أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حيدر السلامي - أمن كربلاء.. وتساؤلات أظنها مباحة















المزيد.....

أمن كربلاء.. وتساؤلات أظنها مباحة


حيدر السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 1904 - 2007 / 5 / 3 - 05:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ليس من صورة أسرع حضوراً في الذهن من (عاشوراء) حين يتابع المرء ولو في أحلام يقظته حدثاً ما تلونه الدماء بريشة الصمت والألم وأحيانا البكاء حد الثمالة خاصة عندما تكون اللوحة قد نفذت على أرضية كمثل كربلاء.
ولدى النظر إلى أية لوحة أبدعتها أنامل رسام عراقي عربياً كان أم كردياً أم غير ذلك، شيعياً كان أم سنياً أم غير ذلك، سنجد أبرز ألوانها الأحمر والأسود وكأنه الحضور اللاإرادي أو الحتمي للعلم العراقي في كل تفاصيل الوطن المباح.. أترى يحصل ذلك مصادفة؟! ربما لا أدري؟! أو لعلي كالعادة سأضطر لأردد الجملة الحميمة التي قالها شاعر ذات يوم (طينتنا عجنت بدم كربلاء).
هذا على مستوى التفكير أو الخيال المجرد في واقعة عصرية ترتبط جدلياً بعض ملامح هويتها ـ مهما كانت باهتة ـ بمشهدية الدم المنتصر على السيف. فما بالك وأنت تشاهد بأم عينك لا بالحلم التجسيد الحي لملحمة عاشوراء تجري بين يديك؟! وأنت تنظر مثلاً لابنك الصغير يشوى بحريق مفخخة (إسلامية) في عملية (جهادية) من الدرجة الأولى والصنف المستورد العالي الجودة؟! ما ظنك بمن يرى أخاه أو صديقه أو زوجته أو اخته أو أي عراقي براً كان أم فاجراً أو أي إنسان من الأديم كان أم من المريخ أو أي كائن أرضياً كان أم فضائياً.. يراه يغرق في بحر من الدماء ولا قبل له بالتجديف وصولاً إلى انتشاله حياً؟! أليست هذه لوحة وإن اتسعت أبعادها واختلفت طبيعتها؟!
دعنا نخوض في مضمار أبعد من الخيال لكنه أصبح وبفعل فاعل من صلب الواقع.. في وطن كهذا الوطن المفتوح الأبواب المترع الحدود.. هذا الوطن النازف دوماً.. إذا أخل القائمون على حمايته، المسؤولون عن أمنه واستقراره، المتصدون لتمثيل شعبه، المتحملون لأمانة حفظه من شر العوادي.. إذا أخل هؤلاء بمقدار يسير في واجبهم وقصروا عن أداء مهمتهم ولو بداعي الغفلة والجهل.. برأيك ألا يعدون خارجين على القانون؟!
فإذا كانوا متلهين عن هذا الواجب الوطني منشغلين بتأمين مستقبلهم الاقتصادي ومستقبل أبنائهم وأحفادهم ومن جاء من بعدهم ولا يتم ذلك إلا بالسرقة أو الرشوة أو التمسح بأعتاب أسياد المال والسلطة؟! وماذا سيكون حكمك لو وجدت أولئك السادة القادة هم أيضا يقومون بنفس الدور؟! ألا تصدم وتقطع الرجاء والأمل إلا بالواحد القهار؟!
نعود إلى كربلاء حيث بدأنا فنلاحظ في مشهدها الأمني أن الفاصلة الزمنية بين التفجيرين الأخيرين هي جدُّ قصيرة لا تعدو الأسبوعين وكذا الطريقة كانت واحدة والأسلوب نفسه في كلا العمليتين ولا نريد الحديث عن العمليات التي سبقت كعملية شارع العباس مثلاً وإنما نركز على الحدث الأخير دون أن نستهدف أحداً باللوم أو العتب أو الاتهام وإن كان مسوغاً كل ذلك لنا كمواطنين في عصر أغلب سماته الديمقراطية وحرية التعبير واستقلالية الصحافة المكفولة دستورياً، ولكن الذي يهمنا الآن هو الوصول بالتفكير الجاد والحديث الصريح إلى نقطة انطلاق التغيير نحو الأداء الأمثل على مستوى الأمن لأنه الحاجة الأكثر إلحاحاً بالنسبة للمواطن أينما وجد وليس في كربلاء وحدها.
وأهم التساؤلات المتوقع أن تثار على هذا الصعيد هي: كيف استطاع انتحاري من جنسية غير عراقية الوصول إلى عقر الدار ليحقق مأربه الإجرامي في وضح النهار؟ وأين كانت نقاط التفتيش العديدة وهي لا تنفك تعرقل سير المركبات غير المشكوك بأمرها في كل شارع وزقاق وتقاطع؟ هل أجهزة الأمن في المدينة مخترقة فعلا أم هي شائعات مجردة وإذا كانت مخترقة فما حجم الاختراق وهل تم تشخيص العناصر المجندة له والأساليب المتبعة فيه؟ لماذا لا تزال الأجهزة الأمنية تعمل بالطرق التقليدية وهل يتعذر عليها استخدام التقنية الحديثة وإذا لم يسمع الأمريكان لمطالبتها بالتسليح الحديث والتزود بالأدوات الفاحصة المتطورة هل سيصمت الجميع أم هل ستحاول تلك الأجهزة وصناع القرار السياسي والعسكري عقد صفقات حتى لو كانت في بداية الأمر سرية مع شركات عالمية توفر عن طريقها ما تحتاج إليه من مستلزمات ملاحقة الإرهاب متطورة؟ لماذا لا يصار إلى استخدام تكتيك الحواجز الوقتية المتنقلة أو ما يصطلح عليه أحيانا بـ(الطيارة) مثلا في الشوارع بين الحين والآخر وأين المفارز والدوريات التي ينبغي أن تترصد الحالات المشتبهة وتلاحقها في كل مكان داخل المدينة وعلى تخومها؟ ولماذا يشتد العزم بأثر وقوع المحذور فلا يسبقه احتياط دائما ثم لماذا تخور القوى ويضعف العزم بعد أيام قليلة من الحادث عادة فلا تستمر الجهود والإجراءات طويلا؟ وأين حملات المداهمة والتفتيش لأوكار الإرهاب وتوجيه الضربات القاتلة في جحور شياطينه كل حين؟ وماهو عمل جهاز الاستخبارات بل أين هو من كل ما يحصل فهل يتلقى مدراؤه المعلومات من طريق الصحافة مثلهم مثل المواطنين العاديين؟ وكيف لا تدقق أوراق النازحين إلى المدينة وتثبت هوياتهم والمعلومات المؤكدة عن حركتهم ونشاطهم في سجلات وملفات خاصة يسهل الرجوع إليها فور الحاجة؟ وهل يكمن العلاج لمشكلة الإرهاب في سد الطرق الرئيسة المؤدية إلى مركز المدينة حسب وتحشيد السيارات أمام ممرات ضيقة كعنق زجاجة بالكاد تنفذ إلى سيطرة لا تلبث أن يشير لك أفرادها بالدخول بلا تفتيش لأنه غالبا ما يكون مشغولا مع رفقائه بتبادل آخر الصور وأحدث النغمات عبر الموبايل الأمر الذي يجعل من هذا الخلق الغفير المنتظم في طابور عريض طويل نهزة للطامعين ويوفر حشداً لا يقل عن الأسواق أو المساجد إغراءً للإرهابيين؟ وأين أقسام الإعلام في الدوائر والأجهزة الأمنية ومتى تستيقظ من سباتها وتبدأ بإعداد البرامج التوعوية والثقافية التي تغذي الحس الأمني لدى المواطن وترشده إلى التصرف الصحيح إزاء القضايا التي تمس أمنه وتنبهه إلى الخطر وسبل تطويقه وشل حركته داخل المجتمع بالتعاون مع الجهات المتخصصة؟ لماذا لا نرى الملصقات والنشرات والفولدرات والإعلانات التي تتضمن إرشادات ونصائح واضحة في سبيل التعامل مع الحدث الأمني بشكل يضمن سلامة المواطنين ويقلل من خسائره المعنوية والمادية؟ إلى متى تستمر حالة الإقصاء والتهميش بحق الكفاءات المغايرة في المذهب الحزبي أو الفكري والقبول بالضئيل المحدود الذكاء إرضاءً للعشيرة أو للحزب أو للمصلحة الشخصية فلا يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب؟ ولنا كمواطنين أن نسأل في ذات السياق: هل صحيح أن طلبات التعيين في سلك الشرطة والدفاع الوطني لا تقبل إلا برشوة أصحاب القرار وبالدولار؟ وقبل هذا وذاك يأتي السؤال الأهم: أين وصلت التحقيقات المزعوم إجراؤها في قضايا الإرهاب الذي أخذ يداهم كربلاء كل سبت على ما يبدو لأن منفذيه اليهود أصحاب السبت وألعن منهم الوهابية فهم يهود الأمة.. أين نتائج التحقيقات في العمليات الإرهابية السابقة التي طالت العشرات من المدنيين الأبرياء؟ هل طويت قيد النسيان أم وصلت إلى طريق مسدود أم ثمة محاذير من نشرها فأطمرت في أدراج مكاتب السادة المسؤولين؟ هل سيجري نفس الشيء مع الحادث الأخير أم خرجت لجان التحقيق لتقصي الوقائع واستجلاء غوامض الحقائق المرة؟ وبالتالي اتخاذ الإجراءات والاحتياطات المطلوبة والتخطيط الناجح لتفادي كارثة جديدة ربما ستكون أشد وأفجع لا سمح الله بذلك.



#حيدر_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تكفي 10 مليون دولار لحقن دمائنا ؟!
- نصبح وتصبحون
- التغيير في العراق .. هامش إعلامي
- كفاك أم قبة؟
- برلمانيون ولا عجب
- سر بي أو سر بدوني
- تارانفلا ..
- بعض تحديات المرحلة
- في الإعلام والثقافة وحريتهما
- الرجل والمكان


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حيدر السلامي - أمن كربلاء.. وتساؤلات أظنها مباحة