أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف محسن - اسهام في اعادة تركيب تاريخ النسق المحرم














المزيد.....

اسهام في اعادة تركيب تاريخ النسق المحرم


يوسف محسن

الحوار المتمدن-العدد: 1900 - 2007 / 4 / 29 - 03:06
المحور: الادب والفن
    



تشكل منظومة انتاج النصوص الايروسية في المجتمعات العربية والاسلامية اشكالية ثقافية وذلك لعدم وجود دراسات واسعة حول هذا الموضوع والمتعلق بتنظيم العلاقات الجنسية للمجتمعات القروسطية الاسلامية حيث توجد هناك ثيمات، حكايات، قص، حوارات، نصوص شعرية او ما يطلق عليها تجليات فردية او جمعية لاشباع العقل الشعبوي ايروسيا. ولم تتم عملية تحليل ظاهرة الغزل اللواطي في المجتمعات العربية وارتباطاته المعقدة بالبنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسات الجنسية او تحليل ظاهرة الغزل العذري بوصفه علاقات جنسانية غير مكتملة ولم يتم تأطير هذه السياسات الجنسانية والتي تحمل كـ "محددات للتاريخ الاجتماعي والثقافي للمجتمعات العربية والاسلامية".
ن جميع المجتمعات البشرية تتمركز حول فعاليتين بيولوجيتين (الطعام. الجنس) والتي تشكل نواة اساسية للحقل الثقافي وقد جرى في المجتمعات الاسلامية تجريد الجسد الاجتماعي وكبح الدوافع الجنسانية وتحريفها نحو عدوانية موجهة ضد الشعوب المفتوحة (كغنائم) حيث كانت هذه الظاهرة جزءا من المنظومة الايديولوجية للنظام الاقطاعي المركزي والذي هيمن على اجزاء كبيرة من العالم القديم وقد تميزت هذه المنظومة الاقطاعية ايديولوجيا داخل المجال الجنساني بالبعولية الشوفينية بما تحتويه من مواد ورموز داخل عناصرها البنيوية المركبة والمعطى دائما من المصدر المافوق ـ طبيعي. حيث ساهمت هذه العناصر الايديولوجية في شطر الكائن البشري الواحد الى ثنائيات ايديولوجية جسدية كما يطرح مهدي النجار. رجولة/ انوثة روح/ جسد وقد اخذ الممارسون الايديولوجيون العرب في تكريس وتصعيد هذه الثنائيات تشظي الانسان وكذلك العالم.
ففي المجال الثقافي العربي ـ الاسلامي تم تكريس نصوص ايروسية ذكورية واصبح الجسد الانثوي عبارة عن موضوع طوبغرافي للشرح وفضاء للمتع الحسية الغرائزية. كما في اعمال ابن قيم الجوزية (حاوي الارواح في بلاد الافراح) حيث يقدم هذا النص شرح الترسانة الايديولوجية الميتا ـ واقعية الدينية حول الجسد الانثوي داخل هذيان متخيل. بالاضافة الى النصوص والادبيات ذات المنحى البراغماتي والتي اخذت في تصميم الجداول وتحديد القيمة الجنسانية للمواد الطبيعة والعضوية والكائنات الحيوانية اعمال القزويني (عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات) واعمال داود عمر الانطاكي. ان هذا الاهتمام الكبير بطبائع الكائنات وصفاتها من ناحية والتميز بين خاصية كل كائن وما فيه من قوة فحصية من ناحية اخرى. تعود الى ضعف التطور التقني وسيادة العقلية السحرية والخرافية ونتيجة للتوسعات الجغرافية للامبراطورية العربية والاسلامية حيث تم تصميم (ثقافة كوسموبوليتية) تضم كل الامكانيات المعرفية والعلمية والطبيعية والادبية للشعوب التي ادخلت في الحيز الاسلامي مما ادى الى انتاج تاريخ ضخم من التصورات والمتخيلات والميثولوجيات الجنسانية الذكورية. ففي نص الروض العاطر للنفزاوي يتم تحويل الجسد الانثوي الى مادة اشتغال للثقافة الذكورية وهذا يعود الى المرجعيات الايديولوجية التي تعطي العنصر الذكوري القيمة الكبرى في التاريخ ويصبح الجسد الانثوي الحاضر/ الغائب لادراج الذكورة في نسيج العالم والمرتكز الذي لا بد منه لكل الممارسات الاجتماعية، فمن خلال تاريخية الجسد الانثوي نكشف حجم المحرمات في الثقافة العربية. وقد شكلت اعمال ابن سيدة الاندلسي اخر الاعمال الضخمة حول الجسد حيث تم تركيب عمل موسوعي ضخم يحيط الجسد الانثوي وتحولاته الاستعارية مندمجا بالثقافة الدينية الذكورية ويقدم صورا تفصيلية لوظائف الاعضاء مما يمنح المعجمية اللغوية حضورا ايروسيا.
رغم التقدم التاريخي بقيت الادبيات العربية الحديثة في مجال الشعرية والنصوص الروائية تمسرح الجسد الانثوي او تؤسس هويتها ضمن الايديولوجية الذكورية ففي اعمال سليم بركات (هاته عاليا. هات النفير على اخره) يعيد بناء فضاءات الشهوة بوصفها جزءا من التاريخ المدون للمجتمع (الشهوات المكبوتة للانثى) حيث يشارك الروائي في انتاج الانشاءات الجنسانية على الصعيد المتخيل مستنفرا المخزون الشبقي الذكوري.
اما اعمال سالم حميش في مجنون الحكم فهو يؤرخ التاريخ الجسدي بوصفه التاريخ السياسي عبر تفكيك آليات التصنيف واختلاط الذكورة بالانوثة وكل ما يرافق هذا التاريخ من عنف وقمع واغتصاب ونهب لتاريخية المعنى.
اما اعمال محمد شكري الروائية فهي فضح الطهرانية الجسدية التي تميز الفاعلين السياسيين في العالم العربي وكشف القوة الخفية المتحكمة في اللعبة التاريخية. ان اعمال محمد شكري الروائية وثائق اركيولوجية لكشف الاعماق الخفية للمجتمعات العربية وقوة البنى الغريزية التي تؤسس السلوكيات الاجتماعية والسياسية للنخب.
كل هذه التأسيسات والنصوص تشتغل في الثقافة العربية تصنف الجسد الانثوي بوصفه بؤرة الرغبات الاقتنائية وتنظيم وجودها في سياسة صناعة الشهوة او صناعة العنف.



#يوسف_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف التطهيري او انتصار الوحشية العراقية
- حوار مهم مع البروفسور ميثم الجنابي انهيار النظام التوتاليتار ...
- ملاحظات تمهيدية حول الظاهرة الدينية في العراق
- دفاعاعن الديمقراطيه في العراق
- الاقنعة التنكرية صناعة الهويه في الثقافة العراقية
- الخطاب الديني الاصولي او احتكار بلاغة العنف السياسي
- اسامه ابن لادن الاصولي التخيلي
- نحو حافات التنوير
- نحو صياغة جدبدة للعلاقة مع الاخر الغرب
- قراءة في اسطورة المثقفين العراقيين وخرافات الدولة الريعية
- جدل الثقافات الفرعيه نحو تشكيل رؤية ستراتيجيه لثقافة وطنية ع ...
- الاخفاق في صناعة دولة
- خرافة الدولة الوطنية العربية: نحو قراءة موضوعية للظاهرة الأص ...
- الجسد الانطولوجي الشارح الأولي لفوضى السلطة السياسية
- اثريات الطائفية السياسية / مقاربات اولية في العنف والعنف الط ...
- نحو إعادة قراءة حقل التمايزات للفضاء المفاهيمي، الإسلام/ الد ...
- إسهام نقدي حول مقولة - الأسلام مصدر للتشريع
- الحريم السياسي: مقاربات أولية حول الخطاب الجنساني في الثقافة ...
- اعادة انتاج النخب السياسية التقليدية2
- قراءة في التصميم الكولو نيالي للديمقراطية في العراق الراهن


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف محسن - اسهام في اعادة تركيب تاريخ النسق المحرم