أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد البشيتي - هذا القيد على حرِّيَّة الصحافة!














المزيد.....

هذا القيد على حرِّيَّة الصحافة!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1904 - 2007 / 5 / 3 - 11:40
المحور: الصحافة والاعلام
    


لن أقول إنني أفخر، بل سأقول إنني أعترف بأنني لم أقرأ قط صحيفة "المجد" الأسبوعية، وبأنني مُقِلٌّ، ومُقِلٌّ كثيرا، في قراءة الصحف الأسبوعية؛ لانتفاء الدافع لدي، أو الحاجة، إلى إنفاق وقت في قراءتها.

على أنَّ "المجد"، وفي آخر قضاياها، أثارت اهتمامي إذ قيل، رسميا، في سياق تعليل أو تبرير منع طباعة عددها الأخير، كما قيل من قبل غير مرَّة في قضايا مشابهة، إنَّ ما نُشِر في الصحيفة (في صحيفة "المجد"، أو في غيرها) من أخبار أو تقارير يسيء، ليس إلى دولة شقيقة، وإنَّما إلى علاقة الأردن بدولة شقيقة.

هذا هو على وجه الخصوص ما أثار اهتمامي؛ لأنَّ الأخذ، في استمرار، بحيثية المنع (منع الطباعة) هذه يُضيف قيدا آخر إلى القيود الكثيرة على حق الصحافة لدينا في حرية التعبير والنشر، فكل الصحافيين والكتَّاب يدركون الأهمية الديمقراطية للتناقضات بين الدول والحكومات العربية، ففي مناخ تلك التناقضات يستطيع الصحافيون والكتَّاب في كل دولة عربية التعبير عن آرائهم، ونشر الأخبار والتقارير، في حرِّيَّة (خارجية) أكبر، معوِّضين، بالتالي، شيئا من خسارتهم في الحرِّيَّة ذاتها، في الداخل.

وطالما عانينا صحافيا "الانفراج" و"التحسُّن" في العلاقة مع دول شقيقة؛ لأنَّها، أي تلك الدول، عندئذٍ، تغدو نُسُخَاً من "المدينة الفاضلة"، ليس فيها من العيوب والمثالب ما يُبرِّر، أو يجيز، "فتح الأقلام عليها".

إنَّ أوَّل وأهمَّ معيار لديمقراطية الصحافة وحرِّيتها هو إظهار وتأكيد "الطلاق" بين الصحافة والحكومة، فالحكومة ينبغي لها، في استمرار، أن تقف ممَّا يُعَد، أو تُعِدُّه، إساءة إلى العلاقة مع دولة شقيقة موقفا يتأكَّد، وتؤكِّد، من خلاله أنَّها، أي الحكومة، ليست الصحيفة، وأنَّ الصحيفة ليست الحكومة أو الدولة.

عدا ذلك، ينجح الأشقاء من الدول التي لا رائحة فيها لحرِّيَّة الصحافة، وللحياة الديمقراطية بأوجهها كافة، في أن يفرضوا علينا بعضا من القيود التي يفرضونها على الصحافة عندهم، وكأنَّ ضرب حرية الصحافة في كل دولة عربية هو العاقبة التي يمكن ويجب أن تتمخَّض عن كل "تضامن عربي"!

الحكومة يجب أن تُفْهِم الدول الشقيقة بأنَّ الصحافة عندنا تحاوِل أن تكون في ممارستها لحرِّيَّة التعبير والنشر كالصحافة في الغرب حيث الحكومات تتوفَّر، دائما، على إظهار وتأكيد أنَّها شيء والصحافة في بلدانها شيء، وأنَّ بين الشيئين برزخ فلا يبغيان.

للحكومة ألسنتها وأقلامها الرسمية التي من خلالها فحسب تُعَبِّر عن مواقفها ووجهات نظرها؛ وينبغي للأشقاء من دول وحكومات أن يعتادوا فَهْم صحافتنا مع ما يُنْشَر فيها على أنَّها ليست بزوجة شرعية، أو غير شرعية، للحكومة حتى يأخذوا الحكومة (والدولة) بجريرة الصحافة.

كل دولة من دولنا العربية تختلف مع سائر شقيقاتها في كل شيء تقريبا؛ ولكنَّهم، على اختلافهم شبه المُطْلَق هذا، يتَّفِقون على منع الصحافة من نَشْر أي شيء يمكنه أن يسيء إلى العلاقة بينهم؛ أمَّا السبب فهو اشتراك الحكومات العربية جميعا في "زجاجية" البيت!

ونحن نفهم دائما الدولة الشقيقة على أنَّها الدولة الخالصة التي لا يزدوج فيها الواحد، مع أنَّ التجربة الصحافية تُثْبِت أنَّ ما يُنْظَر إليه على أنَّه إساءة صحافية إلى العلاقة مع دولة شقيقة قد يعود بالنفع والفائدة على "الشعب" في تلك الدولة الشقيقة، وعلى العلاقة مع شعبها، فالعلاقة بين حكوماتنا وشعوبها ليست بالعلاقة العائلية الوطيدة حتى تُفْهَم تلك "الإساءة" فَهْما مُطْلَقاً.

إنَّ الفصل بين السلطات لا يكتمل في معناه الديمقراطي إذا لم يُسْتَكْمَل بالفصل بين الصحافة والسياسة الخارجية لدولنا وحكوماتنا؛ وقد حان لكل صحيفة عندنا أن تكتب دائما في صَدْر صفحتها الأولى العبارة الآتية: "المقالات والأخبار.. المنشورة في جريدتنا إنَّما تُعَبِّر عن آرائنا ومواقفنا ولا تُعبِّر أبدا عن رأي وموقف الحكومة"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -التناقض التركي- بين الديمقراطية والعلمانية!
- جيش العاطلين عن الزواج.. في الأردن!
- دمشق تُعْلِن -اكتمال التجربة الديمقراطية-!
- أوثانٌ ولكن من أفكار ورجال!
- هل من -فرصة حقيقية- للسلام؟!
- حتى لا يغدو -التطبيع أوَّلا- مطلبا عربيا!
- محادثات لتجديد الفشل كل أسبوعين!
- -الناخِب الجيِّد-.. هذا هو!
- متى يصبح العرب أهلاً للسلام؟!
- -ثقافة الموت- التي يجب تغييرها!
- -استضافة- في كردستان أم -استيعاب- في غزة؟!
- جرائد يومية أم أوراق يانصيب؟!
- -مبادرة- البرزاني!
- -زلزال- فجر الجمعة المقبل؟!
- -عمرو خالد-.. إلى متى؟!
- لماذا -تطرَّف- العرب في قمة الرياض؟!
- لِتُعْلِن إسرائيل -مبادرتها-!
- عندما يُسْتفتى الشعب!
- -قمة التضامن العربي-.. مع بوش!
- لا تعديل ل -المبادرة- ولكن..!


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد البشيتي - هذا القيد على حرِّيَّة الصحافة!