أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض الكفائي - التاريخ وإشكالية الحاضر














المزيد.....

التاريخ وإشكالية الحاضر


رياض الكفائي

الحوار المتمدن-العدد: 1905 - 2007 / 5 / 4 - 07:45
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


التاريخ هو علم حركة الانسان من خلال محيطه في الزمان، ورغم تطور هذا المفهوم في العصر الحديث ليشمل كل شي في الطبيعة من علوم وافكار وحياة وجماد ونبات وحيوان إضافة الى الفعاليات الأنسانية وكل ما من شأنه أن يدخل في الوعي البشري.
الا ان مجتمعاتنا العربية والاسلامية لا تزال تنظر الى التاريخ من مساحة ضيقة ليكون هو مجرد اجترار للاحداث , او ليكون محض ترفٍ فكري أونشوة خاوية.
ان اللاعب الرئيسي في احداث التاريخ هو الانسان. وان هذا الانسان قد فطر على التعامل مع الكون من مبدأ الاختيار لانه كائن حر لايخضع لمبدأ الضرورة الا في نطاق العمليات البايلوجية في جسمه. ، ومن ثمّ فإنّه يشارك في وضع قوانين حركته في الزّمان والمكان، فإنه يكيف نفسه لتنسجم مع الطبيعة حين يعجز عن تكييف الطّبيعة لتنسجم معه.
لذلك فان احداث التاريخ هي من صنع ذلك المخلوق العجيب بكل نجاحاتها واخفاقاتها ، بسلمها وحربها، بسموها وانحدارها، دون تناسي بعض التأثيرات الطفيفة للزمان والمكان‘ لذا فأن مراجعة التاريخ ودراسة احداثه وفلسفته واثاره ذات قيمة وفعالية وجدوى لانه في النهاية هو ترجمة حقيقية وتعبير واقعي عن الافكار والاراء والمفاهيم التي تبناها الانسان على مدى التاريخ فجسدها في سلوكه ونشاطه . . قال تعالى في محكم كتابه الكريم من سوره يوسف
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ).
والأندلس أ نموذج حي لاحدى الشموس المشرقة في التاريخ العربي والاسلامي . شمس سطعت لتنير شبه الجزيرة الأيبيرية(اسبانيا) لمدة ثمان قرون تفاعلت بها عوامل عديده لتنتج احدى اهم الحضارات التي كان لها دور الريادة في اوروبا والعالم .
بدأت تلك الرحلة منذ ان استنجد بعض الاسبان بالقائد الاسلامي موسى بن نصير للتخلص من حكم ملوك القوط الذين هاجروا الى اسبانيا من داخل اوروبا, وقد عانى الاسبان كثيرا من ظلمهم وسوء ادارتهم فبعث لهم موسى بن نصير القائد العربي طارق بن زياد مع جيش صغير سنة 711م فدخل الاندلس عبر المضيق الذي يحمل اسمه ليومنا هذا ( مضيق جبل طارق).
وانتهت هذه الرحلة بسقوط غرناطة اخر معقل للاسلام في الديار الاندلسية بعد ان غادرها ابو عبد الله الصغير اخر سلاطين بني الاحمر موليا ظهره لقصر الحمراء الشهير في كانون الثاني 1492م تاركا اهلها المسلمين لبطش الاسبان ومحاكم التفتيش ، لتبدأ مرحلة الاحزان والالام المخضبة بالدماء ، وهكذا اسدل الستار اخيرا على الاسلام في الاندلس.

لكل شي اذا ماتم نقصان
فلا يغر بطيب العيش انسان
هي الامور كما شاهدتها دول
من سره زمان ساءته ازمان

وهذه هي السنة الكونية، والحضارة تصنعها دائما الشعوب التي تتمسك بمبادئها ومثلها وتبني كيانها وفق برامج وطنية بعيدة عن التبعية و ليس للخونة والاذناب جولة ولا صولة .
كان احد اهم اسباب سقوط الدولة الاسلامية في الاندلس هو الغاء الدوله الاموية في قرطبه لينفرط عقد الدولة الاسلامية في الاندلس فتبدأ مرحلة الصراعات والاطماع فأنقسمت الدوله الاموية الى عدد كبير من الممالك الصغيرة قد لا تتجاوز الواحد منها مساحة المدينة الواحدة وانحسرت عظمة قرطبة لتصبح تابعة بعد ذلك لسلطان اشبيلة التي ملكها بنو عباد.
فبدأت مرحله دول الطوائف. ورغم كون هذه المرحلة من اخصب فترات الحضارة الاسلامية في تلك البقاع، الا انها كانت اهم اسباب إندثار تلك الحضارة. فقد تحولت دوله الخلافة الى دويلات متحاربة متناحرة لايجمعها جامع من دين او مصلحة مشتركة فكانت عاجزة عن صد الزحف الاسباني من الشمال بل ان التحالفات التي كانت تعقدها هذه الدويلات مع الممالك الاسبانية لقتال اخوة العقيدة والنسل والدين الاثرالأكبر في اضعاف شوكه المسلمين ومن ثمّ زوال الحكم العربي الاسلامي من اوروبا، وتكلل ذلك بسقوط غرناطة بعد ان توحدت الممالك الاسبانية قشتالة والارغون وليون وذلك بزاوج ملكه قشتالة ايزابيلا من ملك الارغون فرديناند الذي ضم اليه ليون وبذلك برزت اسبانيا دولة موحدة وقوية كان هدفها تطهير ارض اسبانيا من المسلمين الذين كانوا مشغولين بالفتن والدسائس والمؤامرات التي ادت الى اقتتال بعضهم مع بعض.
قال تعالى ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).
واليوم يعيد التاريخ نفسه في ارض العراق, بلد الحضارات، وملهم البشرية الأول، فلم نستفد من إخفاقاتنا عبر التاريخ التي كلفتنا الكثير من الطاقات والضحايا، كان الأجدر بنا الإمعان في دراسة التاريخ وتحليله والاهتداء الى سننه ودروسه لرسم خارطة طريق جديدة تعيد للامة مجدها أو على الاقل أن تحتفظ بسيادتها وحرية قراراتها واستقلالية ارادتها فالاعداء بين اظهرنا ونحن نقتتل بيننا، وتمزقنا المحاصصة والطائفيه، فتستباح الدماء وتستحيا الاعراض وتنهب الثروات وملوك الطوائف في العراق الجديد تستعين يالأعداء ودول الجوار الغير مكترثة لنزيف العراق الدامي . والجرح في اتساع

لم يبق شيءٌ من الدنيا بأيدينا
الا بقيةُ دمع ٍ في مآقينا
كنا قلادة َ جيد الدهر فأنفرطتْ
وفي يمين ِ العلا كنا رياحينا
كانت منازلنا في العزَّ شامخة ً
لاتشرق الشمس الا في مغانينا
فلم ْ نزلْ وصروفُ الدهر ترمقنا
شزرا ً وتخدعنا الدنيا وتلهينا
حتى غدونا ولاجاهٌ ولا نسبٌ
ولا صديقٌ ولاخلٌ يواسينا



#رياض_الكفائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إزدواجية المعايير حتى في الأحتلال
- الصرافيه والهارثه والبرلمان
- من الاستبداد الى الاحتراب
- الترادف والمعاصره


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض الكفائي - التاريخ وإشكالية الحاضر