أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد أبو مهادي - في الأول من أيار... نحو خطة وطنية لإنقاذ العمال الفلسطينيين















المزيد.....

في الأول من أيار... نحو خطة وطنية لإنقاذ العمال الفلسطينيين


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 1902 - 2007 / 5 / 1 - 13:02
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    



في الأول من أيار من كل عام يخرج آلاف البشر من مختلف الجنسيات والأعراق والثقافات ليحتفلوا بيوم العمال العالمي وليعلنوا فيه استمرار كفاحهم ضد استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، وضد الظلم والوحشية الناتجة عن استغلال أصحاب الثروة والمال لجهد وعرق العمال والشغيلة، وهو يوم يتوحد فيه كل الطامحين بمستقبل سعيد تكون فيه العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات وعوائد الإنتاج أساس للعلاقات الاقتصادية بين الجميع.
تخرج هذه الآلاف لتفضح ما تخلفه أطماع الرأسمالية العالمية من بؤس وشقاء وجوع يطال حتى الآن أكثر من ثمانمائة وأربعة وخمسين مليون جائع، يموت منهم خمسة عشر مليون كل عام حسب التقرير الأخير لمنظمة الأغذية والزارعة العالمية والذي أشار أيضاً إلي أن عدد الجوعى في العالم يزداد سنوياً بمعدل من أربعة إلى خمسة ملايين نسمة.
وتشترك الطبقة العاملة الفلسطينية مع بقية الحركات العمالية في العالم في هذا الكفاح، ولكنها تتميز عنها من حيث المهام والأهداف الملقاة علي عاتقها حيث يختلط نضالها النقابي والحقوقي والمطلبي مع كفاحها الوطني ضد الاحتلال الإسرائيلي، ليصبح أول أولوياتها هو التخلص من ظلم الاحتلال وبطشه، ومن أجل تشييد دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة تصان فيها حقوق الشعب الفلسطيني وهي تؤكد علي ذلك باستمرار في كل نشاطاتها وأدبياتها، وقد قدمت علي مدار سنوات كفاح الشعب الفلسطيني المئات من الشهداء والجرحى والأسري، وقامت بتشكيل النقابات العمالية رغم انف الاحتلال ومتحدية لقوانينه المختلفة كتتويج رائع لنضالها، الأمر الذي عرض الكثير من قادتها إلي الملاحقة والاعتقال الدائمين.
ولم يكن الهدف التحرري للطبقة العاملة الفلسطينية وقيادتها النقابية يشغلها عن قضاياها العمالية، وأدركت أهمية النضال من أجل واقع أفضل لعمال فلسطين إلي جانب كفاحها الوطني، حيث ساهمت بنشاط كبير في تحسين أوضاع العمال الفلسطينيين وتحسين شروط عملهم في المنشآت الصناعية داخل الأراضي الفلسطينية، واستطاعت كسب ألاف القضايا العمالية الناتجة عن استغلال وظلم أصحاب العمل الإسرائيليين داخل الأراضي المحتلة عام 1948، كما استطاعت إن تنظم العمال في اطر نقابية مختلفة المجالات والمهن، وأسسوا حركات عمّالية جديدة استطاعت أن تحشد العمال خلفها بالآلاف ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم، وضد إهمال الحكومة الفلسطينية لحقوقهم، ورفضاً لتحويلهم إلي جيش من المتسولين علي أبواب المؤسسات الرسمية والأهلية بعد أن تحول حوالي 70% من الشعب الفلسطيني إلي فقراء وحوالي 30% إلي عاطلين عن العمل.
يأتي أيار في ظل سعي الحركات العمالية في العالم إلي تحسين ظروف عمالها حيث أنهم حصلوا علي العمل، أمّا عمال فلسطين فلازالوا يعانون من البطالة وفقدان العمل حيث تفرض إسرائيل حصار ظالم علي الشعب الفلسطيني يطال مختلف مناحي الحياة ويفاقم من مشكلات الفقر والبطالة بشكل خطير يتهدد غالبية أبناء الشعب الفلسطيني وفي مقدمتهم العمال والمزارعين الذين خصص لهم نصيب الأسد من المعاناة وسوء الحال، حيث تعرض غالبيتهم لفقدان العمل داخل منشآت العمل في مناطق الخط الأخضر لأكثر من ستة أعوام متواصلة، وفقدان العمل نتيجة تدمير وهجرة الكثير من المنشات الصناعية الفلسطينية، إضافة إلي تشريد آلاف المزارعين عن أراضيهم نتيجة بناء جدار الفصل العنصري ونتيجة ما يقوم به الاحتلال من عمليات مصادرة للأراضي أو اقتلاع ما عليها من مزروعات لتضيف مزيداً من الفقراء والعاطلين عن العمل.
أيار جديد يأتي علي الأراضي الفلسطينية وعمالها ومزارعيها وكادحيها يتعرضون لأسوأ كارثة إنسانية ويحرمون من أبسط شروط الحياة، ولا جديد علي أحوالهم سوي المزيد من البؤس والشقاء، والمزيد من البطالة والفقر والحرمان، والمزيد من التنكر لحقوقهم التي طالما سعوا إلي تحقيقها ونظموا مئات الأنشطة الاحتجاجية ووجهوا عشرات الرسائل إلي كل المعنيين مطالبين بها رافضين لسياسات التهميش والإهمال والتنصل الحكومي منها، فالاحتلال الإسرائيلي يمارس إجرامه المتمثل بحرمانه للآلاف من العودة إلي أماكن عملهم والحكومات الفلسطينية المتعاقبة تسقط قضاياهم من أجندتها بشكل دائم، والمتمعن في أوضاع العمال الفلسطينيين يكتشف حجم الكارثة الإنسانية التي لحقت بهذه الطبقة، وتكفي مراجعة سريعة للموازنات المالية التي تقرّها السلطة الوطنية الفلسطينية في كل عام للتّعرف علي مستوي الإهمال والإجحاف الذي تعرض له العمال الفلسطينيين علي أيدي سلطتهم الوطنية في ظل غياب أي تشريعات تكفل لهم ولو الحد الأدنى من الضمان الاجتماعي والعيش الكريم الآمن الذي يساعدهم علي مواجهة متطلبات الحياة الأساسية من غذاء وكساء وتعليم وعلاج، حتى صندوق التشغيل الذي جري إقراره لا يزال حتى الآن حبراً علي ورق لم يرَ النور ولا توجد أي دلالات علي إمكانية أن يوضع موضع التنفيذ.
الجوع والفقر والحرمان، إضافة إلي الاحتلال هو أبرز ما تواجهه الطبقة العاملة الفلسطينية وشعبها المكافح ضد الظلم بمختلف أنواعه، وهذا ما يجعل حياة العمال الفلسطينيين أكثر تعقيداً من غيرهم في أنحاء العالم، وهذا ما يجب أن يحفزهم نحو إعادة ترتيب أوضاعهم النقابية لتصبح أكثر استجابة والتصاقاً بقضاياهم ، وأكثر فعالية ونشاط في معركة انتزاع حقوقهم وتثبيتها قانونياً وأخلاقياً باعتبارهم مواطنين فلسطينيين ولهم حقوق علي السلطة الوطنية الفلسطينية، وباعتبارهم بشر من حقهم أن تتوافر لهم مقومات الحياة كبقية البشر.
إن رفع الظلم وكسب الحقوق لا يأتي بالإحساس بهذا الظلم فقط، بل بالكفاح المستمر والمتواصل من أجل اجتثاثه وإلزام الحكومة الفلسطينية بهذه الحقوق ودفعها لتغيير الأولويات والاهتمام بمواطنيها الذين هم مصدر تفويضها ووجودها وقوّتها الأول، هذا التفويض المبني علي تعاقد وبرامج ولا يجوز التنصل منها تحت أي سبب كان، فالسلطة التي تستطيع توفير ملايين الرصاصات والبنادق وإنفاق موازنات وأموال طائلة علي هذا التسليح، عليها أن تقوم بتوفير رغيف الخبز للمحرومين منه، وعليها أن تضع خطة لإنقاذ العمال وغيرهم من الفقراء قبل أن تباشر بخطط أمنية لفوضى أمنية كانت هذه السلطة المسبب الأول والرئيس لحدوثها، وأدت إلي إنتاج المزيد من الفقر والبطالة وساهمت في هجرة الاستثمارات ورأس المال الفلسطيني.
الأول من أيار فرصة مناسبة لمهام ملحة وعاجلة أمام الطبقة العاملة الفلسطينية وطليعتها النقابية المنظمة، من أجل وحدتها وتعاونها مع مختلف التجمعات والحركات الاجتماعية المطالبة بالحقوق من خريجين ومزارعين ومرأة عاملة ومنظمات حقوقية تشترك جميعها مع العمال في النضال المطلبي وتشكّل إطار تنسيقي موحد يعبر عن قضاياهم جميعاً وقادر علي وضع خطة كفاحية منظمة ضاغطة علي الحكومة الفلسطينية التي انشغلت كثيراً في أمور الحكم والصراع عليه، وأدارت ظهرها عادة للمواطن لتُثقلهم فوق أثقالهم وتُكربهم فوق كُرباتهم، انه فرصة لإطلاق مبادرات شعبية حقيقية تستمر وتعمل علي انتزاع الحقوق ودفع الظلم عن الفقراء والكادحين



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكذبة الأولي هي المرحلة الأولي من خطتهم الأمنية؟؟؟؟
- الاحتلال والفقر والجهل والسلاح ؟؟؟
- حوار الفاشلين... وسبل الصعود من الهاوية !!!
- التحضير لما هو قادم
- انجازات ما قبل انتصار المقاومة اللبنانية
- قنابل ذكية بأيدٍ غبية
- بعض المطلوب جماهيرياً
- عن الجندي الاسرائيلي المدلل....... والعدوان........؟
- هناك الآلاف من العاطلين عن العمل ....!!!!
- ضد كسر الارادة
- ضد التأجيل .......... نحو المحاسبة والتغيير !!
- غزة سئمت نزف الدماء ...........!!!!
- مع بداية العام الدراسي الجديد
- مع بداية العام الدراسي الجديد لصوصية علي شكل قانون
- تيار أو تيارات......... الجميع أمام محكمة الجماهير!
- ما بعد -خطة فك الارتباط-؟
- العمّال المنسيون !
- حتي لا تفرض الوصاية علي الشعب الفلسطيني
- حافلة المسافر الفلسطيني وعلبة السردين
- جريمة أخري علي معبر الموت- ايرز-


المزيد.....




- “رسمياً” سلم رواتب المتقاعدين في العراق 2024 بعد الزيادة الج ...
- موعد صرف زيادات المتقاعدين 2024 بالجزائر وما هي نسبة الزيادة ...
- NO MORE RANA PLAZAS – NO MORE BLOOD FOR PROFIT
- WFTU commemorates the 50th anniversary of the Carnation Revo ...
- “يا فرحة الموظفين بالإجازة” .. موعد إجازة عيد تحرير سيناء لل ...
- -الفينيق والمرصد العمالي- يُطلقان حملة بمناسبة يومي العمّال ...
- بزيادة 100 ألف دينار فورية الان.. “وزارة المالية” تُعلن خبر ...
- زيادة مليون ونصف دينار.. “وزارة المالية” تُعلن تعديل سلم روا ...
- FIR commemorates 50 years “Carnation Revolution” in Portugal ...
- كيف ينظر صندوق النقد والبنك الدوليان للاقتصاد العالمي؟- أحمد ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد أبو مهادي - في الأول من أيار... نحو خطة وطنية لإنقاذ العمال الفلسطينيين