أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فرات إسبر - رثاء النفس في -خدعة الغامض د. مقداد رحيم -















المزيد.....

رثاء النفس في -خدعة الغامض د. مقداد رحيم -


فرات إسبر

الحوار المتمدن-العدد: 1900 - 2007 / 4 / 29 - 11:53
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



قراءة في المجموعة الشعرية "خدعة الغامض" للشاعرة السورية فرات إسبر*

د.مقداد رحيم

تدور الشاعرة فرات إسبر في دوامة الأنا، فترى الأشياء جميعاً من خلال ذاتها، وعلى الرغم من غموض هذه الذات، كأي ذات بشرية أخرى، لِما للعقل وتعقيداته مِن أثر في ذلك، فإنَّ الشاعرة لا تجنح إلى التعقيد في شعرها، ولا إلى الغموض، على الرغم مِن أنها تؤمن إيماناً يبدو مُطلقاً من خلال نصوصها بأنَّ الغموض يلفُّ هذه الحياة التي تحياها، ولعلَّه وجه من وجوه الخدعة، أليس هذا ما يُوحي به عنوان مجموعتها الشعرية "خدعة الغامض"؟.
وفضلاً عن عنوان هذه المجموعة الذي ينصُّ على الخديعة مقترنة بالغموض، فإن عدداً من قصائدها ينصُّ على الخديعة بشكل يبدو لا إرادياً من لدن الشاعرة، فتقول في قصيدتها (من دخل قلبي فهو آمن): " نهر الخديعة/ والراءات تُتلى/ باسم الأديان/ افتحوا الأبواب/ الصحراء تجرح ثوب الرمل ص10"، وتقول في قصيدتها (تحت شجرة ظلك): "أحلامنا الخافتة،/ ينسجها الضوء من تعب النهار/ صوتها لا يعرف غير الخديعة/ تكتبنا بها، أسرارنا الغافيات ص28"، وتقول في قصيدتها (بزيت منك بللْ إصبعي): "التواريخ التي سجلتْ/ بماء الذهب/ زيف وخداع ص37"، وفي قصيدتها (خدعة الغامض) تقول: "سأبقى خدعة الغامض/ ولهفة المشتاق ص39"، كما تقول في قصيدتها (الذي جاء معي): "جسد الليل، غموض النهار/ يرسم الخطى بأهداب السواد/خيط ضوء لا يُرى ص61-62"، أما قصيدتها (كاشفات الغيب) فتجمع فيها بين الخدعة والغموض فتقول: "يوم الطوفان،/ خدعة الغيب العظيم/ سأفتح قلبي لكاشفات الغيب/ابتسامات غامضة سقطت/ خرج معها الموتى الذين أحببتهم/ مع موسيقى الحفاة على الرصيف المقابل من قلبي ص87-88".
وأرى أن دوران هذا المعنى في شعر فرات إسبر يؤكِّد معنى الخوف من المجهول الذي يبدو أنه صار مألوفاً في حياتها، فكل مجهول غامض، وكل غامض هو كالخديعة، حيث لا يعرف المرء ما وراءها حتى يقع المحذور من أمرها!. وها هي تقول:
ليس عندي ودع أضربهُ في الأرض،
كي يُظهرَ الرمل ما يُخبئه القدر. ص 28
ويتجلَّى هذا الخوف تجلياً بيِّـناً في موقفها من الموت، إذْ يتردد ذكره كثيراً في قصائدها على أنحاء مختلفة، بل لقد رثتْ نفسها بنفسها في عدد من قصائد هذه المجموعة جعلتها خاصة بهذا الغرض دون سواه، وهي: (إلى أين ستأخذني ص45)، (نسّاج الآلام ص68)، (رائحة ما زالت عالقة في الهواء ص76)، و(رأس لا يريد أن ينام ص92). وفيما عدا هذه الرثائيات تناثر ذكر الموت في أغلب قصائدها كرثاء غير مباشر لتلك النفس.
تهتم الشاعرة بتوصيف إجراءات الموت وهي تستقبله وترثي نفسها في قصيدتها (إلى أين ستأخذني)، حيث التابوت والكفن الأبيض، والحمل على أكتاف المشيعين، والدفن، وحساب القبر، ورؤية الملائكة، وشاهدة القبر الرخامية، ومفارقة كل شيء مما هو على الأرض:
إلهي
عندما أخلع ثيابي
وحذائي
وأتمدد في الصندوق الخشبي المستطيل
ويحملني أقاربي
أو أصدقائي
أو الغرباء
أو لا أحد
إلى أين ستأخذني؟
إلهي
وأنا محمولة على الأكتاف
وأرتدي ثوبي الأبيض
أكون قد ارتفعتُ قليلاً عن الأرض
الأرض التي لم تعطني مكاناً. ص45-46
وفي قولها مخاطبة الله سبحانه وتعالى (إلى أين ستأخذني)، علاقة بذلك الغموض الذي هو وجه من وجوه الخديعة، أو ربما هو وجهها الأوحد، لأنها، مثل بقية البشر المؤمنين باليوم الآخر، لا تعلم إلى أين سيؤول مصيرها بعد الموت، وبذلك فإن الحياة من وجهة نظرها ليست إلاَّ خُدعة!، ومن هنا يتجلى شيء أساسي من موقفها من خدعة الغامض!.
وفي قصيدتها (شيء ما يشبه البكاء) يتركَّز الموت في ذاتها فيصير امتداداً لموت الآخرين:
يدك التي ترتجف أمامي
هي
التي منحتني الدفء
أهدتني رطوبة الحرائق
وما زلتُ في عداد الموتى
والمفقودون كلهم "أنا".
يدك التي مددتها
من قبلك لتحضن رفاتي
كانت في الليل
في الليل توقظني
على فزع
توقظني
ولم يطلع النور بعدُ
أقدام الليل تتعثرُ بي
وتسألني أنتِ عتمتي أم أنا؟
كل التوابيت التي مع الفجر
كنتُ بها كفناً
مع الذين عبروا إلى الضفة الأخرى.
....
أنفض الغبار عن الوجوه
أمد يدي إلى الكفن
الإرث الوحيد لمن بعدي
ولمن عبر.
أما في قصيدتها (كاشفات الغيب) فتصف الموت منذ مغادرة روحها جسدها، في إطار العلاقة بينهما، فتقول:
خرجتْ روحي
وبإيمان متصوفة أعلن الحداد
سأوزع لها مع الرياح أوراق العزاء
وأعلق الصور في ذاكرة الموتى
على شواهدهم سأكتب:
وداعاً أيتها الروح التي لم تجد بيتاً تسكنه
أيتها الطريدة في مهاوي الجسد
الساحرة التي لا تخضع لقانون
سأجمع أوراقك التائهة
من قلب امرأة سوداء
سأعلن عنك في مواسم التيه
حيث حصادو الروح
على باب الجنة أو الجحيم.
وتعلن إذعانها للموت، وإقرارها بحتميته، ثم قلقها من أجل ذلك، في قصيدتها (رأس لا يريد أن ينام):
أعلمُ أن الساعة آتية لا ريب
دقاتها، لا تتوقف،
هنا، في هذا الرأس
هذا الرأس
الذي لا يريد أن ينام.
وقد ترثي نفسها من خلال رثائها للآخرين كما في قولها: "صديقي الذي مات/ فتحت له صدري/ خرج الزهر الذي زرعه/ والشذا الذي خبأهُ/ البارحة/ شيَّعني/ لم يقل وداعاً/ لم يقل إنني عائد..../ البارحة شيعتهم/ بلا أسماء.../ البارحة / وأنا أرتب خزانتي/ فتحت عمري على مصراعيه/ فستان وحيد / أسود اشتريته لسهرة لم تأت... ص76-81"، أو من خلال رثائها الحب: "أين أنت أيها الحب؟ الحب المسموع، المرئي، المقروء/ المحسوس، الملموس/ الغائب، الحاضر/ إلى أين تمضي؟/ هل تكفي قبلاتنا لصنع سرير من خشب؟/ هل يكفي الصوت لكي نعمر ما تحت أقدامنا من خراب؟/ إننا في الخوف الذي يهدم الأرض ويميد في الأقدام/ أيها الحب المحب أيهذا الفضاء/ ويا أيها الذي كنت يوماً ضوءاً/ إننا في الخوف الذي يوحي بالخراب. ص84-65".
ويلاحق الموتُ الشاعرة في ثنايا قصائدها، لا تكاد تخلو قصيدة واحدة من ذكره: "هو الزمن أيام لا تُحصى/ هي الأيام/ أجسادنا في تقاطع الجهات/ زمان يحوك للزمان/ ثياب الغياب/ يغريه بموت/ معلل/ وأسباب ص10"، "ما زلت الناسك في أرضه/ متخذاً أعالي ذاته معبداً/ مرتعداً من هول الفراغ/ في أبعاد الموت. ص16"، و"أيها الحالم بالحلم،/ كيف المدى ضاق؟/ غير أن المدى شمعة تطفئها ريح المنون. ص25"، و"ميتة أنا/ تحت ظلكِ/ بلا علامة. ص26"، و"غير أني عبرت/ ولم يبق من حياتي/ غير هذا الشطط. ص37"، و"البوق الذي نفختُ في أنفاسي/ كان موتاً أكيداً. ص43"، و"الحلاج مات قتلاً/ الإمام مات قتلاً/ والقرآن يُقرأ/ أنظر حولي/ لكم لا أحد/ سوى الخوف الذي جاء معي. ص58"، و"أنا صنارة الوعد، بي ألف قتيل. ص62"، و"إذا سألت، / لا تبطن السؤال/ الموت/ لا يستحي من الحياة. ص66-67"، و"كان الشوك يبكي دمي. ص78".
إنَّ حديث الشاعرة الدائم عن الموت في قصائدها التي بدتْ وكأنها رثائيات لنفسها، وبكاء على حياتها، أو ما تفتقده فيها من آمال، قد لا يدلُّ بالضرورة على خوفها منه بقدر ما يدلُّ على موقفها من قضية الحياة والموت التي أرَّقت الفلاسفة والعلماء والمفكرين مِن قبل، وشغلت أجيالاً منهم عبر الأزمنة المتتابعة منذ نشأة التفكير الإنساني، على الرغم من استخدامها الضمير الدال على ذاتها في جميع قصائدها، ومَن يقرؤ قصائد هذه المجموعة لا يجد منها ما يتجاوز تلك الذات مشدودةً بضمير المتكلم المنفصل أو المتصل، غير أنها تتخذ منها فَرْشاً تبسط عليه ما تتجلى به أفكارها ومواقفها إزاء قضايا الحياة. وغالباً ما تتوشَّح هذه الأفكار والمواقف بروحٍ من التصوف والزهد والتقشُّف، فتبدو متقشِّفةً في الملذات والمباهج، زاهدةً في الحياة، طامعةً في الموت أو مشدودةً إليه، حتى وهي في حضرة الحب، كما رأينا. وهي تحاول أن تحاكم الواقع من خلال هذه الذات المُعذَّبة الميتة التي تستحق الرثاء، في مواضع كثيرة من خدعة الغامض، وتميط اللثام عن مواطن النكوص والقهر والخيـبة فيه، على هذه الأنحاء:
1- ما زال في الرمل حقبة من ظلام
والمصيدة تعبر
بالأسماء والأديان. ص9
2- والقراءات تُتلى
باسم الأديان. ص10
3- لا تقل لمن أغلقت عينيها على مدى يشبه السكين
إن الحياة مسبحة من دماء. ص28
4- التواريخ التي سجلت بماء الذهب
زيف وخداع. ص37
5- الأرض التي لم تعطني مكاناً. ص46
6- قد يأتي أحدهم ويقول:
هذا قبر أمي
أو هذا قبر جارتي
أو هذه غريبة
قد يضعون فوقي صليباً
أو شاهدة
لا فرق إلهي
ألم تقل أنتم متساوون
ولكن لماذا فرقتنا على الأرض؟. ص48-49
7- حروب كثيرة مات فيها البشر. ص82
8- إننا في الخوف الذي يوحي بالخراب. ص85
ومن يُدقق النظر في نصوصها لا يعدم الوقوف على إشارات وتلميحات صوفية وفلسفية مثل: " بكلي الواحد/المتعدد/ المتجدد/ المتبقي/ أمشي... ومشوا في موتهم/ بأسباب علوية/ بأسباب أرضية. ص13-14"، و"محجوباً عن المعنى بالمعنى. ص16"، و"جسدي خفيف،/ يطيره الهواء. ص26"، و"لا أرى الضوء الذي هو أنا. ص34"، و"إشاراتها الإلهية. ص36"، و"التائهة في الملكوت.ص40"، و"الوجود يسبق الموجودات.ص66"، كمالا يعدم الوقوف على إشارات وألفاظ دينية كالقرآن واللوح المحفوظ والفتاوى والملائكة والكهنة والعرافين والملائكة والجنة والجحيم وأيام الذبح والقداس وأحاديث وآيات قرآنية، أو أساطير وحكايات قديمة، كأيتامات وآبسو، أو رموز شعرية ذات مَناح ٍ خاصة، كامرئ القيس وأبي نواس وأبي العلاء المعري، وفي ذلك دلالة على محصولها الثقافي الخاص، ومحاولتها الإفادة مما يكتنـز فيه مِن غِنى وخبرات.
ومِن ناحية أخرى نجد الشاعرة فرات إسبر تُلقي نصوصها الشعرية على سجيتها دون أن تتدخل كثيراً في بنائها من النواحي الفنية المحض، فلا تأبه بالإيقاع الداخلي ولا الخارجي، ولا تُولي تكثيف الفكرة في العبارة الشعرية عنايتَها، ولا تهتم كثيراً بالصورة الشعرية، بل نجدها تُطارد أفكارها وتأملاتها، وتختط لها خطة الانسياب الهادئ عبر الألفاظ الدالة.
** نشر المقال في مجلة صدى المهجر- أمريكا- عدد فصلي الشتاء والربيع 2007.



#فرات_إسبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في خصوصية التعبير الشعري عن الذات النسوية
- فراشات تحوم حول قبري
- تخيلوا معي شوارع السعودية
- لا أشواق عندي أطّيرها
- الخيانة المبررة
- غزلان في غابة الذئاب
- الأبيض والأسود
- الشعر لا يتعكز على الآخرين _خايمي سابينس
- تعبت ألحاني من بكاء أصابعك
- حوارات أحمد طايل _البحث عن الجذور
- جسدك عواصم للنهار مجموعة شعرية
- في الكأس البارد
- كذاب أسمه.. التاريخ
- يا حكام العرب .. يا جرب
- كرة قدم إرهابية
- على أطراف هذه الغابة
- يوم اللاجئ :غاب العرب وحضرت دموعي
- البياض يحب الأعالي
- أنثى يطّيرها الغرام
- هي .. الضمير الغائب


المزيد.....




- حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام ...
- تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو ...
- مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
- عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت ...
- انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية ...
- طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
- صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
- مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس ...
- واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فرات إسبر - رثاء النفس في -خدعة الغامض د. مقداد رحيم -