أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم حجازين - ديالكتيك الصراع ومشروعية المقاومة















المزيد.....

ديالكتيك الصراع ومشروعية المقاومة


ابراهيم حجازين

الحوار المتمدن-العدد: 1905 - 2007 / 5 / 4 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1-مقاربة من التاريخ
تاريخ شعبنا الباسل في الأردن . استطاع الشعب الأردني طوال مرحلة الخمسينيات أن يكيل لطمات قوية الاستعمار البريطاني وتوج انتصاراته عندما ألغت الحكومة الوطنية برئاسة سليمان النابلسي المعاهدة الأردنية البريطانية التي كبلت الأردن في شباك الهيمنة البريطانية .كان التناقض الرئيس القائم آنذاك بين الشعب الأردني وقواه الوطنية التحررية من جهة وبين الاستعمار البريطاني طوال هذه الفترة الاستعمارية .
استطاعت الولايات المتحدة أن تنفد إلى المنطقة وتحل محل الاستعمار القديم بعد عام 1957 بتطبيق مبدأ أيزنهاور في ملئ الفراغ .ومنذ تلك اللحظة ومنطقتنا لا تزال تعاني من الهيمنة والنفوذ الأمريكي ، لكن بوجود الاتحاد السوفياتي كان مجال المناورة قائما حتى لحظة انهيار المعسكر الشرقي ، عندها أصبحت الولايات المتحدة القطب الوحيد وعملت لبسط هيمنتها على العالم وكانت البداية في الحرب والحصار على العراق .
لتامين مصالحها وهيمنتها في العالم قررت أمريكا الحصول على النفط وإقامة القواعد العسكرية والهيمنة على الأسواق وفوق كل هذا حماية إسرائيل أداتها في المنطقة ، وحتى تحقق هذا طرحت في بدابة العقد الماضي مشروع الشرق الأوسط لإعادة النظر بخارطة المنطقة ، أي إعادة تفتيت وتركيب المنطقة في تناقض واضح مع نزعة التدويل للإنتاج والرأسمال ، وهي السمة الملازمة للرأسمالية في مرحلتها الاحتكارية .إذن بتقسيم المنطقة وإضعافها تتحقق الهيمنة على النفط وتقيم القواعد وتحمي إسرائيل .وكان التلويح الأمريكي بالشرق الأوسط الجديد وهو مشروع طرحه بيرس الوزير الإسرائيلي المعروف والصديق الصدوق لبعض الزعماء العرب ، بعد التوقيع على أوسلو وعربة بمثابة عصا وجزرة لأنظمة المنطقة .
2-مكانة ودور إسرائيل
ما هو دور إسرائيل ضمن الحسابات الأمريكية ؟وهل كان هدف الاستعمار البريطاني وأمريكي حقا هو إيجاد ماؤى لليهود الأوروبيين من الاضطهاد كما ادعوا لاحقا ؟
قبل مئة عام أصدر كامبل بنرمان رئيس وزراء بريطانيا تقريرا حدد فيه حدود الوطن العربي على أكمل وجه وحذر من أن شعوب هذه المنطقة قادرة وبإمكانها بما يختزن من تاريخ وحضارة وموارد أن يتصدى لتوسع الامبراطوريات الغربية ، ولهذا رأى أن من الضروري تمزيقه وإبقائه متخلفا ، واستنتج أنه لكي يحقق هذا الهدف لا بد من أن يزرع كيانا غريبا في وسطه ، وشرعت الآلة الاستعمارية في بناء هذا الكيان . لذا نرى الدول الاستعمارية معنية بالحفاظ على إسرائيل حتى تبقي الوطن العربي ممزقا ومتخلفا . وليس هناك في المدى المنظور ما يدل على أن تتغير هذه الاستراتيجية .ومن هنا جاء احتلال العراق أيضا لتأمين إسرائيل أيضا .
3-الأهداف الأمريكية
تجدر الملاحظة أنه باحتلال أمريكا للعراق تؤمن النفط ومزيدا من التمزيق وإعادة تشكيل كنتوني ليس للعراق فحسب بل للمنطقة وتحافظ على إسرائيل حتى تتولى لاحقا اللعب على توحيد أسواق الكنتونات في إطار تحالف إقليمي جديد ، وتبني القواعد العسكرية التي تأمل الولايات المتحدة أن تمتد من دول الاتحاد السوفياتي السابق حنى السودان مرورا بكل دول المنطقة . بذلك من حق شعوب هذه المنطقة أن يقاوموا الاحتلال والعدوان بكافة الوسائل التي تكفل إنقاذ شعوبها من أن تغدوا عبيدا في آلة الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية .
4-التناقضات في المنطقة
قبل توضيح مشكل المقاومة ، من الضروري أن توضح التناقضات الفاعلة فيها . التناقض الرئيس القائم حاليا هو بين الشعوب العربية وشعوب المنطقة من أخوة التاريخ والمصير وقواهم الوطنية والتحررية والديمقراطية والمقاومة في كل من فلسطين ولبنان والعراق خاصة من جهة وبين المحتلين الأمريكان والإسرائيليين وحكومتهم المقامة في بغداد وتحالفاتهم مع قوى الفساد والاستبداد والجهل والتخلف والتمزق. طبعا هناك جملة من التناقضات غير رئيسة وثانوية . لكن التناقض الرئيس يطغى على كافة التناقضات الأخرى التي يجب ان نأخذها بعين الاعتبار عند صياغة استراتيجيتنا لكن دون أن نقع في المطب الذي يحفره الأعداء لتحويل التناقض الثانوي إلى رئيس مع أنه قد يضطرنا الوضع لتوجيه ضربات موجعة إلى الجبهات الثانوية في بعض الأحيان . لكن على أن لا يمس ذلك ضرورة بناء جبهة موحدة لكافة القوى المعادية للاستعمار الأمريكي والاحتلال الإسرائيلي .فالصراع القائم اليوم هو مع الأمريكيين وأدواتهم مشاريعهم ومناطقهم الخضراء .
5-المقاومة حل للتناقضات
والمقاومة هي الطريق لحل هذا التناقض الرئيس في حالتنا . فالمقاومة هي عملية جارية في الطبيعة وفي المادة الحية كل لحظة ، ويقوم بها الجسم البشري باستمرار وتحدث في المجتمع في سياق واع أو عفوي ، المقاومة بهذا المفهوم هي اشتباك المتناقضات إما لإعادة التوازن للظاهرة أو لهدمها تمهيدا لولادة ظاهرة جديدة . هكذا هي سنة الحياة وهكذا تتطور منذ ظهور الإنسان .لكن في النشاط المقاوم الواع يقوم البشر باختيار الشكل الملائم للمقاومة بما يتناسب مع التكتيك المتبع وبما تخدم الاستراتيجية المقررة ، قد يكون شكل ما للمقاومة يخدم التكتيك لكنه قد يضر بالاستراتيجية ، لذا فالقيادات الواعية والمجربة تستخدم أشكال المقاومة بفن وذكاء وقد تجمع في بعض الأحيان كافة الأشكال السلمية والمدنية والعنف والعمل المسلح وقد تتدرج في بعض الأحيان من شكل إلى شكل اخر او قد تتراجع إلى أشكال ادنى .يبقى محذور لابد من الإشارة إليه وهو خطر تقديس هذا الشكل او ذاك تحت وطاة الضغوط او اليأس عندها يصبح المناضلون عبيدا للشكل وبدلأ ان يخدمهم يصبح خطرا عليهم .
6-العدو: أمريكا وإسرائيل والتخلف
التناقض الرئيس في كافة البلدان العربية يتمثل بالاحتلال الأمريكي والإسرائيلي للعراق وفلسطين والسعي الاستعماري الأمريكي للهيمنة على المنطقة ، وبأحلافه من قوى الفساد وبرجوازية البزنس والطائفية والجهل والتخلف من جهة وبين الشعوب العربية وشعوب المنطقة عامة وقواها التحررية والوطنية والقومية والديمقراطية والتنويرية ، ومن هنا فالمطلوب في هذا الصراع هو الاصطفاف في خندق التصدي للغزاة الأمريكيين والكيان العتصري الإسرائيلي وحلفائهم .
7-والهدف
من هنا فإن كافة أشكال المقاومة شرعية في مواجهة هذا العدو ، لكن بتقدير كل حالة بشكل ملموس ، بما يحافظ في المقام الأول على الوحدة الوطنية في كل جزء من المنطقة لمواجهة مشروع التجزئة والتفتيت إن كان في العراق أو في فلسطين أو في لبنان أو السودان أو في أي بلد عربي أخر مطروح برسم التجزئة على الأجندة الأمريكية – الإسرائيلية ، وفي آن واحد توجيه ضربات فعالة للعدو قادرة على إفشال عدوانه على الأمة والدفاع عن لقمة العيش للجماهير المطحونة في رحى الفقر بسبب الفساد والاستبداد ، والعمل من اجل حق الجميع بحياة فضلى أساسها الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وترسيخ المواطنة كإطار وحيد للعلاقة بين الناس والدولة بما فيها تاسيس تقاليد التعددية السياسية وتبادل السلطة وإيجاد مناخات إيجابية تنويرية وحضارية .




#ابراهيم_حجازين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يوجد تقرير فينوغراد عربي
- العراق بين ما هو قائم وما هو قادم
- الليبرالية الجديدة والإصلاح السياسي - الجزء الأول
- الليبرالية الجديدة والإصلاح السياسي - الجزء الثاني
- إنها جريمة بحق الأردن ..وكانت نهاية المشهد
- الامبريالية لا تزال اعلى مراحل الرأسمالية – الحلقة الأولى
- الامبريالية لا تزال اعلى مراحل الرأسمالية – الحلقة الثانية
- صفحات من نضال اليسار -5 في الذكرى الخمسين لإلغاء المعاهدة ال ...
- صفحات من نضال اليسار -4 في الذكرى الخمسين لإلغاء المعاهدة ال ...
- صفحات من نضال اليسار –3 في الذكرى الخمسين لإلغاء المعاهدة ال ...
- صفحات من نضال اليسار -1 الذكرى الخمسون لإلغاء المعاهدة الأرد ...
- صفحات من نضال اليسار -2 الذكرى الخمسون لإلغاء المعاهدة الأرد ...
- آفاق المشاريع الشرق أوسطية – القسم الأول
- آفاق المشاريع الشرق أوسطية – القسم الثاني
- عصبة التحرر الوطني الفلسطينية في قطاع غزة دروس من غزة -الحلق ...
- عصبة التحرر الوطني الفلسطينية في قطاع غزة دروس من غزة -الحلق ...
- عصبة التحرر الوطني الفلسطينية في قطاع غزة دروس من غزة -الحلق ...
- (( الرنين ))
- النيو ليبرالية : سمات وسياسات متوحشة ثلاثة عشر عاما من الحصا ...
- نداء إلى الأخوة في حركتي فتح وحماس


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم حجازين - ديالكتيك الصراع ومشروعية المقاومة