أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد الموسوي - جدار الفصل المذهبي














المزيد.....

جدار الفصل المذهبي


محمد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 1900 - 2007 / 4 / 29 - 03:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يكـاد المـرء أن لا يصـدق مـا يجـري فـي بغـداد مـن تخـبط وعشـوائية تصـل حـد اقـامة جـدران كـونكـريتيـة طـولهــا خمـسـة كيلومتـرات حـول الاعظمـية إضافة لجـدران عـديـدة أخرى يجـري التخـطيط لبنائها . تؤدي لتمـزيق مـدينـة بغـداد وفصـل أحياءها المتـواصـلة بأسلوب خـبيـث ، ولا يمـلك أي شـخص يسـمع بالجـدار إلا أن يقـارنه بجـدار الفصـل العنصـري الذي تقيـمـه إسرائيل ، فهـل إن هـذا آخر ما تفـتق عنـه غـبـاء المحتليـن وهـل إنهم فـاقـدي البصـر والبصـيرة ام ان وراء الأكمة مـا وراءهـا ؟

وفـي الوقت الذي دعـا المالكي لوقف بناء الأسوار في بغداد، أعلن مسئول أمني عراقي أن البناء سيستمر مؤكدا بان عددا من مناطق العاصمة الساخنة ستشملها عمليات وضع حواجز هي «عشرة قواطع» والعمل جار لوضع حواجز أخرى في مناطق أخرى أما المشـرف والمنفـذ الفعلي لبنـاء الجـدار"العظيم" فهـي وزارة الدفاع الأميركية ، والسـؤال الذي اود طـرحـه أمام الحـكومـة والبرلمـان العـراقـي هـو مـن هـو الحـاكـم الفعلي للعـراق وأين أصبحت سـيادته أمام إرادة المحتلين.

إن جـدار الاعظمـية هـو جـدار طـائفـي خبـيث يسـتهدف تشـجيع فتنـة مـذهبية وان مـا يجـري حـاليـا مـن "عـرقنة" على غـرار "اللبنـنة" التي عـانت منهـا لبنـان لأكثر مـن خمسـة عشـر عـامـا ولا يمـكن أن نقف مكتـوفي الأيدي أو متفـرجين أمام هـذا السـور الكـريه الذي يحـاول صـانعيه تبـريـره بأعذار أقبح مـن أفعالهم فـهـو يـبـرر تـارة بكـونه لحمـاية أبناء الاعظمـية وتـارة أخرى لحمـاية أبناء المنـاطق المـجـاورة ، ويتعـامل المحتلين فـي كـل ذلك معنـا كعـراقيين بازدراء واسـتغبـاء لا ينبغـي السـكوت عنـه.

لقـد عـاشـت منـاطـق بغـداد وكـافة مـدن العـراق ولمئـات السـنين متآخين متحـابين بمـختلف طوائفـهم وقـوميـاتهـم ومـذاهبـهم وأديانهم وعلينـا كعـراقيـين رفض هـذه الجـدران التي تقـام بنـوايـا شـريـرة والسـبيل إلى دحـرهـا هـو وحـدة أبناء الوطـن وإصرارهم عـلى المـطالبة بإنهاء الاحتلال وفق جـدول زمـني وطـرد الشـركـات الأمنية للمرتـزقـة ، ولا أدري مـدى صـحة تـراجع الحكـومـة العـراقية عـن رفضـهـا لإقامة الجـدار فـي وقـت قـيـام مظـاهـرات شـعبية فـي الكـاظمـية ومنـاطق أخرى تنـدد ببنـاء الجـدار الذي يسـتهدف عـزل المنـاطق في كـانتونـات وتكـريس عـداوات طـائفية مختلقـة.

لقـد جـاء جـدار الاعظمية في وقت تتواصـل فيه أعمال الإرهاب والقتل اليومي لمئـات المواطنين العـراقيين الأبرياء مـمـا يعـني فشـل الخطـة الأمنية الجـديدة لبغـداد والمسـمـاة "خطـة فـرض القـانـون" لتضـاف إلى الخـطط الأمنية الفـاشـلة السـابق’ ولتدق مسـمـارا في آخـر مـا تفتقـت عنـه عقـليـة المحـافظـين الجـدد مـن إستراتيجية جـديدة تسـتهدف تمـزيق نسـيج المجتمـع العـراقي بفرض أمر واقـع عـبر الجـدران الكـونكـريتيـة.

إن المـطلوب هـو حملة شـعبية عـراقية واسـعة بوجـه الأعمال الإجرامية التي تسـتبيح دمـاء العـراقييـن يـوميـا ، هـذه الدمـاء التي تسـيل وكأنها أصبحت نهـرا ثـالثـا يجـب إيقافه قـبل أن يتحـول إلى طـوفـان ، ويبـدو أن هنـاك أطراف عـديدة تسـتهـدف ليس فقـط تمـزيـق بغـداد بـل العـراق بمجمـله مـن المـوصـل إلى البصـرة ، وعـلى الجميع اتخـاذ موقف مـوحـد يطالب بوقف بنـاء جـدار الاعظميـة فـورا.






#محمد_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اريعة سنوات من الخراب والدمار
- نفط العراق للعراقيين
- مؤتمر بغداد وتدويل القضية العراقية
- أنقذوا الشعب العراقي من محنته بعد ثلاثة سنوات من الاحتلال
- حيرة الناخب العراقي
- مسودة الدستور ..... بعض الملاحظات
- إخفاقات و-انجـازات- حكـومـة أيــاد علآوي الراحلة
- حصـيلة عـامين مـن الاحتلال وسـقوط نظـام صـدام البعثي
- العـدالة بالمحـاســبة ... فالمصـارحة ... فالحوار
- الانتخــابات العـراقية ......مـالهــا ومـا عليهــا
- يا أبناء النجف ... أنقذوا آثار مدينتكم القديمة
- هل يتمكن النواب البريطانيون من انهاء حمـاقة العراق
- لمـاذا يبقى الدم العراقي رخيصـا ؟
- حصيلة مزرية لعام و ربع من الاحتلال
- يوم سـعيد في بغداد
- عن- السيـادة - والسـلطة في الثلاثين من حزيران
- لا تهدمـوا سـجن أبو غريب
- الجـلبي و عـلاوي وجـهـان -لعمـالة- واحـدة
- حول -عودة-البعث الثالثة


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد الموسوي - جدار الفصل المذهبي