أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم العايف - العراق..ومؤتمرات دول الجوار الإقليمي















المزيد.....

العراق..ومؤتمرات دول الجوار الإقليمي


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 1905 - 2007 / 5 / 4 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بات العراق مشكلة، وأوضاعه العامة وما يجري فيه ، محط اهتمام العالم والدول المجاورة له العربية منها وغيرها ، وبات (جسد) العراق-الوطن- معروضا على مسلخ المزايادات الداخلية والخارجية ، نهبا لمطامع وتدخلات وتجارب فعلية ، وتحول العراق الى ساحة مفتوحة على كل الاحتمالات، دون ان يعبأ احد بمصالحه الوطنية او دون النظر لما يعانيه العراقي وما يواجهه في عدم الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي. وبات ما هو عراقي الشأن تعقد له المؤتمرات في دول بعيدة عن العراق والعراقي ومطامحه اليومية في الأمن والاستقرار أولا وحد أدنى من الرخاء ثانيا، وحتى مؤتمرات (إنعاش الاهوار العراقية) باتت تعقد في عواصم تفتقد طبيعتها لنهر او ساقية يصلح ماؤها الجاري لغسل القدمين..وهناك مؤتمرات للـ"مصالحة "، ما أكثرها ، لم ينتج عنها حتى (المصافحة). وفي النية ثمة مؤتمر للـ"مصالحة العراقية- العراقية"سيعقد في "جنيف"..( يا ألاهي ما أبعدها عنا..وعن مصالحتنا)!!. ومن هنا فأن ثمة غيابا للشارع العراقي الفعلي الذي عقدت وتعقد له هذه المؤتمرات في عمان والقاهرة وجدة ..و..و..وربما ذات يوم قادم في جزر(الواق واق) وكأن الأرض العراقية،المفتوحة للقبور والجثث القديمة-الجديدة والمفخخات والتصفيات، وفرق الموت، والأغتيالات ، لا تتسع لمؤتمر واحد بشأنها ومَنْ عليها من العراقيين الأحياء حتى آلآن وهم أصحاب الشأن في هذه المؤتمرات..لعل البعض سيشير لما حصل لممثلي وزراء الخارجية العرب والأمين العام للأمم المتحدة عندما وصل القصف لأقرب الأمكنة التي عقدت فيها تلك الاجتماعات ، ليدلل على ان ثمة من هو قوي في العراق ويعطي رسالة واضحة في انه لا يسمح بحلول لمشاكل العراق إلا عبره.. وهناك ايضا و"ثيقة العهد الدولي" وما احتوته من التزامات مهمة متبادلة بين العراق والمجتمع الدولي و المؤتمر الذي سيبحث هذه الوثيقة والذي يعقد اليوم /الثالث/ من/آيار/ في مصر، بعد أن كان من المخطط له ان يعقد في أنقرة ، ومعه اجتماع وزراء دول الجوار العراقي في شرم الشيخ، وسيحضره مصر والبحرين، وألأمين العام للأمم المتحدة والخمسة الدائميين بمجلس الأمن، وعدد من وزراء خارجية بعض الدول الصناعية الكبرى، كلهم .. يبحثون شأن العراق..(كم أنت مريض وعصي على الشفاء أيها العراق..!؟)،ولم يتحلحل الوضع العراقي الداخلي بعد كل تلك المؤتمرات وصخبها الخطابي والأعلامي والتعهدات والوثائق الموقعة فيها..لا بل زاد وضع العراقيين سوءا مع كل تلك المؤتمرات ونوايا المصالحات ومؤتمراتها وضجيجها وكل ما قيل ويقال فيها عن حلول تعقبها أو تعقب الـ"خطط الأمنية" لـ"فرض الأمن والقانون".
تنحصر الرؤية العراقية لمحيطه العربي- الإقليمي، على ثوابت أهمها رفض التدخل في الشؤون العراقية الداخلية، وعدم العودة الى ما قبل 9/ 4 /2003 وإلغاء المنجزات السياسية التي تحققت ،على كل آلامها وعذاباتها وخساراتها في عراق ما بعد صدام، ورفض تكريس الحراك الإقليمي- العربي تجاه طائفة أو قومية أو فئة ما فيه..بهدف خلق منافذ دائمة للنفاذ عبرها الى الشأن العراقي الداخلي ، والتأثير فيه ، مع وضوح التأكيد على ان العراق ليس طرفاً في المشاكل والعلاقات المتوترة بين بعض دول الجوار وبعض الأطراف الدولية، وأن لا تتحول مدنه وشوارع وأحياء عاصمته المدحورة، ومدنه الغارقة في البطالة و سوء الخدمات وشحة الدواء والحياة الرثة وتخلف الوعي الاجتماعي ، إلى بؤر لتصفية حسابات بعض تلك القوى، التي تسعى لاحتكار الساحة الإقليمية وفرض تصوراتها فيها، من خلال ديمومة التوتر في المنطقة واستغلال ما يسمى بـ"المأزق الأمريكي في العراق " لزيادة الضغط على أمريكا وحلفائها في الساحة العراقية ، لتليين مواقفهم في ساحات أخرى او مفاوضات ما ، لابد ستحصل بالمباشر او عبر وسطاء ، بشأن ما يجمع عليه العالم في أن تبقى هذه المنطقة الإستراتيجية خالية من الأسلحة النووية او السعي لامتلاكها اولتقاسم النفوذ فيها تحت معطيات ذلك المأزق واستغلاله بتحويل العراق إلى ساحة حرب مفتوحة لدعم كل من يدعى محاربة (الأمريكان) على الساحة العراقية باستخدام كل الوسائل المتاحة ومنها دعم الإرهاب وتسهيل مهمته التي حولت يوم العراقي إلى جحيم دائم وخربت نسيجه الاجتماعي بتكريس النزعات الطائفية وإستغلالها سياسيا وأجهزت على فرص بنائه وألحقت بما تبقى من بنيته التحتية المخربة أصلا خرابا مضافا، معطلة فرصا متاحة للبناء في مناطق "آمنة" كان يمكن للعراقي فيها ان يحصل منها على شروط جديدة للحياة اليومية الشاقة التي يكابدها منذ ثلاثة عقود.. لذلك فأن على مَنْ يواصل بدأب من دول الجوار تسهيل وإشعال النيران في البيت العراقي أن يعلم ان ثمة في التاريخ البعيد والقريب والواقع المنظور ثوابت لا تقبل التفسير والأجتهاد والتأويل الأحادي وأهمها ان نيران الإرهاب ومخلفات العنف الاجتماعي، والعمل على زعزعت الاستقرار ، وغض النظر عن تجنيد المجندين الأرهابيين و نشاطاتهم، لديمومة خراب العراق بحجة مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية ومخططاتها الراهنة أو بعيدة المدى في المنطقة،لا يمكن ان تتجمد او تتوقف عند عوامل الزمان والمكان الراهنين.. ويمكن لهذين العاملين ان يتغيرا بتغير الشروط والوقائع والإحداث وتطوراتها واللاعبين فيها والمصالح التي تختفي خلفها..ومسألة " الأفغان العرب" وغيرهم وما مارسوه ويمارسونه في بلدانهم بعد انتهاء اللعبة وشروط التحالفات التكتيكية السابقة يجب اعتبارها في الحسابات الراهنة والمستقبلية لسياسات الدول المحيطة بالعراق. لذلك فأن العمل على إخماد النيران العراقية تتطلب جهوداً مشتركة من قبل جميع دول الجوار العراقي ، ومنها البدء الفور والفعلي في تفعيل الاتفاقيات الأمنية، وضبط الحدود، وتقويض خطط المتسللين وإيقاف تجنيد ((المرتزقة-المجاهدين))،والحد من تحركاتهم، وكشف خلاياهم الإرهابية ومن يقدم لهم الدعم المادي واللوجستي للخلاص منهم في بلدانهم ولإغراقهم في ما يسمى بـ((المستنقع الأمريكي في العراق)) وتبادل المعلومات والتنسيق مع الجهات العراقية في هذا المجال، لأن نيران العراق اذا اتسعت ستحرق الجميع عربا وغيرهم، وعلى بعض القوى في الشارع العربي،خاصة تلك التي تشهد نهوضا لعوامل ومسببات لا مجال لبحثها آلآن ، ان تتأكد ان شبح (صدام حسين) الذي يهدهد أحلامها، لم يعد له وجود.. ولن يبعث ثانية..صحيح ان ما أسس له صدام من قيم ورؤى وممارسات فظة لم تندثر في العراق الآن وان بعض ما جار فيه لعله افضع وأحلك واشد قساوة.. وهي مرحلة ستنهي حتما ومعها ستزول أشباح لـ(صدام) تم استنساخها حاليا من قبل اعوانه سابقا و بعض أعدائه ايضا.. والعراقيون كفيلون بذلك..وعلى بعض العرب وشوارعهم ان لا يقايضوا صدام بالعراقيين..فالعراقيون والعراق أبقى من شبح صدام وغيره من الأشباح التي تجول في أرضهم آلآن. وعلى المسؤولين في العراق وكل السياسيين فيه العمل على خطاب فعلي عملي في طمأنة دول الجوار العراقي، خاصة تلك التي لها علاقة متشددة بالولايات المتحدة الأمريكية، بان العراق لا شأن له بمشروع أمريكا في "دمقرطة المنطقة" والذي يشهد انحسارا في امريكا ذاتها بسبب الأخطاء التي رافقت ما سمي بـ"تحرير العراق". لابد ايضا لممثلي العراق في هذا المؤتمر إيضاح ان العراق لم ولن يكون قاعدة امامية لإسناد أي هجوم ضد دول جواره تحت أي ظرف او ضغط او شرط والسعي معها لموقف فعلي عام مشترك يقضي بان أمن العراق من امن المنطقة وأمن دولها وشعوبها ، إذ لا يمكن التصور في ان العراق وساحته ستكون معزولة عن الدول المجاورة له وسيبقى وحده غارقا في دوامة العنف الحالي وشراسته ومهيمنات ردود أفعال الثأر الإرهابي- الطائفي دون ان تتسع تلك الدوامات و لهيبها وجحيمها لتشمل الجميع عربيا وإقليميا..تلك رسالة العراق والعراقيين الواضحة لمن ينبغي لهم سماعها والعمل عليها من المسؤولين العراقيين الذين سيمثلون العراق في المؤتمر وإيصالها بوضوح لا لبس فيه للدول المجاورة له.. فالوضع الراهن في العراق إذا وصل نقطة اللاعودة لن يبقى محصورا بساحته فقط.. لذا لابد من مساندة الشعب العراقي واحترام خياراته واتخاذ جميع الإجراءات المتاحة لإخراجه من النفق المظلم، وتبديد مخاوف اندلاع حرب أهلية قد تنشأ فيه، وهي تمتلك الشروط والمقدمات حاليا، وستأكل عندها الجميع ، وتهدد أمن واستقرار وثروات شعوب ودول المنطقة برمتها.



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سقوط النظام الصدامي واحتلال الوطن العراقي 2-2
- في سقوط النظام الصدامي واحتلال الوطن العراقي1 -2
- الجماليات المسرحية.. بين التاريخ والآركيولوجيا
- الزاوية والمنظور:.. اتهام النقد .. دفاع القص
- المستشارون العراقيون
- ماذا بعد الخطة الامنية الجديدة..؟؟
- الصمت والاهمال..*1-2
- الصمت والاهمال2-2
- الصمت والاهمال*1-2
- توثيقية المكان والاستذكار
- المعضلة العراقية نتائج..توقعات
- جليل القيسي ايتسع..(زورق واحد)..؟
- رواية (عندما خرجت من الحلم) ..اراء واصداء
- المخرج السينمائي كاظم الصبر..: ماعرفته السينما العراقية من ا ...
- مقهى هاتف الملغى..سنوات لاتنسى
- الشاعرة العراقية ليلى لعيبي في..: ليل ومحطات وسفر
- عالم -غائب طعمة فرمان- الروائي
- كيف حدث ذلك..؟
- في رحيل المسرحي الرائد..عزيز الكعبي
- المشهد الثقافي في البصرة


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم العايف - العراق..ومؤتمرات دول الجوار الإقليمي