أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسيب شحادة - القاموس















المزيد.....



القاموس


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 1902 - 2007 / 5 / 1 - 13:37
المحور: الادب والفن
    


قاموس فنلندي - عربي
عرض ومراجعة ا. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

محمود مهدي عبد الله ، قاموس فنلندي ـ عربي، جمعية الأداب الفنلندية، هلسنكي، 2007
, 6131 ص، الثمن: 69.40 يورو، ستة وأربعون ألف كلمة. ISBN: 978-951-746-870-1

في الثامن من شهر شباط الفائت زفّ التلفزيون الفنلندي في ختام نشرته الإخبارية المسائية الرئيسة لمشاهديه خبرَ صدور هذا القاموس منوهاً بأهميته في مضمار العلاقات بين العالم العربي وفنلندا. وفي اليوم ذاته نشرت أكبرُ صحيفة فنلندية Helsinginsanomat
مقالا قصيرا بقلم بايفي أرفونن (بالباء المثلثة والفائين المثلثتين) بعُنوان: “الدبلوماسي الذي وقع في حبّ اللغة الفنلندية، محمود مهدي عبد الله كتب قاموسا ضخما فنلنديا-عربيا”. وهذا كان بمثابة مقابلة أجرتها الكاتبة مع السيد عبد الله في القاهرة قُبيل قدومه إلى ابنة البلطيق لمناسبة الاحتفال في مبني السفارة المصرية بصدور القاموس. استنادا إلى ما ورد في هذه المقابلة وفي المقدّمتين القصيرتين للقاموس، الواحدة بلغة الضاد بقلم السفير عبدالله المولود عام 1932، جامع القاموس، وقبْلها ترجمة فنلندية لها، والمقدمة الثانية بالفنلندية بقلم الأستاذ الفنلندي المتقاعد (وفق قاموس المهدي: “فخرىّ، لقب شرفىّ، أستاذ فخرىّ في جامعة”) ! للغة العربية هيكي بالفا (بالء والقاء المثلثتين)، المشرف خلال المدّة 1999-2006 على فريق المراجعين أو الباحثين في اللغة العربية ومُدققي اللغة من أساتذة اللغة العربية الفنلنديين، (في الواقع هم ثلاثة، فنلنديان: واحدة تحمل الماجستير وعملت منذ العام 1999 وحتى العام 2003، وآخر مترجِم محلَّف من العربية إلى الفنلندية وأدلى بدلوه من العام 2003 لغاية 2006، وعربي مصري حاصل على الماجستير باللغة العربية والدراسات الإسلامية من جامعة هلسنكي أيضا، وساهم بدوره من العام 2001 وحتى 2003) والصفحة التي وافاني بها مشكورا السيد علاء عبد العزيز، السكرتير الثاني في سفارة جمهورية مصر العربية بهلسنكي، يمكن تسجيل ما يلي.
يعود التفكير في إعداد القاموس قيد البحث إلى عام 1964 آن قدوم السيد محمود مهدي عبد الله للعمل كسكرتير ثان في سفارة جمهورية مصر العربية بهلسنكي لمدّة سنتين، التحق خلالهما بدورة للغة الفنلندية وبقسم الدراسات الشرقية في جامعة هلسنكي. قبل ذلك حصل على الشهادة الجامعية الأولى البكالوريوس من جامعة عين شمس بالقاهرة ثم درّس اللغة الإنجليزية مدة أربع سنوات في مدرسة ثانوية بمصر، إنه إنسان يحبّ الطبيعة والحمّام الفنلندي، الساونا، ومنتصف الصيف والثقافة وتعلُّم لغات البلاد التي يعمل فيها في السلك الدبلوماسي. إنه لا يتكلم اللغة الفنلندية إلا أنه يُجيد قراءتها وفهمَها، وهذه المعلومة غير المألوفة قد تذكّر القارىء العربي المطلعَ بالأغلبية الساحقة من المستشرقين ومدرّسي اللغة العربية والدراسات الإسلامية في الجامعات الغربية وحتى باحثي اللهجات العربية الحديثة. هؤلاء الأساتذة والباحثون، كما هو معلوم للقاصي والداني، يقرأون العربية بأعينهم في الغالب الأعمّ ويترجمونها إلى لغات أمّهاتهم، إلا أنهم عاجزون عن التحدّث بأية لهجة عربية أو بالعربية الفصحى الحديثة أو كتابتها. بعبارة وجيزة معرفتهم للغة العربية نظرية فقط وعليه فهي محدودة جدا وغير خلاقة تساوي الثلث تقريبا، وكما قال عالم الاجتماع العربي الشهير، ابن خلدون، قد يعرف الإنسان كل أصول الخياطة أو السباحة وقواعدهما نظريا إلا أن ذلك لا يعني بحكم الضرورة أن أمامنا خياطا ماهرا أو سباحا بارعا. وبالإضافة للغة الفنلندية يعرف السيد عبد الله اللغات: الإنجليزية والفرنسية والروسية والإيطالية والفارسية، كما ويعرف جيدا لهجات عربيةً كثيرة.
ومن الجدير بالذكر أن السفير عبد الله اعتاد في غضون فترة إقامته بهلسنكي أن يحمل دفترا لتسجيل ما كانت تلتقطه عيناه من كلمات وعبارات في اليافطات والدعايات، وعند إيابه إلى المنزل كان يبحث عن معانيها في المعجم ويسجلها، هكذا بدأ مشواره مع اللغة الفنلندية المكتوبة. بعد تقاعده من الخدمة الدبلوماسية التي دامت قرابة ثلاثة عقود من الزمان، عام 1991، كان السيد عبدالله قد ترجم كتابين بالفنلندية إلى العربية: الأول عبارة عن أساطير الموروثات الشعبية الفنلندية (هناك خطأ في العنوان الفنلندي) للاوري سيمونسوري عام 2004، والثاني ملحمة الكاليفالا للشبيبة سنة 2005. قام السيد عبد الله بزيارات متتابعة لفنلندا مرة سنويا كما واستضاف بمنزله بالقاهرة المشرفَ وفريق العمل مرّتين بُغية الإسهام في إنجاز هذا القاموس. كما وحظي معدُّ القاموس بمساندة ومساعدة من قِبل بعض الشخصيات الفنلندية الهامّة ومن وزارة التربية الفنلندية والجمعية الشرقية و“صندوق المعهد الفنلندي في الشرق الأوسط” (في الأصل: مؤسسة فنلندا والشرق الأوسط) وجمعية الآداب الفنلندية
لا بدّ من التنويه بأن العمل المشترك ما بين السفير المصري والمشرف / المنسق الفنلندي كان سلساً وبدأ في ربيع العام1997. حينَها أودع السيد عبد الله في يدي الأستاذ بالفا القسم الأولَ من مسودّة القاموس المشتمل على الأحرف ا-ل بالفنلندية . وكان هذا المخطوط “واعدا” في نظر بالفا إذ أن المطلوب آنذاك كان التأكّد من صحّة النصّ الفنلندي وتنفيذ مثل هذه المهمّة لا يتطلب قوة خارقة. سرعان ما تبيّن بعد ذلك أن النصّ العربي يفتقر إلى تشكيل صرفي ونحوي (إعرابي) ضروري وأُلقي هذا الواجب على كاهل المراجعَين السيدة تويّه رنّه والسيد يُسري يوسف، بعد أن تعذّر القيام بذلك بأرض الكنانة وتوفيرا للوقت. وهكذا تحمّل هذان الشخصان أكبر عبء في العمل، أما وضع اللمسات اللغوية الأخيرة والاهتمام بتساوق المعجم وتناغمه فكانا من نصيب السيد المترجم سامبسا بيلتونن (الباءان مثلثتان). ويُضيف الأستاذ بالفا في مقدمته قائلا، لولا مجهود فريق العمل الفنلندي لما رأى القاموس النور، ومع هذا يضلّ القاموس حقا ثمرة جهود السيد عبد الله. إنه المسؤول عن اختيار ما أُدرج من ألفاظ وأمثلة وصيغ صرفية وبالطبع ما أهمل منها. يرى الأستاذ بالفا في هذا المعجم إضافة جدّ سخية في مضمار وسائل تعلّم لغة العرب وعليه فهو مُرحَّب به من منظور الطالب الفنلندي لهذه اللغة السامية. ومن المعروف أنه شُرع بتدريسها في فنلندا في بداية القرن الثامن عشر في مدينة توركو في غرب البلاد. وبالمقابل يرى السفير، معدّ القاموس، أن عمله هذا سيفيد المترجمين و”يفتح آفاق المعارف الفنلندية أمام ملايين الناطقين باللغة العربية

قد نوّهت صحيفة “الشرق الأوسط” الصادرة في لندن في (www.asharqalawsat.com)
السابع من آذار المنصرم، عدد 10326 بهذا القاموس الثنائي في مقالة قصيرة لداليا عاصم من الإسكندرية، حيث احتفى معرض الإسكندرية الدولي للكتاب في 27/2/ 2007 بأول قاموس فنلندي عربي (في الأصل خطأ: عربي ـ فنلندي وهذا القاموس ليس الأول فهناك مثلا قاموسا المهندس الفلسطيني تيسير خليل الصادرين عام 1992 وعام 2004 في عمّان وبين دفتي الأول مثلا اثنا عشر ألف كلمة. ومما ورد أيضا في هذه المقالة هذه الفكرة الطريفة التي عبّر عنها الدكتور سعيد صادق، ممثل المعهد الفنلندي لدراسات الشرق الأوسط في القاهرة. إنه ينادي بتدريس اللغة الفنلندية بجامعات مصر بالإضافة إلى سبع اللغات الأجنبية، لأن فنلندا تصدّر الأخشاب والورق على نطاق واسع وهذا يعزّز فُرص انتشارها. كما ويدعو مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية، الدكتور خالد عزب، الشركات الاستثماريةَ إلى إرسال البعثات التعليمية لتعلم اللغة الفنلندية، لا سيما وأن الروابط بين العرب واسكندنافيا قديمة ووطيدة ترجع إلى عهد الرحّالة العربي أحمد بن العباس بن فضلان الذي وصف شواطىء فنلندا في بداية القرن العاشر للميلاد، وأضاف عزب أن وزارة الثقافة المصرية بادرت وترجمت أوّل رواية فنلندية.
كما وأقام المعهد الفنلندي لدراسات الشرق الأوسط احتفالا في 6/3/2007 في القاهرة بمناسبة “تدشين” هذا القاموس. ألقى الدكتور صادق فيه محاضرة ثانية وكان بين الحضور سفير فنلندا في القاهرة، ومما ذكر فيها أن هذا القاموس هو بمثابة “جسر للتواصل ودحض لادعاءات صراع الحضارات” وينظر في
www.alyaum.com, http://www.bibalex.org
Agenda 2/2007 March-April, http://www.agendafin.com، p. 1
كما وأوردت هذه الدورية الصادرة باللغة الانجليزية خمس مرات سنويا في هلسنكي نبأَ صدور القاموس إثر ست عشرة سنة من العمل في إعداده وكأنه أول قاموس فنلندي عربي. قد تكون هناك أخبار أو تعليقات بشأن هذا القاموس في صحف أخرى لم يتسن لنا التعرف عليها بواسطة غوغل.
لا ريب أن الدارس لتاريخ تدريس لغة العرب في الغرب يستهجن حقيقة عدم صدور معجم ثنائي فنلندي ـ عربي حتى الآن، كما صرّح بذلك السيد السفير محمد مهدي عبد الله في كلمته الموجزة بالإنجليزية في التلفزيون الفنلندي في الثامن من شباط الماضي. والشيء بالشيء يذكر، الثامن من شباط العام 2005 سيُسجل يوما تعيساً ومحزنا في تاريخ تدريس العربية في فنلندا، في جامعة هلسنكي، الوحيدة حيث يوجد فيها مساق للغة العربية. في ذلك اليوم صادق مجلس كلية الأداب بالجامعة على اقتراح إنشاء وظيفة محاضر في الدراسات الإسلامية واللغة العربية بدلا من محاضر جامعي في اللغة العربية وثقافتها كما هي الحال في الأقسام الثمانية الأخرى في معهد الدراسات الآسيوية حيث تدرّس أصولُ قرابة أربعين لغة، حيث التركيز على الجانب النظري. يعود تاريخ تدريس اللغة العربية في أوروبا إلى القرون الوسطى وكان ذلك لأهداف لاهوتية تبشيرية مسيحية ثم من أجل دراسة العلوم الطبية ثم بغية الوصول لفهم أفضل لنصوص العهد القديم.
في فنلندا كانت البداية، كما ألمحنا، خلال العام الدراسي 1709-1710 آن قام الأستاذ أبراهام ألانوس بتدريس قواعد اللغة العربية. وفي العام 1974 أنشىء ما يُدعى اليوم باسم معهد الدراسات الآسيوية والإفريقية ودرّست العربية في نطاق قسم اللغات السامية حتى العام 1980 ومن هذا العام وحتى 1998 دُرست اللغة العربية في قسم خاص بها ومنذ العام 1999 استحدث الاسم “اللغة العربية والدراسات الإسلامية” إلا أنه في الواقع هناك فتات يسير من اللغة في مهاراتها الأساسية الثلاث لا يغني ولا يسمن من جوع، التحدث والقراءة والكتابة، ناهيك عن التفكير في أحد أنماط هذه اللغة العريقة الثرية. ينصبّ الجهد الأكبر على ما يُدعى بالأبحاث الإسلامية المبنية عادة على مصادر أجنبية ومترجمة في جلّها، ومن الجليّ لكل ذي بصر وبصيرة أن لا أبحاث عربية وإسلامية ذات بال بدون السيطرة على ناصية لغة العرب علما وعملا.
يُذكر أن هناك تاريخا مشرفا لفنلندا من حيث النزاهة الاستشراقيةُ وتدريس اللغة العربية إذ أنها لم تمارس استعمار الغير كما فعلت بعض الدول الأخرى مثل بريطانيا وفرنسا. وفي عداد الكوكبة المرموقة من المستشرقين الفنلنديين الذين عاشوا وعملوا خلال الفترة الزمنية الممتدة من بداية القرن التاسع عشر، وعلى وجه التحديد ابتداء من العام 1811 وإلى يوم الناس هذا، يمكن ذكر هذه الأسماء: جورج أوغست فلين (يالفاء المثلثة) المعروف باسمه العربي عبد الوالي الذي زار شبه الجزيرة العربية وأرماس سلوننن وآبلي ساريسالو ويوسّي تنلي أرو وإرْكي سالونن وهيكّي بالفا. ولا يسعني في هذا السياق من إضافة معلومة هامّة واحدة على الأقل، يعرفها كل من كان على صلة معيّنة بالمرحوم أرو الفذّ المتواضع، 1928-1983. إنه تمكّن من لغة الضاد بشطريها المكتوب والمنطوق علما وعملا بقواه الذاتية إذ أن مجال تخصّصه الأكاديمي كان علم الأشوريات. كان له ما ابتغى وصبا إليه لأنه احترم نفسه وبحثه وأهلَ هذه اللغة وحضارتها، تحدّث العربية الشامية وكأنه ابن بارّ قحّ لها ولم يزر أرض العرب إلا قليلا جدا، وهو الذي قال وطبّق في ريعان شبابه: يحتاج المرء لكتاب قواعد وقاموس لتعلم لغة بشرية ما
بادىء ذي بدء لا بدّ من الترحيب بصدور هذا المعجم الضخم الذي انتظره المتابعون والمهتمون بالفنلندية والعربية، لا سيّما في بلاد الشمال هذه، منذ سنين طويلة طويلة. لا يُخامر المتصفّح لهذا المجلّد أي شك فيما بُذل من الجهود المضنية وتظافرها بين القاهرة وهلسنكي وما كُرّس من السنين الطوال وما نفذ من الصبر الجميل وما تمخّض عنه حبّ الفنلندية. وكان كاتب هذه الدراسة قد استخدم هذا القاموس وتعرّف عليه عن كثب أثناء ترجمته مؤخرا كتيّبا فنلنديا إلى العربية بعنوان
Markku Amtola, Kristittyn? suomessa, rippikoulukirja maahanmuuttajalle ja ulkosuomalaiselle. Helsinki 2006. (56 s.)
وأثناء مطالعاته اليومية لصحف ودوريات فنلندية جمّة وأخيرا بغية عرضه وتقييمه .
تساؤلات وقضايا كثيرة نهضت وتبرعمت في كل مرة كنتُ أتصفح فيها هذا القاموس، ولعلّ أولها ذلك الكم المهول حقا من الأخطاء لا سيما في النص العربي، إذ تكاد لا تخلو أية صفحة منها. وهذه الأخطاء طباعية ولغوية، إملائية وصرفية ونحوية إضافة إلى التكرار والحشو في العديد العديد من الحالات، كما ستبيّن العينة المختارة عشوائيا لاحقا. وإذا أراد المرء تبيانها وشرحها والإحالة إليها لملأ صفحات كثيرة جدا من التصويبات والملاحظات والاقتراحات. وعليه هناك حاجة ماسّة جدا إلى مراجعة جادّة وتدقيق شامل من جديد ومن البداية حتى النهاية لإزالة هذه المنغّصات التي تعكر صفاء ذهن القارىء حتى قي قرائتها الكشطية. لا علم لي بأي معجم ثنائي فيه هذا “الطوفان” من الأخطاء، حتى في القاموس العبري للعربية العامية الفلسطينية الصادر قبل ثلاثة عقود تقريبا بعيد عن هذا الوصف بالرغم من وجود أخطاء وعدم دقة في إيجاد المقابلات العربية. وللراغب في الإطلاع على عرض ومراجعة لذلك القاموس الذي تلاشى إثر صدوره بمدة وجيزة، يمكن الرجوع إلى الدورية “لشونينو” أي “لغتنا” مج. 43 ص. 52-70.
من البدهي في كل دار نشر محترمة أنها لا تُقدم على نشر أي كتاب ناهيك عن قاموس ثنائي اللغة دون مصادقة مدققين ومحرر مسؤول. إن ترسيخ ثقافة المراجعة والتحرير لهي من أبجديات النشر في عصرنا هذا. ومن جهة أخرى هناك أخطاء وشوائب وهنات كثيرة في النقل من الفنلندية إلى العربية وهذا قد يكون ناتجا عن عدم معرفة لغة الأصل معرفة كافية نطقا وكتابة بالإضافة إلى استخدام طريقة إيجاد المقابل العربي للفظة الفنلندية عبر اللغة الإنجليزية. وبهذه الوسيلة تزداد الهوة المنفغرة اتساعا وعمقا ما بين لغة الأصل ولغة الهدف. ويبدو أن ذلك كان قد حصل بالنسبة لمعجمي السيد تيسير خليل الذي سار بطريقة الترجمة غير المباشرة أي من الفنلندية إلى الروسية إلى العربية. يبدو أن هناك خطأ بل خطلا لا يستهان به في لجوء المترجم إلى المعاجم الثنائية بغية فهم دقيق لمعاني الألفاظ. لا بد من استشارة المعاجم الأحادية والتفاعل الطبيعي والمباشر باللغة. وهذا الخطأ والخطر لا يتبين للكثير من المترجمين. .
قبل إعداد أي معجم لا مندوحة من إيلاء الاهتمام الكافي والمهني لقضايا أساسية مثل: طبيعة المادة المنتقاة، طريقة جمعها وتصنيفها وتبويبها وعرضها، ما الأُسس التي بموجبها يمكن إدراج ألفاظ معينة في القاموس وإهمال أخرى كثيرة شائعة، لمن موجّه ومعدّ هذا العمل؟ كيفية التعبير عن المعاني وترتيبها التسلسلي التاريخي أو المنطقي أو الأصلي فالمجازي، أهناك نقحرة لمساعدة الطالب في التعرف على اللفظ الصحيح؟ ما مدى التطرق للقواعد والتأثيل؟ حدود التنويه بالمستويات الأسلوبية وإيراد الأمثلة والأمثال والمصطلحات والمصاحبات اللفظية والاختصارات والرموز المعتمدة ووسائل الإيضاح. زد إلى ذلك الإزدواج اللغوي الصارخ في العربية، والحقيقة أن كل معجم ثنائي عبارة، لحد ما، عن موازنة بين منظومتين لغويتين مختلفتين، وفي سياقنا هذا البون شاسع بين الثقافتين الفنلندية والعربية والترجمات المتبادلة بينهما ما زالت في المهد.
ما زلت أذكر أول جملة سمعتها عند قدومي لزيارة فنلندا للمرة الأولى قبل زهاء ثلاثة عقود. Aurinko paistaa أي “الشمس تشرق/ مشرقة” قالها لي “عمي”، والد زوجتي رحمه الرب، الذي لم يعرف سوى الفنلندية ونحن على جزيرة صغيرة في شرق فنلندا. ما قاله استغربته جدا آنذاك وظننته حشوا لا طائل تحته ولكن بعد التجربة والإقامة في بلاد الشمال هذه تكتسب هاتان اللفظتان المعنى الصحيح، ما وراءهما. ومثلا “الدياكوني” في فنلندا يختلف في عمله في الكنيسة عن المقابل العربي المعتاد “الشمّاس” في الكنائس الشرقية وهي سريانية الأصل وتعني “الخادم”. والترجمة فن يقوم على علم ويرتكز على ثلاث دعائم أساسية، السيطرة على لغة الأصل ولغة الهدف والمادة المترجمة ناهيك عن التمتع بثقافة واسعة والتأكيد في السيطرة المذكورة يكون في اللغة المنقول إليها.
مثل هذه القضايا الجوهرية في الصناعة المعجمية العصرية المتطورة والمحوسبة لم ترد البتة في المقدمة كما جرت وتجري العادة في كل القواميس الكبيرة والجادة مثل معاجم خليل سعادة وأنطون إلياس أنطون وإسماعيل مظهر وها?ا(حوا) ومنير البعلبكي (أمير المترجمين في العصر الحديث، نقل إلى العربية سبعين كتابا تقريبا) وروحي البعلبكي وعبد النور وإدريس وهانس فير (بالفاء المثلثة) وإدوارد وليم لين وحسن سعيد الكرمي الخ. الخ. كما أن بعض أصحاب المعاجم وهم عادة لسانيون معجميون ولهم اليد الطولى في هذا الحقل يذيّلون أسفارهم بفذلكة نحوية ومثل ذلك كان ضروريا جدا بالنسبة للغة الفنلندية التي لا يعرف العربي العادي عنها شيئا . كثيرا ما يعتقد المؤلفون أنهم يخدمون أصحاب اللغتين معا وهم في الواقع لا يفيدون بالقدر الكافي المتوخى لأي منهما لخلل في منهج التناول وعدم دقة ومنهجية في العمل. كما أنه لا مكان لعبارات فضفاضة مثل أن الترجمات صحيحة ومعاصرة وأن المعجم مناسب للمترجمين والطلاب وهواة اللغتين!
هناك ملاحظة عامة وهامة ذات شقين تبرز أمام ناظري كل من يتصفح هذا القاموس، صعوبة في العثور على الكلمة الفنلندية المبحوث عنها لأن اللغة إلصاقية ولا بد أحيانا كثيرة من الرجوع إلى أصل اللفظة المثبتة في الصفحات السالفة وثانيا صغر حجم الرسم العربي واكتظاظه وهذا يصعّب على الطالب الفنلندي، كما أنه لا وجود لمنهجية في إعطاء صيغة الجمع للأسماء ولا فواصل بين الكلمات المترادفات، ولا ذكر لحركة عين الفعل المضارع وهذه مشكلة عويصة حتى بالنسبة للعرب أنفسهم وقيل عنها قديما “أعقد من ذنب الضبّ”، ولا ذكر لأسماء الأبجدية الفنلندية وطريقة لفظ الصوامت والصوائت ولمحة عن الحالات الإعرابية، خمس عشرة، لا وجود لأداة تعريف أو تنكير ولا فرق بين المذكر والمؤنث الخ .
يستعمل سعادة السفير عبدالله عشرات الاختصارات والرموز في بداية النص العربي ولا وجود لكشف معانيها لا في بداية القاموس ولا في ذبله. من هذه الاختصارات والرموز هذه العينة:
اج، اح، احص، اخ، اخ/عم، ارب، اس، اس/بم، اس/ت، اس/تج/بم، اسا/عق، اس/م، اسا، أش/اس، اش/صق، اق، اك ن، انج؛ ب، بح/جو، بخ/م، بص، ب ك ح، بم، بن، بنط، بيو؛ ت، تا، تج، تج/صح، تج/غ، تج/قا، تج هـ، تد، تد، تد/خ/تقن، تد/خض/س، تس، تش، تش/ح، تص، تع، تع/ل.ح/عم، تق/ام، تق/بم، تقن، تل؛ ج، جع، جغ/تا، جيو؛ ح، حر، حك؛ خ، خ/تا، خ/طب، خص، خص/فز، خ/قا، خع، خ/مل؛ دب؛ ذت، ذت كمب؛ ر، را/ل، راب، رب، ر/فلس، رات، راد/غ، رب، رب/ل ح/تا، رخ، رد، ر/غ، ر/وغ، ر/هـ؛ ز؛ س، س/بر، سا/ز، سف/عم، س ف س، سف/هـ؛ ش؛ صح، صد، صف، صن، صو، صو/وع؛ طا، طب، طب/ك، طبع، طب/غ، طخ، طخ/عم، طر، طع، طع/صح، طع/نص، طلب؛ ظ، ظح؛ ع، عق، عق/اس، عم، عم/تح، عمف؛ غب، غب/م؛ ف مُس، فا، فا/سا، فاز، فحم، فدى، فدى/طب، فر، فز، فز تقن، ف س، فسيو، فسيو/نفس، فك، فلس، ف م، فز/م/س/وع، فم، فيز، ف مس؛ ق، قا، قا/تج، قا/وغ، قد، ك، ك/بيو، ك ط/س، ك/م، كمب، كمب/كه، كن، كن/تا، كه، كه/غ؛ ل، لب، ل ح، ل ح/م، لد، ل ش، ل ف، ل م؛ م، م/تش، م/مز، مث، مج، مد، مدوم، مز، مز/اب، مس، مع، مع/تش، معد، مف، م/ف م، مك، مل، مو، مو/هو؛ موص، موصى؛ نب، نب/ح، نب/طخ، نج/تص/طع، نح/تق، ند، نص، نع، وغ، وم/مدوم؛ هـ، هن، هن/ر.
كي لا يبقى الكلام نظريا وعاما لا بد من إيراد بعض النماذج من الأخطاء الجمة على أنواعها:
أولا: بعض أنماط الأخطاء والهنات وعدم التدقيق في النص العربي:
أ. لا تمييز بين الياء المتطرفة والألف المقصورة وهذه سمة فارقة للإخوة المصريين، وعليه فلا فرق عندهم عادة بين على وعلي، رأي ورأي، سوى وسوي، والأمثلة في القاموس لا حصر لها، أنظر ابتداء من الكلمة الثانية في المعجم.
ب. الشدة تظهر كثيرا جدا جدا في غير مكانها مثلا: الماشيّة، مبنىّ لحمايّة المواشىّ، مثلا: ص. 354، أتغَضَّب عندما،
جـ. وضع همزة القطع بدلا من همزة الوصل وهذه الظاهرة ضاربة أطنابها في كل حدب وصوب في المعجم مثلا: النشاط الإقتصادي، ص. 7, 12, 13, 17, وهناك ميل لاستخدام ألفاظ غير مألوفة ولا وجود لها في القواميس العادية مثل: المُحشكلة بمعنى البنكرياس ص. 138؛ ذيّال ص. 127، شتّات، ص. 140؛ شميم ص. 142؛ تبويق، ص. 186، الورق المرمّل ص. 188 شبيه باللفظة الفنلندية وحبذا لو أضاف “ورق الزجاج”؛ الهرّار، ص. 311،
د. أخطاء صرفية ونحوية وتشكيل بكثرة مذهلة تفوق كل خيال، نسجل عينة منها فقط دون اللجوء إلى تصحيح كل الحالات: وِفقا بدلا من وَفقا ص. 7, البَذرة بدلا من البًذرة، يغادر الحافلة أو ينزل منه، مِقعد بدلا من مَقعد أكثر من مرة، عُرياناً بالنصب دون أي عامل نصب، هو يأتى دائماً الموعد، , مُتَوفى دماغيّاً، إِنتقال الأفكار على البعد، مُعطٍ لا عاطٍ؛ إلمسيح بدلا من ألمسيح؛ كأس زجاجي؛ الزَبون بمعنى المشتري غير الزُبون وينظر في المعاجم العربية ولا مكان لـ”عميل” في هذا السياق؛ الرعن بسكون على على العين وليس الفتحة، أداة إطلاق إشارة تحذير الصَوطية، نجانا الربّ من السوط والصوت النشاز ومن الاضطراب بن جملة الصلة والصفة؛ يُمكّن الناس وليس للناس؛ المَعوزون وليس المُعوِّزون؛ الِخِزانة أي بكسر الخاء وكل من تتلمذ على يد معلم للعربية قدير لا بد وأنه سمع ذلك في صباه؛ مُغالً فيه وليس مغالا فيه؛ آلة موسيقية قديمة قيثار الشكل؛ متوفٍ في حالة الرفع والجر وليس متوفى؛ حُطام وليس حَطام؛ لا تساويَ بدلا من لا تساوٍ، يكون يائس من شيء؛ ثلاث أجزاء، اللاتساوٍ، مُؤَدٍّ وليس مُؤدِّى؛ إجازة لا أَجازة؛ فى تركيا ومصر وغيرها؛ الساق مؤنثة؛ يتلاشَ بدلا من يتلاشى؛ الضاد تنقلب ضاء كما هي العادة في بعض اللهجات العربية كالعراقية لا المصرية مثل: عريظة؛ العَلبة بدلا من العِلبة؛ تحكّم المغني في صوتها بشكل ممتاز؛ أسبوع العَنصرة وليس العُنصرة؛ مَهمّة وليس مُهمة؛ الفَرَس وليس الفُرَس، يُصبح ناعما أملساً؛ الحُكم بالإعدام شنقا ،ليس الإحكام؛ “قليلاً من الكعكة” هكذا بدون عامل نصب؛ اللون القاتم تجعل الشخص يبدو نحيلا؛ خَصر وليس خِصرا؛ شِتوىّ؛ طبيعة تصبح طبيعية؛ شيء لا يُفهم منه شيئاً؛ صادف الفتاة حظّاً سيّئاً؛ لا تَهذى في صيغة الأمر؛ عجل البحر فَقَمة؛ تغاضى بدلا من تغاضٍ؛ نير وليس نَيِّرا؛ يبدى تعاطفه وليس يبدىء؛ الغِِلاف وليس الغُلاف؛ لولاك وليس لوا أنت؛ الاتجاهات الأربع؛ بشرى لا بشرة؛ عَشر سنتيمترات؛ رَذالة وليس رُذالة؛ عاطل عن العمل وليس متعطلا؛ ازلعاب وليس اللعب بمعنى الدمى؛ أحد هلالين وليس واحد هلالين؛ لفترة ثمان ساعات؛ مُثبّت وليس مَثَبّت؛ ثِقل وليس ثُقلا؛ إعادة طبع كتاب بتكاليفُ؛ من فاتَّهم التعليم في الصِغر؛ من وجهة نظرىّ؛ طهو الطعام، تعال تصبح تعالىّ؛ قَدر صغير ذات مقبض؛ الشُريان؛ أحد القَنانى؛ أدوات وأوعيّة المطبخ؛ يَقرُع الناقوس؛ مستجدى بدلا من مستجدٍ؛
أطلقت الخمرُ ألسِنَتِهم؛ باهتياجً بغيظ ألخ؛ مُنظار؛ مَغَص بدلا من مَغْص أو مغيص؛ رقمين قياسيين جديدين، في بداية الجملة؛ غلاف رسالة الذي يُلصقُ عليه؛ كاهن، راعى؛ الآباء الكنسيين في حالة الرفع؛ يحركهما إلى أعلا؛ حاجبيه في حالة الرفع؛ الأربعة قوائم؛ ذو ثلاثة أرجل؛ ثلاث طوابق؛ قاسِى؛ نادى صحى؛ هل لديكم شيئا لتسألوا عنه، ينقص وزنه خمسة كيلو جراماً؛ يعوزه البريك بدلا من البريق (هكذا يكون عادة اللفظ لدى الأجانب)؛ كِميّة؛ قانونيا يصبح قانونا؛ السن القانونى؛ يُهدّى، اصطناعي يغدو صناعيا؛ أوانى بدلا من أوانٍ؛ جَعّة للبيرة، جُعة؛ كتاب أغانى، ليس الموضوع خطير؛ ستة دول؛ عيد الغِطاس وليس الغَطاس؛ مِمسحة وليس بالفنح؛ مؤلف من لبن أو محتويا عليه؛ وحدة أراضى ممسوحة؛ أيد لطيفة.
هـ. زلات طباعية وتقنية وعبارات تفتقر إلى الوضوح في محتواها ووضع نقاط، أقواس وخطوط، تداخل الكلمات والحروف، حرفا النون والزاي يظهران كالتاء، اضطراب وبلبلة بين الهاء المتطرفة والتاء المربوطة في كلمات مثل “كنز، نزل ومشتقاته،إله الشمس كُتب إلة الشمس، لا فراغ بعد الفواصل، اللآ بدلا من الآن، يقدَّم بدلا من يقدِّم؛ بطيء يصبح يطيء؛ عام 1995 يتحول إلى 1955 بُشكّكنى بدلا من يُشككني؛ مثنتقد بدلا من منتقد؛ محتلط بدلا من مختلط؛ إِى بدلا من إلى؛ رِسالة قُبَّعات جَديدة ربما المقصود إرسال؛ ح: والمقصود ج. أي جمع؛ عُضوّ؛ الجينز يصبح الجيتر؛ تكرار في نفس المكان، ينظر مثلا funktio ص. 131،, وبلبلة كذلك في ص. 347, 359 , 365؛ مُتاكلة؛ السباق يكتب سياق والجُرح يصبح حُرجا؛ إلى فَرقَتَين؛ متفسّحة بدلا من متفسّخة؛مقصور عوضا عن مقصوص؛ خبر بدلا من خبز؛وبُشَكّل بدلا من ويُشكّل؛ الأخرين؛ القمح يصبح قمعا والجبنة جينة والحلية تطبع الخلية؛ وتنوب تراها تنوّب؛ فوضّى؛ للعودة إلى البين؛ تكرار في ص. 233؛ يبكي من الفرخ؛ يبلغ بدلا من يبلع؛ بُسبِّب العطش؛ استنزاف تظهر استراف؛ اللّامُبالىّ؛ وإنسيابالنطق؛ السطر الأخير في ص. 322؛ سم بدلا من اسم؛ محتشممتورد؛ الذين لا يسالون خجلا؛ ص. 399، فرع بدلا من فزع؛ اهإلىّ؛ معاش تقاعد حكومِِ؛ المراة تحبل؛ يعانىّ؛ حامل العِلَم؛ شىّء؛ راعىّ الأبروشية؛ يَزار الأسد؛ إلىّ؛ راعىّ البقر-ما أ؛ثر مورود الشدّة على الألف المقصورة؛ فجاة؛ مإلىّ، وردت عدة مرات؛ يرتفعإلى، جُزىء بدلا من جزء، يتغرّس في بدلا من يتفرس في؛ ساتى؛ الحريض بدلا من الحريص؛ الأرض المعشوشتة؛ التيارى بدلا من التباري؛ يعجيل بدلا من تعجيل؛ الخُّط؛ مُّرير؛ أموإلي؛ مساعدة مباشر؛ كانو؛ مثلُما؛ قصبةّ؛ طرق بدلا من طرف؛ عإلى؛ سباقإنفلت؛ الدمتجربة، أوقات عسير؛ يطمحل بدلا من يضمحل؛ المصفى بدلا من المصغي.
ثانيا: أخطاء وعدم الدقة في الترجمة: aggressivinen, ahne, akka, ahtisaarna, ajatus:
omituinen, avanto, dekaani, egyptologi, Raamatun ennustukset, ensi kerralla, entinen yst?v?, eukko, fanaatikko, hajuherne, hein?hanko, hein?sev?s, herkkusieni, hiivaleip?, h?rk?, iltahartaus, juutalaisvastainen, kentt?piispa, kielitiedi, kiisseli, yleinen kirjasto, kirkkoherra, koira, kota, kukko ja kanat, ei kukko k?skien laula, kadun kulmassa, kuppi kahvia, k?sipallo.
في مثل هذه الكلمات التي لا حصر لها يرى الفاحص على سبيل المثال: يضيف القاموس إلى معنى الكلمة الأولى في هذه القائمة ”عدوانى” معنيين آخرين لا صلة لهما هنا وهما: مناضل، مغامر. البخيل غير “الفجعان، الجشع”، الأهتيسارنا ليست موعظة عيد الفصح بل موعظة أسبوع الآلام السابق له. الغريب والعجيب غير الشاذ؛ امرأة عجوز كمقابل لأكّا غير دقيق ففي اللفظة الفنلندية مسحة واضحة من السلبية . العميد شيء وكاهن كبير مسئول عن كتدرائية الخ. أمر آخر؛ الكلمة الثامنة في القائمة لا تعني عالم الآثار المصرية فقط كما هو معروف للكثيرين؛ الصديق القديم يختلف عن الصديق السابق؛ المرحاض شيء والمغسلة شيء آخر ويبدو أن هذا الخلط غير الموفق نتج عن الاعتماد على الإنجليزية. وما ورد مثلا عن “وتد القش” غريب جدا ولا يجانب الحقيقة البتة: “وتد أو عمود ربط الدابة في موضع العلف” يا سلام. ثم الهيركّو سيني لا يعني “الفطر الشهي” بل نوع من أنواع “عشب الغراب” باللهجة المصرية ؛ هل صلاة الغروب أو المساء مقصورة على المسيحيين؛ هل معاداة اليهودية معناها معاداة السامية يا سيد عبد الله؟ ألا يوجد فرق بين “المكتبة العامّة” و”حجرة مخصصة للكتب والمطالعة”؟ القسّ أو القسيس غير راعي الكنيسة المسؤول (حرفيا: سيد الكنيسة)؛ هل “الديك أو ديك والدجاجات أو دجاجات” تعطي نفس معنى: الديك أو الدجاجات؟ “لا يصيح الديك بالأمر” ترجمة شبه حرفية غير مفهومة للقارىء العربي الذي لا يعرف الفنلندية، معنى هذه العبارة الفنلندية: المهم أن ينبع الشيء من الداخل لا من الخارج، وهذا قد يقابل ما يقال بللهجة الفلسطينية “الكلب اللي ماخده للصيد بالقوة لا فيه ولا بصيده” أو ما شابه ذلك. “فنجان قهوة/القهوة من القهوة الخ. يتحول بقدرة قادر في القاموس إلى ”طاس (خمر) وكرة اليد إلى كرة السلة كما ورد في مكان آخر ووووووووو.
ثالثا: عدم التوفيق في إيجاد الأسلوب الأنسب والأدق والأقصر للمقابل العربي، بمعنى معين هناك الكثير من الحشو واللت والعجن في التفسيرات التي لا مكان لها في المعجم واستخدام العامية المصرية دون الإشارة إلى ذلك والتأثر باللغة الإنجليزية التي استخدمها كواسطة بين الفنلندية والعربية مثلا: في المنتصف تماما بالضبط؛ غسيل الدماغ: إشباع الذهن بأفكار معينة بدلا من أخرى؛ (الخيمياء ) الكيمياء القديمة وكانت غايتها تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب؛ الكحول، محلول كُحولىّ، مُسكر قوّىّ، شَراب كحولي مُقطّر >أش بكالوريوس صيدلة” يبدو أنه قصد “وصفة الطبيب” ومثل هذه الشطحات كثيرة وينظر مثلا ما جاء في تفسير foorumi؛ الثروة النباتية أفضل من “مجموعة النباتات فى مكان أو زمن”؛ الجليل: “شَمال فلسطين وفيه الناصرة” وبعده “ أحد مواطني الجليل، ما يتعلق بالجليل” ألا يكفي “الجليل، جليلي”؟ هل grillata يعني يشوى الذبيحة دُفعة واحدة (على سفود)، يطهو اللحم أو السمك شرائح رقيقة في صلصة خلّ حَرّيفة”؟ في الواقع لا علم لي بمثل هذا الشواء لذبيحة كاملة بسفود إلا عند أصدقائي السمرة في جبلهم المقدس جريزيم بنابلس؛ وينظر بعد ذلك عن صلصة الشواء والشواء وكأنه من لحم البقر والسمك فقط؛ مُفرشَح, ملصوب بالعامية المصرية ولا ذكر لذلك؛ ألا تكفي “رؤيا” بدلا من “رؤية شيء أثناء النوم”؟؛ ينظر في التخبط والتناقض في مقابلات haju بالمعنى العام “رائحة” وقد تكون إيجابا أو سلبا وذلك يتوقف على السياق الذي يلعب دورا مركزيا في الفنلندية، أما touksu فتعني “رائحة عطرة”؛ ومع القهوة تستعمل اللفظة الثانية أو aromi وينظر ص. 142؛ كيف هو الشاي الذي تُريد أن تشربه”؟ (ماذا تريد أن تضيف إليه؟)” كل هذا لقول: في أي شاي ترغب أو ما شاكل ذلك؛ لا يقال “أفعال قاصرة” بالعربية، تخصصي وليس تخصصىّ؛ القشّ غير التبن؛ يقول الفنلندي عن شيء غير مفهوم، طلاسم “إنه العبرية بالنسبة لي” والانجليزي يقول إنه اليونانية والإيطالي إنه العربية والعرب تقول إنه السنسكريتية إلخ.؛ البيطار ليس حدّادا؛ أيقال “يراعى الحديقة”؟ مبنى متهالك أم من الأفضل متداعٍ؟ تقديم الفعل على فاعله ليس تغييرا في الوضع السوي للكلمة في اللغة العربية؛ الجدّ يكون والد الوالد والوالدة أيضا؛ اللفظة الشائعة في العربية لدى المسيحيين بالنسبة للكاهن، راعي الكنيسة والخوري هي أبونا؛ الاستقلال غير الحرية؛ jaaha لا يقابلها من حيث المستوى اللغوي “حسناَ؛ الخلط بين اللبن والحليب؛ Jeesus أي يسوع فقط ولا حاجة لإضافة المسيح؛ بدلا من الرجل والمرأة يمكن استخدام ”الشخص”؛ “يا ريت” استعمال عامي ولم يشر إلى ذلك، “لقد فقدت بعض وزنك” اقتراض دلالي calque من الإنجليزية؛ ومن الإضافات الغريبة العجيبة حقا: بطاقة عيد الميلاد (للتهنئة والمجاملات)؛ الصحافىّ (كاتب اليوميات أو المشتغل بالكتابة فى الصحف)؛ولشرح الثلاجة والبرّاد يكتب : صندوق أو علبة معدة لحفظ الطعام أو الشواب باردا”؛ الثلج غير الجليد؛ أليس “الأكل المعلّب” زفضل من “الأكل المصندق”؟ أليست آنية الطعام مناسبة أكثر من “أدوات الطعام”؟ يرفع الماء من البئر ومن الأفضل استخدام المقابل العربي “ينشل” بدلا من النقل الحرفي؛أليس “المرشّ؛ يكفي عوض: إناء معدّ بثقوب لرىّ الحديقة أو في مكان آخرَ علبة على شكل إبريق ذو (هكذا في الأصل) بزباز لرىّ الحديقة هـ، يبدو أن مثل هذه التوضيحات مخصصة لمن عاش قبل مدة طويلة من الزمن وبُعث حيا ورأي ما يوصف نصب أعينه؟ الشعر الشعبي أو التقليدي ليس بحكم الضرورة قديما؛ kaaveri علىل ما يبدو من العبرية دخلت الفنلندية عبر الإيدش وتعني ”الصاحب، الرفيق” ولا أدري كيف وصل معد القاموس إلى معنى : زميل خاصة فى السلاح”؛ أيقال “طعام رثّ”؟ إني شخصيا لم أجدها في أي نص؛ رجل اللغة لا يعني بالضرورة أنه يتكلم لغات متعددة، هناك كما أشرنا سابقا عدد كبير من المستشرقين اللغويين ولا يتكلمون لغة اختصاصهم عربية كانت أو عبرية أو صينية؛ يقال مختبر لغة وليس معمل لغات؛ العينان مغمضتان وليس مقفلتين؛ الكيفي كالطماطم وصف غير موفق؛ لحم خنزير (في الأصل خترير) مدخّن معالج بالتعرض للدخان، فيه حشو؛ يقول السيد عبد الله عن “الكتاب” “دفتر” أيضا؛ وعن موقد الساونا يقول: فرن أو تنور السونة جهاز أو أداة التسخين في حمّام البخار الفنلندي السونا؛ وحول لاحقتي الاستفهام k?، ko ينظر في المعجم، الخميرة ترفع العجين وربما قصد تنفخ؛ خلط بين koulukurssi ja koulubussi؛ لا وجود ليوناني كاثوليكي، هناك روم كاثوليك ص. 476؛ القفز “بدون شور ولا دستور” من رقم واحد إلى خمسة، ص. 506؛ كرة اليد تصبح في القاموس كرة السلة؛ وبدلا من بخار الساونا يقول السيد عبد الله: “البخار الذى ينطلق من إلقاء الماء على الحجر المحمّى في السونا”، يقصد : حجارة كثيرة من صنف خاصّ. كثيرا ما يضيف السيد عبدالله من “عندياته” مثلا “غرفة أو حجرة كما يفضلها المصريون، والصفة ضيقة فقط، يزيد عليها : مزدحمة (بالأفراد) وكأنها لا يمكن أن تكون ضيقة وخالية خاوية من الآدميين. وفي مثل آخر يقول عن ”فندق جميل، حسن الخ. أنه معد للطبقة الرفيعة في المجتمع وهلمجرا.
رابعاً: عدم التقيد إجمالاً بالترتيب الأبجدي عند إعطاء أمثلة لاستعمال الكلمة في سياقات معينة مثل: ص. 15, 17 34, 49, 54, 57, 58, 70, 71, 72, 73, 77, 82, 85, 86, 87, 92, 94, 95, 96, 97, 98, 101, 102, 103, 104, 106, 107, 108, 110, 111, 112, 113, 115, 116, 121, 122, 123, 124, 136, 137, 138, 139, 146, 147, 155, 156, 162, 166, 169, 177, 182, 186, 188, 189, 200, 201, 203, 208, 231, 232, 266, 274, , 276, ,281, , 291, 298, 318, , 324, 326, 354, 380, 389, 392, 399, , 400, 410, 419, 423, 424, 432, 435, 440, 443, 447, 457, 469, 472, 503, 517, 542, 655 وإلى ص. 1316.
خامسا: إهمال استعمالات شائعة مثل: ajaa parta, ajanvaraus, aste asteella, esirukous, faksi, istahtaa, isoset, kaulaliina, kielimurre, pahat kielet kertovat, kirjeellinen, kirjeenkantaja, postilaatikko
سادسا: أخطاء إملائية بالفنلندية مثل: asuimme ennen malla, avaimeni avot h?vinneet, itke? ilota, er??n iltan?, kasvaa korkea, menn? kirkkoon, kirkkolliskokus, hy?ssa kunnossa, heikkaa, k??rmeenmahka, laiha kahvio, atta lukuun, mmaili.

هذا وللأسف غيض من فيض، أكتفي به هنا لأنه يُعطي فكرة واضحة وحقيقية عن لبّ هذا القاموس الجديد الذي وُلد بعد مخاض طويل وعسير واهنا وكسير الجناحين. اشتغلت في إعداده وتنشئته، يعنيي بطبخه، أيادٍ كثيرة في مراحل متعددة. قال الدكتور صامويل جونسون، الشاعر والمعجمي الإنجليزي المعروف، ما معناه “يتوق كلُّ من يؤلف كتابا إلى المديح، أما من يصنّف قاموسا فحسبه أن ينجو من اللوم”. لا فائدة في لوم فلان أو علان الآن إذ أن السؤال الملحاح والهام: من سيستفيد في الواقع من مثل هذا القاموس في طبعته هذه وكأنها طبعة داخلية تجريبية في مهدها؟
لا بد من التنويه أن أستاذا فنلنديا معروفا كان قد أعدّ قاموسين منفردين، عربي فنلندي وفنلندي عربي وهما جاهزان للطباعة وينتظران التمويل لإصدارهما, يبدو أنه لا نبيَ في وطنه حتى في بلاد الشمال هذه. ما بدا “واعدا” في العام 1997 قد تبدّل وتغيّر في العام 2007 الحالي، سبحان مغيّر الأحوال!



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاموس فنلندي عربي
- في حقيبتك قنبلة
- يوم الأرض ومخطط الجهض
- دور اللغة في الثقافة
- آراء وأفكار في الثقافة والفكر
- فذلكة حول علم الأسماء العبرية في الديار المقدسة
- % 68 من اليهود يرفضون العيش مع العرب في نفس العمارة
- المعهد الفنلندي في الشرق الأوسط
- لمحة عن: نشرة الهجرة القسرية، اللاجىء والنازح الفلسطيني
- المكتبة الوطنية في روسيا
- ناديا حسن وزيارة الوطن
- درس في الشعر الوطني
- الصداقة الحقّة
- حُرّاسُ المدينة، ناطوري قارْتا
- خبز الشاودار الفنلندي? ?ذو القيمة الغذائية العالية
- التدريس الجامعي بالعربية، ضرورة التنسيق في التعريب بين كافّة ...
- عرض لكتاب حول تأثير الفكر الأفلاطوني السياسي على الفارابي
- فذلكة حول إعداد عربيّ المستقبل
- الساونا، الحمّام الفنلندي
- القدّيس توما الكمبيسي


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسيب شحادة - القاموس