أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فضيلة يوسف - شيطنة المسلمين والحرب على النفط















المزيد.....

شيطنة المسلمين والحرب على النفط


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1896 - 2007 / 4 / 25 - 11:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


Michel Chossudovsky –Global Research
مترجم
كانت الحروب الدينية عبر التاريخ لإخفاء الأهداف الحقيقية لإخضاع البلدان الأجنبية واحتلالها ،هذه الأهداف التي تتمثل في الأهمية الاقتصادية والإستراتيجية لهذه البلدان واستخدمت الحروب الدينية لتأمين السيطرة على الطرق التجارية والمصادر الطبيعية .
وأفضل مثال على ذلك هي الحروب الصليبية التي امتدت من القرن الحادي عشر وحتى القرن الرابع عشر والتي قدمها المؤرخون كسلسلة مستمرة من الحملات العسكرية الدينية التي قام بها المسيحيون الأوروبيون لتخليص الأراضي المقدسة من الكفار الأتراك .
وفي الحقيقة فإن هناك علاقة صغيرة بين أهداف الحروب الصليبية والدين فقد كان الغرض الأساسي منها هو السيطرة على المجتمعات الإسلامية التجارية التي كانت تسيطر على الطرق التجارية في الشرق .
وكان دعم الكنيسة الكاثوليكية لهذه الحرب بروباغاندا إعلامية حيث انضم لها الآلاف من القرويين والرقيق والمتشردين في المدن .

الحرب الصليبية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ووسط آسيا
يجب ان يكون هناك سبب للحرب يطرح على الرأي العام حتى يضحي الشعب بالثمن المطلوب وهذا السبب يبنى عادة على أساس ديني أخلاقي أو عرقي .ولم تكن حرب الولايات المتحدة الصليبية على الشرق الأوسط ووسط آسيا شاذة فقد كانت (الحرب على الإرهاب) للدفاع عن أراضي الولايات المتحدة وحماية العالم المتمدن ، وتم تسويقها كحرب دينية (صراع الحضارات ) بينما الهدف الأساسي لهذه الحرب هو تأمين السيطرة والملكية المشتركة على الثروة النفطية في المنطقة وخصخصة المؤسسات الحكومية في دول المنطقة.(بدعم من البنك الدولي الذي يقوده بول وولفتز حاليا)ونقل السيطرة على اقتصاد الدول إلى أيادٍ أجنبية.
ان نظرية (الحرب العادلة ) التي تصور الحرب على انها حرب إنسانية خيرة هي خداع لإخفاء الأسباب الحقيقية للعمليات العسكرية وتهدف إلى إكساب الحرب صورة أخلاقية وأصحابها (المحتلون) أنهم ذوو مبادئ وقيم.
وفي نسختها المعاصرة دعت الولايات المتحدة إلى حرب عسكرية على أسس أخلاقية ضد دول (محور الشر) والإرهابيين الذين يهددونها ،وكان امتلاك (سبب فقط) أمر مركزي للإدارة الأمريكية لتبرير اجتياح واحتلال العراق وأفغانستان.
وتدرس في المعاهد العسكرية الأمريكية نسخة حديثة من نظرية الحرب العادلة تم دمجها في تعاليم المؤسسة العسكرية الأمريكية ."الحرب على الإرهاب " " المبادأة" استنادا على حق الدفاع عن النفس لقد اقرّوا :متى يمكن السماح بشنّ حرب؟
تعمل هذه النظرية على بناء وعي عند القوات المسلحة وإقناع الجنود ان العدو شيطان وإنهم يقاتلون من اجل سبب عادل وبشكل عام فإن نظرية الحرب العادلة بنسختها الحديثة جزء مكمل للدعاية الإعلامية الحربية(وسائل الإعلام التي تبث معلومات غير دقيقة وتسخر لكسب الدعم الشعبي للحرب) .

الحرب على النفط (شيطنة العدو)
توضع للحرب أجندة خيّرة وعبر التاريخ يتم تشويه سمعة العدو والحطّ من قدره ،وبالعودة مرة أخرى إلى الحروب الصليبية فقد تم رسم صورة للأتراك انهم شياطين ملحدين لتبرير الحرب عليهم .
وتخدم الشيطنة الأهداف الاقتصادية والجيوسياسية ومثل ذلك فإن المعسكر ضد(الإسلام الإرهابي) والذي تدعمه سرا المخابرات الأمريكية يخدم السيطرة على الثروة النفطية .
يحطّ المصطلح(الإسلام الفاشي) من قدر السياسات ،المؤسسات ،القيم والنسيج الاجتماعي للدول الإسلامية وأيضاً تُطرح مظلة الديمقراطية الغربية والسوق الحر كبديل وحيد لهذه الدول.
قادت الولايات المتحدة حرباً في منطقة الشرق الأوسط ووسط آسيا لتسيطر على 60% من احتياط النفط والغاز الطبيعي العالمي وقد سيطر عمالقة النفط الانجلو امركيين على طرق نقل النفط الخارج من المنطقة أيضاً .فالدول الإسلامية (السعودية،العراق،ايران،الكويت،الإمارات العربية قطر،اليمن،ليبيا،نيجيريا،الجزائر،قازاخستان،أذربيجان،ماليزيا،اندونيسيا وبروناي ) تمتلك 6602% أو 7509 % من احتياطات النفط اعتماداً على المصادر والطريقة التي تم بها التقدير.
وعلى العكس من ذلك فإن نسبة احتياط النفط في الولايات المتحدة 2% من احتياطات النفط العالمي أما الدول الغربية بما فيها الدول المنتجة الرئيسة ( كندا ،الولايات المتحدة،النرويج ،بريطانيا ، الدنمارك واستراليا ) فتسيطر على 4% من الاحتياط العالمي ( وفي تقدير آخر لمجلة النفط والغاز والتي شملت كندا أيضاَ فقد بلغت النسبة 1605 % .
وتقع معظم الاحتياطات النفطية العالمية في المنطقة الممتدة شمال اليمن إلى البحر الأسود ومن شواطئ البحر الأبيض المتوسط الشرقية إلى الخليج الفارسي ( العربي )وهذه المنطقة ( الشرق الأوسط ووسط آسيا ) هي مسرح الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على الإرهاب.
• يمتلك العراق خمسة أضعاف ما تمتلكه الولايات المتحدة من النفط.
• تمتلك الدول الإسلامية 16 ضعفا من النفط قدر ما تمتلكه الدول الغربية الغنية
• الدول الغنية بالنفط غير الدول الإسلامية هي(فنزويلا،روسيا،المكسيك،الصين والبرازيل) .
إذن فقد تم شيطنة عدو يمتلك ثلاثة أرباع احتياط النفط العالمي.(محور الشر)،(الدول المارقة)(الشعوب الفاشلة)(الإرهاب الإسلامي). الشيطنة والتشويه هي الايدولوجية الداعمة لحرب الولايات المتحدة على الإرهاب انها تعمل مثل(cases belli) لتبرير الحرب على النفط.
وتتطلب الحرب على النفط شيطنة من يمتلكونه لقد تم تصوير العدو على انه شيطان لتبرير العمل العسكري الذي ادّى إلى قتل جماعي للمدنيين. وقد تمّ تسليح منطقة الشرق الأوسط ووسط آسيا وتطويق حقول النفط ، تتمركز سفن الناتو الحربية في شرق البحر المتوسط (كجزء من قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة)،وحاملات الطائرات الأمريكية وأسطول المدمرات في الخليج الفارسي (العربي) وبحر العرب كجزء من الحرب على الإرهاب.
الهدف النهائي الذي يضم العمل العسكري والأعمال الاستخباراتية والدعاية الحربية يهدف لكسر البنى الوطنية وتفتيت الدول السيادية إلى مناطق اقتصادية مفتوحة حيث يمكن للمصادر الطبيعية ان تصادر وتنهب تحت إشراف (السوق الحرة)
وهذه السيطرة امتدت أيضاً إلى خطوط أنابيب النفط والغاز الطبيعي (مثل أفغانستان)،
وتسعى الشيطنة إلى التأثير على الرأي العام وبناء أغلبية تؤيد الحرب ويتم دعم الحرب النفسية من البنتاجون وجهاز المخابرات .ولم تتوقف عند تشويه وإعدام قيادات هذه الدول انما امتدت إلى الشعوب واستهدفت المسلمين في اوروبا الغربية وأمريكا الشمالية .وتهدف إلى تحطيم الشعور الوطني والقدرة على مقاومة الاحتلال انها تشوه سمعة الإسلام.
وبالإضافة إلى ذلك فهي تخلق انقسامات داخلية ومصممة لتقسيم المجتمعات وإشعال الحروب الأهلية ،إنها تخلق بيئة تيسّر سيطرة الأجنبي على البلاد والمصادر الطبيعية في نفس الوقت ،انها تشجع ردود فعل ومشاعر وطنية جديدة
وتجند عرقي وطائفي .
ومن الضروري ملاحظة ان تشجيع الانقسامات الطائفية والحروب الأهلية تم التفكير بها في مرحلة إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط حيث ان الدول سيتم تفتيتها بقسوة وتحويلها إلى مناطق صغيرة مفككة .
إن خريطة الشرق الأوسط الجديد رغم كونها غير رسمية فقد استخدمتها الأكاديمية العسكرية الأمريكية وتم طبعها سابقا في مجلة القوات المسلحة(حزيران 2006)
وفي هذه الخريطة يتم تقسيم الدول الوطنية ورسم حدود دولية جديدة على خطوط اثنية وطائفية وبانسجام مع المصالح الانجلوامريكية النفطية.وقد استخدمت الخارطة أيضاً في كلية الدفاع التابعة للناتو للضباط العسكريين ذوي الرتب العالية.
يتواجد النفط في أراضي المسلمين ،وتشويه سمعة العدو هو جزء ورزمة من الطاقة الجيوسياسية وهو وظيفة مباشرة للتقسيم الجغرافي لاحتياطات النفط والغاز العالمية
ولو كان النفط في الدول التي تسود فيها الديانة البوذية او الهندوسية فإنه من المتوقع ان تكون السياسة الخارجية للولايات المتحدة موجهة ضد هذه الديانات وستكون هي هدف التشويه .
وتبعا لتصريحات الرسميين الأمريكيين فإن الأهداف القادمة في مسرح الحرب في الشرق الأوسط هي إيران وسوريا وهما جزء من محور الشر
وترعى الولايات المتحدة الحروب الأهلية في مناطق النفط والغاز في نيجيريا والصومال وكولومبيا واليمن وانغولا ودول الاتحاد السوفييتي السابق كالشيشان مثلا وتبررها.وتعمق الدعم الخفي للمجموعات المسلحة في دارفور ،في السودان التي تمتلك احتياط نفط كبير وفي الصومال هناك امتيازات مربحة لأربع شركات نفط عملاقة انجلو امريكية .
وتبعا لوثائق حصلت عليها عليها (The Time) فإن ثلثي أراضي الصومال تم إعطاء امتيازات البحث عن النفط فيها لشركات النفط العملاقة الأمريكية (conoco, Amoco, Chevron, Phillips) في السنوات الأخيرة قبل التخلص من الرئيس الموالي للولايات المتحدة محمد زياد بري وتدهور الأوضاع فيها في كانون ثاني 1991 .
وكانت الشركات تأمل ان قرار ادارة بوش إرسال الجنود الأمريكيين لحماية سفن المساعدة للصومال سوف يحمي أيضاً استثماراتهم التي تبلغ قيمتها بلايين الدولارات هناك .
العولمة والسيطرة على مصادر الطاقة العالمية
ان شيطنة المسلمين بما فيها تشويه الدين الإسلامي تم تطبيقها عبر العالم جميعه وشرعت على مستوى الايدولوجية كأداة للسيطرة على مصادر الطاقة في العالم.
انها جزء من الاقتصاد الحر وآليات سياسية ضمن النظام العالمي الجديد .



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق : عودة للتراث الفارسي
- تذكّروا : من أين تأتي الأزهارفي عيد الحب ؟
- الجرحى العراقيون : على مسؤوليتهم الخاصة
- في مثل هذا اليوم
- مقاومة الحرب على العلم
- لماذا يكرهوننا ؟
- يوم عادي في بغداد
- لغز أجهزة قياس النفط المفقودة ( تساؤلات حول عائدات النفط الع ...
- جوقة الحرب أين هم الآن؟
- آمر سجن الفلوجة
- العراق بعد اربع سنوات :الكارثة مستمرة
- راشيل كوري شهيدة رفح
- الانتحار :الطريقة الوحيدة للخروج من العراق
- النفط لمن؟
- لعبة المونوبولي بالأموال العراقية
- نفاق الولايات المتحدة حول حقوق الإنسان
- احتجاز العمال الآسيويين للعمل في السفارة الأمريكية في بغداد
- الأبارتهايد يشبه هذا –إهانات صغيرة على حاجز اسرائيلي 1
- الأبارتهايد يشبه هذا –إهانات صغيرة على حاجز إسرائيلي 2
- ضحايا الجدار


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فضيلة يوسف - شيطنة المسلمين والحرب على النفط