أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - كردي ما اعرف ... عه ره بي نازانم !














المزيد.....

كردي ما اعرف ... عه ره بي نازانم !


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 1913 - 2007 / 5 / 12 - 07:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لأن بغداد الحبية استبيحت وهدرت كرامتها، ولأن الموت الرهيب المفجع المتشظي في شوارعها المهانة الخربة صار يصيب الناس بالقرعة العشوائية، ولأن الهمّ اليومي للأستاذ الجامعي لم يعد العلم والثقافة بل الركض المذّل للهيبة والاعتبار وراء البنزين والنفط، وتحت قدميه أوسع بحيراته في العالم . ولأن الحدث الضخم الذي تمناه العراقيون أن يأتي لهم بالأمنيات الجميلة، أتى عليها فأحرقها، وصاروا يتحسرون على (الأمان) في زمن الكابوس، ويتساءلون ما إذا كان الذي جرى أننا استبدلنا في المسؤولين ألقاباً كانت تغلب عليها حروف التاء والكاف والدال والراء والعين والنون بألقاب تكثر فبها حروف الميم والسين والشين والحاء والصاد . ولأنني أعشق القراءة والكتابة كالذين هاجروا من اجلها، فقد شددت الرحال في عام 2004 إلى أربيل، إلى جامعة صلاح الدين تحديدا ً،بدعوة كريمة من رئيسها الذي أخجلني بعبارة مؤثرة : تعال ونحن بخدمتك !.
كان إخواننا الكورد كما عهدناهم...طيبين، مسالمين، كرماء، مجدّين، يحبون الخير والحب والصداقة والسلام .غير إنني وجدت ظاهرة إذا استمرت فإنها تنبئ بحصول فجوة نفسية بين العرب والأكراد، هي أن غالبية الجيل الصاعد من الشباب الكردي لا يعرف من العربية غير ((سلام عليكم ))!.
ولهذه الحالة أسبابها النفسية المشروعة، فقد تعرض الكورد إلى اضطهاد قاس وعنف بشع من جميع السلطات العربية التي توالت على الحكم في العراق . وإنهم منذ العام 1991م عاشوا لأكثر من اثنتي عشرة سنة بعيدين عن سلطة المركز العربية، متحررين منها، فخبروا حالة الشعور بالارتياح النفسي المشوب بالخوف ((الأبيض- الكيماوي )) المرعب منها !.
وما نخشى على هذا الجيل من الشباب الكورد، الذي سيتولى السلطة والأمور في أقل من عشرين سنة، أن يجري تعميم هذا الكره النفسي للسلطة العربية على كل ما هو عربي، وأن يأخذ هذا الكره طريقه إلى اللاشعور الجمعي لديهم، الذي إذا ما استقر فيه فإنه سيتحول إلى قطيعة نفسية عرقية بين الأجيال القادمة من العرب والكورد . وربما يكون في عدم تعلم الكردي للغة العربية مؤشراً على هذه الحالة الخطيرة، دون أن يدرك أن عدم تعلمه هذه اللغة أو عزوفه عنها يحرمه من التحدث إلى أكثر من ثلاثمائة مليون إنسان في أكثر من عشرين بلداً، فضلاً عن أن تعلم الإنسان لغة ثانية يعني المزيد من المعرفة والثقافة والمتعة أيضاً، لا سيما بعد أن شاعت وتنوعت القنوات الفضائية العربية .
على أن الأخطر من ذلك هو أن الشاب الكردي إذا جاء إلى بغداد ويجهل اللغة العربية، فإنه سيشعر نفسياً كما لو أنه مسافر إلى عاصمة دولة أجنبية وليس في وطنه العراق .
وبالمثل، فإن معظم الجيل الصاعد من الشباب العربي في العراق، إن لم يكن بكامله، لا يعرفون من اللغة الكردية غير (( كاكا ))، وإنهم سيعيشون الخبرة النفسية ذاتها إذا ما سافروا إلى أربيل أو السليمانية، وتكون النتيجة هي أن الفجوة النفسية ستتسع وتتعمق بين الأجيال القادمة من العرب والكورد .
وعليه فإن من واجب وزارتي التربية والتعليم العالي في بغداد و إقليم كردستان، تعميم تعليم اللغتين العربية والكوردية بالشكل الذي يضمن التحدث بهما بطلاقة لا بالشكل البائس المعمول به حاليا ً. ذلك أن تحدث العربي والكوردي باللغتين معاً، وبطلاقة، يعمق المشاعر النفسية الجميلة بينهما، ويوحّد الشعور المشترك بالمواطنة العراقية .
أما إذا بقي الحال كما هو عليه، ويظل الكوردي عندما يستفسر من العربي عن أمر ما فيجيبه العربي : (( كردي ما اعرف ))، والحال معكوساً فيجيبه الكوردي : (( عربي نازانم ))، عندها سيشعر الجيلان القادمان إلى السلطة من العرب والكورد كما لو أنهم غرباء أجانب في وطن واحد !. والأخطر، كيف سيكون حال هذا الوطن حينذاك ؟! .



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصة العراقي بالنفط ... والدستور
- العراقي وسيكولوجية الرمز
- الشخصية العراقية تخطّئ علم النفس!
- العراقيون...وسيكولوجية الحاجة إلى دكتاتور!
- يا أعداء أمريكا ... اتحدوا لتدمير بغداد !
- تعدد مرجعيات الإرشاد لدى العربي بين العلم والخرافة
- الحقيقة ...عند الحاج غيلان !
- العراقي : هل صار مكروها عالميا ؟!
- هاملت شكسبير تحليل لشخصيته وتردده
- العراقي ... و الخوف
- كلب بافلوف !
- نظرية الوردي ...لم تعد صالحة
- مظفر النواب
- المرأة موضوعاً شعرياً في الابداع العربي - مشاعر وجدانية قدمت ...


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - كردي ما اعرف ... عه ره بي نازانم !