليس هنا واذهب اسأل في مكان آخر" حتى لو كان تحت يده الطلب.
وكثير غيرها من الحجج الواهية مثل مر علينا بعد أسبوع أو الأختام غير واضحة أو "الدمغات" غير موجودة وهي أصلاً غير متوافرة. وغيرها الكثير من الحجج التافهة التي يبدعون في صنعها لكي يعطلون المصالح. وتذكر أن هؤلاء الموظفين جزء فاعل من منظومة القضاء في مصر.
قصة واقعية
كنت ذات يوم أقف لسؤال موظف في أحد مكاتب موظفي القضاء المصري، ووجدت مواطن يدفع عشرة جنيهات مع الأوراق المطلوب إنهائها ـ مع ملاحظة أنه احضر أمين شرطة للتوسط له لدى هذا الموظف. فما كان من هذا الموظف إن رمى العشرة جنيهات في وجه المواطن، وقال له: تعال استلم الورق بعد شهر من الآن بعد إحضار التوكيل (ظننت أن الموظف شريف ومحترم). خرج المواطن إلى أمين الشرطة ـ الواسطة ـ ورجعا معا إلى الموظف، وقدم أمين الشرطة عشرين جنيها إلى الموظف لإنهاء الأوراق، بعد السلام الدافئ معه، حيث أنهما كانا يعرفان بعضهما البعض، لكن الموظف قال له: "لو ذهبت إلى الشهر العقاري وعملت توكيل للمحامي وأخذت تاكسي ذاهبا وقادما، وتعطلت هناك فإنك سوف تصرف أكثر من سبعين جنيها، أنا أريد خمسين جنيها". هكذا بكل وقاحة ـ تحدث الموظف ـ أمام مجموعة من المواطنين واقفين لإنهاء مصالح لهم، وزملاء آخرين لهذا الموظف.
إن هذا الموظف النموذجي( والمثال لكثير غيره من الموظفين المسئولين في القضاء المصري النزيه؟) ـ طالب الرشوة ـ الذي يسميها هدية أو تسريع في قضاء الحوائج، أو تسهيل ويسر ولا تعسر. ألا يقولون الدين يسر وليس عسر؟ . لا أعرف بعد ذلك لماذا يقولون: الدين هو الحل؟؟؟؟
هل سمعت عن المُحضرين؟
هم أشخاص مهمين في منظومة القضاء المصري، يذهبون إلى المطلوب إحضارهم إلى النيابة أو جلسة المحاكمة، لتقديم طلب حضور أمام القاضي المحترم. وهنا تجد المُحضر(الفاضل؟) يأخذ مبلغ من المال (رشوة على وزن القضية المطلوبة) ويكتب أمام المطلوب إحضاره"لم يستدل على العنوان" أو "لم يستدل على المذكور"
وتموت القضية، أو يموت المدعي لأن المُحضر (المحترم جدا؟) لم يجد المدعى عليه؟؟!!!
والكثير من أفعال المُحضرين التي يندى لها الجبين. وتدور حلقة القضاء، ونتوهم ونوهم أنفسنا أن القضاء في مصر نزيه.
الإحراز أو المضبوطات
توجد في كثير من القضايا مضبوطات يتم تحريزها، للتحقيق فيها، أو عرضها على وكيل النيابة، وهناك "دواليب" يتم حفظ أوراق القضايا فيها. لكن حين تدفع مبلغاً من المال على سبيل الرشوة، أو هدية نتيجة معرفتك للموظفين المتواجدين، وقتها يمكنك أن تغير أوراق القضية، أو تفسد الأختام الموجودة على الإحراز، وهنا يمكنك الخروج براءة من أكبر قضية مخدرات، وهذا ما قاله لي أحد المسئولين الموثوق بهم وما حدث أمامه من مجرد إفساد الختم الأحمر على "حرز" مخدرات، فأمر القاضي ببراءة تاجر المخدرات.
وأحياناً أخرى يتم سرقة أوراق هامة من القضايا، أو استبدالها بأوراق أخرى غير صحيحة. وبعد ذلك يقولون أن القضاء في مصر نزيه؟؟!!
سؤال حائر!؟
كم من الوقت تستغرقه القضايا أمام المحاكم العادية، أو أمام ما يسمى بـ "مجلس الدولة"؟ وكم عدد القضايا أمام القاضي الواحد؟
تمر سنوات طويلة في التداول بين محكمة ومحكمة، وجلسة وأخرى، وتتراكم القضايا أمام القاضي الواحد، ومطلوب منه قراءة ومراجعة مئات الأوراق في كل قضية، وأمامه آلاف القضايا.
حدث مع أبي!!!!
مرت حتى الآن أكثر من عشرين عاماً على قضية خاصة في مجلس الدولة، والمجلس الموقر بقضاته الكرام ونظامه (المتميز؟) طلب إحالة الأوراق إلى المدعى عليه (وهي وزارة الداخلية) للمناقشة والرد، ومضت عشرين عاما، ولم يرد المدعى عليه ـ المرفوع ضدهم القضية ـ ومجلس الدولة ينتظر رد المدعى عليه.
أنت فاهم يا أيها القارئ، أم أصابك الفيروس القاتل للقضاء المصري النزيه؟؟؟!!
ترفع قضية ضد وزارة الداخلية في مجلس الدولة الموقر، يقوم المجلس النزيه يحيل القضية إلى الوزارة تدرس وتفحص وتبحث لمدة عشرين سنة(مجلس الدولة أحال القضية إلى الخصم، والخصم يفحص فهل المجلس نائم أم مغيب، أم مضحوك عليه، أم مسروقة منه قيمته أم ماذا؟...) والباقي يأتي، وهل بعد ذلك نقول أن النظام القضائي في مصر نزيه؟؟
موت يا حمار، قصدي موت يا شعب، فالموت أرحم، فهناك داخل القبور لن تجد نظام قضائي مصري تأخذ القضايا فيه عشرات السنين. ففي القبور لن تجد إلا البلطجية يحتلون المدافن.
موت يا حمار، لن تدخل نار الإله لما شاهدته من نار النظام القضائي في مصر.
في النهاية اقتراح للعلاج
ـ إن لم يأت العلاج من داخلنا، فأهلاً بالاحتلال الذي يعيد تعمير عقولنا، وأنظمتنا المتهرئة.
ـ اقترح "وقف" يأخذ القضاة ووكلاء النيابة من فائدته مرتبات لها قيمة لا تجعلهم تحت رحمة أي سلطة أو إغراءات مادية أو سيادية.
ـ مطلوب حوافز ومرتبات محترمة مستقلة لا تجعل أجهزة أخرى تتحكم في كل عناصر النظام القضائي(سواء مُحضرين أو وكلاء نيابة أو قضاة أو موظفين)
ـ وجود جهاز رقابي راقي، ونظام محاسبي أخلاقي دقيق.
ـ أماكن آدمية للمحاكم والنيابة.
ـ محو أمية قانونية للمواطنين.
ـ إعلان واضح عن خطوات التقاضي والمسئول عن كل خطوة. والمسئول عن حساب المُقصر.
ـ إمكانيات مادية تتماشى مع العصر في الحفظ والتداول
ـ إتاحة حرية التعبير عن رأي الجماهير ونقد الأحكام، بدون خوف ما يسمى المساس بهيبة القضاء.



#أيمن_رمزي_نخلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فعل فاضح في جريدة الأهرام المصرية
- توقف عن الوضوء والصلاة
- حوار مع أم بدوي
- من هو الله الرئيس؟
- شاهدت عسكري المرور يصلي
- معالي الرئيس سائق الميكروباص
- ماذا حدث في تمثيلية تعديل الدستور المصري؟


المزيد.....




- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة
- العفو الدولية تحذر: النظام العالمي مهدد بالانهيار
- الخارجية الروسية: لا خطط لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إ ...
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة تلقيه رشى
- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - أيمن رمزي نخلة - من قال أن القضاء في مصر نزيه؟